Category: زوروا رومانيا

  • متحف القرية في بوكوفينا

    متحف القرية في بوكوفينا


    ندعوكم اليوم إلى حلقة جديد من برنامجنا السياحي “زوروا رومانيا” لِنستكشف أحدث متحفٍ رومانيّ للفنون الشعبية في الهواء الطلق، وهو متحف القرية الذي يقدّم لنا بشكل خاص تحف الهندسة المعماريّة الريفيّة المصنوعة من الخشب في إحدى المناطق السياحية والتاريخية الرومانية، وهي بوكوفينا.



    يقول المدير العام للمتحف الوطني في بوكوفينا، قُسطَنطين إميل أُرسو، إنّ شكل المتحف في الخارج يظهر قرية تقليدية ريفية، وفي الداخل يرى الزائر معرَضا إثنوغرافيا فريدا من نوعه. على سبيل المثال، توجد هناك مواقد ومدفآت تقليديّة متنوعة، والأثاثات والمفروشات الريفية والأزياء الشعبية كلها تُمثل وتكمل صورة كاملة للحضارة التقليديّة الريفيّة في بوكوفينا. ويقول قسطنطين أرسو: “كان الخشب المادّةَ الرئيسية التي اسْتُخْدِمت في بناء القريةِ الريفية التقليديةِ، متنوعةِ الأعراق، ومن هذه الأعراق: بولنديون وألمان وأوكرانيون ويهود وإيطاليون. وهدف المتحف هو إعادة تشكيل قرية كاملة بكلّ ما فيها من المنازل والمباني الإدارية والثقافية للمجتمع، والمنشآت التي تقدّم لنا صورةً للحِرَف المخَصَّصة للمنطقة وأسلوب حياة الناس. وكل جزء من هذا المتحف له قصّة ومكانة خاصّة وبالتالي يمكنكم زيارة ورشة صناعة الفخار وحانة القرية والكنيسة والمدرسة، إلخ.”



    ويُتابع قسطنطين أرسو قوله: “المعروضات ليست مرتّبة بشكل منفرد وفقًا لأصناف مُعَيَّنة، بل في انسجام في بناء القرية، فمثلًا هناك منازل متنوعة، وهناك المطحنة على نهر صغير يعبر القرية والكنيسة وأمامها المدرسة. حاولنا أن نصنع قرية تقليدية من بوكوفينا بتجهيز بيوتها بمُقْتَنَياتٍ أثرية، وهذا يُعجب ويَلفت نظر السُّيّاح: مفروشات ومواقد ومدافئ وأثاثات ريفيّة وأزياء شعبيّة. وكل هذه الأشياء قابِلة للاستخدام بما فيها سِندان الحِدادة. وبالإضافة إلى ذلك نهتمّ إلى حدٍّ كبيرٍ بالأنشطة التعليمية ونبذل جهودًا في تعليم الأطفال الحِرَفَ، وفي إفهامهم أهميّة وقِيَمَ صناعة الحِرَفِ يدويّة.”



    اندثرت الثقافة الريفيّة مع هجرة السكان إلى المدن، وبالرغمِ من ذلك يجذب هذا المتحف السياح الأجانب والرومان على حدّ سواء. ويضيف قسطنطين أرسو، المدير العام للمتحف الوطني في بوكوفينا: “هناك أجيال لَيس لها أجْداد في الريف، أو أطفال رومانيّون تَرَبَّوا خارج رومانيا، وبالنسبة لهم هذا المتحف شيء غريب. عندنا معرَض مُستديم يركِّزُ على طقوس العبور الثلاثة في الثقافة الرومانية: الولادة والزواج والموت. وفيما يخصُّ حِرَفِيُّو المتحف، فهم يبيعون منتجَاتِهِم أثناء الصيف في مكان خاصّ لهم داخل المتحف.”



