تحذيرات جديدة من مخاطر تغير المناخ

Наслідки зміни клімату

إن البشر هم أول المسؤولين عن  ظاهرة   احترار الأرض  ويمثلون  خطرا  ” على كوكب الأرض   يضاهي  الخطر  الذي مثله “النيزك  على  الديناصورات قديما “. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها  الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش  في نيويورك بمناسبة يوم البيئة العالمي. لذا  فإننا لسنا في  خطر  بقدر ما نحن  نكون   الخطر ذاته  ”  بحسب  غوتيريش  الذي وجه  أصابع  الاتهام على وجه خاص  إلى   قطاع الوقود الأحفوري الذي  سماه ب”عراب الفوضى المناخية”.

وكرر غوتيريش   دعوته لفرض ضرائب على أرباح قطاع  الوقود  الأحفوري   كوسيلة  لتمويل مكافحة  الاحتباس الحراري  وطرح فكرة حظر الإعلانات  التجارية  للشركات  العاملة  في قطاعات النفط والغاز الطبيعي والفحم . كما وصف غوتيريش   اللحظة الراهنة  ب”الحاسمة بالنسبة للمناخ”  داعيا البشرية إلى الخروج من الطريق السريع المؤدي إلى الجحيم  المناخي على  حد قوله  ومذكرا بتعهدات  الدول الموقعة على اتفاقية  باريس  حول المناخ  بتحديد  أهداف  جديدة  لمشاريع    خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول  عام 2025 . وقال  غوتيريش : “نحن نلعب الروليت الروسية مع الكوكب ويتوجب علينا   الخروج من هذا الطريق السريع المؤدي إلى  الجحيم المناخي. والحقيقة  أن  الأمور  لا تزال في  نطاق السيطرة  ولا يزال من الممكن الحد  من ارتفاع  درجة  حرارة الأرض  بحدود  درجة ونصف  الدرجة  المئوية.”

إذا فإننا  في لحظة الحقيقة  فالمعركة من أجل الكوكب   إما  أن  تكسب وأما أن تخسر  خلال  هذه العشرية  بحسب  غوتيريش . وعليه  دعا  الأمين العام  للأمم المتمحدة   قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات فورية  من أجل   الحد من  التلوث الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري  بشكل  ملحوظ والتخلي عن  مشاريع الفحم  الجديدة . كما حث الدول الغنية على التخلي  عن  استخدام  الفحم بحلول عام 2030  والحد  من استخدام   النفط والغاز بنسبة ستين   بالمائة بحلول عام 2035  فضلا عن  زيادة  التمويل للدول الأكثر فقرا  والأكثر عرضة  لتداعيات  التغير المناخي.وأضاف  غوتيريش يقول  : “لا يمكننا أن نقبل مستقبلا يكون فيه الأثرياء محميين في فقاعاتهم  المكيفة  بينما يتعرض بقية الناس   لطقس قاتل في مناطق غير صالحة للعيش”.

تقديرات  غزتيريش  تعتمد على  الإحصاءات  الرسمية التي  تظهر أن   أكثر من  ستين  ألف شخص  توفوا  بسبب   ارفتاع درجات  الحرارة في  العام الماضي في أوروبا فيما   يحذر الباحثون من احتمال ارتفاع  عدد  ضحايا   مظاهر  الطقس المتطرف   إلى   مائة  ألف  بحلول عام 2040 ما لم تتخد  التدابير المناسبة   لمكافحة  احترار  الأرض .

كارلو بونتيمبو مدير خدمة مراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي  والمعروفة  ب”كوبرنيكوس”  وصف  الحالة  المناخية   الراهنة  بالخطيرة :”لقد ارتفع  عدد   الوفيات الناجمة عن الموجات الحارة  في أوروبا بنسبة ثلاثين   بالمائة   على  مدى  السنوات العشرين الماضية. وهناك علاقة مباشرة بين هذه الزيادة  وارتفاع  درجات  الحرارة  والموجات الحارة  التي  كثرت  على  مدى  السنوات  الماضية  وازدادت  شدة  وتستغرق وقا  أطول   سنة تلو الأخرى  .علينا   أن نتوقع ارتفاع درجات الحرارة باستمرار  أيضا  خلال  السنوات الخمس المقبلة”.

قال  خبراء  كوبرنيكوس في شهر يونيو حزيران الماضي أن احترار الأرض بشكل   متسارع أدى إلى  تسجيل   أرقام  قياسية  جديدة   للمعدلات  العالمية   لدرجات  الحرارة  الشهرية   على مدى اثني عشر  شهرا متتاليا . وأوضح  كارلو بونتيمبو أن  استمرار  الموجة الحارة لسنة كاملة   “صادم ولكنه  غير مفاجئ  في  سياق تغير المناخ الناجم عن  الأنشطة البشرية.  وحذر بونتيمبو   من أن القادم  أسوأ  ما لم  تتمكن  الدول من   الحد  من   التلوث الناجم عن استخدام  الوقود الأحفوري. وأظهرت بيانات كوبرنيكوس أن  درجات  الحرارة   الشهرية   كانت  أعلى    بمقدار  درجة ونصف الدرجة المئوية  على  الأقل   منذ  شهر يوليو  تموز  عام 2023  مقارنة  بالفترة ما قبل  العصر الصناعي  أي منذ  بدء  استخدام   كميات  كبيرة  من  الوقود الأحفوري  .

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من حرق الوقود  الأحفوري  تعتبر   السبب الرئيسي لتغير المناخ  .  فقد بلغت  هذه الانبعاثات مستويات   قياسية في العام الماضي على الرغم من الاتفاقيات العالمية   الرامية إلى  الحد منها   وعلى الرغم  من  الانتقال  إلى  الطاقة المتجددة. ويوضح الخبراء أن احترار  كوكب الأرض يؤدي إلى  هطول   كميات  أكبر من  الأمطار فضلا عن  ذوبان الجليد البحري والطقس   المتطرف ما  يؤثر  على   الزراعة ويتسبب  في  هجرة جماعية ويضر  بصحة  البشر. كما حذر الخبراء من أن  التطورات   المنخاية  الحديثة  تؤكد أن  تحقيق  هدف  اتفاقية  باريس  حول  المناخ  والمتمثل  في الحد من ارتفاع درجات  الحرارة  بحدود  درجة مئوية   ونصف الدرجة   لا يزال  بعيد  المنال.

كما  نبه   العلماء إلى  الوتيرة  المتسارعة  غير المسبوقة   لاحترار   الأرض وبلوغ   درجات الحرارة  مستويات غير عادية . فدراسة حديثة  حول   الموجات الحارة  في عام 2023  تظهر أن   مظاهر  الطقس  المتطرف ستتكرر بوتيرة  أسرع  وستعرض مجموعات كاملة من الحيوانات والنباتات   لخطر الانقراض  .. لقد تفاقمت بالفعل الموجات الحارة “القاتلة” والفيضانات والأعاصير وغيرها من مظاهر  الطقس   القاسي   بسبب  تغير المناخ  ولكن  رغم أن  ارتفاع  معدلات الحرارة بأكثر من  درجة  ونصف الدرجة المئوية  شهريا على مدى  عام  كامل  مثير للقلق  إلا أن الخبراء يقولون إن الأمر يحتاج إلى  استمرار   درجات الحرارة المرتفعة  لعدة سنوات  متتالية   لكي يتجاوز العالم هذا الحاجز  بشكل رسمي  .