سلاح البحرية الروماني أثناء الحرب العالمية الثانية

Радио NOREA

يعود   تاريخ  سلاح  البحرية   الروماني إلى   منتصف القرن التاسع عشر بعد  اتحاد  إمارتي  مولدوفا  وفالاهيا الرومانيتين  وتوحيد  أساطيلهما  النهرية . في ذلك الوقت  لم يكن   لأي من الإمارتين  أسطول بحري  بسبب سيطرة  الإمبراطورية العثمانية  عليهما وأيضا على  منفذهما   البحري  وكذلك بسبب منعهما  من  امتلاك  أسطول بحري . ولكن بعد  استعادة  الإمارتين  الساحل  على   البحر الأسود إثر هزيمة  الإمبراطورية  العثمانية في حرب  الاستقلال عام 1878  بدأت  السلطات  الرومانية  بتطوير  سلاح  البحرية  .

والجدير بالذكر أن  القوات  النهرية  الرومانية  شاركت في العمليات العسكرية على نهر الدانوب أثناء  حرب الاستقلال بين  عامي  1877-1878. فقد أقامت  السفن الرومانية  حواجز على النهر وشنت  هجمات على  السفن العثمانية  وقصفت المواقع العثمانية على الضفة الجنوبية لنهر الدانوب وأغرقت  سفينتي مراقبة تركيتين.

في العقود  التالية تطورت   القوات  النهرية الرومانية باستمرار  وتم تجهيزها  بسفن   حربية  . وفي عام 1907  تم تشغيل  أربع سفن  مراقبة  وثماني سفن  نهرية  لتقوم  بخدمات   المراقبة والدفاع عن نهر الدانوب. إبان  الحرب العالمية الأولى شاركت القوات  النهرية   في معركة  تورتوكايا عام 1916 وأيضا  في انسحاب الجيش الروماني من  منطقة دوبروجيا. في العام التالي قصفت السفن النهرية  مواقع المدفعية الألمانية في ميناء  تولتشيا  على الدانوب   وقضت  على  انتفاضة   بحارة  السفن الروسية في دلتا الدانوب  على ضباطهم على خلفية الثورة  البلشفية  التي كانت  اندلعت في روسيا  عام 1917  والفوضى  وعدم  الانضباط اللذين  سادا   القوات  المسلحة الروسية  بما فيها سلاح البحرية آنذاك  .

بعد عام 1918  تم  تجهيز  القوات المسلحة الرومانية  بسفن  بحرية  ومن بينها  المدمرات   مثل  “مراشيشتي”  و”مراشتي ” و”الملك  فرديناند”  و”الملكة  ماريا ” وسفينة  “ميترشيا ” للتدريب بالإضافة إلى  غواصة  “الدلفين”  التي  كانت الأولى  من  نوعها  لدى  البحرية الرومانية  .

وقد  شارك سلاح البحرية الروماني  في  الحرب العالمية الثانية  بكتيبتين  عسكريتين كبيرتين إحداهما  بحرية والثانية نهرية   فامتلكت  الكتيبة  البحرية  أربع   مدمرات وثلاثة   زوارق طوربيد  وثلاث كاسحات ألغام  وغواصة وثلاث سفن  طوربيد  وثمانية  زوارق قطر بالإضافة إلى  أسطول من الطائرات المائية. أما  الكتيبة  النهرية   فامتلكت سبع  سفن مراقبة  وست سفن حربية  . وللدفاع  عن  الساحل  الروماني على  البحر الأسود   أقامت  القوات البحرية   حاجزا  من الألغام  على بعد اثتي عشر ميلا بحريا  وتم تشغيل  المدفعية الساحلية. ولكن  بسبب عدم  التكافؤ  العسكري  بين  سلاح البحرية  الروماني  والبحرية السوفيتية  قامت  القوات  البحرية  والنهرية الرومانية  فقط بعمليات  دفاعية  في المرحلة الأولى من الحرب.

 

في السادس والعشرين  من  شهر يونيو 1941 حزيران عام   وبعد أيام  قليلة من دخول رومانيا الحرب من إلى جانب  ألمانيا النازية  وحلفائها  من أجل  تحرير منطفتي  باسارابيا وبوكوفينا  اللتين  كان  الاتحاد السوفيتي قد  ضمهما  في  عام 1940  قامت مدمرتا “ماراشتي ” و”الملكة   ماريا” والمدافع  الساحلية بإغراق  سفينة   “موسكفا” وهي  سفينة القيادة للأسطول السوفيتي بعد  اقترابها   من الساحل الروماني وألحقت أضرارا   بمدمرة “خاركوف”. ومع انتقال   الجبهة إلى الشرق بدأت  القوات البحرية  الرومانية بدعم القوات البرية في المعارك  الدائرة   في أوديسا وسيفاستوبول.

حتى الثالث من   آب   أغسطس  عام   1944  امتنعت  السفن السوفيتية   عن الاقتراب  من الساحل الروماني  لكن الغواصات السوفيتية كانت  تمثل  خطرا عن القوات المسلحة  الرومانية .

في  الثالث واللعشرين من آب  أغسطس عام 1944  انضمت رومانيا إلى القوى المتحالفة   ضد ألمانيا  النازية  وحلفائها   فأصبحت البحرية الرومانية تحت سيطرة  القوات المسلحة  السوفيتية  التي سرعان  ما   احتجزت  السفن  العسكرية الرومانية  وأطقمها  .

الضابط نيكولاي كوسلينسكي  نجل الأميرال  جورجي كوسلينسكي الذي توفي كسجين سياسي في سجن أيود  سيئ  الصيت   عام  1950 سرد   لمركز التاريخ المروي  التابع  للإذاعة الرومانية  أحداث  يوم الخامس   من سبتمبر  أيلول عام  1944 حين كان مقاتلا  على  متن  سفينة  طوربيد  رومانية  : “في حوالي الساعة   الرابعة والنصف من  فجر  يوم  الخامس  من سبتمبر  سمعت ضجة في الخارج  وقفزت من السرير وأخذت المسدس  ووضعته في جيب سروالي  . اتجهت إلى المخرج   حيث أخبرني   عامل  الهواتف  بقدوم   الروس . وما لبث أن  دخل  جندي  روسي وفي يده   بالالايكا  ثم دخل  آخرون  وطلبوا مني أن أعطيهم المسدس.  قلت لهم   “صباح الخير  ” بالروسية  فتفاجؤوا  .  ثم اقترب مني  ضابط صف روسي وتحسس جيبي. لكني كنت قد  لفتت  مسدسي وهو صغير  الحجم   بقطعة قماش  قبل أن  أضعه في  جيب  سروالي   فلم  يلمسه الضابط   الروسي  . ثم  طلب مني   أن أرتدي ملابسي وأخرج معهم  لأننا ذاهبون إلى اجتماع .”

نقلت السفن العسكرية الرومانية إلى الاتحاد  السوفياتي  ولكن  في الطريق  غرق  زورق حربي  وغواصة  لأسباب مجهولة  . وبعد فترة   أعادت السلطات السوفيتية للحكومة الرومانية ثلاثا وعشرين  سفينة  ومن بينها   مدمرتان وزوارق طوربيد و زوارق حربية . وكان  معظمها في  حالة متقدمة  من التهالك .