Author: laurenta.pirlog

  • سيمينيك

    سيمينيك

    نَدْعوكُم اليوم إلى منتجع “سيمينيك” الذي يقع في جبال “بانات” في “سلسلة جبال الكربات الغربية” حيث يستطيع السيّاحُ أنْ يستمتعوا بموسم الشتاء وأنْ يمارِسوا التزلُّج. ويوجد هنا الثلج بما فيه الكفاية ليسمحَ بممارسةِ الرياضات الشتائية بسبب المُناخ الجبليّ ودرجات الحرارة المنخفضة. يقع هذا المنتجع على ارتفاع 1400 كم وعلى بعد 40 كم من مدينتي “ريشيتسا” (Reșița) و”قاران سبش” (Caransebeș) ويتطلّبُ الوصولُ إليه السيرَ على طُرُقٍ في الجبال.

    هذا المنتجع مُجَهَّزٌ بخمسةِ مُنحَدَراتٍ للتزلُّج بحَسَبِ المستوى، ولذلك يوجد منحدَرٌ للمبتدئين مثل منحَدَرِ “بيت السدّ” (Casa Baraj) في منطقة “فَليوغ”Văliug ، وتوجد منحدَراتٌ للمُحتَرِفين مثل: منحدَر “صليب شجرة البلوط” و”التعرُّج العملاق” و “غزنوتسا” “Goznuța”، وطبعًا هناك منحدَر “سيمينيك – فَليوغ”Semenic Văliug والجَدير بالذكر أَنَّهُ أَطْولُ مُنْحَدَرٍ في البلاد، ويمتَدُّ طوله 5.8 كم.

    وأعطانا “ألين فيكتور بوران” Alin Victor Buran المزيدَ من المعلومات عن منحدَراتِ التزلُّجِ، وهو مديرُ مدرسةِ التزلُّج في منتجع “سيمينيك”:

    “ظروف التزلُّج لَيْسَت الأَفضل لكنَّنا نتوقّع سقوطَ الثلوج هذه الأيّام، وبعد ذلك أكيد ستتحسَّنُ حالةُ المنحدَرات. لَدَيْنا مُنحَدَران مناسِبان لكلِّ المستويات وننتظركم بكل سرور.”

    كلُّ المنحَدَرات مُجَهَّزةٌ بأربَعِ محطاتِ تلفريك، ومنحدَرا ” فَليوغ” و”بيت السدّ” مُجَهّزان بتَركيبات الإِضاءة لمن يريد التزلّج في الليل. نجد هنا أوّلَ تِلِفِريك مصنوعٍ في رومانيا في مدينة “ريشيتسا” Reșița، طوله 2972 م ويربط بين بلدة ” فَليوغ” Văliug  وقمّة “حَجرة Grozna”.

    يُقدّمُ هذا المنتجعُ فُرْصةَ ممارسة كلِّ أنواع الرياضة الشتائية: التزلُّج، الانزِلاق على الجليد والمشي لمسافات طويلة، بِجانِبِ المناظر الخلّابة والهواء النقي. قدّم لنا Alin Victor Buran الدعوة:

    “ننتظركم في الجبال بأعدادٍ كبيرةٍ، وندعو أيَّ سائحٍ بغضِّ النظر عن المستوى والحالة والعمر وندعوكم أيضًا إلى دروسنا. نتمنّى أن نُشَجِّعَ الناس على أن يقضوا عطلةَ الشتاءِ في الجبال وأن يمارسوا شَتَّى النشطات الجبليّة.”

    وفيما يخُصُّ الإِقامة فهناك منازلُ الضيافةِ، حيث تجدون منتجاتِ الطهي المحلّيّ في “بانات الجبليّة” مثل: لحم خنزير المدخن، وجبنة بالطماطم، وَحَساء الدجاج بالمعكرونة محلّيّةِ الصُّنْع وفاصولية بالبصل والفلفل الحارّ وفطائر البانكيك والكعك بالخوخ وأنواع من المُرَبَّى ومشروبات محلّيّة.

  • بيوت تقليديّة في مُحافظة “غورج” (Gorj)

    بيوت تقليديّة في مُحافظة “غورج” (Gorj)

    توجَدُ في كثير من مُحافظات رومانيا متاحِفُ تَعْرِضُ بيوتًا تقليديّةً رومانيّة مبنيّة من الموادّ المُخْتَلِفة ولها استخدامات مُتَعدّدة، اعتمادًا على خصائص المنطقة ومهنة صاحب البيت. وأشهر وأكثر المتاحِف زيارةً هو “متحف القرية” الذي يَعْرِض منازل ريفيّة من كل أنحاء رومانيا.

    على بُعْد 10 كم من عاصمة محافظة “غورج” يوجد متحف الفنّ المعماريّ الشعبيّ في بلدة كُرسيشوارة Curțișoara حيث تُقَدَّمُ للزوّار منازِلُ ريفية تقليديّة من بلدات مُتَعَدّدة. يقع المتحف على مساحة 13 هكتار ويَحْتوي على 24 منزلًا ريفيًا من محافظة “غورج”.

    يُعْتَبَرُ المنزل التذكاريّ للِنحات الرومانيّ المشهور قُسطَنْطين برِنكوشِ Constantin Brâncuși في بلدة بِشتيشانِ Peștișani أكثر المعالَمِ زيارةً، وتوجد هنا معروضات قيّمة مصنوعة من الخشب.

    توجد في محافظة “غورج” منازل تقليديّة كثيرة بعضها لا يزال يسكن فيها الناس، وبعض المنازل الموجودة تمّ ترميمها مثلما حدث في بلدة غورينِ Gureni وستقدّمُ لنا المزيد من المعلومات عن الموضوع أدريانا ناديا نَلبان، وهي فنانة تشكيليّة Adriana Nadia Nălban:

    “وَرِثْنا هذا المنزل من دميترو Dumitru أو ميتو Mitu كما نُسَمّيه، وهو من سكان القرية ولم يكن متزوّجًا ولا أولاد له. لذلك أعطانا هذا المنزل الذي غَيَّرْناه إلى متحف مفتوح للزوار. بدأ ترميم المنزل قبل موته وأخَذْنا في الاعتبار بعض نصائحه.

    قبل موته كانت بعض السقوف تنهار والآن عمِلْنا على ترميمها، وحوَّلنا كلّ الإسطبل إلى غرف سكنيّة أو إلى المطبخ. كان صعبًا أن نجِدَ عاملًا يُرمِّم السقوف بالكلس، ولا تزال هناك حاجة إِلى ترميمات أكثر. حاولنا أن نَجِدَ موادّ مختلفة للترميم وحاولنا توسيع البيت أيضًا باستخدام الموادّ الموجودة في البيت ونحت الحَجَر.

    يَحْتوي منزل ميتو Mitu على ساحة كبيرة وحديقة مليئة بأشجار مثمِرة. وفي الطابِق الأوّل هناك ثلاث غرف مجَهَّزة للزوّار:

    “هذا المنزل مُتَكَوِّن من الطابق الأرضيّ والأوّل، وفي الأعلى هناك ثلاثُ غُرفٍ حافظنا عليها كما كانت من قبلُ. تُمَثِّلُ الغرفة الأولى مطْبَخًا فيها سرير وموقد وكانت تُستَخْدَمُ للسكن فيها. في غرفة الأطفال كما نُسمي الغرفة الثانية وضعنا سريرًا ونَوْلًا حِرَفيًّا. والغرفة الأخيرة تحتوي على الملابس الشعبيّة ومجموعة مناديل الزفاف التي وَرِثْناها من صاحب البيت الشيخ. قصّة هذه المناديل ترجِعُ إلى عادة محلّيّة تقول إِن العروس يجب أن تقدِّم عند زفافها منديلًا لِشابّ غير متزوِّج كان يرقص رقصًا تقليديًا اسمه رقص شجرة الأَرْز “Bradul” أو رقصة العَلَم “Steagul”. وعَلَّقنا على جدران الغرفة هذه المناديل التي كانت قَيِّمة بالنسبة لصاحِبِ المنزلِ أكثر من المنزل نفسِهِ.”

