Category: زوروا رومانيا

  • مدينة براشوف

    مدينة براشوف

    ندعوكم اليوم إلى مدينة براشوف التي تقع على بعد 170 كم من بوخارست في اتجاه شمال البِلاد. وِقفًا للإحصاءات يزور مدينةَ براشوف أكبرُ عَدَدِ سُيّاحٍ سنويّا وبالتالي تُعَدّ ثاني أكبرِ وجهةٍ بعد بوخارست. تجذب المدينة السُيّاحَ بسبب المنتجعات الشتائية مثل “بويانا براشوف” حيث يمكن التزلّجُ بالإضافة إلى وجهاتٍ أخرى يمكنكم قضاءُ العطلةِ فيها بغضّ النظر عن الموسم.

    لمدة أسبوع، 65 ممثِّلَ وِكالات السياحة من إِنجلترا، بلغاريا، الصين، ألمانيا، إيطاليا، بولندا، جمهوريّة ملدوفا، هولندا، تركيا، والمجر زاروا وجهاتٍ سياحيّةً في محافظة براشوف. بعد إكمال الجولة السياحيّة التي تضمَّنت “بويانا براشوف” ومركز براشوف وقصر بران وبلدة “ريشنوف” و”زيرنيشت”  ووادي “غريديشتيا”  و”فونداتا” سألنا “ميلا أيفانوفا”، وهي مُمَثِّلةُ وِكالةٍ سياحيّةٍ من بلغاريا، ما هي الوجهاتُ التي تنصَح  السياحَ لزيارتها:

    “أنا أنصح السُّياح بزيارة كلِّ الأماكنِ المذكورة في هذه المقالة وخاصّة مدينة براشوف و”بويانا براشوف” لأنّها ممتازة للتزلج والكثير من النشاطات. يمثّل “فونداتا” وجهةً سياحيّةً رائعة حيث يستطيع السياحُ ركوبَ الدرجاتِ والمَرْكَبات الجبليّة والمناظر هنا خلابة. أنصحُ بهذه الأماكن لِمَن يعمل في الشركات الكبرى وهي مناسِبةٌ أيضًا للعائلات.”

    في رأي  “ميلا أيفانوفا”  مركز براشوف التاريخيّ يمثّل أجملَ وجهةٍ لفتت نظرَها. وتسمح لنا النزهةُ في مركز براشوف التاريخي باكتشاف مبانٍ تاريخيّة من العصور الوسطى مِثلَ “حصن الخيّاطين” وهو أقدم مبنًى من هذا النوع والكنيسة السوداء وهي أهمُّ معلَمٍ للفنّ القوطيّ في هذه المنطقة في أوروبا ويوجد هنا بناءُ أولِ مدرسةٍ في رومانيا في “شكاي” التي ذُكِرت في الوثائق للمرة الأولى في عام 1495. من المباني الرمزيّة لمدينة براشوف هي الأبراج الدفاعيّة التي يرجِع بناؤها إلى العصور الوسطى والكنائس الرومانيّة والتي أقدمُها الكنيسة “برتولوميو” المذكورة في الوثائق التاريخيّة في عام 1241. يوجد في مركز المدينة “مجلس الشورى “، وهو مقرّ إدارة مدينة براشوف في العصور الوسطى واليوم نجد حوله مبانيَ قديمة تستضيف في الطابق الأرضيّ مقاهيَ ومطاعمَ ومتاجرَ. كان بناء “مجلس الشورى” يلعب دورَ مقرٍّ للإدارة حتى نهاية القرن التاسع عشر ويُطِلُّ البناء على “مَيدان الشورى” وكان مصمَّمًا في بداية الأمر كبرجٍٍ للدفاع وفي الماضي كان التُجّار يعرِضون البضائع هناك. اليوم يمثّل هذا المكان وجهة سياحيّة مهمّة وهو مكانٌ خاصّ للنزهة يجد السياحُ فيه مطاعمَ ومتاحفَ ومقاهيَ ومكتبات.

    بقرب “ميدان الشورى” ترتفع الكنيسة السوداء التي سُميَت هكذا بسبب الحريق الذي دمَّر في عام 1689 مركز المدينة وجعل الجدران الخارِجيّة سوداء. بدأ بناء الكنيسة عام 1383 واستغرق مئة سنة وتوجد في الداخل مَوادُّ تراثيّة منها مجموعة سجّادات أناضوليّة والشِعار الفخريّ التابع للمدينة: التاج على جِذْعِ الشجرة.

    وبالإضافة إلى ذلك هناك مطار تمَّ افتتاحُه في يونيو 2023 وسَبَّبَ ازديادَ عدد السياح لأنه يربِط بين براشوف ومدن أخرى من أوروبا.

  • مدينة بلويشتِ

    مدينة بلويشتِ

    ندعوكم اليوم إلى مدينة بلويشتِ التي تقع على بعد 60 كم من بوخارست، وتمثّل عاصمة محافظة براخوفا. تقع هذه المدينة في منطقة وسط شمال السهل الرومانيّ على ارتفاع يصل إلى 150 م في المتوسط. ولا تُعتبر هذه المدينةُ وجهةً سياحيّةً بالرغم من موقعها قرب وادي براخوفا، وهو أشهر وجهة سياحيّة في روماني،. لكن المدينة، والتي تُسمّى أيضًا “عاصمة الذهب الأسود” بسبب موارد النفط، توفّرُ للسيّاح بعض المفاجآت.

    “دورو غوكولنتشا” وهو عُضو نادي الفُروسيّة، أرشَدَنا إلى الوجهات السياحيّة المهمّة في المدينة، ابتداءًا من متحف الساعة الذي يوجد الآن في مبنىً قديمٍ تمّ تشييدُه في القرن التاسع عشر، ويعود إلى “لوقا إيليفتريسكو” الذي كان سياسيًّا وقاضيًا:

    “نحن هنا في متحف الساعة في مدينة بلويشتِ، وهو مبنى شُيّدَ من قِبَل الأستاذ “نيكولاي سيماكي” الذي عاش بين عامَيْ 1905-1972 وأنْشأ 17 متحفًا ومنزلًا تذكاريًّا في منطقة بلويشتِ القديمة، التي كانت تضُمُّ ما يُسمّى الآن محافظات “براخوفا وبوزوا وترغوفيشتِ”. أولًا جمع “نيكولاي سيماكي” ساعاتٍ متنوِّعةً اشتراها من أشخاصٍ مختلفين وعرَضها في متحفٍ في قصر الثقافة. ومن عام 1972 يستضيف هذا المتحفَ البيتُ الأرسطقراطيّ للسيد “لوقا إيليفتريسكو”. هذا المتحف يعطينا الفرصة لمشاهدة أقدم الساعات، وساعات تنتمي إلى الشخصيات العامّة من رومانيا ومن الخارج. وبالإضافة إلى هذا يتِمُّ هنا تنظيمُ مؤتمرات عن الزمن”.

    وفِعَلًا توجد هنا ساعات تنتمي إلى حكّام رومان وأجانِبَ، مثل ألكساندرو إيوان قوزا وميخائيل قوغالنِتشانو والملك كارول الأوّل والملك ميخائيل الأول  والقيصر الروسي ألكساندر الثاني والدوق نيقولاي واللواء ألكساندرو أفيرِيسكو والسياسيّ نيقولاي تيتوليسكو وساعةُ المؤلِّف والشاعر فاسيلي ألكساندري. وأقدم الساعاتِ بالمتحف هي الساعات الفلكيّة المصنوعة من قبل المهندِسَيْنِ ياكولِس هويشتاديا ويواكيم مِتزكَر بين عاميْ 1544 و1562. الساعة المائية تمثّلُ تحفةً أخرى، وهي مصنوعة من قِبَلِ  تشارلز رَينَر  عام  1654و تشبه الساعةَ الرملية.

    “دورو غوكولنتشا” وهو دليلنا اليوم قال لنا ما هي الوجهات الأخرى التي تستحِقُّ الزيارة: “بالإضافة إلى متحف الساعة أنصحكم بالذهاب إلى متحف النفط  وإلى المعرض الفنّيّ “يون يونِسكو كوينتوس” الموجود في البيت الذي شَيَّده “غيتسا يونسكو” وهو أبو السياسيّ ومؤلّفِ الهِجاء “يون يونسكو كوينتوس” الذي جمع مع ثلاثة رجال أعمال آخرين لوحاتٍ وتُحَفًا فنّيّةً قَيّمة تمثِّلُ رحلةً إلى التاريخ الفني الرومانيّ. وينتمي هذا المعرض إلى متحف مدينة بلويشتِ الفنيّ وتُضاف إليه تبرُّعاتُ الفنانين المعاصرين”.

    وأضافَ دليلُنا أنَّ المِضمارَ في مدينة بلويشتي يمثِّلُ وجهة سياحيّة:

    “أُنْشِئَ هذا المضمار في عام 1961 بعد تدمير المضمار في بوخارست وتجري منذ ذلك الحين سِباقاتُ الخَيْل بدون انقطاع هنا”.

