توجَدُ في كثير من مُحافظات رومانيا متاحِفُ تَعْرِضُ بيوتًا تقليديّةً رومانيّة مبنيّة من الموادّ المُخْتَلِفة ولها استخدامات مُتَعدّدة، اعتمادًا على خصائص المنطقة ومهنة صاحب البيت. وأشهر وأكثر المتاحِف زيارةً هو “متحف القرية” الذي يَعْرِض منازل ريفيّة من كل أنحاء رومانيا.
على بُعْد 10 كم من عاصمة محافظة “غورج” يوجد متحف الفنّ المعماريّ الشعبيّ في بلدة كُرسيشوارة Curțișoara حيث تُقَدَّمُ للزوّار منازِلُ ريفية تقليديّة من بلدات مُتَعَدّدة. يقع المتحف على مساحة 13 هكتار ويَحْتوي على 24 منزلًا ريفيًا من محافظة “غورج”.
يُعْتَبَرُ المنزل التذكاريّ للِنحات الرومانيّ المشهور قُسطَنْطين برِنكوشِ Constantin Brâncuși في بلدة بِشتيشانِ Peștișani أكثر المعالَمِ زيارةً، وتوجد هنا معروضات قيّمة مصنوعة من الخشب.
توجد في محافظة “غورج” منازل تقليديّة كثيرة بعضها لا يزال يسكن فيها الناس، وبعض المنازل الموجودة تمّ ترميمها مثلما حدث في بلدة غورينِ Gureni وستقدّمُ لنا المزيد من المعلومات عن الموضوع أدريانا ناديا نَلبان، وهي فنانة تشكيليّة Adriana Nadia Nălban:
“وَرِثْنا هذا المنزل من دميترو Dumitru أو ميتو Mitu كما نُسَمّيه، وهو من سكان القرية ولم يكن متزوّجًا ولا أولاد له. لذلك أعطانا هذا المنزل الذي غَيَّرْناه إلى متحف مفتوح للزوار. بدأ ترميم المنزل قبل موته وأخَذْنا في الاعتبار بعض نصائحه.
قبل موته كانت بعض السقوف تنهار والآن عمِلْنا على ترميمها، وحوَّلنا كلّ الإسطبل إلى غرف سكنيّة أو إلى المطبخ. كان صعبًا أن نجِدَ عاملًا يُرمِّم السقوف بالكلس، ولا تزال هناك حاجة إِلى ترميمات أكثر. حاولنا أن نَجِدَ موادّ مختلفة للترميم وحاولنا توسيع البيت أيضًا باستخدام الموادّ الموجودة في البيت ونحت الحَجَر.
يَحْتوي منزل ميتو Mitu على ساحة كبيرة وحديقة مليئة بأشجار مثمِرة. وفي الطابِق الأوّل هناك ثلاث غرف مجَهَّزة للزوّار:
“هذا المنزل مُتَكَوِّن من الطابق الأرضيّ والأوّل، وفي الأعلى هناك ثلاثُ غُرفٍ حافظنا عليها كما كانت من قبلُ. تُمَثِّلُ الغرفة الأولى مطْبَخًا فيها سرير وموقد وكانت تُستَخْدَمُ للسكن فيها. في غرفة الأطفال كما نُسمي الغرفة الثانية وضعنا سريرًا ونَوْلًا حِرَفيًّا. والغرفة الأخيرة تحتوي على الملابس الشعبيّة ومجموعة مناديل الزفاف التي وَرِثْناها من صاحب البيت الشيخ. قصّة هذه المناديل ترجِعُ إلى عادة محلّيّة تقول إِن العروس يجب أن تقدِّم عند زفافها منديلًا لِشابّ غير متزوِّج كان يرقص رقصًا تقليديًا اسمه رقص شجرة الأَرْز “Bradul” أو رقصة العَلَم “Steagul”. وعَلَّقنا على جدران الغرفة هذه المناديل التي كانت قَيِّمة بالنسبة لصاحِبِ المنزلِ أكثر من المنزل نفسِهِ.”
وبالأضافة إلى ذلِكَ، تُجرَى في ساحة البيت ورشات حِرَفيّة تقليديّة مِثلما كان يحدُثُ في السابق، ومن بين هذه الورشات ورشة تعليم الرسم على البيض بمناسبة عيد الفِصح.