Tag: الانتخابات

  • التحقيق في التأثير الانتخابي

    التحقيق في التأثير الانتخابي

    بعد أن تم إحضاره بمذكرة اعتقال، وُضع المرشح اليميني المتطرف السابق للرئاسة الرومانية، “كالين جيورجيسكو”، تحت الرقابة القضائية لمدة ستين يوماً، بعد أن استمع إليه المدعون العامون يوم الأربعاء، لعدة ساعات في مكتب المدعي العام. وقد وُجّهت إليه ست تهم بارتكاب جرائم، بعضها ما زال مستمراً. ويتمثل بعضها في التحريض على اتخاذ إجراءات ضد النظام الدستوري، وهي جريمة لم يحاكم بسببها أحد من قبل.

    وتتضمن التهم الأخرى، نقل معلومات كاذبة، وتصريحات كاذبة حول أصول ومصادر تمويل الحملة الانتخابية، وإنشاء منظمات فاشية أو عنصرية، أو معادية للأجانب ومعادية للسامية، والانضمام إلى هذه الجماعات أو دعمها بأي شكل من الأشكال، فضلاً عن الترويج علناً لمجموعة من الأشخاص، المدانين بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الإنسانية وجرائم الحرب. وقد نفى “كالين جيورجيسكو” ارتكاب أي مخالفات، متهماً السلطات بسلوك يذكّر بماضي رومانيا الشيوعي.

    وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، ألغت المحكمة الدستورية الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى التدخل الأجنبي، وقررت استئناف العملية الانتخابية بالكامل. بعد أن كان من المقرر أن يتواجه “كالين جيورجيسكو” مع “إيلينا لاسكوني” في الجولة الثانية، بعد احتلالهما للمركزين الأول والثاني على التوالي.

    وبعد الإعلان عن لائحة الاتهام ضد المرشح الرئاسي السابق، أكّد السياسيون الرومانيون من جديد، ثقتهم في القضاء الروماني واستقلاله. ومع ذلك، شدّد رئيس الوزراء “مارتشيل تشيولاكو”، بأن على الأجهزة القضائية تقديم أدلة قوية للغاية في هذا التحقيق للرأي العام، بسبب المناخ الانتخابي المتوتر.

    وقال رئيس حزبAUR  المعارض، “جيورجي سيميون” ، بأنه يواصل دعم ترشيح “كالين جيورجيسكو” للرئاسة. وهو ينتظر في نفس الوقت، أدلة دامغة تتعلق بالقضية التي يحقق فيها الآن مكتب المدعي العام معه. بدورها، قالت رئيسة حزب USR، “إيلينا لاسكوني”، بأنها لا تزال تثق في القضاء، وتعتبر أن المدعين العامين يؤدّون واجباتهم بشكل صحيح. كما اتهمت رئيسة حزبPOT المعارض، “آنا ماريا غافريلا”، القادمة حديثاً إلى البرلمان، السلطات بإرهاب أنصار “كالين جورجيسكو”.

    ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية جديدة في رومانيا، يومي الرابع والثامن عشر من شهر أيار/مايو من هذا العام. وفي نهاية جلسات الاستماع في مكتب المدعي العام، قال “كالين جيورجيسكو”، بأنه سيترشح بالتأكيد إلى الانتخابات الرئاسية القادمة.

  • رومانيا تتعرض لهجوم كمبيوتر

    رومانيا تتعرض لهجوم كمبيوتر

     في سلوك غير معتاد، رفع الرئيس “كلاوس يوهانيس” السرية، عن الوثائق المقدمة في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع الوطني، والمتعلقة بعدم الامتثال لقواعد الإعلان الانتخابي قبل الجولة الأولى. وجاء في البيان الصحفي الذي نشر بعد الاجتماع، عن وجود هجمات إلكترونية، للتأثير على صحة العملية الانتخابية في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.  حيث فاجأ المرشح المستقل والقادم من العدم “كالين جيورجيسكو” الجميع، واستفاد من الحملة الضخمة عل شبكة التواصل الاجتماعي ” تيك توك”.

    وتثبت الوثائق التي رفع عنها الرئيس السرية، وجود شيء غير طبيعي، مع وجود درجة عالية من الأعمال الخطرة التي استهدفت رومانيا.  وتشير تقارير جهاز المخابرات الروماني، إلى أنه في سياق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، كانت هناك حملة ترويجية شرسة، تم تنفيذها من خلال التحايل على التشريعات الانتخابية الوطنية، فضلاً عن استغلال بعض وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات إعلامية لرفع شعبية جورجيسكو.

    ويشير جهاز المخابرات الروماني إلى تضخيم حملة ” جيورجيسكو” على منصة ” تيك توك” قبل أسبوعين من موعد الانتخابات، حيث تمكنت من ضمان فوز المرشح في الجولة الأولى، والذي كان بمستوى شعبي منخفض جداً في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

    ولم يكن نمو عدد الحسابات التي روجت للحملة الانتخابية لجيورجيسكو طبيعياً، حيث كان بإمكان جهة حكومية ما أن تنسق نشاط الحسابات، مع استخدام قناة اتصال بديلة لتوزيع الرسائل على المنصة. ونتيجة لذلك، وصل جيورجيسكو إلى المركز التاسع عالمياً من حيث الانتشار، قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

    ووفقاً لتقارير جهاز المخابرات الروماني، تم التعرف على مواطن روماني زُعم أنه تبرع بأكثر من مليون يورو على منصة ” تيك توك” لتمويل حملة جيورجيسكو الانتخابية. كما وقعت هجمات إلكترونية  يوم الانتخابات وفي الليلة التي تلت الاقتراع. ويشير تقرير جهاز المخابرات الخارجية إلى أن رومانيا تعد هدفًا للأعمال الروسية الهجينة العدوانية، بما في ذلك تسريب المعلومات والتخريب.

    ويحيّر “كالين جيورجيسكو” رجال السياسة وبيئة الأعمال، بما في ذلك رؤيته للاكتفاء الذاتي للاقتصاد، وإعجابه الصريح بروسيا البوتينية والقادة المعادين للسامية، والفاشيين من فترة ما بين الحربين الرومانيتين، ونقده الدائم لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وكذلك للمساعدات المقدمة لأوكرانيا، وهو ما يذكرنا بالنوع التشاوشيسكي الشيوعي-القومي.

    ولم تبقى أفكاره دون صدى بين شركاء رومانيا الاستراتيجيين، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر” بأن الولايات المتحدة تشعر بالقلق، إزاء تقرير مجلس الدفاع الوطني، حول تورط روسيا في أنشطة إلكترونية ضارة، تهدف إلى التأثير على نزاهة العملية الانتخابية. ويقول “ميلر” إن التقدم الذي حققته رومانيا بشق الأنفس، في ترسيخ نفسها في مجتمع عبر الأطلسي، لا يمكن عكسه من قبل الجهات الفاعلة الأجنبية، التي تحاول إبعاد السياسة الخارجية للبلاد عن تحالفاتها الغربية.

     ويلفت الانتباه إلى أن أي تغيير من هذا القبيل، يمكن أن يخلف تأثيراً سلبياً خطيراً، على التعاون الأمني ​​بين الولايات المتحدة ورومانيا، في حين أن القرار بتقييد الاستثمار الأجنبي، من شأنه أن يثني الشركات الأميركية، عن الاستمرار في الاستثمار في رومانيا.