    وبالأضافة إلى ذلِكَ، تُجرَى في ساحة البيت ورشات حِرَفيّة تقليديّة مِثلما كان يحدُثُ في السابق، ومن بين هذه الورشات ورشة تعليم الرسم على البيض بمناسبة عيد الفِصح.

  • “موينشتي” Moinești

    “موينشتي” Moinești

    تقَعُ مدينةُ “موينشتي” Moinești على بعد 45 كم من مدينة “باكاو” Bacău التي تمثّل عاصمة محافظة “باكاو”. وتتميّزُ هذه المدينةُ بالحدائقِ والمحمياتِ الطبيعيّة الموجودة حولها وبالموارِد مثل: نفط وفَحم وخشب ومياه معدنيّة وساعدت كلُّ هذه المواردِ على تطوُّرِ المدينة التي يقطن فيها 20 ألفَ ساكِنٍ.

    وأعطانا بويو نسطوريانو Puiu Nistoreanu المزيد من المعلومات عن مصير هذه المدينة

    وهو أستاذٌ في كلّيّةِ الأعمال والسياحة التابِعة لجامعة الدراسات الاقتصاديّة في بوخارست:

    “لا شَكَّ في أن تطوير المدينة مرتبط بالنفط ، وفي عصر الزعيم اشتفان الأكبر Ștefan cel Mare كان يُسْتَخْدَم كَوَقود للتدفئة. وجاء هذا في الوثائق التاريخيّة من عام 1467. وفي عام 1716 كتب الكاتب المولدافي ديمتري كنطمير Dimitrie Cantemir في مؤَلَّفِهِ Descriptio Moldaviae (وَصْف بلاد موالداوية) عن آثارِ النفطِ الموجودةِ في مياه نهر Tazlăul Sărat. وبَدءًا من القرن الثامِنَ عشر تَشَكّلَ هنا مُجْتَمَعٌ حضاريٌّ بسبب استغلالِ موارِدِ النفط واكتشافِ المياه المعدنيّة المُستخدمةِ في العلاج الطبيعيّ، وهكذا أصبحت Moinești  منتجعًا للاستشفاء. وبالإضافة إلى ذلك، تُمَثِّلُ مدينة Moinești مسقط رأس ” تريستان تزارا ” Tristan Tzara وهو شاعرٌ رومانيٌّ طليعيٌّ، وأحدُ مؤَسِّسي حركةِ “دادا” الأدبيّة، والتي ينبثق منها المذهبُ السريالي في الفن. ولِذلك أطلق الفنانون والأدباء على مدينة Moinești اسم بلد “دادا” أو “Moinești مدينة دادا”. ويوجد عند الدخول في المدينة تمثال “دادا” المصنوع من قبل الفنّان إغنو غلاس Ingo Glass.”

    وتابع الأستاذ نسطوريانو Puiu Nistoreanu تقديمه للمدينة بوصف الحدائق التي تستحقُّ الزيارة: “من ناحية الفنّ المعماريّ تمَثِّلُ Moinești مدينةً على طرازِ حركة “دادا” لأنّها تربِط بين الأسلوبين القديم والحديث وتحوي مناظرَ خلّابة. هذه الوجهة السياحيّة تستحقُّ الزيارة في كل موسمٍ، ومناسِبة لمن يحبُّ ركوب الدرجات بسبب مسارات ركوب الدراجات على مسافة 6 كم. والمدينة مُجَهَّزة بلوحاتِ رمْوزِ الاستجابة السريعة، وتتميّز بأربع حدائق: حديقة الحمامات، وحديقة أخرى في مركز المدينة، والثالثة على تلٍّ فوق المدينة حيث توجد محميّةٌ، والحديقة الرابعة هي غابةِ أشجارِ الصنوبر الكندية، وهناك أيضا ملاعِب للأطفال.”

    حكى لنا الأستاذ نسطوريانو Puiu Nistoreanu أكثر عن الأساطير والمعالم الثقافيّة الموجودة في هذه المدينة:

    “أنا من سكّان المدينة، وأذكر أسطورةً تقول إنّ البحيرة الموجودة هنا ليست لها نهاية، وعبر طفولتي كنتُ أزورُها في صحبة شخص من العائلة لأنَّ الأمهات والجدّات لا يترُكْنَ الأطفال وحدَهُم حول البحيرة خوفًا من اختِفائِهِم. وبالرغم من وجودِ كلِّ الآلات والأجهزةِ الحديثةِ، يرفُض الناسُ قياسَ عمقِ البحيرة ولا يزالون يؤمِنون بأسطورة تقول إن البحيرة قاع، وأنّ عمقَها لا نِهائِيّ. وهناك مَعْلَمٌ ثقافيٌّ مُهمٌّ قريب من المدينة في بلدة تسكاني Tescani حَيثُ عاش هناك لفترة من الزمن الموسيقار الوطنيّ الكبير جورج إنِسكو George Enescu والذي أبدع هنا مجموعة من الأعمال العظيمة.ويُعتبَرُ القصر الذي سكن فيه الموسيقار ثاني أفضلِ رمزٍ يذكِّرنا بمن كان الموسيقار إنسكو George Enescu بعد فيلا “سينايا”.

    تتميّز المدينة بالتقاليد والطهي المحلّيّ وحسن ضيافة السكان، وكلّ هذه الأسباب تجعل من مدينة “موينشتي” وجهة سياحيّة تستحق الزيارة.

  • كيف تجذب منطقة “دبروجا” السياح في الخريف

    كيف تجذب منطقة “دبروجا” السياح في الخريف

    يُعتَبَرُ شمال منطقة “دبروجا” وجهة سياحيّة جذابة في بداية فصل الخريف عندما لا يزال الجو معتدلا ومشمسا ومناسِبا للمشي لمسافات طويلة. تقع هنا جبال “ماتشين” وهي أقدم جبال في رومانيا مُتأَكِّلة حيث أنها الآن تملِك ارتفاعاً يقارب ارتفاعَ التلال، ولكن الزُوّار يمكنهم اكتشافُ مناظرَ طبيعية مميزة وتشكيلاتٍ جيولوجية مُذهِلة هناك. كل هذه الوجهات الجاذِبة الطبيعية موجودة في الحديقة الوطنية لجبال “ماتشين”، التي تمتدّ على مساحة تزيد عن 11 ألفَ هكتار. بدأ في مزارِع الكَرْم في “دبروجا” موسم اقتطاف الكَرْم وصَنْعِ النبيذ ويستطيع السياح تذوُّقَ النبيذ وعصير العنب في أحد أقبيةِ النبيذ الموجودةِ هنا.

    قد تبدأ الزيارة في هذه المنطقة في مركز الترويج السياحي في مدينة “ماتشين” حيث يمكن للزوار الذين يريدون اكتشاف شمال “دبروجا” العثور على عروض تقديمية وأماكِن لِلإقامة، بالإضافة إلى معلومات حول معالمَ سياحية في 14 مسارًا. يعطينا دان ستايكو (Dan Staicu) مدير مركز الترويج السياحي في “ماتشين” المزيد من التفاصيل حول الموضوع.

