Tag: كيشيناو

  • مايا ساندو : ولاية رئاسية ثانية

    مايا ساندو : ولاية رئاسية ثانية

    بعد انتخابات الخريف التي فازت بها، بدأت “مايا ساندو” رئيسة جمهورية مولدوفا فترة ولايتها الثانية. وأدّت اليمين الدستورية، في جلسة رسمية مشتركة للبرلمان والمحكمة الدستورية. وقالت في خطاب تنصيبها، بأنها تبدأ ولايتها الثانية “أولاً وقبل كل شيء بتواضع وتصميم”، على أن يكون الهدف الأساسي “مولدوفا في الاتحاد الأوروبي”، وضرورة عدم النظر إلى الدخول في أوروبا، على أنه “بطاقة استثنائية للوصول إلى الجنة”.

    واستعرضت “مايا ساندو” الإنجازات التي حققتها في فترة ولايتها الأولى، مسلّطة الضوء على احترام القادة الأوروبيين لجهود جمهورية مولدوفا في عملية الانضمام خلال فترة ولايتها الأولى، مشجعة أطياف المجتمع المولدوفي للقيام بحملة وطنية كبيرة من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى التقدم المتحقق في مجال الاستقلال الطاقي. مايا ساندو

    تحظى مولدوفا باحترام كبير أكثر من أي وقت مضى. فالعالم ينظر إلينا بحب واهتمام، ويدعمنا في تحقيق حلمنا. لكن الباقي متروك لنا. لقد بدأنا في تحرير أنفسنا من التبعية الطاقية، رغم ارتفاع الأسعار، فلا يمكن لأحد أن يبقي جرحنا مفتوحاً وأن يستغلنا من خلاله. كما تمكنا من فتح الباب على مصراعيه للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وهو أمر ليس سهلاً لا بالنسبة للمشروع ولا بالنسبة لبلدنا. هناك الكثير مما يجب القيام به، لكننا في الطريق صحيح. وأنا أشجعكم على المضي بثقة قدماً إلى الأمام “.

    وقالت الرئيسة المولدوفية، بأنها ستواصل الإصرار في فترة ولايتها الثانية على استمرار إصلاح العدالة، الذي تأخر لعقود. وبأنها ستكون شريكاً جاداً ومتفانياً مع الحكومة، وفي نفس الوقت ناقداً لاذعاً في حالة ضعف الأداء. وبعد تهنئة رئيس الدولة الروماني “كلاوس يوهانيس”، لرئيسة الدولة المجاورة، “مايا ساندو”، على بدئها ولايتها الثانية، وعد بمواصلة رومانيا وجمهورية مولدوفا، العمل من أجل الرفاهية والاستقرار والقيم الأوروبية والصمود والديمقراطية.

    والرئيسة “مايا ساندو”، هي أول امرأة تتولى رئاسة الدولة، والرئيسة السادسة لجمهورية مولدوفا. وقد فازت بفترة ولايتها الثانية كرئيسة بالتصويت المباشر، بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر – وهو شيئ يحدث للمرة الأولى في مجال السياسة في كيشيناو. وبفضل أصوات المواطنين المولدوفيين في الخارج (تسعمئة وأربعين ألف صوت)، هزمت خصمها الاشتراكي “ألكساندر ستويانوغلو”، الذي حصل على ما يزيد قليلاً عن سبعمئة وخمسين ألف صوت.

    ورغم فوزها في النهاية، إلا أن الرئيسة “ساندو”، خسرت بفارق ضئيل في مراكز الاقتراع في البلاد أمام المدعي العام السابق “ستويانوغلو”. وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، تم إجراء استفتاء وطني حول إدراج الهدف الاستراتيجي المتمثل في اندماج البلاد في الاتحاد الأوروبي في الدستور، حيث حصل على واحد وخمسين فاصلة أربعة في المئة. لقد كان عام ألفين وأربعة وعشرين، عاماً مهماً لجمهورية مولدوفا، حيث عزز المسار المؤيد لأوروبا نتيجة للاستفتاء والانتخابات الرئاسية، واللتين انتهتا بفوارق ضئيلة لصالح الفائز، لكنه سلّط الضوء مرة أخرى على الاستقطاب العميق في المجتمع.

