Tag: سولينا ،FIJET،الدانوب

  • سولينا، المقبرة متعددة الأديان

    سولينا، المقبرة متعددة الأديان

    تقع مدينة سولينا في شرق أقصى رومانيا وتمثِّل ميناءً على البحر وعلى الضِّفّة الغربية لنهر الدانوب. أصبحت المدينة مَصْيفًا في سبعينيات القرن الماضي عندما جَذبت السُيّاح المُهتمّين بجمال دلتا الدانوب والمستمتِعين بالشاطئ النائي برمْلِه الناعم. وتُذكِّرُ مباني سولينا التاريخية أيّام المجد

    الغابِر، عندما كانت المدينة مقرَّ لجنة الدانوب الأوروبيّة، التي أشرفت على حركة السُّفن في الدانوب، وِفقًا لمعاهِدة باريس في العام 1856. وتمَّ مشروع تنظيم المِلاحة على الفرع الأوسط لنهر الدانوب تحت إشراف المهندس الإنكليزي تشرالس هارتلي الذي شارك في تصميم مشروع قناة السويس.

    في النصف الثاني للقرن التاسع عشر فتحت في سولينا قنصليات ومكاتبُ لملاك السفن والتجار، وأيضا جرى نشاط تجاري مهم، خاصة بالحبوب وأصبحت المدينة تزدهر. وطبعًا فُتحت حاناتٌ كثيرةٌ على الضفّة الغربية لنهر الدانوب في الميناء. واختفى الكثير من المباني القديمة في الحكمِ الشيوعيّ عندما تمّ تشييدُ مبانٍ سكنيّة مكانَها. بالإضافة إلى الميناء في سولينا والمباني القديمة التي لا تزال قائِمَةً، تمثِّلُ المقبرة متعدّدةُ الأديان وجهةً سياحيّة حيث إنها شاهِدٌ على المجتمع المتعدد الجنسيّة الذي عاش في سولينا منذ قديم الزمن. وقد أُنشِئَت المقبرةُ في العام 1864 وكانت تشرف عليها لجنة الدانوب الأوروبيّة نفسها، وقد دُفِن فيها تجار وأميرات ونساء لهن قصص شهيرة وقراصِنَة وبحّارَة وأيضا المَوتَى من سكّان المدينة وبعض المغامرين من شَتَّى أنحاء العالم. فالَنتين لافريك ، وهو مدرِّس في سولينا وعُضو مُؤسَّسة “اكتشِفْ سولينا” التي تُروِّج لهذه الوجهة السياحيّة، يقدّم لنا المزيدَ من المعلومات عن قصص الناس المدفونة هناك:

    “أشهر قَبْر هنا هو قَبْر القرصان الذي كان اسمه جرجيس كنتوجوريس  ووِفْقًا للأسطورة هو كان يسرِق من الأَغْنياء ويُعطي للفقراء، ويشبه بهذا شخصية روبن هود. ولد في كيفالونيا ومات في سولينا في الثالثة والثلاثين من عمره، في الخامس وعشرين من مارس وقد شُيِّدت المقبرةُ من قبل أخيه، غريغوري وهذه هي المقبرة الوحيدة في أوروبا التي تَحوي رُفاةَ قُرصان. وكان يخدَع السفن بخُدْعة بسيطة حيث كان يُشيرُ بمصباحٍ من على الشاطئ، مُلَمِّحًا لها بأنّ هناك ماءا بما فيه الكفاية للعبور، والسفن تعتقد أن هذه علامةٌ رسميّةٌ من الميناء وتأتي بكامل سرعتها، فتَنغَرِسُ في رمل الشاطئ، وبعدها يَنْهَب القرصان هذه السفن التي تعلِق على الشاطئ بدون معارك كبيرة، وقد جعله هذا شديدَ الثَراءِ، حيث يُرى هذا بِوُضوحٍ من شكل مَقْبَرَتِه.”

    في العام 1871، وهو العام الذي مات فيه القرصان، تمّ إنشاء المنارة التي كانت تُرشِد السفنَ إلى الميناء، وتُعْرَف حاليًا باسم المنارة القديمة، وتوجَد في وسط المدينة بعيدًا عن الشاطئ. وفي كل عام تزداد مِساحة اليابسة بسبب الرواسب التي يُحضرها ماء الدانوب فظهرت هناك منطقة يابسة بين فَرْعَي سولينا وكيليا، والتي أصبحت مكانًا للجوء العصافير، حيث تمثّل منطقةً محميةً يمكنكم رؤيتُها من على متن القارب في رحلات على سولينا.