    الجائزة المَلَكيّة الكبرى ستُمنح هذه السنة في السابع من شهر يوليو في مسابقات الهرولة والمسابقةُ الأخيرة ستجري في الثامن من ديسمبر حسب التقويم الزمني للنادي الرياضي لمدينة بلويشتِ.

  • منطقة بوكوفينا في الصيف

    منطقة بوكوفينا في الصيف

    تقع منطقة بوكوفينا التاريخيّة في شمال رومانيا واشتُهِرَت بالكنائس والأديرة التي دخلت قائمة التراث الثقافي العالميّ، اليونيسكو، بفضل الرسوم الجدارية الداخلية والخارجية. وتوفّر “بوكوفينا” فرصًا متعدّدة لممارسة أنشطةٍ في الهواء الطلق مثل: المشي على المسارات لمسافات طويلة، وركوب الدراجات والخيول والتجديف بالقوارب والانزلاق بالحبل. هناك أنشطة كثيرة تَكشِفُ جمال التقاليد والعادات. “كلاوديو برادَتسان”، وهو مدير مكتب المعلومات السياحيّة التابع لمجلس محافظة “سوتشافا”،  يقترح على السُياح زيارة “بوكوفينا” مَشيا:

    “لا تزال الكنائس والأديرة في “بوكوفينا” تُلْفِت النظر وتجذِب السياح. وبالإضافة إلى الكنائس الثمانية التي دخلت قائمة التراث العالمي هناك بعضُ الوُجهات التي بدأت تجذِب السياح وبينها كنيسةُ القِديس إيلياس، التي شُيّدت من قبل القائد الروماني المشهور “اشتِفان الأكبر”، والتي تقع في عاصمة محافظة “سوتشافا”. تُقدّم منطقةُ “بوكوفينا” العديدَ من الفرصِ لنكتشفَ جمالَها وفي مكتبِنا للمعلومات السياحيّة نُشجِّع السياح على “سياحة متَأَنّية” ليكتشفوا كلَ الأماكن والوجهات.”

    ومن الوجهات المشهورة يتمَيَّزُ حِصْنُ الكرسي، والذي يقع في “سوتشافا”، والذي قد لعِب دورَ عاصمةِ “مولدوفا” حتى عام 1566 عندما نُقلت العاصمة إلى مدينة “ياشِ”. ويُخبرُنا “كلاوديو برادَتسان”، مدير مكتب المعلومات السياحيّة في “سوتشيفا”:

    “يُمثِّلُ حِصن الكرسي وجهةً سياحيّةً مهمّة في منطقة محافظة “سوتشافا”، وقد تمَّ ترميمه قبل 8 سنوات، وحاليا تجري بعض الأعمال لتعزيز وترميم الجدران الخارجيّة والخندق. هنا يجري أهمّ مهرجان لفنون العصور الوسطى في رومانيا في منتصف شهر أغسطس، والذي يجذِب أكثرَ من 30 ألفَ سائحٍ في غضون ثلاثة أيّام. وهو ليس الحَدَثَ الوحيد الذي ننظِّمه، بل إنّ هناك مهرجان موسيقى “البلوز” في “سوتشافا”، ويجري بين 4-6 من شهر يوليو، وفي قرية “شوقانِشت”  تجري بعضُ الأحداث، مثل “أسبوع حِرْفة نقل الخَشَب على مياه النهر” و”مهرجان سالمون البحيرات”. والجدير بالذكر أن “شوقانِشت” تُمثِّلُ قرية تقليديّة في المنطقة الجبليّة لمحافظة “سوتشافا”، تمتاز بالزخارف النباتيّة المرسومة على جدران البيوت.”

    يشجّع موسم الصيف على الرحلات على المسارات لمسافات طويلة ويمرّ بِـ”بوكوفينا” طريق “فيا ترانسيلفانيا”، والذي يقطع رومانيا من الشمال من دَيْر “بوتنا” إلى “دروبيتا تورنو سيفيرين “في الجنوب الغربيّ طوله 1400كم. ويوجد في “بوكوفينا” طريق حَجّ “فيا ماريا”، والذي يربط بين الأديرة والكنائس.

  • دلتا نهر الدانوب

    دلتا نهر الدانوب

    نقترِحُ اليوم استكشافَ فُرَصِ قضاءِ العطلةِ في دلتا الدانوب، وهي منطقةٌ طبيعيّةٌ تضُمُّ كثيرا من الغاب والأعشاب المائية، وأنواعًا متعدّدةً من العصافير والحيونات. ونجِد على قنواتِ وبحيراتِ نهرِ الدانوب زهْرة زَنْبق الماء الأصفر والأبيض، والمياه صافية بحيث تستطيعون رؤيةَ النباتاتِ التي تعيش تحت المياه. وتُمثّل غابةُ “ليتيا” أحدَ الوجهاتٍ السياحيّةٍ، وهي من أقدَم المَحْمياتِ الطبيعيّة في رومانيا، وتُعتبر غابةً شبهَ استوائيّةٍ تقع نحو الشمال. تجدون هنا مناظرَ خلّابةً، تتشابك فيها قطع الأشجار بالكُثْبان الرمليّة، ومعظم الأشجار هنا هي أشجار السنديان، والتي يتجاوز عمرها ثلاثمئةِ سنةٍ. وبالإضافة إلى السنديان هناك أيضًا عشرة أنواعِ أوركيد ونوعٌ من النباتات المُتسلِّقة يُناهِزُ ارتفاعُها 25 م.

    تمثّل مدينة سولينا نقطة انطلاقنا في هذه الرحلة الرائعة لاكتشاف نهر الدانوب، وتوفِّر لنا “يوليا بسكالي”، وهي رئيسة مؤسّسة “اكتشِفْ سولينا” المزيد من المعلومات:

    “نُقدِّمُ عروضًا تضُمُّ النقْل من “تولشا” إلى “سولينا”، والرحلات في دلتا الدانوب بالقارب الخفيف أو بالزوارِق بحَسب الوضع الصحيّ والبدني للزوار. نقدِّمُ عروضًا تضُمُّ تذوُّقَ المطبخِ التقليديّ الرومانيّ وعندنا مركزٌ للمعلومات السياحيّة يضمِن لكل سائحٍ قضاءَ عطلةٍ رائعةٍ هنا.”

    لا داعيَ لِأن نُذكّرَكم بأنَّ المطبخَ هنا يختصُّ بالسمك، والرحلات هنا تعطي الفرصةَ لممارسةِ الصيد في القارب والوقوف في أحد بيوت الضيافة لتذوّق الوصفات التقليديّة مثل: صينية لحم السمك المُتَبَّل في الفرن، وشرائح لحم السمك، المسمّاة بهذا الاسم لأنها توضَعُ في الفرن مع البطاطا، ونقانق أو سُجُق مصنوع من السمك، وكريات لحم السمك المطهية في الحَساء أو المنقوعة في خليط من التوابل. أيضاً، يُحضَر حَساءُ السمك الحامض أو حَساء السمك التقليدي بأكثرَ من طريقة، إذ يحتوي الأول على أنواعٍ عدةٍ من الأسماك. وطبعًا هناك مُقبِّلات مثلَ بطارخ السمك أو معجون من السمك بالتوابل والخضر أو السمك المدخَّن أو السمك المنقوع في خليط من التوابل.”

    وسألنا “يوليا بسكالي”  وهي رئيسة مؤسّسة “اكتشف سولينا” عن المزيد من المعلومات عن الوجهات السياحيّة.

    “من الوجهات السياحيّة المعروفة هي المقبرة المتعددة الأديان في سولينا، ونقطة الصفر حيث يَصُبُّ الدانوب ماءَهُ في البحر الأسود، وزيارة إلى المنارة القديمة أو منارة لجنة الدانوب الأوروبيّة التي ستُفتح هذه السنة للسياح.”

    تُعتبر دلتا الدانوب من الوجهات التي تقدِّم سياحةً متأَنّيةً لمشاهدة معالم المدينة، مُقْتَرِنةً بشكلٍ متناغِمٍ مع التنوُّع الحيوي، والتعدُدِيَّةِ الثقافيةِ، والتقاليد، وفنّ الطهي المَحَلّي، حيث يمكن للزوار الاستمتاعُ بما يُسمى بـ”سياحة الدلتا”.

    وننتظركم في حلقة أخرى من برنامجنا لنستَكْشف وجهة جديدة من رومانيا كلها!

  • “بيشتيشاني” ، مسقط رأس النَحّات “قُسطَنطين برِنكوشِ”

    “بيشتيشاني” ، مسقط رأس النَحّات “قُسطَنطين برِنكوشِ”

     

    تقع بلدة “بيشتيشاني” في محافظة “غورج” في جنوب غربي رومانيا، وعلى بُعد 20 كم من “طِرغو جيو”. وتمَثِّل هذه البلدة مسقطَ رأس النَحّات “قُسطَنطين برِنكوشِ” الذي هاجر إلى فرنسا واشْتُهِرَ بأعماله الفنّيّة التي اخترعها في وَرْشتِه في باريس. ويزورُ العديد من السيّاح هذه البلدةَ من أجل البيت التِّذْكاريّ للنحّات، ومن ثَمَّ أصبحت شيئًا فشيئًا وجهةً سياحيةً جذّابة.