    وخلال الحملة الانتخابية، وثّقت السلطات والمجتمع المدني سلسلة من أعمال التدخل الروسية، والتي أشعلت حرباً هجينة حقيقية، بالتنسيق والتمويل من قبل مجموعة “إيلان شور”، الأوليغارشية المولدوفية” التي فرّت إلى موسكو هرباً من السجن. كما كشفت سلطات “كيشيناو” النقاب عن العديد من مخططات شراء أصوات الناخبين، فضلاً عن حملات حقيقية لتشويه الحقائق ونشر الأخبار الكاذبة.

  • 33 عاماً على استقلال جمهورية مولدوفا

    33 عاماً على استقلال جمهورية مولدوفا

    في عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين، وبعد فشل القوى المحافظة في الاستيلاء على السلطة في موسكو، اجتمع البرلمان المولدوفي في “كيشيناو” العاصمة في السابع والعشرين من آب/أغسطس، لتقرير مصير جمهورية مولدوفا. حيث تجمّع عشرات الآلاف من المواطنين في تجمع وطني كبير في وسط “كيشيناو”، وطلبوا من البرلمان التصويت لصالح الاستقلال. حيث صوّت أعضاء البرلمان بأغلبية مطلقة على إعلان الاستقلال. وكانت رومانيا المجاورة، المرتبطة بجمهورية مولدوفا بالتاريخ واللغة، أول من اعترف بدولتها.

    واحتفلت جمهورية مولدوفا يوم الثلاثاء، بمرور ثلاثة وثلاثين عاماً على استقلالها في لحظة معقدة، لنفسها وللقارة الأوروبية بأسرها، والناتجة عن الهجوم الروسي على أوكرانيا. حيث أرسلت الرئيسة “مايا ساندو”، التي منعتها عدوى كوفيد من المشاركة في الفعاليات، رسالة تهنئة إلى مواطنيها قالت فيها: ” يوجد دائماً خيارٌ للتراجع، لأن القرارات التي نعتمدها يمكن أن تعيقنا. كان بإمكاننا أن نستسلم، لصعوبة المسار الذي اخترناه. كما كان بإمكاننا أن نهتم أقل من المطلوب. كان بإمكاننا الاستسلام وفقدان شجاعتنا، فكل قرار نتخذه يمكن أن يوقفنا أو أن يدفعنا إلى الأمام. نحن ما نختاره كل يوم. نختار النهوض، بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك. نختار العمل من أجل مستقبلنا. نحن نثابر من أجل أطفالنا. نختار الأمل والحياة. نحن نؤمن بقوة أمتنا”.

    وقد شارك رؤساء دول البلطيق في احتفالات كيشيناو. هذه الدول التي انفصلت مثل جمهورية مولدوفا، عن موسكو في أوائل تسعينيات القرن العشرين واختارت الاستقلال. ووقّعوا إعلاناً مشتركاً يدعم جهود مولدوفا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ورحّبوا بالتزام مولدوفا بتنفيذ الإصلاحات، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية، والنمو الاقتصادي. وفي هذه المناسبة، وباعتبار أن رومانيا ما تزال الراعي السياسي والاقتصادي الرئيسي للدولة الصغيرة المجاورة، كتب الرئيس الروماني “كلاوس يوهانيس” على شبكة X للتواصل الاجتماعي، بأن رومانيا ستواصل تزويد جمهورية مولدوفا بالدعم الاستراتيجي، على جميع المستويات. جاء فيها: “أهنّئ مواطني جمهورية مولدوفا بمناسبة عيد الاستقلال. أنتم جزء من الأسرة الأوروبية الكبرى، واستمرار الجهود الحالية سيحقق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي”.

    كما بعث رئيس الوزراء “مارتشيل تشيولاكو”، برسالة تهنئة إلى جميع مواطني جمهورية مولدوفا يوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال. وأكّد أن رومانيا ستكون في المستقبل، كما كانت من قبل، في الخط الأمامي للجهود الرامية إلى تعزيز المسار الأوروبي، والاستقرار والتنمية الديمقراطية للبلد المجاور، قال فيها: “مكان جمهورية مولدوفا هو ضمن الاتحاد الأوروبي. أنا مقتنع بأنه في استفتاء العشرين من تشرين الأول/أوكتوبر ألفين وأربعة وعشرين، من أجل تعديل الدستور لانضمام جمهورية مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي، سيعيد مواطنو جمهورية مولدوفا التأكيد بوضوح على هذه الحقيقة”.