العلاقات الدبلوماسية بين رومانيا واليابان

Pagine di storie

تعرف  الرومانيون واليابانيون   على بعضهم البعض قبل مائة  وخمسة  وعشرين عاما. ففي  مطلع  القرن العشرين  وتحديدا  في عام 1902 أجرى السفير الياباني في فيينا اتصالات مع الجانب الروماني معربا  عن رغبة بلاده   في إقامة علاقات   مع رومانيا  . وفي نفس العام  وقعت  رومانيا واليابان  على معاهدة تجارية  وضعت  الإطار القانوني لتطوير  العلاقات  الثنائية  . وقد وقفت  رومانيا  واليابان  في   خندق واحد بعد  اندلاع الحرب العالمية الأولى  بانضمامهما  إلى قوى  الوفاق. وفي شهر آب   أغسطس عام   1917 افتتحت في طوكيو الممثلية  الدبلوماسية  الرومانية  وفي عام 1922افتتحت  الممثلية الدبلوماسية   لليابان في بوخارست  . في عام   1922 أغلقت  الممثلية  الرومانية في طوكيو بسبب تخفيضات الميزانية  ليعاد  افتتاحها  في عام 1927   . واستمرت العلاقات بين رومانيا  واليابان  بدون انقطاع حتى شهر سبتمبر أيلول من عام    1944 . أما  في الحرب العالمية الثانية  فتحالفت  رومانيا واليابان  مرة أخرى  هذه المرة في إطار  قوى  المحور  إلى جانب  إيطاليا وألمانيا  .

استؤنفت العلاقات  بين رومانيا واليابان  في عام 1959 وفي عام 1966عين إيون داتكو سفيرا  لرومانيا في طوكيو.

في مقابلة أجراها معه مركز التاريخ المروي  للإذاعة الرومانية  في  عام 1994 تذكر داتكو أنه  لدى  وصوله  طوكيو  وتولي مهام  منصبه  لاحظ  أن  مسؤولين يابانيين   كثيرين  لم  يعرفوا عن رومانيا  إلا القليل: “كانت  قلة المعلومات حول  رومانيا  في الدوائر البرلمانية  والحكومية  مذهلة للغاية  . فلم يعرفوا  عن رومانيا إلا  القليل  .  فأتذكر أنه أثناء  مباحثاتي  مع المسؤولين اليابانيين لاحظت أنهم لم  يفهموا  أن  مواقف  رومانيا  تختلف  عن  مواقف   الاتحاد السوفييتي وكانوا ينظرون إلى  أوروبا الشرقية على أنها  كتلة واحدة لها  موقف موحد  . ولكن  لم  تكن اليابان الدولة  الوحيدة التي  كانت لديها   مثل هذه الرؤية  حيث  لمست الشيء نفسه أيضا في  الولايات المتحدة.

ولكن الأمور كانت  مختلفة  تماما  في أوساط   رجال الأعمال  اليابانيين  الذين  كان  لديهم  لا بأس به من  المعلومات عن رومانيا . لقد زرت   العديد من الشركات  اليابانية  وكنا  نشتري  السفن من اليابان  ونقوم  ببناء السفن .وكانت   شركات الإلكترونيات الكبرى تدرس  السوق  الرومانية  . لقد لاحظت بشكل مباشر  الفرق اللافت  بين السياسيين ورجال الأعمال  من حيث  معرفتهم  برومانيا .”

لكن  مفاجأة  كبرى  فجرها    الإمبراطور الياباني الراحل هيروهيتو  أثناء  استقباله  للسفير  الروماني :”كان الإمبراطور رجلا لطيفا  ودافئا  وودودا  للغاية. فوجئت بشكل لا يصدق وأنا  أدرك أن  الإمبراطور يعرف عن رومانيا أكثر مما يعرفه أعضاء الحكومة في ذلك الوقت. فأخذ يحدثني عن دلتا الدانوب وكان يعرف  الكثير عن  الحيوانات وخاصة الأسماك  وأراني  بعض الكتب في علم الحيوانات . فوعدته  بتقديم   بعض الكتب  عن  رومانيا  له  ولدى  عودتي  من   إجازتي  السنوية  في رومانيا جلبت معي   بعض الكتب التي احتوت على خرائط لدلتا الدانوب  وقدمتها   للإمبراطور . وكان يسألني دائما : كم من الوقت  يا ترى ستستمر هذه الجنة في أوروبا؟”  فقلت  له :”ربما تأتون  إلى  رومانيا   لزيارة منطقة  الدانوب والدلتا الدانوب والبحر الأسود وهي  منطقة  اعتبر  الإمبراطور  أنها جديرة  بالدراسة. ربما كان قد   درس علم الأحياء والحيوانات المائية .

كانت القضايا الاقتصادية  تطغى على  العلاقات الرومانية اليابانية .وقال   إيون داتكو  إن اليابانيين قاموا  بتطوير  نوع جديد من الدبلوماسية هو الدبلوماسية الاقتصادية:”لقد كانت ولايتي   تركز على  الشؤون  الاقتصادية . ففي تلك الفترة كنا  نفكر في   تحديث   قدراتنا الصناعية  ومن بينها مصنع الألمنيوم. أتذكر أننا  كنا  ننتج الفولاذ وكنا نحاول التصدير أيضا  وتمكنا من تصدير منتجاتنا  حتى  إلى دولة منتجة  الفولاذ  بأنواع وأحجام معينة.  وكانت اليابان  في  ذلك الوقت  محط اهتمام من الناحية  الاقتصادية  وكانت تولي  أهمية   كبيرة  للدبلوماسية الاقتصادية وعملت  فعلا  على  تطويرها  وصقلها .  كنت  أعتقد  أنه لا يمكن  ممارسة  الدبلوماسية  الاقتصادية  بمعزل  عن  العوامل السياسية   والعسكرية  وما إلى ذلك  ولكن  اليابانيين  رفعوا الدبلوماسية الاقتصادية إلى مستوى أعلى  بحيث  كانوا  يحددون  أولويات  سياساتهم  الخارجية وفقا  لمصالحهم  الاقتصادية .”