    وبرنامج زيارة المتحف هو من يوم الأحد حتى يوم الأربعاء من كل أسبوع، بين التاسعة صباحا حتى الخامِسة مساءً.، ومن الممكن أيضا شراء التذاكر عبر الإنترنت، وتتكلف تذكرة عادية نحو ثمانية ليو، بينما الطلاب والمتقاعدون يستفيدون من خصمٍ خاصّ.



    نأمَلُ أن نكون قد أمتعناكُم، ونحن في انتظاركم في المرة القادمة مع وجهة جديدة، وحتى ذلك الحين، نتمنى لكم طريقاً مُمَهَّداً وطقساً جميلاً!

  • تزلُّج وتسلّق في غيميش بالانكا

    تزلُّج وتسلّق في غيميش بالانكا


    ندعوكم اليوم إلى اكتشاف منطقة من سلسلة جبال الكربات الشرقية: ممرّ غيميش بالانكا (Ghimeș-Palanca) الجبليّ والمنطقة المُحيطة به.



    غيميش بالانكا (Ghimeș-Palanca) هو ممرّ جبليّ، ارتفاعه 700م فوق سطح البحر، يربط جبلي تشوك وتاركاو (Ciucului și Tarcăului) وهو نقطة المرور بين منخفَضَيْ كومانيشت وغيميش (Comănești și Ghimeș)، وعندما تصلون إلى هناك تستطيعون استكشاف ثلاثة مزارات سياحيّة مثيرة للاهتمام.



    أولًا، تستطيعون زيارة بقايا قلعة راكوكزي (Cetatea Rakoczi)، ومتحف “كانتون 30” للسكة الحديديّة، الذين يقعان على الحدود القديمة بين مولدوفا وترانسيلفانيا. شُيِّدَت قلعة راكوكزي (Cetatea Rakoczi) في القرن السابِعَ عَشَرَ ولَعِبَت دور المَعْبَر الحُدوديّ بين وِلايتَيْ مولدوفا وترانسيلفانيا. وتتكوّن هذه البقايا من بعض السلالم والجدران التي تقع على تلٍّ، و تَمُرُّ عَبْرَ السكة الحديديّة.



    “كانتون 30” (Canton 30) يقع بجانِبِ السكة الحديدية وله دور في الإشراف على، والدفاع عن، الحدود بين الأمبراطورية النمساوية المجرية والمملكة الرومانيّة. كان الكانتون مسكنا لـِلحارس، أو ما يُسَمَّى بالكانتونيير (cantonier)، وعائلته. تمّ تَرميم الكانتون، و هو الآن يحتوي على كنز عظيم من معدّات السكة الحديديّة، مثل: أجهزة خاصة بتشغيل أو صيانة السكة الحديديّة، وأزياء، ووثائق، وصور قديمة، وشارات وأوسمة ونقود تعود إلى عام ألفٍ وثمانمئةٍ وخمسةٍ وثمانين وحتى الآنَ. للأسف برنامج زيارة الكانتون محدود لأنّه مفتوح فقط بين شهري مايو وسبتمبر.



    في قرية بالانكا من الممكن زيارة مقبرة الملازم البطل إيميل ريبريانو (Emil Rebreanu) الذي تمّ إعدامه هناك في الرابعَ عشر من مايو عامَ ألفٍ وتسعمئةٍ وسَبْعةَ عشر بأمر من سلطات الأمبراطورية النمساوية المجرية.



    ليفيو ريبريانو (Liviu Rebreanu) روائي رومانيّ، وهو أخو إيميل ريبريانو (Emil Rebreanu)، يتكلم في روايته “غابة المشنوقين” عن موت أخيه في الحرب العالمية الأولى، ويُبْرِزُ هذا الحدثُ مأساةَ إجبار الرومان من ولاية ترانسيلفانيا على دخول الحرب ضد إخوتهم من الرومان في المملكة الرومانية. ومن الجدير بالذكر أن فيلم “غابة المشنوقين” فاز في عام 1966 في مهرجان كان للأفلام بجائزة أفضل فيلم ملحميّ Première Oeuvre”.



