Category: شؤون المجتمع

  • خمسة  وثلاثون عاما على  دخول  وسائل منع الحمل إلى  رومانيا

    خمسة وثلاثون عاما على دخول وسائل منع الحمل إلى رومانيا

    تاريخ  الصحة الإنجابية  في رومانيا  لا  يخلو من  الصفحات  السوداء  والمآسي   خاصة  بعد  إقرار  النظام الشيوعي  قانون  حظر الإجهاض  عام 1966 بهدف  تسريع النمو السكاني . إلا أن  تداعيات القانون  على  حياة   العديد  من النساء كانت   مأسوية  للغاية  . أثناء الحقبة  الشيوعية  كان استخدام  وسائل منع الحمل  يلامس  الإجرام  وكان القانون يجرم   إنهاء الحمل  ويفرض عقوبات  صارمة  على الأطباء أو النساء  على حد سواء .

    أما اليوم فما هو موقف الرومانيين من  وسائل منع الحمل ؟ أندرادا تشيليبيو-   الناشطة النسوية في مركز فييليا وخبيرة الحقوق الجنسية والإنجابية لديه  الإجابة: “مما لا شك فيه أن معدلات  استخدام  وسائل  منع  الحمل منخفضة   في رومانيا  بسبب   عدم  توفير  هذه  الوسائل  مجانا  من جهة وبسبب  عدم إدراج مادة التربية  الجنسية الشاملة  في الرنامج الدراسي من جهة أخرى  . وفالأمر مثير للقلق   فعلا  نظرا  لتزايد  معدلات   الإصابة   بالأمراض المنقولة جنسيا  ومع ذلك  فإن هذه  الأمور لا نكاد  نتحدث  عنها   ولا  تزال  شؤون  الصحة الإنجابية والحقوق الجنسية من المحرمات  للأسف .

    ما يثير القلق أيضا هي  حالات  الحمل بين    المراهقات  فضلا عن  حالات  الحمل غير  المرغوب فيها  بصورة عامة . مقلقة  أيضا هي   نظرة المجتمع  الروماني إلى  وسائل منع الحملوكون كثيرين  من الناس  يخلطون  بين  الإجهاض  ووسائل منع الحمل  . لذلك  نسعى إلى  ضمان  وصول  كافة النساء  إلى  وسائل منع الحمل إضافة إلى  المعلومات والتثقيف الجنسي والوسائل  الآمنة  لإنهاء الحمل  ولكن  للأسف نلاحظ  أن  المجتمع  الروماني  سجل  تراجعا  على  هذا المضمار  على  مدى  السنوات العشر الماضية مقارنة بما كان عليه   في العقد الماضي”.

     

    أوضحت  أندرادا  تشيليبيو  أنه  في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين  أنشئت  في رومانيا  شبكة  واسعة  من عيادات  التخطيط  العائلي  التي  كانت  تقدم المشورة   المختصة  أثناء مناقشات  فردية  مع  المرتادين  حول وسائل منع الحمل  والمخاوف  المتعلقة   بالعلاقات الجنسية والحمل  وغيرهما من  جوانب الصحة الإنجابية.  وكانت  تلك  العيادات توفر أيضا  وسائل منع الحمل مجانا. ولكن  الأطباء  الذين كانوا يعملون  فيها   أحيلوا إلى التقاعد  قبل أن يقوموا  بتدريب أخصائيين   آخرين  ليحلوا  محلهم  فيما بعد ما أدى إلى نقص  للموارد البشرية .

    ولكن من جانب آخر  شهد  العقد الأول من القرن  الحالي تقدما  ملحوظا  في هذا المجال  تحقق  في إطار  المساعي الرامية  إلى  انضمام  رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي والتعهدات  التي قطعتها  رومانيا  على  نفسها  ضمن تلك المساعي   ومن بينها  ضرورة   الالتزام التام  بمعايير معينة .  جمهورية  مولدوفا   تمثل  نموذجا   إيجابيا  بهذا الصدد  حيث توجد فيها  عيادات للشباب الذين تتراوح أعمارهم   ما بين عشرة أعوام  وأربعة  وعشرين  عاما تقدم  لهم خدمات الصحة الإنجابية مجانا.