    وقالت لنا “إيسابيلا كوارا” التي تعمل في مركز المعلومات السياحيّة في ” بيشتيشاني”: “تنطلق الرحلةُ من قرية “هوبيتسا”، حيث وُلِدَ “قُسطَنطين برِنكوشِ” وحيث يوجد بيتُه التذكاريّ. وقرية “هوبيتسا” من ضمن القرى السبعِ التي تنتمي إلى بلدة “بيشتيشاني”. ويوجد هنا مِاْئةٌ وثلاثون مكانًا لِلإقامة للسياح وستُفتَح ثلاثون أخرى حتى نهاية السنة.”

    في سنة 1870 شُيِّد بيتُ “قُسطَنطين برِنكوشِ” من قِبَلِ أبيه، على طِرازِ الهندسة المعمارية المنتشرةِ في المنطقة، ويضمُّ البيتُ غرفتين ومخزنًا وسقيفةً. وتجدون في الداخل أثاثًا رومانيًا ريفيًّا يعودُ إلى بداية القرن العشرين، وصورًا ووثائقَ ترجع إلى مراحلَ من حياة النحّات. وتوجد في بلدة “بيشتيشاني” وحولها وجهاتٌ سياحية أخرى: “يُمكِنكم زيارةُ منطقةِ البحيرات في وسط البلدة، مِثلَ وادي “بيستريتسا” حيث تجدون مناظرَ خلّابة. ويُمكنكم التسلّقُ إلى قمةِ جبل “فِلقان” أو القِيامُ بِنزهةٍ على الشاطئ أو الجُلوسُ على الأرض والاستمتاعُ بالماء. هناك أربعُ كنائسَ من الخشب في القرى: “هوبيتسا” و”غورينِ” و”فرِنشِتِ” و”بشتيشانِ” وتلك التي في “بشتيشانِ” من أقدمِها، والرسوم والإيقونات فيها ترجع إلى عام 1735. وتنتمي كلُّ هذه الكنائسِ إلى قائمةِ الكنائس الخشبيّة في رومانيا، وتُروِّجُ لها وزارةُ السياحة.”

    بمناسبة قدومِ موسمِ الصيف، تُنظَّمُ في “بشتيشانِ” حفلاتٌ ومهرجاناتٌ، وتعطي لنا المزيدَ من المعلومات “إيسابيلا كوارا”: “مهرجانُ القميصِ الرومانيّ التقليديّ الشعبيّ، أو مهرجانُ رومانيا الأصليّة، يَفْتتِح هذه السنةَ سلسلةَ المهرجانات، وسيُقام في قرية ” هوبيتسا ” بين 22-23 يونيو. هناك مفاجأةٌ تنتظرُ السياحَ الذين يزورون هذه السنة المهرجان الذي سيُشاركُ فيه 60 حِرَفِيًّا بمنتجاتِهِم الرائعة. وبعد ذلك في التاسع من يوليو نُنظِّم المهرجان العالمي “إستراديفاريوس”، حيث يعزِف الموسيقار “إليكسدرو توميسكو” على الكمان المشهور “إستراديفاريوس” في الهواء الطلق، ويليهِ مهرجانُ “فيلم في القرية” بين 31 يوليو و4 أغسطس، والذي يجذِب كثيرًا من السياح. وفي الأسبوع الأوّل من أكتوبر ننظّم مهرجانَ فنِّ الطَّهي التقليدي الروماني.”

    ويَكْشِفُ مهرجانُ فن الطّهي التقليدي الروماني عن عادةٍ موجودةٍ في المطبخ الرومانيّ: مأكولات بهُلام الجيلاتين، تُقَدَّمُ مع الكَرْنَب المَحْشو باللَحْم. وبالأضافة إلى المهرجانات ممكن أن تكونَ بلدةُ “بيشتيشاني” نقطةَ الانطلاق في رحلةٍ إلى جبالِ في محافظةِ “غورج” وقمةِ “فِلقان”، حيث تستَمْتِعون بالمناظرِ الخلّابة والبحيراتِ الجليديةِ والكهوف التي تُعْتَبَرُ معالمَ طبيعية.

  • رحلة مع العائلة في الطبيعة

    رحلة مع العائلة في الطبيعة

    تمَثّل الرحلاتُ بالدراجة على مسارات تضمّ وُجهاتٍ تاريخيةٍ وطبيعية وأماكنَ للاسترخاء فرصةً لقَضاء يوم أو عطلة نهاية الأسبوع بعيدًا عن ضوضاء وزحمة المدينة، ويوجد في منطقة التلال لمحافظة “براخوفا”   هذا النوع من المسارات، والتي تمرُّ بالوجهات التاريخيّة، وبالغابات، وبأقبية النبيذ، وهذه المسارات تعطي الفرصة لتذوّق النبيذ، لأنَّ “براخوفا” من محافظات رومانيا التي تضمّ مزارعَ واسِعةٍ للكَرْم. “آنا فويكان” وهي مُنظِّمة المناسباتِ في الهواء الطلق، تقترح علينا الهروب من المدينة لقضاء بضع ساعات في الطبيعة:

    “نُنظِّمُ، حتى فصل الخريف، ثلاثين رِحلةً، معظمها يَستَغْرِقُ يومًا واحدًا، لأنّنا لاحظنا أنّه الاختيارُ المفضَّل للناس. هناك مسارات تتوجّه نحو التل الأكبر، ونمرّ بأقبية النبيذ وجبال “بوتشيجي” حيث نستطيع ركوب الدراجات، أو نمشي على المسارات لمسافات طويلة. وننَظِّمُ أيضًا رحلاتٍ أطول تدوم يومين. والسياح يحتاجون إلى الإقامة ويستمتعون هناك بأنشِطةٍ مثل ركوب الدرجات، ويمارسون ورشات حِرَفية مثل صناعة الفخّار. وفي هذه الورشات يتعلّمون كيف يصنعون الفخّار بطرقٍ حديثة وقديمة ويستطيعون المشاركةَ في كل مراحلِ الصناعةِ: تجفيف الفخّار والزَّخرفة، وفي النهاية يأخُذُون هذه المنتجات معهم.”

    وهذه البرامِج مُوجَّهةٌ للعائلاتِ وأطفالِها، والذين يمشون بسهولة مسافاتٍ من 20 إلى-25 كم على ارتفاع يصل إلى 300 مترٍ. وهناك مسارات أطول ب60 كم لِلسياح الذين يتحمّلون المجهود العضليّ، وممكن أن يمشي عليها المبتدئون في حال يستخدمون الدراجات الكهربائيّة. ومن أجل أن نقضي وقتا أطول في الطبيعة تقترح لنا “آنا فويكان” رحلاتٍ تدوم لثلاثة أيّام للتخييم:

    “ننظِّم مهرجانًا يستمرّ لأربعة أيّام في جبال “بوزاو”، حيث نهرُب من المدن المزدحمة ونبتعد عن الأجهِزة الإلكترونيّة. ونقوم هنا بأنشِطةٍ كثيرةٍ في الهواء الطلق مثل: الرياضاتِ المائيةِ كرياضة التجديف، وركوب الزوارِقِ، والتسلُّقِ والمشي في المسارات الطويلة، والانزلاق على الحبل. وهذا المهرجان مُوجَّه للعائلات ذوي الأطفال، وبالتالي ننظِّم كثيرًا من الوِرَش الفنية والتعليميّة للأطفال والكِبار. وسيجري هذا المهرجان في “بوزاو” في منطقة “باترلاجيلي”  بين 21 و24 يونيو في منطقة للتخييم مناسِبةٍ للأطفال.”

    وبين الأنشطة المتوفِّرة في هذا المهرجان: عمل الطائرات الورقية واللعب بها، والرسوم على الأحجار، والمسرحيات، والعُروض السحريَّة، وتذوُّق السجق، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى التي من الممكن أن تصبح ذكرياتٍ لا تُنسى.

  • “طِرغو جيو” بعد عشر سنين من الحصول على جائزة “التفاحة الذهبية”

    “طِرغو جيو” بعد عشر سنين من الحصول على جائزة “التفاحة الذهبية”

    “طِرغو جيو”، وهي مدينةٌ تقع في جنوب غربي رومانيا وتمثِّل عاصمةَ محافظة “غورج”، احتفلت قبل بضعة أيّام بالذكرى العاشرة لاستلام جائزة “التفاحة الذهبيّة” من قبل الاتّحاد الدوليّ للصحفيّين المتخصّصين في السياحة. ومنذ عام 1970 تُمنحُ هذه الجائزةُ لأيِّ مدينةٍ أو مؤسّسةٍ أو شخص امتاز بنشاط ترويج السياحة.

