آنا باوكر

pe Aeroportul Băneasa înainte de plecare la Conferinţa de Pace de la Paris, întreţinându-se cu Ana Pauker şi Florica Bagdasar.

تعتبر  آنا باوكر شخصية محورية   في  تاريخ  الحزب الشيوعي  والحقبة  التوتاليتارية   في رومانيا  للدور  الذي لعبته  في  إيصال الشيوعيين إلى سدة الحكم  وإحكام  سيطرتهم   على البلاد  ما  بين عامي 1945 و1952 ما دفع   بعض المؤرخين  لاعتبارها الشخصية التي    جلبت  النهج الستاليني إلى رومانيا . كانت  آنا باوكر  عضوا  في حكومة بيترو غروزا  الشيوعية  .الموالية  لموسكو  التي تم  تنصيبها في  مارس آذار عام 1945 كوزيرة  للخارجية ونائبة  لرئيس  الوزراء  كما سبق  لها أن  تقلدت مناصب  عليا  في تراكيب  الحزب الشيوعي السوفيت

 

ولدت آنا  باوكر عام 1893 في محافظة  فاسلوي شرقي رومانيا لوالدين يهوديين  متدينين  وكان اسمها الحقيقي حنى  رابنسون.  في عام 1920  تعرفت  وهي  في فرنسا على  الرجل  الذي كان سيصبح   زوجا لها  فيما بعد  هو مارتشيل باوكر  ذو الأصول  اليهودية  الذي كان  ناشطا شيوعيا  راديكاليا  وأقنعها  بالانضمام إلى  الحركة  الشيوعية . كما  شاركت آنا  مع زوجها  في أنشطة الكومنترن  ولا سيما  تلك الهادفة إلى  توسيع  دائرة  نفوذ  السوفييت في   منطقة البلقان . انضمت  آنا إلى عضوية  الحزب الشيوعي الروماني  منذ  تأسيسه  في  عام 1921 ونشطت  فيه  كعميلة  للاتحاد  السوفييتي . وبعد إعلان الحزب الشيوعي  حزبا خارجا عن القانون في عام 1922  واصلت آنا العمل  الحزبي  حتى تم اعتقالها  بتهمة القيام  بأنشطة غير شرعية  ونفيت مع  زوجها إلى سويسرا .

بعد  عودتها إلى رومانيا  اعتقلت  مرة أخرى  في عام  1935 وبعد إطلاق  سراحها   في عام 1941 سافرت  إلى الاتحاد السوفييتي. أما زوجها  مارتشيل  الذي كانيضا    قد  انتقل  أيضا إلى  الاتحاد  السوفييتي  فكان في غضون ذلك  قد فقد  حظوته  لدى  ستالين  وراح  ضحية   لحملة  التطهير واسعة  النطاق  التي أطلقها  الزعيم السوفييني  في  ثلاثينيات  القرن الماضي حيث  اعتقل   في عام 1938 بهمة  التجسس للغرب  وأعدم  . إبان  الحرب العالية الثانية  كانت آنا باوكر  زعيمة  لمجموعة الشيوعيين الرومانيين المنفيين والمعروفة باسم “فصيل موسكو”.

 

في عام 1994 أجرى مركز التاريخ المروي التابع  للإذاعة الرومانية  مقابلة مع الطبيب جورجي براتسكو صهر آنا بوكر. وتستحضر جورجي  ما جاء في تقرير سوفييتي من إشادات   لخصال آنا وانتقادات  لنقاط ضعفها:  ” التقرير حول آنا باوكر   الذي صدر عام 1946 وصفها  بأنها  الأفضل  تدريبا  بين قادة الحزب الشيوعي . وجاء فيه أيضا أن  الرفيقة باوكر تحظى بنفوذ  كبير في الحزب يجعل منها القائد الفعلي المشرف على كافة أعمال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي .

كما أشار  التقرير إلى  شعبية آنا  باوكر  لدى  الشعب الروماني  واستمرارها  في العمل   كناشطة شيوعية رغم إعلان  الحزب  الشيوعي  حزبا  خارجا عن  القانون في عام 1922 . علاوة على ذلك أصبحت  آنا بعد الحرب  رئيسة  للمجموعة الشيوعية في البرلمان  وأشرفت على  التعاون بين الحزب الشيوعي  وشرفت علتعاون والأحزاب المشاركة  في  الكتلة الديمقراطية  التي تولت السلطة  بعد عام  1945.