     إذا من  أين يمكننا استلهام   الممارسات الحسنة  في هذا المجال ؟ أندرادا تشيليبيو:”أفضل  الأمثلة  بهذا الصدد  هي  نماذج التربية الجنسية الشاملة المطبقة  في   دول الشمال وفي المملكة المتحدة  وهولندا  .ففي بعض  من  هذه الدول  تدرس  التربية الجنسية  منذ مرحلة  الطفولة  وتقدم  المعلومات   بطريقة   يسهل على الأطفال   فهمها . فالمعلومات  تقتصر في البداية  على   أمور  بسيطة  مثل  مسألة  الاستقلال الجسدي على أن  تتطور تدريجيا مع تقدمهم  في السن  لتشمل  العلاقات العاطفية والجنسية الصحية.

    كذلك  نجد أمثلة على  الممارسات الحسنة   فيما يتعلق بإنهاء الحمل في هولندا وفرنسا وهذه الأخيرة  أدخلت  الحق في الإجهاض في الدستور.وفي  إسبانيا على سبيل المثال يوجد  برنامج  ناجح  لتوزيع وسائل منع الحمل مجانا . والحقيقة أن غالبية   دول الاتحاد الأوروبي أقرت  خططا وطنية في هذا المجال  وتوفر  وسائل منع الحمل مجانا  للمراهقين والشباب  وأيضا للفئات الضعيفة.أما  رومانيا  فتنتمي إلى مجموعة الأقلية  التي   لا توفر  وسائل منع الحمل مجانا لأحد .”

    في الربيع الماضي  أطلق مركز فييليا  دراسة بعنوان “العناية  بالديمقراطية والمصالح السياسية للمرأة في عام 2024”  خصص  فيها   فصلا لمدى انتشار استخدام   وسائل منع الحمل من قبل الرومانيات . فقالت سبعة وثلاثون  بالمائة  من المستطلعة آراؤهن   أنهن استخدمن وسائل منع الحمل في السنوات العشر الماضية  كما تبين أن  اثنين  وستين  بالمائة  منهن لم يستخدمن مثل  هذه الوسائل     ورفضت  الإجابة نسبة  واحد  بالمائة من المستطلعة آراؤهن.

    أما النساء اللاتي  استخدمن وسائل منع الحمل   ضمن  العينة  المعنية  فإن  ثلاثة  وستين  بالمائة منهن  استخدمن الواقي الذكري  وخمسة  وخمسين  بالمائة  استخدمن  حبوب منع الحمل    وأثنين  وأربعين  بالمائة  اعتمدن طريقة العزل  وثمانية  وثلاثين بالمائة    استخدمن   طريقة التقويم    وأربعة  وعشرين  بالمائة استخدمن  حبوب منع الحمل (ولكن كوسيلة طارئة  فقط)  بينما  قلت  نسبة  استخدام  الوسائل الأخرى  الأكثر توغلا  مثل اللولب الرحمي أو ربط البوق أو زرع وسائل منع الحمل.

    دقت  منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر ملفتة إلى  الانخفاض المثير للقلق  لاستخدام الواقي الذكري من قبل  المراهقين  الأوروبيين  .  فقد أجرت  منظمة الصحة العالمية  دراسة  استقصائية  بين عامي 2014 و2022   على  عينة تضمنت   أكثر من مئتين  وأربعين  ألف مراهق في  اثنتين  وأربعين   دولة أوروبية.

    وأظهرت  النتائج  أن استخدام الواقي الذكري من قبل المراهقين  في سن  الخامسة  عشرة   انخفض بنسبة  تسعة بالمائة بين عامي 2014 و2022  –  من سبعين  بالمائة  إلى  واحد  وستين بالمائة. أما  نسبة  استخدام الواقي  من قبل  المراهقات   فقد انخفضت  في الفترة  نفسها من ثلاثة وستين  بالمائة  إلى  سبعة  وخمسين بالمائة . وأظهرت الدراسة أيضا  أن ثلاثين بالمائة   من المراهقات  واثنين  وعشرين بالمائة   من المراهقين   النشطين جنسيا في رومانيا لم يستخدموا الواقي الذكري ولا وسيلة  أخرى  من وسائل  منع الحمل  أثناء  آخر  اتصال  جنسي .