     وحصلت “طِرغو جيو” على هذه الجائزة في عام 2014 بسبب أعمالٍ فنّيّةٍ منحوتةٍ للنَحّات “قُسطَنطين برِنكوشِ”، وتمثّل هذه الأعمال وجهةً سياحيّةً مهمّةً موجودةً في الهواء الطلق. كان النحّات معروفًا في فرنسا عندما جاء في عام 1937 إلى رومانيا مسقط رأسِهِ ليعمل على هذه التُحَف الفنّيّة الموجودة الآن في المدينة. وأنتج برِنكوشِ مزيدًا من الأعمال تلبيةً لطلب الرابطة الوطنيّة للنساء في محافظة “غورج”، واستغرق إنتاج هذه الأعمال سنة، وتَمَّ عَرْضُها على طريق شهير اسمه “طريق البطلة” أو “مِحوَر برِنكوشِ”، والذي يوجَد فيه الجسرُ الذي دارت به معارِكُ بين السكّان الرومان والجيش الألمانيّ الذي كان يتّجِه إلى الجنوب في تاريخ الرابعَ عَشَرَ من أكتوبر عام 1916.

    وتوجد في الحديقةِ العامّة، بقُرْب نهر “جيو”، “طاولةُ السكوت”، وحَوْلَها إثنا عَشرَ كُرْسِيًّا من الحجر على شكل ساعة رمليّة. وإذا نستمرُّ بالنزهة على نفس المسار نجدُ إلى الجانِبَيْنِ الأيسر والأيمَن ثلاثين كُرسيًّا من الحجر على نفس الشكل. ويوجد في مدخل الحديقة “باب القُبلة” بارتِفاع خمسةِ أمتارٍ تقريبًا، وهو تمثالٌ منحوتٌ في الحجر المساميّ، ويمكن مُلاحَظَةُ على عمودَي الباب رمزِ القُبلة، وهي مُكوَّنة من نِصْفَيْ دائرة. ومن الجهة الأخرى لـ”مِحْوَر برِنكوشِ” يوجد “العمود اللانهائيّ” وهو تمثال بارتفاع تسعةِ وعشرين مِترًا يتكَوَّن من وحْدات برونزيّة على شكل ساعة رمليّة مُثبَّتة على مِحْوَر معدنيّ. ويقع عمل ” برِنكوشِ” هذا في الحديقة ويمثِّلُ عمودًا شاهِقًا يُرى من بعيد.

    وبمناسبة مرور عشر سنين من الحصول على جائزة “التفاحة الذهبيّة” تمّ احتفالٌ في الحديقة العامّة في “طِرغو جيو”، وشارك فيه أعضاءُ الاتّحاد الدوليّ للصحفيّين المتخصّصين في السياحة، والذين استمتعوا بزيارة وُجهاتٍ أخرى في محافظة “غورج”. وبعد الاحتفالات شارك رئيس الاتحاد “تيجاني حدّاد” انطباعاتِهِ عن رومانيا كوجهةٍ سياحية وكيفيّة ترويج أعمال برِنكوشِ في مدينة “طِرغو جيو”:

    “نحن نُقَدِّرُ إمكانيّاتَ رومانيا كوجهةٍ سياحيّة ممتازةٍ مناسِبةٍ للسياح من كلّ أنحاء العالم بسبب جبالها وأنهارِها وحُسن ضيافة سكّانها. نتمنّى أن يُفيدَ هذا الحَدَثُ رومانيا ونتمنّى أن نجدَ مناسباتٍ أخرى للترويج لبلادنا من الناحية السياحيّة العالمية. كنت هنا بمناسبة منْحِ الجائزةِ لمدينة “طِرغو جيو” قبل عشر سنين. واحتفل السكان بهذه المناسبة بالموسيقى التقليديّة والرقص الذي يؤَدَّى من قبل فِرَق فنية، معظمها للأطفال. وقد استمتعنا بالحفلات التي حضرها العديدُ من السكّان، ونتمنى أن يروِّجَ الاتحادُ مزيدًا من الوجهات السياحيّة في رومانيا.”

    وبسبب الترويج السياحيّ في السنوات الأخيرة، أصبحت مدينة “طِرغو جيو” ومحافظةُ “غورج” تحت الضوء، وبالتالي ازدادَ عددُ السياح الذين زاروا مسقطَ رأس برِنكوشِ إلى ما يصل إلى مِاْئة وخمسين ألفَ سائحٍ في عام 2023 وهي أعداد مضاعفة من الزُّوّار بالمقارنة مع سنة 2020.

    “عند برِنكوشِ” هو اسم المؤسَّسة التي تقوم بالترويج لمدينة “طِرغو جيو” ومحافظة “غورج”.

  • سولينا، المقبرة متعددة الأديان

    سولينا، المقبرة متعددة الأديان

    تقع مدينة سولينا في شرق أقصى رومانيا وتمثِّل ميناءً على البحر وعلى الضِّفّة الغربية لنهر الدانوب. أصبحت المدينة مَصْيفًا في سبعينيات القرن الماضي عندما جَذبت السُيّاح المُهتمّين بجمال دلتا الدانوب والمستمتِعين بالشاطئ النائي برمْلِه الناعم. وتُذكِّرُ مباني سولينا التاريخية أيّام المجد

    الغابِر، عندما كانت المدينة مقرَّ لجنة الدانوب الأوروبيّة، التي أشرفت على حركة السُّفن في الدانوب، وِفقًا لمعاهِدة باريس في العام 1856. وتمَّ مشروع تنظيم المِلاحة على الفرع الأوسط لنهر الدانوب تحت إشراف المهندس الإنكليزي تشرالس هارتلي الذي شارك في تصميم مشروع قناة السويس.

    في النصف الثاني للقرن التاسع عشر فتحت في سولينا قنصليات ومكاتبُ لملاك السفن والتجار، وأيضا جرى نشاط تجاري مهم، خاصة بالحبوب وأصبحت المدينة تزدهر. وطبعًا فُتحت حاناتٌ كثيرةٌ على الضفّة الغربية لنهر الدانوب في الميناء. واختفى الكثير من المباني القديمة في الحكمِ الشيوعيّ عندما تمّ تشييدُ مبانٍ سكنيّة مكانَها. بالإضافة إلى الميناء في سولينا والمباني القديمة التي لا تزال قائِمَةً، تمثِّلُ المقبرة متعدّدةُ الأديان وجهةً سياحيّة حيث إنها شاهِدٌ على المجتمع المتعدد الجنسيّة الذي عاش في سولينا منذ قديم الزمن. وقد أُنشِئَت المقبرةُ في العام 1864 وكانت تشرف عليها لجنة الدانوب الأوروبيّة نفسها، وقد دُفِن فيها تجار وأميرات ونساء لهن قصص شهيرة وقراصِنَة وبحّارَة وأيضا المَوتَى من سكّان المدينة وبعض المغامرين من شَتَّى أنحاء العالم. فالَنتين لافريك ، وهو مدرِّس في سولينا وعُضو مُؤسَّسة “اكتشِفْ سولينا” التي تُروِّج لهذه الوجهة السياحيّة، يقدّم لنا المزيدَ من المعلومات عن قصص الناس المدفونة هناك:

    “أشهر قَبْر هنا هو قَبْر القرصان الذي كان اسمه جرجيس كنتوجوريس  ووِفْقًا للأسطورة هو كان يسرِق من الأَغْنياء ويُعطي للفقراء، ويشبه بهذا شخصية روبن هود. ولد في كيفالونيا ومات في سولينا في الثالثة والثلاثين من عمره، في الخامس وعشرين من مارس وقد شُيِّدت المقبرةُ من قبل أخيه، غريغوري وهذه هي المقبرة الوحيدة في أوروبا التي تَحوي رُفاةَ قُرصان. وكان يخدَع السفن بخُدْعة بسيطة حيث كان يُشيرُ بمصباحٍ من على الشاطئ، مُلَمِّحًا لها بأنّ هناك ماءا بما فيه الكفاية للعبور، والسفن تعتقد أن هذه علامةٌ رسميّةٌ من الميناء وتأتي بكامل سرعتها، فتَنغَرِسُ في رمل الشاطئ، وبعدها يَنْهَب القرصان هذه السفن التي تعلِق على الشاطئ بدون معارك كبيرة، وقد جعله هذا شديدَ الثَراءِ، حيث يُرى هذا بِوُضوحٍ من شكل مَقْبَرَتِه.”

    في العام 1871، وهو العام الذي مات فيه القرصان، تمّ إنشاء المنارة التي كانت تُرشِد السفنَ إلى الميناء، وتُعْرَف حاليًا باسم المنارة القديمة، وتوجَد في وسط المدينة بعيدًا عن الشاطئ. وفي كل عام تزداد مِساحة اليابسة بسبب الرواسب التي يُحضرها ماء الدانوب فظهرت هناك منطقة يابسة بين فَرْعَي سولينا وكيليا، والتي أصبحت مكانًا للجوء العصافير، حيث تمثّل منطقةً محميةً يمكنكم رؤيتُها من على متن القارب في رحلات على سولينا.