    “توجد هناك مسارات للمشي للمسافات الطويلة ومسارات لركوب الدرجات وفي إحدى المسارات يوجد قبوًا لتذوق النبيذ في مدينة “ماتشين” هناك أخريان وواحد في بلدة “سوموفا” القريبة من مدينة “تولتشا”. وكل هذه الأقبية موجودة في أقدَمِ مزرعِ الكرْمِ في “دبروجا” وهو مزرع Sarica Niculițel.

    هناك 14 مسارًا للزيارة في جبال ماتشين، والتي يمكن الدخول إليها من عدة مدن، بما في ذلك مدينة “ماتشين” وقرية “غريسي” (Greci) وقرية “تشيرنا” (Cerna). وبالإضافة إلى ذلك، ازداد عدد بيوت الضيافة والوحدات الفندقية في كل من “ماتشين” و”غريسي” و”تشيرنا” و”سوموفا” و”تولتشا”. وتوجد في بلدة “تشيرنا” مسارات لركوب الخُيول لمن يريد أن يتجوّل بين مَزارع الكَرْم وتَستغرق رحلة كاملة ساعة ونصف على الحصان أو سبع ساعات مشيا.” من أعلى القمم لِجبال “ماتشين” يستطيع السياح تأملُ مدن “برايلا” و”غالاتس” ونهر الدانوب.

  • قصر بران

    قصر بران

    يقع قَصر بران على بُعْد 30 كم من مدينة براشوف على طريقٍ تجاريّ من العصور الوسطى، وكان يربِط بين جنوب الأردَل (ترانسيلفانيا) وولايةِ الأفلاق (والاخيا). وقد تمّ بناء القصر على عدّة مراحل، لكن في بدايتِهِ كان هدفُه حمايةَ الطريقِ والتخليص الجمركي للسلع. وفي عامِ 1377 تمّ تشييد أوّلِ حِصنٍ وبرج الدفاع، وأُلْحِقَت فيما بعد جُدرانٌ أخرى وأبراجٌ. وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر، باع الأمير غيورغي راكودزي Gheorghe Rackoczi، أمير ترانسيلفانيا، القصرَ لِسُكّان مدينة براشوف، وهو القصر الذي أصبح مصدرًا للمال بسبب وقوعه على طريق الخدمات الجُمرُكيَّة. وبَقِيَ القصرُ تحت إدارة مُقاطَعة براشوف حتى عام 1920 عندما أهدتْهُ للملكة ماريا مَلِكة رومانيا. وتَمَّ تَجديد وتصميمُ القصر كمكانٍ للإقامة من قِبل المُهندس المعماريّ كارل ليمان Carl Lehman وأصبح مقَرَّ إقامةٍ مُفَضّلًا للملِكة، والتي أهْدَتْه بِدَوْرِها لابنتِها الصغيرة الأميرة إليانا Ileana.

    تَمَّ تأميمُ القصر في عصر الحُكْم الشيوعيّ، وفي 2009 بعد 61 سنة عاد إلى ملكية أحفاد الأميرة إليانا Ileana. وتمَّ ترميمُ القصر وتغييرُهُ إلى وُجْهةٍ سياحيّةٍ حيث يستطيع السياح زيارةَ غرفةِ المَلِك فرديناند Ferdinand والملكة ماريا، والقاعةِ المُخَصَّصَةِ للحفلات الموسيقيّة، حيث غنَّى أو عزف فنّانون مشهورون في الفترة ما بين الحربين العالميتين. Mihnea Morar  ميخنيا مورار، وهو دليلنا في قصر بران، فَسَّرَ لنا لماذا يزور السياح الرومان والأجانِب هذا القصر:

    “هذا القصر جذّاب جدًّا ويستطيع السياح قضاء يوم كامل هنا في الزيارة. ومن النشاطات المفضّلة: نزهةٌ في حديقة القصر أو تناولُ الغداء في المطعم أو المشاركةُ في الأحداث المتعدّدة المنظَّمة في القصر. تُعتبرُ قصّتُه مزيجًا من التاريخ الواقع وأسطورةِ دراكولا، وبسبب هذا ذاعَ صَيْتُهُ وأصبح وجهةً جذّابة.”

    يمثّل الكونت دراكولا شخصيّة خياليّة من رواية الكاتب الإيرلندي برام استوكر Bram Stoker وهو مصّاصُ دِماءٍ كان يسكُنُ قصرًا في جبال كربات، ويخلط الناس بينَهُ وبين الأمير فلاد المُخَوْزِق Vlad Țepeș الذي حَكَمَ الأفلاق في النصف الثاني للقرن الخامِسَ عَشَرَ. اِشْتُهِرَ الحاكم بحروبِهِ ضد العثمانيّين، وبسبب العقاب العنيف الذي مارسه ضد التجار الذين رفضوا دفع الضرائب، وهكذا وُلِدَت أسطورة حاكِمٍ قاسٍ كان يعذِّب رعيتَه. يوجد في القصر مَعْرَضٌ للكونت دراكولا وللحاكِم الرومانيّ فلاد المخوزق Vlad Tepes ومعرَض اسمه: “تاريخ المخاوف في ترانسيلفانيا” يعتمد على التقاليد واعتقاد سكّان منطقة بران بِأن هناك أرواحا شريرا معروفة باسم استريغوي strigoi وهي تبدو في النهار كأشخاص عاديين وفي الليل يتحوّلون إلى شياطين استريغوي strigoi ويُخيفون سكان القرى.

    ويُعْتَبَرُ قصرُ بران أكثر الوجهات السياحيّة زيارةً في رومانيا، وجاء إلى هنا 720 ألف سائح، وفي عامِ 2019 جاء مليون سائح.

  • دير لينيتشي

    دير لينيتشي

    يقع دير “لينيتشي” على بعد 24 كم من مدينة “ترغو جيو” في وادي نهر “جيو” وتَمَّ تشييد الدير في القرن الرابعَ عشر من قبل الراهِب “نيكوديم” (Nicodim) في مكان كان منعزِلا وقتها ولم يتبقَ شيءٌ من أساسيّات البناء الذي كان مبنيًّا من الخشب. ذُكِرَ هذا الدّير في الوثائق التاريخيّة لِأوّل مرّة في عام 1784 حيث شُيِّدَ من قبَلِ السكان الأثرياء من محافظة “غورج” (Gorj) وكان يحتوي هذا الدير على المباني الملَحَّقةِ والمحاطةِ بأسوار طويلة. في القرن التاسعَ عشرَ تمّ بناءُ كنيسةِ الدير وتمَّ تزيينُها بلوحاتٍ مُقدَّسة على الطراز البيزنطينيّ. وفي عام 1880 أنْشِئَ الشارعُ الذي يقطَعُ وادي “جيو” وأصْبَحَ الوصولُ إلى الديرِ أسهْل.

    تأثّر الدير بالحرب العالمية الأولى ومرّ بأوقات صعبة عندما استباحتِ الجيوش الألمانيّة حُرمَتَه واستمرّتِ المعاناةُ في النظام الشيوعيّ عندما تم تغييرُه إلى مأوىً للقِسيسين والدخولُ للكنيسة أصبح ممنوعًا حتى عامِ 1970.