    أندرادا تشيليبيو:”لاحظت أن   العديد من المراهقين   يفضلون المواد الإباحية كمرجعية  رئيسية  حول الممارسات الجنسية الآمنة. فكثيرون  منهم  في حيرة  من أمرهم   ويصدقون الخرافات والصور النمطية ويشعرون   بالقلق على مظهرهم  الخارجي ويشعرون بالخوف  من  العلاقات  العاطفية أو الجنسية  وما إلى ذلك.

    ففي غياب تدخل الأسرة أو المدرسة لمساعدتهم  وتوفير المعلومات الصحيحة  المثبتة  علميا نرى  المراهقين  متروكين  لمصيرهم  للأسف   ما قد  يؤول  بهم  إلى  إقامة علاقات جنسية  غير مناسبة  يتعرضون فيها  لممارسات  غير مقبولة  بما فيها العنف . ولذلك  نحتاج إلى توفير  التربية الجنسية  الشاملة للمراهقين   حتى  بدون موافقة الوالدين  فضلا عن  خدمات الصحة الجنسية الملائمة للشباب.”

  • الاستدامة في ريادة الأعمال

    الاستدامة في ريادة الأعمال

    نظمت جمعية “سفارة الاستدامة” في بوخارست مؤتمر ” سوستنلانديا” حول الاستدامة . الرسالة الرئيسية  التي نقلها  المشاركون إلى الحاضرين  ودارت  حولها  المنافشات مفادها   أن   زمن  الرأسمالية  القديمة  التي  كانت  تعطي  رأس المال الأولوية  المطلقة  باعتباره  محركا أساسيا   لريادة الأعمال  قد  ولى إلى غير رجعة.  وخلص  المؤتمر إلى أن رجال الأعمال  الذين يرفضون التكيف مع التحولات الراهنة والعمل  وفق المعايير الجديدة  سيخرجون  من السوق  لا محالة  . وقد شدد  المتحدثون  على ضرورة  أن تأخذ الشركات  على عاتقها  مسؤوليات  إضافية  تتجاوز  الحسابات المالية  الضيقة   وأن تهتم   بتحقيق أهداف  جديدة   تتماشى  مع  تحديات   أزمة المناخ  وتداعياتها على  حياة  البشر . أهداف  سيصب  تحقيقها  في  مصلحة  المجتمعات  البشرية  والبيئة المحيطة المتضررة  جراء تغير المناخ  .

    وقد صعدت إلى خشبة المسرح    ثلاث شخصيات   مشهورة عالميا  في مجال الاستدامة إلى جانب مسؤولين في  شركات رومانية  كبرى.

    جون إلكينغتون الذي يعتبر   “الأب الروحي للاستدامة” والخبير  في مجال   مسؤولية الشركات ومؤلف أكثر من عشرين  كتابا هي ثمرة خبرة  تمتد لأكثر  من نصف  القرن   كان   واحدا من  المتحدثين  في المؤتمر. وتطرق جون إلكينغتون إلى  مدى  استدامة أساليب  إدارة الأعمال التي  تتبعها  الشركات الرومانية  : ” كانت  رومانيا   معورفة  في الماضي  بصناعة  استخراج  النفط  وهي صناعة  واجهت تحديات في الماضي  وستواجه المزيد من  التحديات  في المستقبل.  الزراعة  هي قطاع  آخر  لا يزال  يتعايش فيه  المزارعون  الذين  يمارسون الزراعة المكثفة على الطريقة القديمة  باستخدام المبيدات والأسمدة جنبا إلى  جنب مع المزارعين   الذين يتجهون نحو الزراعة   العضوية”.