  • مدينة أورشوفا ، دير القديسة آنا (حنّا)

    مدينة أورشوفا ، دير القديسة آنا (حنّا)

    تَقَعُ مَدينة أورشوفا على الضِفّة اليسرى لنهر الدانوب، حَيث يلتقي نهر تشيرنا بنهر الدانوب. وقد بُنِيَت بين عامَيْ 1966-1971 على ضِفاف النهر.  وتُعْرَفُ أيضًا باسم أورشوفا الجديدة لأنّ مدينة أورشوفا القديمة توجد آلان تحت مياه الدانوب بعد تشييد سدِّ الطاقة الهيدروليكية في البوابات الحديديّة وظهور البحيرةِ الاصطناعيّةِ. وازدهرتِ المدينةُ القديمة في أواخِرِ القرن التاسعَ عَشَرَ بعد بناء خَطِّ السكَكِ الحديديّة التي عزَّزت تبادُلَ السِلَعِ بين أوروبا الوسطى والبحر الأسود. وأدّى تنظيم مَمَرٍّ للمِلاحة في منطقة صَخْريّة لغلّايات نهر الدانوب إلى ظهور ميناء تجارة السلع ومِصْفاة النفط الخام.

    وفي مقرِّ إدارة حديقة ” البوابات الحديدية” الطبيعيّة في أورشوفا تمَّ عَرْضُ أربعِمِاْئةِ صورةٍ للمدينة القديمة التي اسْتعادَها وأعادَ تعميرَها “مخائيل رومانو” وهو وُلِدَ في المدينة القديمة ويعيش منذ سنواتٍ كثيرةٍ في ألمانيا. ويُمَثِّلُ مقرُّ إدارةِ حديقةِ ” البوابات الحديدية” الطبيعيّة وُجْهةً جذابةً بسبب لوحاتِ المعلوماتِ والنموذَجِ التصغيريّ للطريق، حيث يرى السُّيّاح المساراتِ والمزاراتِ والمناطِقَ المَحْميّة.

    وتُمثّلُ الكنيسة الكاثوليكية الرومانيّة وجْهةً سياحيّةً أخرى، شُيِّدَت بين عامي 1972 – 1974 وتُثير الإعجابَ بسبب الهندسةِ المعماريّةِ لأنَّها تُشبه الخَيْمة، وسَقْفُها على شكل صليب، وفي الداخل توجد أيقونات يَظْهَر فيها فلاديمير أيلتشي لينين وناديا كومانتش وجون لينون من فرقة البيتلز الشهيرة.

    ولِدَيْرِ “القديسة آنا” الأرثودكسي قصّةٌ منفردةٌ ويستحقُّ الزيارة، وقد أُنْشِئَ من قِبَلِ “بَمفيل شيكارو” وهو صُحُفيّ مشهور عاش في القرن الماضي، وعندما كان يحارب في الحرب العالمية الأولى كادَ أن يُدْفَنَ بسبب انفجار قنبلة.

    وبعدها وَعَدَ أنه في حال نَجاتِهِ من الحادث سيبْني كنيسةً في هذا المكان الذي يُمثِّل اليوم نقطةَ مُشاهدةٍ بقُرْب مدينةِ أورشوفا. وقد وَفَى بِوَعْدِهِ وأنشأ قبل الحرب العالمية الثانية الكنيسةَ التي أُطْلِقَ عليها اسمُ أمِّهِ. وبعدَ اندِلاعِ الحربِ لم يتِمَّ البِناءُ وتغيَّر فيما بعد مكانُ بنائِه كما قال لنا القسيس “ميخائل زوريلا”:

    “أثناء النظام الشيوعيّ أصبح الديرُ مَصَحّةً لعلاج مرض السِّلِّ ثُمَّ مُعسْكَرًا للأطفال ومطعم. نحن هنا في الكنيسة التي أنشأها “بمفيل شيكارو” في ثلاثة سنوات بين 1936 و 1939 من موارِدهِ المالية الخاصّة. اشترى الأرض ومَوادَّ البناءِ وعَهِدَ إلى مُشْرِفٍ بِمُراقبةِ مَوْقِعِ البناء وبنى الكنيسة بسرعة. في البداية كانت الكنيسةُ من الخَشَب، وحول الدير توجد صوامِعُ الراهِبات. ولم  يبقَ إلّا قليل من الرسوم الأصليّة في البُرْج.”

    لم نتمكَّنْ من ترميمِ الرسوم الأصليّة بسبب طَبَقَة الأسمنت التي وُضِعَت عليها، وقال لنا “ميخائل زوريلا” إِنَّه قد تَمَّ إصلاح الدير بعد سقوط النظام الشيوعيّ في رومانيا:

    “في عام 1990 جاءت هنا مجموعة من الراهِبات من دير تيسمانا  وقُمْنَ بتقديس الدير. زُيِّنَت الكنيسة بالإيقونات بالأسلوب البيزنطيّ من قبل “غريغوري بوبيسكو” الذي رَسَمَ وزَيَّنَ الكثير من الكنائس والأديرة في رومانيا. وتعمل الراهِبات هنا منذ ذلك الحين ويستقبلْن السُّيّاح الذين يزورون الدير.”

    وفي سقيفة الكنيسة توجد مَقْبَرَةُ “بمفيل شيكارو” الذي مات في ألمانيا عام 1980. وفي 1991 أُرْجِعَت رُفاتُه إلى رومانيا ودُفِنت في مقبرة “الجُمُعَة المُقَدَّسَة” في مكان خاص بعائلته، ثُمَّ في 2005 رَجَعتِ الرفاتُ إلى الكنيسة التي أنشَأَها.

    من يصل إلى هذا الدير يمكنه من فوق تَلِّ الشيخ رؤيةُ خليج “تشيرنا” ومدينة أورشوفا على شكل حِدْوة حصان، وأيضا جُزْءٍ من البحيرةِ الاصطناعيّةِ وسدِّ الطاقة الهيدروليكية في البوابات الحديديّة.

  • حديقة ” البوابات الحديدية” الطبيعيّة

    حديقة ” البوابات الحديدية” الطبيعيّة

     

    تقع حديقة ” البوابات الحديدية” الطبيعيّة في جنوب غربي رومانيا على الضِفّة اليسرى لنهر الدانوب، وتضُمُّ الجزء الجنوبي من سلسلة جبال “بانات” و”ميهيدنتسي”. وتجْذِبُ الحديقةُ مُحِبّي الطبيعةِ بسبب تنوُّعِ الحياةِ النباتيةِ والحيوانات والمناظر الخلّابة.

    أنْشَأت إدارةُ هذه الحديقةِ أربعةَ مراكزَ تُوفِّر معلوماتٍ لِلسياح ونَظَّمت خَمْسَ عشْرةَ مسارًا للمشي لمسافاتٍ طويلة، أحَدُها على جبل تشوكارو الأكبر  الذي يقع على نهر الدانوب. وتَحَدَّثنا هنا إلى أمالية رالوكا دمبرافا المُتَخصِّصة بعِلْم الأحياء:

    “تُمَثِّل مَحْميّة “الغلايات الكُبرى” و”الغلايات الصُغرى” منطقةً قَيّمةً من ناحيةِ التنوّعِ البيولوجيّ بسبب أنوع النباتات والحيوانات الموجودة هنا بشكلٍ حَصْريٍّ. وقد أُجْريَت العديدُ من الدِّراسات في هذه المنطقةِ بفضل إمكانيّةِ الوصولِ السهلِ إليها لكن لا تزال هناك أشياءُ لم نكتشِفْها بعد. من الناحيةِ السياحيّةِ تُمَثِّل هذه المنطقةُ وُجْهةً جَذّابةً بسبب المناظرِ الخلّابةِ ولأنها مناسِبةٌ للسُّيّاحة في كل العصور. المشي على هذا المسار يستغرق ساعتين أو ثلاثة، وإذا نتوقَّفُ للتصوير تظهر لنا مناظرُ رائعةٌ مثل: “الغلايات الكُبرى”، “وخليج دوبوفا” و”تشوكارو الأصغر” و”الغلايات الصُغرى”. وتُعتبَر المنطقةُ ذاتَ طبيعةٍ جِيريّةٍ، ولذلك سُميَّت هذه التكويناتُ باسم “بالوعة” وبسبب العُمر الصغير نسبيًّا للمنطقة فإنّ حَجْمَ الكهوف صغيرٌ بالمقارنةِ مع جبال أبوسينِ  أو حديقة ميهيدنتسي الجيولووجيّة، حيث يوجد أكبرُ كهوفِ رومانيا.”

