Tag: المحيط الأطلسي

  • الخطة الأوروبية من أجل إعادة التسلح

    الخطة الأوروبية من أجل إعادة التسلح

    مع تزايد عدوانية روسيا القريبة في الشرق، وتباعد أمريكا المتزايد عبر المحيط الأطلسي، تشهد أوروبا فترة من انعدام الأمن، لم تعرف مثلها منذ عقود. وبناء عليه، تقترح المفوضية الأوروبية خطة إعادة تسليح على مستوى الاتحاد الأوروبي، وبتكلفة تقديرية بنحو ثمانمئة مليار يورو، على مدى السنوات الأربع المقبلة، استناداً إلى الاقتراح الذي تم تقديمه، قبل قمة الاتحاد الأوروبي الخاصة في بروكسل يوم الخميس.

    وأرسلت رئيسة المفوّضية الأوروبية، “أورسولا فون دير لاين”، رسالة إلى قادة الدول الأعضاء، توضّح بالتفصيل الخطة الجديدة للتسليح الأوروبي، بالإضافة إلى دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا. وتحدثت وكالات الصحافة الدولية نقلاً عن خبراء، بأن هناك نقصاً واضحاً في القدرات الإنتاجية العسكرية الأوروبية، في الوقت الحالي.

    فعلى سبيل المثال: التزم c بتزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية في عام ألفين وأربعة وعشرين، لكن تحقيق الهدف تأخر بضعة أشهر. وتتضمن خطة رئيسة المفوّضية الأوروبية خمسة أدوات للتمويل، الأولى من خلال زيادة ميزانيات الدفاع الوطني الأوروبية، بنسبة واحد ونصف في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، والتي ستؤدي إلى توفير ستمئة وخمسين مليار يورو في أربع سنوات.

    أما الأداة الثانية، فهي قروض مشاريع الدفاع المشتركة، وبقيمة مئة وخمسين مليار يورو. حيث نقل مراسل راديو رومانيا في بروكسل، عن “فون دير لاين”: “بأن الأمر يتعلق بالإنفاق والاستثمار بشكل أفضل في القدرات الأوروبية، مثل الدفاع الجوي وأنظمة المدفعية والصواريخ والطائرات المسيّرة، وكذلك في المجال السيبراني واللوجستيات العسكرية. حيث ستساعد هذه الأداة الدول الأعضاء، على خلق طلب على الصناعة، وتزايد القدرة على مساعدة أوكرانيا بشكل كبير. أما الأداة الثالثة، فهي إمكانية استخدام الدول الأعضاء لأموال التعاون في المشاريع الدفاعية. أما الأداتين الرابعة والخامسة، فهما رأس المال الخاص، والقروض المقدمة من بنك الاستثمار الأوروبي.

    وتُظهر الحسابات أن أوروبا قد تتجاوز ثلاثة ونصف في المئة من الناتج المحلي الإجمالي المخصصة للدفاع، وهو بالضبط ما هو مطلوب بشكل حتمي من الحلفاء الأوروبيين والإدارة الجمهورية الجديدة في واشنطن، بقيادة دونالد ترامب. ويشير الخبراء إلى أن رئيسة المفوضية اقترحت في خطتها لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي، منح الدول الأعضاء مزيداً من الحرية في تطبيق القواعد الصارمة، بشأن الديون والعجز. وتثير أيضاً، إمكانية إعادة تخصيص أموال التنمية الإقليمية للاستثمارات العسكرية، مما قد يسبب الإحباط في أفقر مناطق الاتحاد. وأخيراً، تتردد البنوك الخاصة عموماً، في الانخراط في مشاريع الاستثمار العسكري.

  • رومانيا والانتقال إلى الطاقة الخضراء

    رومانيا والانتقال إلى الطاقة الخضراء

    قال رئيس الوزراء “مارتشيل تشيولاكو”، بمناسبة اجتماع الشراكة من أجل التعاون، في مجال الطاقة والمناخ عبر المحيط الأطلسي في بوخارست، والذي حضره ممثلون عن القطاعين العام والخاص، من جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة: “لن يتحقق الأمن الطاقي، إلا إذا توفرت موارد طاقة بأسعار معقولة للاقتصاد والمواطنين، وللقدرة التنافسية الاقتصادية، بحيث يمكن اتخاذ الخطوة الحاسمة نحو الهدف الأساسي التالي، للحصول على طاقة نظيفة وخضراء”.

    واكّد رئيس الوزراء: “بأن على أنظمة الطاقة أن تكون قادرة، على توفير الطاقة في أي وقت، وفي ظل ظروف الضغط الداخلي أو الخارجي، لجميع المستهلكين وفي أي مكان”. وتابع ” بأنه من الضروري تنويع مصادر الطاقة ووسائل إنتاجها، وفي سياق الحرب في أوكرانيا المجاورة واقتراب فصل الشتاء، هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لدعم جمهورية مولدوفا وأوكرانيا، وجميع دول المنطقة التي تعاني من نقاط ضعف”.

    ولهذا السبب، تعمل رومانيا على تحسين قدراتها، على الربط البيني مع جميع البلدان المحيطة، مع بلغاريا واليونان، ومع تركيا وأذربيجان وجورجيا أيضاً. وقال بأن بوخارست تستثمر في ميادين جديدة، للحصول على الطاقة من مصادر متجددة، وتهدف أيضاً  إلى مضاعفة إنتاج الطاقة من المحطات النووية. وكل هذا بهدف تحديث قطاع الطاقة، الذي سيصبح أكثر مقاومة للصدمات الإقليمية أو العالمية. كما أشار رئيس الوزراء إلى مشروع نيبتون للتنقيب عن الغاز العميق في البحر الأسود، والذي سيضاعف طاقة إنتاج الغاز في رومانيا، ويحول البلاد إلى أكبر منتج في الاتحاد الأوروبي، بدءاً من عام ألفين وسبعة وعشرين.

    وسلّط الضوء على الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لرومانيا، في مشاريع الطاقة الاستراتيجية في المجال النووي، مشيراً إلى بناء المفاعلين الثالث والرابع في محطة تشيرنافودا” للطاقة النووية، في الجنوب الشرقي من البلاد. وقد تم خلال منتدى بوخارست، توقيع مشروع تعاون بين شركة الطاقة الكهربائية النووية وشركتين أمريكيتين، بحيث يتم تحويل محطة طاقة سابقة تعمل بالفحم، إلى محطة طاقة نووية كهربائية حديثة، لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

    وقال وزير الطاقة “سيباستيان بوردوجا”: “بأن رومانيا ملتزمة بتحقيق التحول الأخضر بطريقة عملية وواقعية، بحيث تكون مثالاً يُحتذى في المنطقة والعالم، من خلال استخدام الغاز على المدى القصير والمتوسط، بالإضافة إلى الطاقة النووية”. ويتابع قائلاً بأن مناجم الفحم ومحطات الطاقة الحرارية، ستستمر في العمل في رومانيا،لمدة عام ونصف على الأقل، لأن البلاد لا تزال بحاجة إلى محطات الطاقة الحرارية التقليدية، والتي أثبتت فائدتها خاصة في سياق موجة الحر الأخيرة.

    وتركّز المناقشات حالياً في بوخارست، على مستقبل الطاقة في جميع أنحاء العالم، وعلى تطوير طاقة المستقبل، بحيث تكون آمنة ونظيفة، ويمكن الوصول إليها، مع الاستثمار في مصادر جديدة لإنتاج الطاقة، سواء كانت حرارية أو كهربائية، وكذلك على التعاون بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.