    في نفس المنطقة يوجد منتجع للتزلج، تكلم عنه فلورين بورغوي، وهو دليل سياحيّ في الجبال، وقد اختار قضاء ليلة رأس السنة في هذا المنتجع: “سكيغيميش (Skigyimes) منتجع جديد يحتوي على مُنْحَدَرين: واحد للمستوى المتوسط في التزلج وواحد للمستوى المبتدئ. المنحدَر للمتوسطين مفتوح الآن وطوله سبعُمئةِ مترٍ، وهو يوفّر خدمات التلفريك للسياح. الثلج على المنحدَر كان صناعيّا لكنّ مُعظم الناس يأتون هناك من أجل الزلاجة الجماعية التي من ممكن أن تُستخدمَ على التلّ. والزلاجة الجماعية تجذب السياح أكثر، وقد استخدمتها في السابق، لكنني أردت أن أتزلج هذه المرة وقضيت رأس السنة على الزجالات.”



    ويقع مُنحَدَرا التزلج على ارتفاع 1060 مترا فوق سطح البحر، وبِانْحِدارِ 160 مترا حتى السفح. وعندما سألنا فلورين بورغوي إذا ما كانت العربات الزلاجة مُتاحةً للجميع أو أنها تحتاج لتدريبٍ خاص، فأجاب: “لا توجد حاجةٌ لتدريب خاص، وعلى أي حال يوجد بعض العاملين المتختصين بإعطاء تعليمات الاستخدام. هناك زلاجات على قضبان تسعُ شخصينِ ومن الممكن أن يركبها شخص واحد بدون مشاكل، وفيها مقبضان يدويان يمكن استخدامهما في التحكم في السرعة، أي أنهما يعملات كمكابح يدوية للزلاجة. يبدأ الصعود من القاعدة في الأسفل وحتى القمة، ومن هناك يبدأ النزول تزلُّجًا عبر عدة منعطفات، ومن ثَمَّ يُثير هذا شعورا قويًّا بالإثارة والتشويق. هذا يشبه ركوب قطار الملاهي، لكن هنا الاتجاهُ فقط ناحية الهبوط، والزلاجة تنزلق على الأرض ولا تَتَشَقْلَبُ في الهَواء، وإنما تنعطف تنزلق نزولا عبر المنعطفات من قمة التلّ إلى سفحِهِ.”



    وفي أسفل المنحدرات يوجد ما يشبه الكوخ أو البيت الريفيّ، والذي يتمتع بمنظرٍ بانوراميٍّ ساحِر، يمكن للزائر الاستمتاع به مع كوب من الشاي أو النبيذ الساخن أو الكاكاو.

  • بُوشْتينِ، بوابة جِبال بُوتشيج

    بُوشْتينِ، بوابة جِبال بُوتشيج

    مرحبا بكم في الحلقة الأولى من برنامجِنا في السنة الجديدة! اليوم نَزورُ مُنْتَجَع بوشتين الذي يقع على وادي براهوفا على بُعْدِ ساعتَيْنِ من بوخارست. اللقب المناسب لهذا المُنْتَجَع هو “بوّابة جبال بُوتشْيج”، ويرجع هذا إلى أنَّنا نستطيع أن نسكتَشفَ الجبالَ عَبْرَ مائتي مَسْلَكٍ من مسالكِ التسلّقِ المختلفةِ. من الممكن أن تلاحِظوا البيوتَ والفيلاتِ الريفيةَ في هذه المدينة الهادئة الموجودة عند سفح الجبل. ولهذه المباني شرفات مقامة على أعمِدة تفصِل بينها أقواسٌ مبنيةٌ على الطريقة البرنكوفيّة brancovenesc، وسلالم الدخول مصنوعةٌ من الحجر. وصليب أبطالِ الشعبِ الرومانيِّ هو أكبر النُصُب التَّذْكاريّة حَجْمًا، وأكثرها قيمةً في المدينة، والوحيد من نوعه في رومانيا، وقد بُني بين عامي 1926-1927 تحت رعاية جلالة الملكة ماريا ويقع على ارتفاع 2291 م فوق سطح البَحر. والصليب مصنوع من الصُلب، وارتفاعه 48 مترا وعرضه 14 مترا.