    الدخول أسهل في كهف فيتيراني  لأنه في القرن السابعَ عَشَرَ تَمَّ تحصينُهُ من قِبل اللواء النمساوي فيديريكو فيتيراني   من أجل مراقبةِ حركةِ مرورِ السفنِ على نهر الدانوب. وبعد تشييد سدِّ الطاقة الهيدروليكية في البوابات الحديديّة ظهرت البحيرة وارتفع مستوى الماء، وبالتالي الدخولُ إلى الكهف صارَ متاحًا فقط عبر الماء. وقدَّمت لنا أمالية رالوكا دمبرافا المزيد من المعلومات:

    “نحن فخورون بالكهوف الموجودة هنا، مثلا كهف بونيكوفا الذي هو أكبرُ كهفٍ في المنطقة، ويحتوي هذا الكهف على ثلاثةِ معارِضَ، أحدُها لا يزال نشِطا، والاثنان الآخران صارا مَعْرَضَيْنِ أُحْفورِيَّيْنِ، والماء يَتَسَرَّبُ هنا. مَغارة “فُوَّهةُ بونيكوفا” تُوَفِّرُ للطلابِ من كلِّ الجامعاتِ المتخصِّصةِ في الجيولوجيا والجغرافيّة مادّةً دِراسيّةً غنيَّةً، والكثيرون يأتون هنا بسبب الدخول السهل. وتوجَدُ هنا تكوينات جيولوجية كارستية مثل: الأعْمِدة والصواعِد والهوابِط.”

    والجديرُ بالذكْرِ أنَّه في الربيع يوجد على قِمّة جبل تشوكارو الأكبر الزنبق الأصفر الذي ينمو في المنطقة. وهناك أيضا نوع من السلاحِف البرّيّة المهدَّدة بالانقراض. وفي عام ألفين تَمَّ تنفيذُ مشروعٍ أوروبيٍّ لِحِمايتِها.

  • بداية موسمِ العطلة على شاطئ البحر الأسود

    بداية موسمِ العطلة على شاطئ البحر الأسود

    يُنْتَظَرُ عشرات آلافٍ من السُّيَّاح أنْ يأتوا إلى شاطئ البحر الأسود في الأول من مايو وبمناسبة عيد الفصح الاورثودكسي ، وبسبب طولِ فترةِ العطلةِ هذه يبحث السياح الرومانيون عن عروضِ رِحلاتٍ أطولَ من العادة .

    يُفتَح رسمياً الموسمُ السياحي على شاطئ البحر الأسود في الواحد من مايو ومن المتوقع أن تستقبل الفنادق ضيوفاً ، توجد على مسافة خمسة وسبعين كيلومتر بين مدينتي نيفودار في الشمال و فاما فيكه في الجنوب العديدُ من الفنادق و بيوت الضيافة مما يجعل شاطئ البحر الأسود المنتجعَ الصيفي المفضَّل في رومانيا .

    نائب رئيس اتحاد أرباب العمل في رومانيا نيكولاي بوكوفالا يُقدِّر أنه بسبب الاستثمارات ازدادَت بشكلٍ بارزٍ جودةُ الخدمات التي تقدِّمها المنتجعات الصيفية الموجودة على شاطئ البحر الأسود :

    “نحن مجهَّزون بكلِّ ما يجب أن نقدِّمَ للسيّاح ظروفاً ممتازة أفضل مقارنةً بالسنوات السابقة. ازداد كثيراً الاستثمار في المجال الفندقي وهذه السنة نهتمُّ بشكل خاص بالخدمات التي ستكون أفضل من السنوات الماضية. في كل المنتجعات توجد فنادق مفتوحة بمناسبة العطلة الربيعية القصيرة التي تبدأ في الواحد من مايو وتضُمُّ أيام عيد الفصح. ننتظر خمسةَ آلافِ سائحٍ في منتجعات مامايا ونافودار حيث يُنَظَّمُ مهرجان موسيقى إلكترونية الذي يدوم حتى السادس من مايو. في مامايا سِتّونَ فندقاً سيكون مفتوحاً وأيضاً في ايفورية منتجع للعائلات حيث يأتون من أجل العلاج الطبيعي وطبعاً منتجعات كوستينيشت  وأوليمب ونيبتون في الجنوب.”

    بالرغم من الأسعار المرتفعة بمُعَدَّلِ سبعةَ عشرَ بِالمئة أكثر بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، ازدادت مدةُ العطلة في بدايةِ هذا الموسم الصيفيّ من ثلاثة إلى أربعة أيام. وِفْقاً لإعلان شركة سياحة مهمة في رومانيا احتفالاتُ عيد الفصح الإرثودكسي التي تلي هذه السنة الواحد من مايو أثَّرت إيجابياً على حَجْزِ رِحلاتٍ إلى المنتجعات الصيفية.

    وقدَّم نيكولاي بكوفالا مزيداً من المعلومات عن الأسعار في الفنادق والوحدات الفندقية في بداية الموسم الصيفي على شاطئ البحر الأسود:

    “على سبيل المثال سعر إيجار غرفة في فندق مصَنَّفٍ بثلاثةِ أو أربعة نُجومٍ يصلُ إلى خمسين يورو في الليلة حيث يضُمُّ أيْضاً كرسي شاطئ والفُطور والموقف للسيارات ، وفي حالة الفنادق المُتضمِّنة كلَّ شيءٍ الأسعارُ تَصِل إلى مئة يورو للغرفة في الليلة و تَتَوفَّر فيها كلُّ الخدمات.”

    وبالإضافة إلى ذلك تُنَظِّمُ إدارات الوُجهات السياحيّة في شاطئ البحر الأسود كثيراً من الأحداث مثل مهرجان موسيقى إلكترونية سون ويفز مامايا بين الواحد والسابع من مايو ومهرجان المأكولات بونهور مامايا وحفلات موسيقية أخرى في الهواء الطلق.

  • في بوكوفينا، في صَيْد الكَمَأ

    في بوكوفينا، في صَيْد الكَمَأ

    بغض النظر عن الوقت من العام، تُمثِّل بوكوفينا وجهةً مفضلةً للعطلة للرومانيين والسياحِ الأجانبِ على حدٍّ سواء، وهي معروفة بفضل الأديرة التي تحتوي على لوحاتٍ جدارية داخلية وخارجية مُدْرَجة في التراث يونسكو العالمي، تُقدِّمُ بوكوفينا مجموعة متنوعة من الخِياراتِ السياحية استِنادًا إلى الإطار الطبيعي والتقاليد. تُوفِّرُ جبال كاليماني (Calimani)، وراراو(Rarău)، وجيومالاو (Giumalău) الظروف المثاليّة لممارسة الرياضاتِ الشِّتْوِيّة، خاصة حول محطّات التزلُّج في (Câmpulung) كِمبولونغ و(Vatra Dornei)فاترا دورنِيْ، وفي الفصول الأخرى، تَتَوفّر ظروفٌ مثالية لقضاء عطلة نشطة، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وركوب الخُيول، والزلاجات، والهبوط بالقوارب على مياه الجبال السريعة .بالإضافة إلى القيم الثقافية والجمال الطبيعي، تتميز بوكوفينا أيضًا بمأكولاتٍ مميزة، تتضمن أطباقًا تحوي الكثيرَ من اللحوم، وغالبًا ما تُقدَّم مع الملفوف والبطاطس والكَمَأ.

    هناك أنشطةٌ أخرى غيرُ عاديةٍ يمكنكم ممارستُها عند زيارتكم لبوكوفينا. إيوان ميخائيل روبو (Ioan Mihail Robu) من قرية بوتوشانا (Botoșana) قد حوّل هِوايتَهُ إلى نشاطٍ يجذب بعضَ الزوار. ويقدِّمُ نفسه بـ “صيّادِ الكَمَأ ” أو “باحث الكَمَأ “، وهو نشاط يقوم به مع كلبَيْه، ويكافئهما في كل مرة ينجحان في العثور على هذه الفِطْريات. يقول إيوان:

    “نحن في العمل وفي نفس الوقت نستمتع ونشعر بالراحة، لأنه في نهاية المطاف تبقى جولة في الطبيعة. بالطبع، هذه هواية يمكنك من خلالها اكْتِسابُ بعض الأشياء. لكنها ليست مهنةً تدعمك ماليًّا طوال العام. لذلك يجب عليك القيامُ بشيءٍ آخَر، وهذا يبقى هواية، لكي لا تُدمِّرَ الطبيعة. أعتقد أنني أخذتُ إلى الغابة لتجْرِبة صيد الكمأ تقريبًا كلَّ أصدقائي الذين جاءوا لزيارتي في بوكوفينا وحتى الأشخاص الآخرين الذين أرادوا زيارة بوكوفينا وأتَوْا إليّ. يبدو لي أنها تجربة مثيرةٌ ومُمتِعَة. إنها جولة في الطبيعة، فيها يرى الزائر شيئًا جديدًا، ويشاهد كيف يعمل الكلب، ويُخرِج الكمأ من التربة، ويشمُّ الكمأ. صدقوني، عندما تَخرج الكمأ من التربة، لها أطيب رائحة ممكنة! أنا أشجّع جميعَ من يريدونَ زيارةَ بوكوفينا، أن يأتوا لنقوم بجولة في الغابة، جولة يومية سهلة

    إذا التقيتم بـ إيوان ميخائيل روبو، سيقدِّم لكم شريحة خبز مدهونة بزبدة الكمأ. كان الأصدقاء الذين حثّوه على الترويج لنشاطه من خلال تنظيم حَدَث .وهكذا ظهر مهرجان الكمأ:

    “قمنا بتطوير فكرةِ مهرجانِ الكمأ لجَعْلِ الكمأ أكثرَ توافرًا للناس. نريد كسر هذه الأسطورة التي تقول إن الكمأ هو مُنتَج فاخر. في مهرجان الكمأ، أعتقد أن أيَّ شخصٍ يمكنه تذوُّقُ الكمأ. إنه مهرجان للصداقة وكل شيء يدور حول الكمأ. الفكرة هي أن يفهم الإنسان أنه يجب أن يكون أقرب إلى الطبيعة وأنه يجب أن يتذوق ما لدينا في غاباتنا، في جبالنا، في بلادنا. نروج لبوكوفينا وللمنتجين المحليين في بوكوفينا ولكل ما هو له علاقة بثقافتنا وتقاليدنا في بوكوفينا.”