    بعد إسقاط النظام الشيوعيّ بُنِيَت بجانب الدير مبانٍ أخرى مثل كنيسةٍ تثير تعجُّبَ الزوّارِ بسبب الهندسةِ المعماريّةِ ويعطينا القسيس Ioachim Pârvulescu المزيد من المعلومات عن الموضوع:

    “منذُ سنين طويلة كنا نتمنى أن نبني هنا كنيسةً أخرى وأعطتنا الثورةُ من 1989 فرصةً جيّدة لهذا وفي 18 من أبريل عامَ 1990 بدأ بناءُ الكنيسة. فيما يخصُّ الهندسةَ المعماريّةَ، هذه الكنيسة مقسَّمة إلى جزئين وبسبب المكان المنحدِر تَشكَّلَ هُنا القبو الذي تمَّ تصميمُهُ ككنيسة أيّضًا. عندما نضع في بالنا إنَّ تاريخَ الدينِ المسيحيّ متكوِّن من مرحلتَيْن أساسيَّتَيْن: الأولى من يوم ميلادِ المسيح حتّى عامِ 313 الميلادي عندما كانتِ الكنيسة في تلك الفترة غيرَ قانونيَّةٍ والمرحلة الثانية هي من عام 313 الميلادي حتى وقتِنا الحالي حيث أصبَحَتِ الكنيسةُ حرّة وقانونية وبسبب هذا فَكَّرنا أن نقوم في هذه الكنيسة بتصميم لوحاتٍ مقدسة تُحَاكي المرْحَلَتَيْن، فَوَضَعْنا لوحاتٍ من المرحلة الأولى في كنيسة القبو وفي الكنيسة الأخرى وضعنا لوحاتٍ من المرحلة الثانية. تُصَوِّرُ اللوحات المقدّسة تاريخَ الكنيسةِ منذ بدايَتِها حتى الوقتِ الحالي وتعتمِد اللوحات على وثائقَ تاريخية وعِلْمِ الآثار والقدّيسين من كُلِ أنحاء العالم.”

    ولحْظة من اللحظاتِ الأكثرِ أهمّيّةً في التاريخ المُعاصِر حدثت في يوليو عامَ 2006 عندما أُحْضِرَت إلى الدَيرِ هنا من جبل آثوس لوحةٌ مقدّسة (Gorgoepikoos) تقوم بصُنْع المُعْجِزات. وهذه اللوحة صُمِّمت بشكلٍ خاصٍ من أجلِ الدير وتُعْتَبَرُ النسخةَ الخامسة الصادِرة في أخِر القرن من قِبَل رهبان جبل آثوس.

  • حديقة دينو في رشنوف

    حديقة دينو في رشنوف

    تقع مدينة رشنوف على بعد 15 كم من مدينة براشوف التي بدورِها تُعْتَبَرُ أكثرَ المُدُنِ الرومانية زيارةً بعد بوخارست.

    مدينة رشنوف يقْطُنُها 16 ألفَ نسمةً سُكانيَّةً وتجذِبُ هذه المدينة اهتمامَ السيّاح. وتوجد بها قلعةٌ من العصور الوسطى والتي يتمُّ ترميمها حاليا وفي الوقت الحاضر يمكن للزوار زيارة الحديقة الخارجية فقط. تمّ بناؤها أوّل مرّة من الخشب والطين في بدايةِ القرنِ الثالثَ عشر من قبل الفرسان التيوتون الألمان واستخدم المستعمرون السكسون في رومانيا الحجر لترميم الحصون التي يمكن رؤيتها حتى الوقت الحالي. وكانت القلعة مصدرًا للإلهام من أجل تنظيم عدّةِ مناسبات ثقافية مثل مهرجان لفيلم تاريخيّ أو مهرجان موسيقى روك.

    توجد على نفس التلّ الذي به القلعة وُجْهةٌ سياحيّةٌ أصبحت مع مرور الوقت جذّابة جدًّا وهي حديقة “دينو”. تمّ افتتاحها منذ عشر أعوام كحديقة للعائلات مع الأطفال حيث توجد تماثيلُ للديناصورات بحجمِها الحقيقيّ الطبيعيّ وتحتلّ مساحة أربع هكتارات. يأتي هنا نِصف مليون سائح سنويًا والذي يجعلها من الوجهات الأكثر زيارة في رومانيا بعد أن عَرَّفَنا على هذا “غابريال بوكشا” Gabriel Bucșă وهو دليل سياحيّ من الحديقة:

    “أفضل سنوات الحديقة كانت بعد فترة الوباء 2020 خاصّة 2021 و2022 حيث كانتا الأفضل على الإطلاق لأنّه العديدُ من السيّاح الرومان اختاروا أن يأتوا هنا. قبل الوباء كان يأتي كثير من السيّاح الأجانب لكن عندما أتت الوباء قلّ عددُهُم. حاليا نحن في المرتبة الثانية كأفضل وجهة سياحيّة في رومانيا بعد قلعة “بران”. على مستوى سيّاحِ العوائل مع الأطفال نحن في المرتبة الأولى.

    وجهتنا الرئيسيّة الجذّابة هي عبارة عن 120 تمثالًا من الديناصورات بحجمها الطبيعيّ الحقيقيّ المأخوذ من آخِر الأبحاث العلميّة في هذا المجال. لكنّ اللون والأشياء الأخرى لسوء الحظّ لم نصلْ علميا أبعد لتحديدها. وكلّ الديناصورات موجودة في الغابة.”

    بالقرب من كلّ تمثال يوجد لوحة تحتوي على المعلومات عن الديناصور أو الحيوان المنقرِض. على طريق الزيارة يوجد بركان صغير الذي يحاكي ثوَران وتوجد أيضًا لوحة تمثِّل وتفسِّر عدّة أنواع من الهزّات الأرضيّة. واحدة منها بسبب حركة الطبقات التكتونيّة والأخرى ناتجة ثوران بركانيّ والثالِثة بسبب قطيع من الديناصورات العملاقة التي تزِن الواحدة منها 30 طن وبِطولِ 45 مترًا جاعلةً الأرض تهتزّ عندما تتحرّك. وطبعًا يوجد مساحات للعب من أجل الأطفال الذين لديهم الإمكانية أن يكتشفوا الكثير من الأشياء المثيرة عن الديناصورات وعالمهم المَخفيّ.

  • قلعة فيلديوارا

    قلعة فيلديوارا

    ندعوكم اليوم إلى قلعة “فيلديواراFeldioara ” التي تقع في وسط رومانيا في محافظة براشوف وقد تمّ تشييد القلعة في القرن الثالث عشر من قِبَل الفرسان التيوتون أو الألمان. تمثّل القلعة مَعْلَمًا تاريخيًّا وفي عام 2013 تَمَّ ترميمُها وهي أهمَّ معلَمٍ بناه الفُرسان التيوتون في ترانسيلفينيا. وفي شهر سبتمبر تُجرى في قلعة فيلديوارا فعاليات معروفة باسم: ” الفرسان التيوتون يرجعون إلى قلعة فيلديوارا” وستُقام بهذه المناسَبة حفلاتٌ موسيقية في الكنائسِ المُحصَّنة في بلْدةِ “برسا” Barsa وهي منطقة في محافظة براشوف.

    وقَدَّمت لنا دعوة Georgiana Gamalie وهي مديرة هذه القلعة:

    “تستحقُّ هذه القلعة الزيارةَ، خاصّةً، وأنها وُلِدَت من جديد بعد الترميم الذي تمّ قبل عشر سنوات عندما عاد الشكلُ كما كان في القرن السابع عشر. تتميّز هذه المنطقة بتاريخها الطويل لأنه اُكْتُشِفَت هنا آثارٌ بشريّة ترجِعُ إلى العصر الحجري الحديث ومن عصر الداقيين إلى العصور الوسطى عندما جاء هنا المستعمِرون السكسون. ويرجع اسمُ هذه البلدة Marienburg إلى الفرسان التيوتون الذين عاشوا هنا  لمدّة لا تتجاوزُ 14 عامًا في بداية القرن الثالث عشر. ولا يزال هذا الاسم يُستَخدَمُ، خاصةً، من قِبَل السكسون، ويُشيرُ إلى أنّ الفرسان كانوا تحت رعايةِ السيّدةِ العذْراء.  تتميّزُ هذه القلعة بالجو الثقافي الغنيّ الخاصّ بها وتمثّل معلَمًا تاريخيًّا حيث تُنظَّمُ في المواسمِ الدافئةِ حفلاتٌ موسيقيَة للموسيقى الكلاسيكيّة وموسيقى العصور الوسطى ومهرجانات للفيلم ومهرجانات فنون العصور الوسطى. الصعود إلى القلعة ممكن أن يتمَّ بالسيّارة ثمّ يوجد هناك طريق مُعَبَّدٌ يقود إلى الساحة حيث يكتشف السيّاحُ مكانًا واسِعًا ومفتوحًا كان في السابق كنيسةً وديرًا ويتبقى منهما فقط الجدران بعد طرْد الفرسان التيوتون. توجد هناك أيضًا ثلاثةُ أبراجٍ متّجِهة نحو ثلاثة اتجاهات أساسيّة: الشمال، والشرق والغرب. وتستضيف هذه الأبراج معارضَ تاريخيّة ولعلْم الآثار وللاثنوغرافيا حيث يجد السياحُ مقتنيات تبرَّعَ بها الرومان والسكسون بالإضافة إلى بعض العروض التفاعُليّة التي أحْضَرَتْها منظمة “فوروم”   Forumمن براشوف ضمن مشروع ثقافيّ.”

    وأضافت دليلُنا Georgiana Gamalie

    “في هذه الفترة يوجد في ساحة القلعة معْرَضٌ تشكيليٌّ للفنّان “فلاد باساراب” Vlad Basarab والمعروضة هنا هي أوانٍ من الطين تعكس تاريخَ القلعة وجمالَها وموضوعُ هذا المعرض هو الذاكِرة، لذلك عنوانه هو “لمسة الذاكرة”.  يستهدِفُ هذا المعْرَض العُمْيان وستُنَظّم الورشات لهم لممارسة الفنّ التشكيليّ.”

    والجدير بالذكر أنَّ هناك تطبيق على الهاتف اسمه “رومانيا جذابة” Romania atractiva يعمل كدليل سياحيّ افتراضيّ ويقدّم للسياح هذه القلعة بعدّة اللغات وتجدون هذه الوجهة على “طريق القِلاعِ المُحَصَّنة”.

  • أرض الجاموس البرّيّ

    أرض الجاموس البرّيّ

    نسافِرُ اليوم إلى شمال شرقيّ رومانيا إلى محافظة نيامس “Neamț” حيث تقع “أرض الجاموس البرّيّ” التي تُمثِّلُ وجهة سياحيّة مُعْترَفٌ بها دُوَليًّا بعدما حصلت على الرخصة الأوروبية للعام 2009 عندما أُدرِجت ضِمْنَ شَبَكَة إيدِن EDEN “للوجهات الأوروبيّة الرائعة”. وتُقَدِّمُ لَنا المزيد من المعلومات “فيوريلا كيبر” Viorela Chiperوهي مديرةُ هذه الوجهة السياحيّة الصديقة للبيئة:

    “تُقَدِّمُ هذه المنطقة الكثير من التجاربِ المتنوعة مثلَ حديقةِ الصيّادين الطبيعية في Vânători نيامس التي تمَّ تجديدُها منذُ مُدّةٍ قصيرةٍ حيث يستطيع السياحُ اكْتشافَ معلوماتٍ عن الجاموس البريّ وأن يشاهِدوه في منطقة إطعامِه من الحديقة ويمكنهم أن يجدوا هناك مساراتٍ لِلبحث عن الكنوز بالإضافة إلى معالِمَ ثقافيّة وطبيعيّة أخرى من بينها 17 دَيْرًا وأربعةُ منازلَ تذكارية.”

    وعلِمنا أنّ حديقةَ الصيّادين في نيامس تُمَثِّلُ منطقةً مَحْميَّةً ومن أجلِ الزيارة يجبُ القيامُ بالحَجْزِ قبل يومين أو ثلاثة. هذه الحديقةُ مُغَطّاةٌ بالغابات تقريبا بنسبة 85 في المئة وتوفِّر فرصةً فريدةً على مستوى أوروبا للسيّاح بالبحث عن الجاموس البرّيّ الذي يعيش في حرّيّة وكلّ هذا سيتِمُّ بصُحْبة الحُرّاس. ويوجد هنا 21 طريقًا لِركوب الدرجات ومسارات المشي لمسافات طويلة.

    في المواسم الدافئة تُنَظَّمُ هنا فعاليةٌ تُقَدِّم للزوّار قِيَمَ الثقافة والمجتمع والمطبخ المحلي في محافطة نيامس، والفعالية معروفة باسم Eco-branch

    وأعطتنا “فيوريلا كيبر” Viorela Chiperالمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع:

    “تمثّل هذه الحفلات فرصةً رائعة لاكتشافِ المُنتجين، والحِرَفيّين المحلّيّين، والعروض الفَنّيّة والمطبخ المحلّيّ وبسبب الجوّ الفريد والخاصّ كثير من السياح يرجِعون إلى “أرض الجاموس البرّيّ”. وبالإضافة إلى ذلك هناك المشي والتجول في مناطقَ متنوِّعة حيث تُجرى الحَفلةُ ومنذ عدّةِ شهور قُمنا أيضًا بتنظيم حفلةٍ أُعِدَّت فيها أطباقًا تقليديّة مثل: الملفوف المحشيّ بالجبنة أو باللحم، لحم الضأن على عمود الشِّواء ، الشوربة التقليديّة بالدجاج، الخُضَر الطازجة النَّيْئَة أو المشوية، أجبان، لحوم باردة، لحم البقرة في الوِعاء على الحَطَب.”

    بعدما أثارت شهيَّتنا، “فيوريلا كيبر” Viorela Chiperدعتنا إلى أن نزورَ الموقع الرسميّ لهذه الوجهة السياحيّة والمواقع الاجتماعيّة الأخرى للحصول على المزيد من المعلومات عن المزارات والنشاطات الموجودة في المنطقة.

  • مَحميَّة ليبرتي للدببة – “زَرنِشتِ”

    مَحميَّة ليبرتي للدببة – “زَرنِشتِ”

    قبل 20 سنة تمَّ مشروع إِنشاء محْميّة للدِببة في بلدة ” زَرنِشتِ ” والتي تقع بقرب مدينة براشوف (وهي مدينة مهمّة في جنوب ترانسيلفانيا). تقع محمية “ليبيرتي” للدببة في غابة شجرة البلوط على مساحة 69 هكتار، وتَمَّ إنشاؤُها من قِبَلِ منظّمة “مليون صديق” الغيرِ حكوميّة، والتي عمِلت على إنقاذ مجموعات من نوع الدبّ البنّيّ من الظروف القاسية ومن الأقفاص، وقد تمّ إنقاذُ 160 دُبًّا، ويوجد في الوقت الحالي 120 دُبًّا في المحمية. أعطتنا باولا شوتلوش Paula Ciotloș، وهي نائبة رئيس المنظمة، المزيدَ من المعلومات:

    “بدأ هذا المشروع بفكرة أن ننقذ الدبَبَة من الحبس في الأقفاص، ومن الظروف القاسية التي كانت تعيش فيها في الأَسْر. وأنقذنا دببَة من حدائق الحيوانات حيث كانت تعيش في ظروف سيئة، والتي أُغلِقَت فيما بعد بسبب هذا، ومن السيرك، ومن الدَير، ومن مصنع الخبز، ومن مصنع اليورانيوم، وحتّى من محطات بنزين وبيوت الضيافة ومن أماكن أخرى غير مناسبة لمعلَم طبيعيّ مثل الدبّ البنّيّ. وفي البداية كان المشروع مخصّصًا لإنقاذ الدببة من الأسر بالرغم من أننا قَبِلنا أيضًا بعض الدببة التي كانت تعيش في الغابة. أمنيتنا كانت أن نجذب الدببة إلى مكان يوجد فيه شبه حرّيّة، حيث يمكن أن تستمتعَ بالأشجار والعصافير وبالطبيعة كلِّها بدون قضبان فوق رأسها.”