    كريستيان أكيم يعمل موظفا في مكتب المعلومات السياحية للمنتجع، ويهتم بترويج الأماكن المفضلة :


    “بوشتين من أقدم المنتجعات السياحيّة الرومانية التي تقع على وادي براخوفا، والمنتجع يمتلئ بوَحَداتٍ فندقية مختلفة، ومطاعمَ متنوعةٍ، ويقدم المنتجع عرضا سياحيا غنيا لممارسة الألعاب الشتوية والصيفيّة. عندنا منطقة للتزلج طولها 900 م وتنحدر بمستوى 300 م، حيث يمكن ممارسة التزلج والتَّزَحْلُقِ على الجليد واستخدامُ الزلّاجات.



    مُنْتَجَع بوشتين لا يزال مُفعما بالحياة حتى بعد انتهاء الأعياد الشِّتَويّة. قال كرستيان أكيم: في العموم تُحدَّدُ احتفالاتُ “أيامُ مدينةِ بوشتيني”، والتي من المفروض أن تُقامَ في الفترة ما بين الحادي والسابع من شهر فبراير، لكنّ الموعد تغير مُؤَخَّرًا بسبب الجو الدافئ أكثر من اللازم، وبالتالي يمكن أن تُقام قبل الموعد الأصلي بأسبوعين أو بعده. وتُقامُ كلَّ أسبوع أثناء الشتاء حتى شهر أبريل حفلات موسيقية في منطقة كالينديرو للتزلج على خَشَبَةِ مسرحٍ مُقامةٍ هناك. ويوفّرُ مركز بوشتيني للثقافة للسيّاح برنامجَ حفلاتٍ موسيقيةٍ ومسرحية متنوعة. ومن الممكن زيارةُ المتاحفِ المشهورةِ هناك مثل قصر “كانتاكوزينو” Cantacuzino ومتحفِ “تشيزار بترسكو” Cezar Petrescu. وبسبب موقع بوشتين في وسط الوادي، تستطيعون الوصولَ بسهولة إلى المنتجعات السياحيّة الأخرى: سينايا وأزوغا.



    وفي بوشتيني من المُؤَكد أنّكم ستنبهرون بقصر “كانتاكوزينو” Cantacuzino الذي بُنيَ في عام 1911 وله تاريخ غنيّ. وتستطيعون زيارته يوميّا ابتداءً من الساعة العاشرة وستكتشفون في الداخل معرَضا للوحات ومعرَضا للمنحوتات. وبالإضافة إلى هذا، انتشرت صورُ هذا القصر في العالم كلّه بعدما استخدمه المخرج تيم برتون في عام 2022 كمكان لتصوير مسلسل عائلة آدامز. تستطيعون الحصولَ على كلّ هذه المعلومات ومعلوماتٍ أخرى كثيرةٍ من كرستيان أكيم إذا تزورون مكتب المعلومات السياحية للمنتجع. وبحسَب قول كريستيان أكيم:


    “المكتب يقع بجانب محطّة القطارات في مدينة بوشتيني بجانب مبنى البلديّة، وهو مفتوح من يوم الإثنين إلى يوم الجمعة من الساعة الثامنة صباحًا حتى الرابعة بعد الظهر، ويوفّر كلَّ المعلوماتِ المفيدة عن الإقامة والمطاعم وعن المسالك السياحيّة التي تمرّ عبر الجبال. وتتوفَّرُ مجانًا خرائط ونشرات إعلانيّة، وكلُّ السيّاح ينبهرون بالمناظر وبلطف الناس”.



    أنتُم مدعوون! ونحن ننتظركم المرّة القادِمة لنستكشف وُجْهة جديدة! نتمنى لكم السلامة والاستمتاع بالجو المشمس عندما تسافرون!