    مثل العام الماضي، سيُنَظَّم مهرجان الكمأ في (Cacica)كَتشيكا، وهي مدينة معروفة بمَنْجَمِ المِلْحِ الذي تم استغلالُهُ مُنْذُ نِهايَةِ القرن الثامنَ عشر. تم إنشاء متحف هنا يُعرض فيه تاريخ هذا النشاط، حيث تم استقطابُ عمالِ وفنيين من الإمبراطورية النمساوية، معظمهم من البولنديين الذين شكلوا مجتمعًا في كَتشيكا وقاموا ببناء كاتدرائية رومانية كاثوليكية مَهيبة تحت اسم “سُبات السيدة العذراء”. في الختام، لاحِظوا أن نسخةَ هذا العام من مهرجان الكمأ ستُنظَّم في بلدة كتشيكا، بين الأول والرابع من شهر أغسطس.

    .”

  • حديقة النباتات “ألكساندرو بورزا”

    حديقة النباتات “ألكساندرو بورزا”

    اليوم نخطط للاستمتاع بالربيع في إحدى أشهر الحدائق النباتية في البلاد. لذلك، نتوجه إلى كلوج نابوكا (في غرب رومانيا)، حيث استقبلنا  ميخائيل بوشكاش، مدير حديقة النباتات “ألكساندرو بورزا”، التابعة لِجامعة بابيش-بولياي، الذي أخبرنا لماذا تستحق هذه الوجهة السياحيّة الزيارة:

    “هذا العام، جاء الربيع مبكرًا. كل الطبيعة تتفَجَّرُ بالألوان. لماذا الآن في كلوج؟ لأننا هنا لدينا واحدة من أكثر المجموعات تنوعًا، مِثْلَ النباتات البصَليّة، التي يمكن للجمهور زيارتُها. لدينا أكثر من مِاْئَتَيْ نَوْعٍ من الزنَابِق التي يمكن رؤيتُها في نفس المكان. هناك تنوع كبير جدًا في الأشكال والألوان. الرائحة فريدة، لأن لدينا أيضًا العديدَ من صفوفِ الياقوتية ويَليها سلسلة من النباتات البَصَليّة الأخرى، حيث تمَّت زراعة حوالي أربعينَ ألفًا من البراعم في الخريف والآن كلُّها في أَوْجِ الإزهار.”

    بدأت الأرجوانيات أيضًا في الازدهار كاشِفَةً عن أشكال وألوان مُتَنَوِّعَة. وقال متحدِّثنا إنّ هذه الحديقةَ النباتيةَ معروفة أيضًا كوجهة سياحية:

    “نحن جزء من جامعة بابيش-بولياي، ونحن نحب أن نعتقد أننا في المقام الأول فريق بحث وتعليم، لأن الطلاب يقومون بتنفيذ فتراتهم الدراسية هنا. ولكن، بالفعل سنحتفل العام المقبل بمائة عام من افتتاح الحديقة النباتية ونحن فخورون بأن نكون من بين أفضل الحدائق النباتية في رومانيا. حصلنا فعلا على لقب Best of the Best على TripAdvisor، وهو أكبر منصة سياحية عالمية. كوجهةٍ مفضلةٍ، نحن مُصَنَّفون على ما أعتقد تقريبًا في المرتبة 30 على الصعيد الوطني من بين أكثر من 5000 وجهة، وفي ترانسيلفانيا ربما في المرتبة السابِعَةَ عَشرةَ، مما يعني أن منطقتنا، كلوج، هي الوجهة الرئيسية. كل هذه المعلومات مبنيّة على التقييمات الإيجابية من أولئك الذين يعبُرون عتبة بابنا.”

    بمِساحةِ تبلغ 7.5 كيلومترًا من الطُرُق، تَجْذِب حديقةُ النباتات “ألكساندرو بورزا” في كلوج الزوارَ بأكثرِ من عشرة آلافِ نوعٍ من النباتات. قال لنا ميخائيل بوشكاش ، مدير حديقة النباتات “ألكساندرو بورزا” في جامعة بابيش بولياي:

    “أعتقد أن ما يجذِب هنا هو التناغم الجميل الذي صممه البروفيسور بورزا، الذي أسس هذه الحديقة النباتية، وتنوُّع المواضيع التي يقدِّمها. لدينا قطاع مُزَيَّن، حيث تُزرَع النباتاتُ لقيمتِها التزيينية، ومن ثم يمكننا القيامُ بجولة حول العالم، من شرق آسيا إلى أمريكا الشمالية، وحتى المناطق الاستوائية حول العالم. كان البروفيسور بورزا ذا بصيرة عندما اقترح علينا قِسمًا للحفاظ على النباتات؛ نُقَدِّمُ حياةَ رومانيا النباتيةَ، حيث يمكننا رؤيةُ الأنواع الرئيسية للغابات والمروج ونباتات الجبال، وبالتأكيد لديها دور مهم جدًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي الموجود في طبيعة رومانيا. لدينا أيضًا العديد من أنواع النباتات، سواء كانت محلية أي توجد فقط في جبال الكاربات أو على أراضي رومانيا، أو التي تعاني من خطر كبير.”

    من بين المواقعِ الأكثرِ شعبيةً تأتي حديقة اليابان، التي تم تصميمها على طراز “gyō nō niwa” التقليدي. عندما تمر عبر البوابة المقدّسة اليابانية “توري” وعبر جسرٍ صغيرٍ من الحجر، يمكنكم الوصولُ إلى جزيرة تضم غرفة شاي أنيقة. في هذا المكان يمكنكم رؤيةُ الأشجارِ والشجيراتِ والنباتات الخاصة بالحياة النباتيّة في اليابان والصين.

    الذين يهتمون بتاريخ الرومانيين كشعب لاتيني يمكنُهم قضاءُ وقتٍ جيدٍ في الحديقة الرومانية، فهي مكان ذو ثِقَلٍ تاريخيٍّ خاص. تّضُم هذه الحديقة تمثال الإلهة سيريس، إلهة الزراعة لدى الرومان، بالإضافة إلى اثنين من الصُّروح الرومانية، التي تم اكتشافها في مقبرة المدينة القديمة في نابوكا، بالإضافة إلى العديد من أنواع النباتات التي تؤكِّد الأصل اللاتيني للغة الرومانية .

    تمتاز الحديقة أيضًا بالبيوت الزجاجيّة التي تضم نباتاتٍ نادرةً، بالإضافة إلى النباتات ذات فترةِ زهورٍ واسعةٍ، مما يجعل زيارةَ حديقة النباتات “ألكساندرو بورزا” في كلوج نابوكا مُمْتِعَة في أي فصل من السنة.

  • غلايات نهر الدانوب

    غلايات نهر الدانوب

     

    تُعتبر منطقة “غلّايات نهر الدانوب” (جنوب غرب رومانيا) من أروع أجزاء نهر الدانوب، والذي يَنبُعُ من ألمانيا حتى يصُبّ في البحر الأسود. وقبل بناء سد الطاقة الهيدروليكية في منطقة البوابات الحديدية في سبعينيات القرن الماضي، كان النهر يجري بين الصخور التي كانت تبرز من سطح الماء، مما يعطي انطباعًا بأن الماء يغلي، وبالتالي حصل هذا الجزء على اسم ” غلّايات نهر الدانوب”. بعد ملء البحيرة الاصطناعية، وصل مستوى الماء إلى الصخور وظهر بذلك مَمَرّ ضيق يمتدُّ لأكثر من 9 كيلومترات يمكن التجول فيه بسهولة على متن قارب سريع. في “غلايات نهر الدانوب”، هناك عدة نقاط سياحية، الأكثر وضوحًا منها هو تمثال ديتشيبال (Decebal)، المنحوت على صخرة الجبل، وهو عمل فني يبلغ ارتفاعه 55 مترًا وعرضه 25 مترًا. على متن القارِب، يمكنكم أيضًا رؤية “تابولا ترايانا” (Tabula Traiana) على الضفّة الصربية لنهر الدانوب، وهي لوحة تذكارية من عهد الإمبراطور ترايان لتسليط الضوء على انتصار الرومان في الحرب التي خاضوها ضد الداقيّين في العامين 105 – 106. ألين سوبسيره (Alin Subțire) هو رائد أعمال في مجال السياحة، وأحد الأنشطة التي يقوم بها هو ركوب قوارب السرعة في منطقة “غلايات نهر الدانوب”.