  • سولينا

    سولينا


    اليوم نذهب إلى الوجهة السياحية المذكورة في قائمة أفضل 10 وجهات سياحية في رومانيا لعام 2023. كما تعوّدنا منذ فترة، نتابع زيارة تلك الأماكن في البلاد التي تمت زيارتها والترويج لها وتم التصويت عليها وتكريمها من قبل أعضاء نادي الصحافة السياحية – FIJET رومانيا، بسبب قيمتها السياحية. وصلنا اليوم إلى المركز الرابع: سولينا. سولينا هي المدينة التي تقع في أقصى شرق بلدنا، وهي ميناء موجود على مصب قناة سولينا على البحر الأسود، والتي يمكن الوصول إليها فقط عن طريق الماء، بواسطة نوعين من وسائل النقل: القارب السريع والقارب الكلاسيكي، والتي تعتبر الرحلة إليْها متعة حقيقية لعشاق الطبيعة. وباعتبار أن المكان المقترح من قبل غريغ بوته، وهو صحفي سياحي وثقافي في كتسافنشي، ومؤسّس صفحات الفيسبوك والإنستغرام وقنوات اليوتيوب وتيك توك المُسَمَّاة “ساعة من السياحة” Ora de Turism، ونائب رئيس FIJET رومانيا، فقد قمنا بدعوته ليشرح لنا أكثر: “سولينا مكان سحري، متنوع ومختلف، مزيج من القديم والجديد، القرية والمدينة، الدلتا والبحر، على حافة رومانيا والعالم، حيث يمكن للسائحين الاستمتاع بخبرة سياحية فريدة من نوعها. مدينة سولينا تقدّم للسّيّاح الذين يهتمون باكتشاف روح المكان إجازة نشطة ومميزة لأنّها تحتوي على أماكن للإقامة المصممة بذوق فنّيٍّ تقليديٍّ ريفيٍّ تقدّم وجبات غذائية، بِشَكْلٍ شِبْه حَصريّ من الأسماك. والرحلات بالقوارب والقوارب الخفيفة تقودُ إلى مصبّ نهر الدانوب في البحر، نحو خليج موسورا، حيث يوجد حطام سفينة طُرغوط أو جَزيرة العصافير. من أجل ذكريات لا تُنسى، ننصحكُم أن تزوروا المقبرة متعدّدة الديانات الوحيدة في أوروبا، حيث يمكنكم اكتشاف قصص الناس الذين جاؤوا إلى سولينا من كل العالم واستقرّوا للأبد. أو تستطيعون الذهاب إلى الرحلات الاستكشافية على الماء للتستكشفوا العصافير أو تأمّل طلوع الشمس أو غروبها على شاطئ البحر أو بجانِبِ المنار القديم.”



    بُنِيَ المنار القديم بين عامَيْ 1869 — 1870 ويبلغ طوله 17 مترًا وهو الآن يلعب دور متحف. على مرّ الزمان شهد المبنى ترميماتٍ وتعديلاتٍ بدون أن يتغير الهيكل الأصليّ. المعرض الدائِمُ الموجود داخل المتحف يُقدّم مراحل مهمّة في تطوّرِ المدينة، وخاصّة من فترة تشغيل “لجنة الدانوب الأوروبية”، وتحتوي على معلومات عن الحيات والعمل لشخصيتين مُهِمّتَيْنِ من تاريخ المدينة وهما: إوجِنيو بوتيز (المعروف بلقب جان بار Jean Bart) وجورج جورجيسكو.



    كما بوجد في الطابق الأرضي معرضٌ مخصّصٌ “للجنة الدانوب الأوروبية” وهي هيئة دولية أُسِّست في الثلاثين من مارس عام 1856 بعد معاهدة باريس والتي أدارت المنار من عام 1879.وأعلى بناءٍ في سولينا هي مَحَطّة المياه، ويُحكى أنَّ الملكة فِلهِلمينا ملكة هولندا أمرت وساعدت بالمال على بِناء هذه المحطة وشبكات الصرف الصحي بعدما وصلت إلى سولينا عام 1890 وطلبت كأس الماء عند نزولها من السفينة وقُدِّم لها الماء من نهر الدانوب مباشرةً.


    وننتظركم في حلقة أخرى من برنامجنا لنستَكْشف وجهة جديدة من رومانيا كلها!