    تمَّ إِنشاء المحميّة بمساعدة بلدية “زَرنِشتِ” التي قدّمت الأرض والتكاليف اللازمة وكانت مدعومة بالتبرّعات مثلما فسَّرَت لنا باولا شوتلوش:

    “ساعدتنا المنظمة الدوليّة للحفاظ على الحيوانات على إِنشاء المحمية، ونستمرُّ في عملنا بفضل مساعدات الناس. النفقات هنا كثيرة: نحن نُطعم الدببة تقريبا طِنَّيْن ونِصْفَ من الطعام يوميا، وبالأضافة لهذا لدينا التكاليف الخاصّة برواتب العمّال والصيانة. لن نستطيع أن نكمل عملنا لولا هذه التبرعات والمساعدات. وتمّ تقدير الملاذ من قِبَلِ قناة “نشيونال جيوجرافيك” بأنّه أفضل ملاذ في العالم يوفّرُ للدببة الظروف المناسِبة. حيث يأتي بعدها في الترتيب ملاذان في العالم واحد للسلاحف والآخر للفيلة.”

    ويجذب هذا الملاذ السيّاح لكن عدد الزوّار هنا محدود بسبب أننا لا نقوم بنشاطات تجاريّة. تقول لنا نائبة رئيس منظّمة “مليون صديق” المزيد من المعلومات:

    “يزورنا 30 ألفَ سائحٍ كلَّ سنة. هناك ناس أكثر تريد زيارةَ المحمية لكن برنامجنا محدود لا يستطيع استعاب أعداد أكبر من السيّاح، هنا مفتوح فقط ساعتين في الصباح وكل الجولات تجري بصحبة مرشد. للأسف معْظم الزوّار يأتون في موسم الصيف في العطلة ويجب علينا أن نرفض بعض الطلبات بسبب الزحام.”

    أثناء الجولة في المحمية يكتشف السياح المزيد من المعلومات عن الدببة وطريقة عيشها قبل الملاذ وأسمائِها. الكثير من الدببة لن تتمكن من الاعتياد على الحياة في الغابة وبالتالي ستصبح فريسة للحيوانات الأخرى.العديد من الزوار يقومون بتبني دبّ عبر التبرع ويحصل على شهادة مكتوب عليها اسم المتبرع واسم الدبّ.

  • بوكوفينا في المهرجانات

    بوكوفينا في المهرجانات

    تقع منطقة بوكوفينا في شمال رومانيا، وتمثِّل وجهة سياحيّة جذّابة بفضل عروض سياحيّة متنوِّعة، بالإضافة إلى وجهات سياحيّة مثل الأديرة التي دخلت قائمة التراث الثقافي العالميّ، اليونيسكو، بفضل الرسوم الجدارية الداخلية والخارجية. وتقدّمُ المنطقة وجهات ثقافيّة أخرى وتوفّرُ فرصًا متعدّدة لممارسة أنشطةٍ في الهواء الطلق، مثل: المشي على المسارات لمسافات طويلة، وركوب الدراجات والخيول والتجديف بالقوارب على مياه الجبال السريعة والانزلاق بالحبل. وبالإضافة إلى القيم الثقافية والجمال الطبيعي، تتميز بوكوفينا أيضًا بمأكولاتٍ خاصّة بها، تتضمن أطباقًا تحوي الكثيرَ من اللحوم، وغالبًا ما تُقدَّم مع الملفوف والبطاطس والكَمَأ.

    هناك أنشطةٌ أخرى غيرُ عاديةٍ يمكنكم ممارستُها عند زيارتكم لبوكوفينا. “إيوان ميخائيل روبو” (Ioan Mihail Robu) من قرية “بوتوشانا” (Botoșana) قد حوّل هِوايتَهُ إلى نشاطٍ يجذب بعضَ الزوار، ويسَمّي نفسه بـ “صيّادِ الكَمَأ ” أو “الباحث عن الكَمَأ “، وهو نشاط يقوم به مع كلبَيْه، ويكافئهما في كل مرة ينجحان في العثور على هذه الفِطْريات. بين الثاني والرابع مع أغسطس يُنَظَّم إيوان في مدينة (Cacica)”كَتشيكا” مهرجان الكمأ الذي يدور حول الكمأ، ويصل هذه السنة إلى نسخته الرابعة. يقول لنا “إيوان”:

    “قمنا بتطوير فكرةِ مهرجانِ الكمأ لنَجْعَلَ الكمأ أكثرَ توافرًا للناس ولِنَجْعَلَ السُيَاح أقرب إلى الطبيعة. نريد كسر هذه الأسطورة التي تقول إن الكمأ هو مُنتَج فاخر. في مهرجان الكمأ، أعتقد أن أيَّ شخصٍ يمكنه تذوُّقُ الكمأ. إنه مهرجان للصداقة وكل شيء يدور حول الكمأ. نُقدِّمُ هذه السنة كثيرًا من المفاجآت من بينها أنشطة للأطفال (ملعب للأطفال) ونريد أن نصنع أوّل شوكولاتة بالكمأ هنا ونخَطِّطُ أن ننتج حلويّات ونخبئها في الغابة لكي نجعل الأطفال يبحثون عنها. يستطيع الزوّار أن يصعدوا للسماء بمنطاد فوق “أوبتشينا الكُبرَى” (Obcina Mare) ويستمتعوا بمنظر خلّاب خاصّة، عند غروب الشمس. والجدير بالذكر أن الكمأ سيكون المحتوى الرئيسيّ الذي يمكنكم أن تجدوه في المنتجات المحليّة والعالميّة.”

    مدينة (Cacica) “كَتشيكا” التي تستضيف مهرجان الكمأ مشهورة بمَنْجَمِ المِلْحِ الذي تم استغلالُهُ مُنْذُ نِهايَةِ القرن الثامنَ عشر. تم إنشاء متحف هنا يُعرض فيه تاريخُ هذا النشاط، حيث تم استقطابُ عمالٍ وفَنِّيّين من الإمبراطورية النمساوية، معظمهم من البولنديين الذين شكلوا مجتمعًا في “كَتشيكا” وقاموا ببناء كاتدرائية رومانية كاثوليكية مَهيبة تحت اسم “سُبات السيدة العذراء”. ويجرى هنا في 15 من أغسطس حجٌّ مسيحيٌّ كبيرٌ بمناسبةِ عيد السيدة العذراء.

    هنا يجري في حِصن الكرسي في “سوتشافا” (Suceava) أهمُّ مهرجان لفنون العصور الوسطى في رومانيا في منتصف شهر أغسطس، ويدوم لأربعة أيام  حيث يستمتع السيّاح أثناءه بمعارك الفرسان ومسرحيات وعُروض استخدام الأسلحة القديمة والرقص وحفلات موسيقيّة على طراز العصور الوسطى.

    وفقًا لرسالة إدارة المتحف الوطنيّ في بوكوفينا، وهو منظِّم المهرجان: “تنتظر السياح الذين يزورون الحِصْن أوقاتٌ ممتِعة من السعادة والرقص، بالإضافى إلى المهرّجين والمسابقات الترفيهية.”

