رومانيا وفوائد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

steag-ue-romania-fb-europeancommission

رومانيا تمثل  فصلا  مهما  من قصة الاتحاد الأوروبي.”جاء ذلك  في  تصريح  لوزير المالية الروماني مارتشيل بولوش بمناسبة  يوم أوروبا الموافق للتاسع من مايو أيار. وأضاف يقول : ” نتحدث  هنا عن الفرص التي استفادت  منها رومانيا نتيجة  الأموال التي خصصتها بروكسل لمشاريع  البنية التحتية المحلية  وما تمخض عنها  من  فرص لجميع الرومانيين”.

وأعرب  بولوش عن  قناعته  بقدرة الأموال الأوروبية على  تغير حياة  الناس وفي هذا السياق  وصف  انضمام رومانيا  إلى الاتحاد الأوروبي بالفائدة  الهائلة ولو من الناحية  المالية فقط  نتيجة استيعابها أموالا ربما  لم يكن بإماكنها الحصول عليها  بطرق أخرى. وأوضح الوزير بولوش أن رومانيا استلمت من بروكسل ثلاثة يورو مقابل كل يورو ساهمت به في  ميزانية  الاتحاد الأوروبي ما تجسد  في  مبلغ  إجمالي  يزيد  عن  خمسة وتسعين  مليار يورو  استلمته  رومانيا من بوركسل  منذ   انضمامها إلى  الاتحاد  الأوروبي  عام 2007 وحتى الآن بينما ساهمت  في الميزانية  الأوروبية  بثلاثين  مليار يورو.”

وقال  وزير المالية إن  مدى  استيعاب الأموال  الأوروبية  في رومانيا تجاوز في عام 2020  عتبة الثلاثين  مليار لي أي ما يعادل  ستة  مليارات يورو تم استثمارها  في عام واحد  فقط  ليبلغ في  العام الماضي مستوى  قياسيا هو ثمانون  مليار لي أي ما يعادل  ستة عشر مليار يورو. ومن ناحية أخرى سمح  الانضمام  إلى الاتحاد الأوروبية  لرومانيا   بالاندماج  في السوق الموحدة  والاستفادة  من حرية حركة السلع  والأشخاص والخدمات ورؤوس الأموال. كما أن الاستثمارات الأجنبية  تضاعفت   لتصل إلى نحو مائة  وثمانية  مليارات يورو في عام 2022 بحسب  وزير المالية  ما أدى ليس   إلى  زيادة  حجم الاستمثار  فسحب  بل أيضا إلى  تطوير مجالات  لطالما  أهملت  في الماضي .أما  بالنسبة للمواطنين  الرومانيين  فتجسد  تطور  البلاد  بعد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أيضا في  زيادة الرواتب  بشكل عام .فعلى  مدى  السنوات السبع عشرة  الماضية ارتفع   الحد الأدنى للأجور لعشرين  مرة   ليصل  إلى ثلاثة آلاف  وثمانمائة  لي  أي ما يعادل  ستمائة وستين  يورو.

كما ذكر وزير المالية  الروماني   بولوش  بعشرات المدارس ورياض الأطفال التي تم بناؤها من الصفر أو تم  تحديثها بأموال  أوروبية ليس في المدن  الكبيرة فسحب   بل أيضا في  المدن  الصغيرة  والبلدات  فضلا عن  الألف وثلاثمائة  كيلومتر من الطرق التي تم بناؤها أو تحديثها  منذ  انضمام رومانيا إلى  الاتحاد  الأوروبي. كما  ساعدت  الأموال الاوروبي  أكثر من خمسة  وتسعين ألف  شركة محلية على زيادة  انتاجيتها  عبر  التحديث والأتمتة وزيادة كفاءة الطاقة وتدريب الموظفين. ومن بين  المشاريع الأخرى التي أنجزت  بتمويل أوروبي  ذكر الوزير بولوش  تحديث وتوسيع  المطارات الإقليمية  وآلاف الكيلومترات من شبكات المرافق  العامة . لكن الأهم من الوصول إلى الموارد وتحقيق  الرفاهية المادية هو تبني رومانيا  القيم والمبادئ التي تحكم الاتحاد  الأوروبي وهي سيادة القانون  وحرية التعبير والإدماج  الاجتماعي والتسامح  وكلها مكونات لدولة  ديمقراطية  عاملة  . أما  منتقدو الاتحاد الأوروبي في  رومانيا وبلدان  أخرى الذين يسمون  أنفسهم  بالسياديين ويختبئون  خلف نزعة محافظة  زائفة  فيكرهون المشروع الأوروبي  لكنهم عاجزون تماما على  التقدم   بمشروع  بديل  مستدام.