 كما أشاد  التقرير بدورها  الفاعل  في أعمال الاتحاد النسائي الدولي المناهض للفاشية.أما نقاط  ضعفها   فأشار التقرير بشكل خاص إلى  عدم  استغلالها  نفوذها  بما فيه كفاية   لتعزيز الأسس الأيديولوجية والتنظيمية للحزب .”

 

صعود  آنا  باوكر  إلى أعلى  قمة  هرم  السلطة  السياسية بدأ  بعد انتهاء  الحرب العالمية الثانية وانتشار  الجيش السوفيتي في رومانيا . فقد  انتخبت   سكرتيرة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الروماني وعينت وزيرة  للخارجية  بعد تنازل  الملك ميهاي الأول عن العرش  قسريا  في الثلاثين  من  ديسمبر كانون الأول عام   1947.

 

 مطلع الخمسينيات شهد  بداية  أفول  نجم آنا باوكر. ففي عام 1952 أطلق   زعيم الحزب الشيوعي الروماني  غورغي غيورغيو ديج  حملته الهادفة إلى  التخلص من خصومه والقضاء على  المجموعات المنافسة التي  كانت آنا باوكر  منضمة إلى واحدة  منها إلى  جانب بعض  من رفاق  دربها القدامى .فقد  اتهمت  آنا  بالانحراف  إلى اليمين  والتورط  في  أعمال تخريبية  ضد الحزب  وحكم عليها بالسجن لمدة أربعين  عاما . وسجن  معها عدد من الأعضاء البارزين  السابقين  في الحزب  .

في عام 1953 تم تحويل  عقوبتها  بالسجن  إلى   الإقامة الجبرية  وفي العام التالي تم طردها من الحزب.  عملت كمترجمة من الفرنسية والألمانية في إحدى دور النشر  دون أن يكون لها حق التوقيع. وكانت واحدة من  المترجمين الذين أعدوا   أول طبعة كاملة لأعمال ماركس وإنجلز باللغة الرومانية.وتوفيت  آنا باوكر في عام 1960 عن عمر ناهز  السابعة والستين  .

 

بعد  وفاة  ديج  عام 1965 حاول الزعيم الجديد  للحزب الشيوعي  نيكولاي تشاوشيسكو رد الاعتبار   لبعض ضحايا  حملة التطهير  ولكن غورفي بارتيسكو قال  أن آنا بوكر لم تكن من  بين الأشخاص الذين أسقطت  عنهم  التهم الموجهة  إليهم :”لم يحاول أحد  رد  الاعتبار لها .  فالشروط  التي فرضت  عليها  أثناء  فترة  العمل  مع دار النشر كانت  غير طبيعية تماما إذ لم  تكن تحصل على أجرها  بشكل مباشر  بل كانت  عاملة التنظيم   تقوم  بمساعي ساعي  البريد بينها ودار النشر وكانت  تسلم  لها  أجرها  وتستلم  منها المواد التي كانت  تقوم   بترجمتها   وتحريرها .

اعتبرها  زعيم الحزب   غورعيو  ديج  خطرا عليه  خاصة بعد تصفية بعض من  رفاقها  . ولهذا السبب لم   يتحدث أحد  عن  نشاطها السياسي  إلا  بعد  وفاة   ديج  في عام 1965 .وفي عام 1961 أي بعد  عام  واحد  من  وفاة آنا   سحبوا  منها  كافة  الأوسمة والميداليهات  . يبدو  أن حتى ذكراها  كانت   مثار  مخاوف  لهم  فما بالك  برد الاعتبار  لها “.

بين عامي  1953و1960 تلقت   آنا باوكر زيارت  قليلة  جدا ..  كان  أحد  الزوار  المحامي رادو أولتيانو  الذي دافع عن الشيوعيين ومناهضي الفاشية في محاكمات عام 1930 بالإضافة إلى  زميل سابق  لها   في السجن. غورغي بريتيسكو مرة اخرى : “كانت  تزوها سجينة سابقة   تدعى ماريا أندريسكو . وكانت آنا على تواصل  مع  بعض  الأصدقاء و الرفاق القدامى المعجبين بها . قبل وفاتها بوقت  قليل  أدخلت  إلى مستشفى كولنتينا حيث زارتها  أيضا  رفيقة  سابقة لها .  وقد  كان  أولئك  من بين من  حضروا  تشييع  جنازتها .”