  • الصيف في قرية “شيمون”

    الصيف في قرية “شيمون”

    تقع منطقة “بران – مويتشو” على بعد 190 كم عن عاصمة البلد وتمثّل وجهةً سياحيّةً مفضَّلة لكلّ السُّياح الذين يبحثون عن مكانٍ هادئ حيث يستطيعون تذوُّقَ الطعام التقليديّ. إذا تأتون من بوخارست هناك طريقان الأول من وادي براهوفا (منطقة مشهورة ومُفضَّلة في موسم الشتاء) والأخر يمرُّ عبر “بيتيشت” ويربط  بين بلدتَيْ “روكار” و”بران” وهو مناسِب لكلِّ من يحبُّ المشي لمسافات طويلة في الطبيعة. أكثرُ الوجهات زيارةً هي قصر بران وحديقة الملاهي في “ريشنوف” يوجد فيها 120 نموذَجًا للديناصورات بالحجم الطبيعي ومَلاذٌ للدُببة في “زيرنيشتي” حيث يعيش أكثر من 100 دُبٍّ تمَّ إنقاذُها من الحياة القاسية و الأقفاص.

    أُنْشِئَت بيوت الضيافة في القرى المجاوِرة مثل قرية “شيمون” حيث يستطيع السُياح تذوُّقَ المنتجات التقليديّة المحليّة.  “لاورينتسو دراغان” وهو مدير بيت الضيافة قال لنا لماذا يأتي السياح إلى هذه القرى:

    “معظم السياح الذين يأتون إلى قصر “بران” يريدون اكتشافَ سكّانِ هذه المنطقة، قِيَمِهم وكيف يعيشون ويستفيدون من المصادر الموجودة هنا يريدون أن يكتشفوا الفنون والرقص الشعبي ويستمتعوا بالمناظر الخلّابة. أوّلًا نحن نقدّم هنا خِدمة توصيل السُياح بعربات الأحصِنة من محطّة القطار أو الأوتوبيس ونقوم بضيافتهم عند الاستقبال بالخبز والملح والجبنة والعرق. ثم تُقدَّمُ لهم المأكولاتُ المصنوعة من الغنم التي نربّيها في منطقة “بران مويتشو”، فَمثلًا في بلدة “فنداتا” هناك 53 ألفَ غنمة و11 ألفَ ساكِنٍ. وفيما يخصُّ الأنشطةَ عندنا عروضٌ كثيرة مثلًا: المشي لمسافات طويلة على التلال والجبال، التزلُّج عندما يسقط الثلج، ركوب الأحصنة والدرّاجات والزيارات إلى المزارع وحَظيرة الأغنام ليرَوا كيف نصنع الجبنة.”

    كل بيت ضيافة ولها العروض الخاصة بها حسب المنتجات التي يصنعها قال لنا “لاورينتسو دراغان”:

    “بيتنا مثلًا يُقَدِّمُ مخبوزاتٍ مثل الفطائر بالجبنة والتفاح وهو أيضًا مشهور بالكعكة التقليديّة الرومانيّة المصنوعة من الدقيق والبيض والكاكاو والجوز أو الزبيب (تُسمّى cozonac) والتي تُقدَّمُ في الأعياد المسيحيّة. وبالإضافة إلى المخبوزات، منطقتُنا كلُّها متخصّصة بالأجبان فعندنا أكثر من عشرة أنواعِ جبنة وهي تختلف بحسب الفترة من السنة مثلا في هذه الفترة ألذّ الأجبان هي جبنة الغنم والجبنة المُتخمَّرة في أوعية مصنوعة من لِحاءِ الشجرة الصنوبَريَّة وجبنة البوردوف. ونحاول أن نستفيدَ من أي منتجاتٍ موجودةٍ في الغابات مثل الفطر الذي ممكن أن نطبخَهُ ومن الفواكه نصنع منها مربّى وعصائر مركَّزة.”

    وتوجد في المنطقة الجبلية “بران – مويتشو – فنداتا” (Bran-Moeciu-Fundata) أكثر من 400 بيت ضيافة التي تتسع ل12 ألفَ سائحٍ وفي الصيف تمثّل اختيارًا ممتازًا لقضاء عطلة في الجو ذو درجات حرارة معتدلة و هواء نقي.

  • مغارة وادي القلعة، رِشنوف

    مغارة وادي القلعة، رِشنوف

    تقع مغارةُ وادي القلعة في منطقةٍ مليئةٍ بالوجهات السياحيّة المهمّة، مثل منتجع “بويانا براشوف”، وقصر بران، ومدينة براشوف (وهي مدينة مهمّة في جانوب ترانسيلفانيا)، وتمثّلُ هذه المغارة وجهة سياحيّة معروفة لكنّها تُزار بِشَكْلٍ أقلّ من السُيّاح لأنّها مفتوحةٌ منذ زمن قصير، وتقع في الطريق الذي يربط بين مدينة “رِشنوف” ومنتجع “بويانا براشوف”، حيث توجد وجهاتٌ سياحيّةٌ مهمّةٌ مثل قلعة “رِشنوف”، ومدينةِ ملاهٍ فيها أكثر من 120 نموذَجًا للديناصورات بالحجم الطبيعي.

    يتطلَّبُ الوصول إلى هذه المغارة المشي لمسافةِ نصفِ كم على طريقٍ صاعِدٍ من الشارع الرئيسيّ على منحدَرٍ حادٍّ، ولكنه يستحقّ الجهد، وخاصّةً في يوم صيفي حار، لأنَّ الحرارة داخل المغارة تَصِلُ إلى 12 درجة. وقد تمّ تنظيمُ مدخلِ المغارةِ بحيث يستطيع السياحُ الوصولَ بسهولة، وطول المَمَرِّ يصل إلى 60م، وهو مُجَهّزٌ بالسلالم الحديديّة والقُضبان والمماشي والإضاءات. وعندما نصل إلى المغارة في القاعة الكبرى يتلقى الزوارُ المزيد من المعلومات من الدليل عن تاريخ هذه المغارة:

    “في عام 1949 بسبب الأمطار الغزيرة تجمَّعت في هذه المنطقةِ كمّيّة كبيرة من الماء وتشكّلت هنا بحيرةٌ عمقها ثمانية أمتار. وتسبّب الماءُ في تآكُلِ الأرضيّةِ التي كانت توجد تحت الرواسب الصاعدية، وانهارتِ الأرضية شيئا فشيئا، حتى تسبَّبت في ظاهرة اسمُها الانفجار المائي، وبالتالي كبُرتِ الفُوّهة التي أصبحت في النهاية مدخلًا للمغارة. وفي نفس العام كان هناك بعضُ الشُبّان الذين رأوا دُفُقاتِ الماء، ودخلوا المكان واكتشفوا المغارة، ثمَّ جاء في عام 1954 مستكشِفو المغارات من أجل البحوث والدراسات. وتمّ إدراج المغارة في قائمة الإدارة عام 2010.”

    وبالرغم من أن الذين دخلوا الكهف دمّروا وأفسدوا فيه، إلّا أننا نستطيع أن نرى في القاعة الكبرى الرواسبَ الصاعدة والنازلةَ المتكوِّنة بسبب تسرُّبِ الماء. وطول القاعة الكبرى يصل إلى 20 م. وأرضها إلى 2500 م. مربَّعٍ وبفضل الخصائص الصوتيّة المميّزة للقاعة الكبرى تُنَظَّمُ هنا حفلات موسيقية من قِبَل الأوركسترا الفيلهارمونية في براشوف.