    ” وادي “غلايات نهر الدانوب ” هو أحد أكثر المواقع إثارةً للإعجاب، وذلك بفضل انحِدار الجبال نَحوَ الماء، حيث يصل ارتفاعها إلى 768 مترًا على الجانب الصربي وأكثر من 400 مترًا على الجانب الروماني. يتم الانطلاق من تمثال ديتشبال (Decebal)، أعلى تمثال في أوروبا، والذي بُني على يد يوسِف قُسطَنطين دراغان (Iosif Constantin Drăgan) ويعتبر أهمّ نقطة جَذْبٍ في المنطقة. نركب القارب، ونمر عبر خليج مراكونيا (Mraconia)، ونتوقف أمام دير مراكونيا (Mraconia) الذي يمكن رؤيته، إذ بُني على أساس مَنارة قديمة لتوجيه حركة المرور النهرية، والذي الآن يُنير ويوجّه جميع المؤمنين، خاصةً في هذه الفترة من العام مع عيد الفصح. والصلاة في عيد الفصح مميزة، ونحن ندعو الجميع للمشاركة. يقوم الدير بصلاة عيد الفِصح في الشارع ويمكنكم رؤيتها على متن القارب على الماء، وأعتقد أن هذا أمر فريد.”

    فقط في شهر أبريل وفي بداية شهر مايو، يمكن رؤية زهرة الطَّلْع الصفراء في غلايات نهر الدانوب، واسمها العلمي التيوليب الهنغاري (Tulipa hungarica)، وهي زهور يمكن العثور عليها فقط على سفوح جبل تشوكارو ماري (Ciucaru Mare). يراقب خبراء حديقة البوابات الحديدية الطبيعية هذا النوع المحميّ من الزهور، وقد لاحظوا في السنوات الأخيرة امتدادَ نِطاقِهِ. قدم ألين سوبسيره (Alin Subțire) المرحلة التالية من رحلة القارب في غلايات نهر الدانوب:

    “ثم نتجه إلى خليج دوبوفا (Dubova)، العاصمة القديمة لقرية دوبوفا (Dubova) حتى بناء السد في البوابات الحديدية. ومع بناء السد، ارتفع مستوى المياه حتى غمرت حوالي 70 إلى 80٪ من القرية، وانتقلت القرية بأكملها إلى التّل. بعد ذلك، نصعد إلى الجزء العالي من وادي “الغلايات الكبيرة”، والذي يُعتبر من أكثر المناظرِ إثارةً للإعجاب بسبب مرور الطريق الوطني 57، ونقف أمام مَغارة القدامى، والتي تعود إلى حوالي ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف عام، من العصر الحَجَريّ الحديث. قبل 300 إلى 400 سنة كان هناك حِصْن، وتم تحصينُ المَغارة على ثلاثةِ مستويات. لكن الأكثر رَوْعةً في مَغارة القدامى هو أنّه خلال الانقلاب الصيفيّ، تُشْرِقُ الشمس في المغارة، وتُنيرها. إنها إحدى أكثر اللحظات رَوْعةً ممّا عشتُ في هذه المنطقة. ثم، بعد أن نركب القارب مرة أخرى، نصل إلى كهف بونيكوفا (Ponicova)، وهو كهف يمتد عبر الجبل من جانب إلى آخَر لمسافةٍ تُقَدَّر بِحوالي كيلومتر واحد.”

    الزوار الذين يذهبون هناك عبر الماء، يمكنهم الدخول إلى معرض الكهف، وبعد ذلك الخروج منه في الطريق الذي يتبع حدود الضفة الرومانية “لغلايات نهر الدانوب”. والجدير بالذكر أن دخول الزوار محدود في أحد المعارض الموجودة في كهف بونيكوفا (Ponicova)، لعدم إزعاج مستعمَرة الخفافيش هناك. تستغرق الجولة بالقارب في منطقة “غلّايات نهر الدانوب” حوالي ساعة.

  • الربيع في جبال ماتشين

    الربيع في جبال ماتشين

     

    يُعْتبَر شمال دوبروجاي منطقة جَذّابة للمشي لمسافات طويلة، تحديداً جبال ماتشين. هذه هي أقدم جبال في رومانيا مُتأَكِّلة حيث أنها الآن تملِك ارتفاعاً يقارب ارتفاع التلال، ولكن الزُوّار يمكنهم اكتشاف مناظرَ طبيعية مميزة وتشكيلاتٍ جيولوجية مُذهِلة هناك. كل هذه الوجهات الجاذِبة الطبيعية موجودة في الحديقة الوطنية لجبال ماتشين، التي تمتدّ على مساحة تزيد عن 11 ألف هكتار. قد تبدأ الزيارة في هذه المنطقة في مركز الترويج السياحي في مدينة ماتشين. يمكن للزوار العثور هنا على عروض تقديمية، بالإضافة إلى معلومات حول معالمَ سياحية في المنطقة. يوضح مدير مركز الترويج السياحي في ماتشين، دان ستايكو (Dan Staicu)، لماذا تُعتبر هذه المنطقة المنحدرة في شمال دوبروجاي جذابة (مقطع صوتي):

    “أصبحت منطقة ماتشين السياحية جذابةً للغاية بفضل مسارات المشي لمسافات طويلة، بالإضافة إلى الفرص الأخرى التي تقدمها المنطقة لزيارة الحصون الرومانية: دينوجيتيا(Dinogetia)، تروسميس(Troesmis). وإذا تحدثنا الآن عن مسارات الجبال ماتشين، يمكننا أن نقول إنها توفر مناظر طبيعية رائعة. يعود تميّز المناظر الطبيعية إلى التكوينات الميغاليتية الجرانيتية والتباين بين مناظر السهول على القمم والغابات على سفوح الجبال. يمكننا أن نقول إننا استمتعنا حتى الآن بالنباتات البرية ووجدنا هنا الزهرة البنفسجية المخططة (Crocus reticulatusالاسم العلمي) والزهرة الذهبية (Crocus Crysanthus – الاسم العلمي). نجد أيضًا الثلجية (Galantus plicatus – اللاتينية) وزهرة الربيع (Adonis vernalis – اللاتينية). هذه النباتات التي نجدها على مسارات جبال ماتشين والتي تسعدنا رؤيتها”.

     هناك 14 مسارًا للزيارة في جبال ماتشين، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة. يمكن الدخول إلى هذه المسارات من عدة مدن، بما في ذلك مدينة ماتشين وقرية غريسي (Greci) وقرية تشيرنا (Cerna). في هذه الفترة، تزداد منطقة جبال ماتشين حيوية وتحصل على المزيد من الألوان الخضراء، مما يقدم مناظر خلّابة. بَدَأَت الفَراشات والطيور المهاجرة في الظهور بشكل متزايد. قدم مدير مركز الترويج السياحي في ماتشين، دان ستايكو (Dan Staicu)، توصية بشأن مسارات المشي لمسافات طويلة (مقطع صوتي):

     “لا تزال قمة بريكوبانو(Pricopan) أجمل مسار في جبال ماتشين، بسبب التكوينات الميغاليتية. يمكن للزوار رؤية هذه التكوينات الميغاليتية الخلابة في كل شهر من السنة. ثم إذا تحدثنا عن المنطقة في فترة الربيع، هناك مسار مثل كوزلوك (Cozluk)، الذي يقدم مناظر طبيعية رائعة بسبب تعدُّد النباتات.”

    على مسار جبل بريكوبانو (Pricopan)، الذي يبدأ من مدينة ماتشين، يمكن للزوار رؤية تكوينات صخرية، تم تشكيلها بواسطة الطبيعة، تحمل أسماء مثل “أبو الهول الدوبروجي” أو “إسفينكس دوبروجيا”، “والسلحفاة”، “ومقبرة العمالقة”، “وبيض الديناصور”. بمجرد أن ترتفع درجات الحرارة، سيتمكن الزوار من رؤيةِ أحدِ الأنواعِ المحمية في الحديقة الوطنية لجبال ماتشين، وهي سلحفاة دوبروجاي (Testudo graeca ibera – اللاتينية). إنها نوع من الحيوانات البرية، تم إعلانها معلَماً طبيعياً، التي تأقلمت مع المناطق الجافّة، مثل تلك الموجودة في هذا الجزء من رومانيا. بالإضافة إلى المشي لمسافات طويلة، يمكن للسياح زيارة الدير في المنطقة والتوقف لتذوق النبيذ في أحد أقبيةِ النبيذ الموجودةِ هنا. كما يمكن للزوار البقاء ليلاً في أحد المنازل الموجودة في المدن المجاورة للحديقة الوطنية لجبال ماتشين.

    لقد وجّهنا لكم الدعوة. نحن في انتظاركم في المرة القادمة مع وجهة جديدة، وحتى ذلك الحين، نتمنى لكم طريقاً سهلا وطقساً مشرقا!