  • متحف محطة توليد الطاقة الكهربائية “البوابات الحديديّة رقم واحد”

    متحف محطة توليد الطاقة الكهربائية “البوابات الحديديّة رقم واحد”

    تمَثِّلُ منطقةُ غلاياتِ نهرِ الدانوب (جنوب غربي رومانيا) الجُزءَ الأكثرَ جاذِبِيَّة على مجرى نهر الدانوب، من مَنْبَعِهَ في ألمانيا وحَتّى يصُبُّ ماءه في البحر الأسود. وفي ستينيّات القرن الماضي عَرَفَ هذا القطاعُ تغييرًا جِذريًّا أثناء بناءِ سدِّ محطّة توليدِ الطاقةِ الكهربائية “البوابات الحديديّة رقم واحد”. وبعد تشييد السدِّ، ارتفع ماءُ النهرِ الدانوب بمَنسوب عشرة أمتار، ومن قَبل كانت المِلاحةُ هنا صعبةً وكان ماءُ النهر يجري عبر الصخور التي ارتفعت، ويعطي الانطباعَ بأنه ماءٌ يغلي، ولذلك سُمّيَ باسم غلايات نهر الدانوب.

    ويُقَدِّمُ متحف محطة توليد الطاقة الكهربائية “البوابات الحديديّة” كلَّ التغييرات التي مرَّ بها هذا القطاع من النهر. ويُدير هذا المتحفَ ومتاحِفَ صغيرةً أخرى من محافظة “ميهيدينتس” متحفُ منطقةِ “البوابات الحديديّة”، ويوجد مقرُّه في مدينةِ “دروبيتا تورنو سيفيرين”. وبالأضافة إلى ذلك، يضُمُّ المتحفُ معارِضَ علمِ الآثار والأثنولوجية والفنّ الشعبيِّ. وتوفّرُ لنا أمينةُ المتحفِ، “ميخائيلة بويقوش”، المزيدَ من المعلومات عن التغييرات التي عرفتها المنطقةُ بسببِ تشييد السدّ:

    “في 16 من شهر مايو عام 1972 تمَّ تدشينُ هذه المحطة لتوليد الطاقة الكهربائيّة بعدما دام مشروعُ بنائه 8 سنوات من 7 سبتمبر عام 1964 حَتّى 16 مايو عامَ 1972. وتمَّتِ احْتفالاتُ الافتتاح في حضور الرَئيسَيْنِ، الروماني “نيكولاي تشاوشيسكو” واليوغوسلافي و”يوسف بروز تيتو”. ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المحطةَ لتوليد الطاقة الكهربائية تنقسم إلى نصفين، أحدُهما في رومانيا والأخر في صِربيا. وبعد بناء السدِّ، تمّ ارتفاعُ مياهِ النهر بحولَي 35 ، 40 م، وبالتالي تشكّلَت بحيراتٌ اصطناعيّة، ومن الممكن ملاحظةُ اختلافِ المستويَيْن. وبسبب ارتفاعِ الماءِ غَرِقت عشَرُ بلداتٍ من الضفّة اليمنى الرومانية وسبعُ منَ الضفة الصِربيّة. وتمّ نَقْل كلِّ هذه البلدات العشر ما عدا جزيرةَ آطَه قَلْعَة، ومعناها “قلعة الجزيرة” والتي كان يسكن فيها أتراك. وفي متحفِنا يمكنكم أن ترَوا نموذَجًا تصغيريًّا للجزيرة ولمدينة “أورشوفا”  القديمة، التي تمَّ إعادةُ بنائهِا من الصفر”.

    وغَرِقت جزيرة ” آطَه قَلْعَة” في عام 1968 بعد أربع سنين من بداية الأعمال على السدّ، وكان طولها 1750 م وعرضُها بين 400 و500 م. كانتِ القلعةُ والجزيرة نقطةَ صراعٍ بين الإمبراطورَتَيْنِ النمساويّة والعثمانيّة بسبب موقعها الاستراتيجيّ، وكان يسكن فيها نحو 700 شَخصٍ قبل أن تغرَقَ. وبعد الغرَق تمَّ نقلُ القلعة وسُكّانِها إلى الجزيرة “شيميان” بقرب السد. ويمكن للزُوّار أن يروا صورًا منذ بناء السد على جدران المَمَرِّ الذي يقود إلى غرفة التوربينات.

  • قرية رنكا

    قرية رنكا

    يوجد في محافظة غورج الكثيرُ من الوجهات السياحيّة، خاصّةً في الشمال حيث نجد منطقةً جبليّة مليئة بالبحيرات الجليديّة والمغارات، والمضائق التي حفرتْها المياهُ بين الجبال. وتضمُّ منطقةُ محافظة غورج ثلاثةَ أماكنَ لتسلُّق الصخور: مضيق “سوهود رُنكو” والمضيق الأصفر – الحمام الحديديّ ومضيق “بلوفراتش أُلتِتس”.

    وتُرحِّب محافظةُ غورج بالسُيّاح خاصّة في موسم الصيف، ومن يزورها ممكن أن يأخذَ رحلةً في طريق “ترانس ألبينا” وهو طريق مشهور يقطَع الجِبال ويصل ارتفاعُه إلى 2145 م، وبالتالي مَن يختار هذا الطريق سيكون حَرْفيًّا فوق الغُيوم. ويربط “ترانس ألبينا” منطقة ترانسلفانيا بمحافظة غورج، التي تقع في جنوب جبال الكاربات الجنوبية، وقد تمّ ترميمه وتجديده قبل الحرب العالميّة الأولى، عندما كان فقط طريقا مستخدَما للانتجاع أو الهجرة الموسمية، يصل من بلدة “نوفاتش” الموجودةُ في محافظة غورج إلى بلدة “بريزوي” في محافظة “فلتشا”.

    والسياح الذين يدخلون إلى هذا الطريق من “طرغو جيو و”نوفاتش” يمُرّون بمنتجع “رِنكا” ، المشهور في موسم الشتاء بفضل نشاطات التزلّج، وفي الصيف يوفّرُ فرصة قضاء عطلة ممتعة. تظهر بلدة “رنكا” بعد مسيرة 20 كم على الطريق الذي يصعد من بلدة “نوفاتش” في طريقٍ منعطفٍ أحيانا ومستقيم في الأحيان الأخرى. ويستضيف المنتجع 5000 سائحٍ في بيوت الضيافة وفنادقَ صغيرة، ويوفّر فرصةً لقضاء عطلةٍ مُنعِشةٍ بفضل حديقة المغامرات ونشاطات التزلّج.

    قدّم لنا “كَتَلين مِترويو”، وهو رجل أعمال مُقيمٌ في المنتجع، المزيدَ من المعلومات حول المشي على المسارات لمسافات طويلة:

    “تمثّل بلدة “رنكا” نقطة الانطلاق إلى كثير من المسارات، وهي منتجع ممتاز يتمتّع بمشروعاتٍ للتطوير. وأثناء الصيف الهواءُ هنا صافٍ بسبب الارتفاع، والمناظرُ خلابة، لا مثيلَ لها. هناك مسارات للمشي والتسلُّق على الجبال تمّ تنظيمُها وتجهيزُها بالعلامات، وأحد أسهل تلك المسارات يستغرِق ساعتين حتى يصل إلى قمّة “بَبوشا”، أما المسار الأطول فيستغرق ستَّ ساعاتٍ ويصل إلى قمّة “بَرِنغ”.

    وبالإضافة إلى ذلك توجد هنا إحدى أجمل البحيرات في رومانيا، وهي بحيرة “غَيِسكو” التي تقع في أعلى نُقطة.

    ويصعد على “ترانس ألبينا” الكثيرُ من السياح على الدراجات والدراجات الناريّة، معظمهم من جمهورية التشيك وبولندا والنمسا وإيطاليا. وفي “رنكا” تجري الكثير من الفعّاليّات، منها مهرجان طريقِ “ترانس ألبينا” بين 28 و30 من شهر يونيو، وهو الآن في دورته السادسة، حيث تتجمع فِرَقُ موسيقى الروك المشهورة في رومانيا، والمهرجان الآخر يُقام بالمنتجع ويُجرى في نهاية شهر أغسطس.