     

    يبدو أن سوق الأعمال في رومانيا لا تزال تعمل بقاعدة   اللعبة التي  محصلتها صفر. وأردف   جون إلكينغتون قائلا  : “إنه أمر مفهوم  في بلد كرومانيا  واقتصاد كالاتصاد  الروماني الذي كان  حتى وقت  غير بعيد  ينظر إلى القيمة وسبل تحقيقها  من زاوية  مختلفة  تماما. ولكن  تبين في غضون ذلك  أن  الناس  أدركوا ضرورة  تغيير طريقة   تحقيق الربح لجعلها  أكثر  فعالية  وأكثر جاذبية  للمستثمرين  بما فيهم  الأجناب . وبالتالي فقد بدأت  الشركات  تعمل على  تغيير طريقة إدارة  أعمالها .أما إذا  نظرنا  إلى مناطق  أخرى في العالم فإن ما  دفع الناس إلى  تغيير طريقة إدارة  الأعمال هي الكوارث الطبيعية وحالات طوارئ التي  كانت لها  آثار  خطيرة على  الأعمال.

    “وفي كثير من الأحيان عملت  شخصيا  مع شركات كانت قد  مرت   بمثل هذه التجارب  أو شاهدت  شخصيا  شركات تواجه  مشاكل كبيرة. ولكن  الأمور تغيرت  ومن المحتمل أن  تكون  قد تغيرت في رومانيا أيضا  بمعنى أن  الشركات  بدلا من أن  تعتبر التغيير مجرد  وسيلة  لإدارة المخاطر بدأت ترى  فيه  فرصة سانحة   للتغيير مواكبة  لمتطلبات السوق  كما بدأت  تتساءل  كيف يمكنها  أن  تتخذ تدابير استباقية مواكبة  للتطورات المحتملة  وكيف يمكنها خدمة فئات جديدة من المستهلكين  والعملاء والمستثمرين ؟ لكن ليس الجميع  يفكر بهذه الطريقة. فكثيرون  ممن  يديرون أعمالهم على  الطريقة   التقليدية الموجهة حصريا إلى  تحقيق  الربح  لن يغيروا  شيئا  وسيسيرون على  النهج  القديم  إلى  أن  يتركوا  العمل  وذلك فقط  حينما  يحالون إلى التقاعد أو يرحلون  عن  الدنيا . لذا فإن السؤال   الذي يطرح  نفسه  هو كيف يمكننا تسريع عملية  وضع  الشباب  في  مناصب  مؤثرة  وثم  في مناصب  صنع القرار وكلنا يعلم  أن  الشباب  أكثر وعيا  بما يجري  في  العالم من حولهم من تطورات  .”

    قامت  بإدارة المناقشات  تشارلي كوكس مؤسسة شركة بريطانية تساعد قيادات  الشركات   على استيعاب  العقليات التي تحتاجها  من أجل العمل  على  مواجهة   تغير المناخ . وقد سئلت عن العوامل   التي تحفز إصلاح طريقة إدارة  الأعمال ووضع البيئة على رأس قائمة الأولويات  قالت :” الدافع هو العامل  الأول وهو مرتبط  بالقيم الجوهرية للناس  وأهدافهم ونسيجهم  الأخلاقي. هناك عاملان آخران هما  الخوف والأهمية  اللذان يمكن  اعتبارهما  وجهين لعملة واحدة. فالخوف يؤدي إلى   تفعيل الشعور بوجود  تهديد ما   أو بأن  شيئا ما قد يحدث ما لم  نقم  بالتغييرات  الضرورية .  عندها  تتساءل  عما هي   المخاطر التي قد تتعرض لها أعمالك   إذا جلست  متفرجا   ولم تفعل شيئا ؟

    “على سبيل المثال  هناك   شركات قديمة تم تأسيسها  قبل  ثلاثين  عاما اعتقدنا أنها ستظل في السوق إلى الأبد ولكن الحقيقة أنها أصبحت  متخلفة  عن الركب   في  ضوء  التقدم  التكنولوجي . فالمهم  هو تذكير الناس بأنهم إما أن يلتزموا بمتطلبات التجديد وإما أن  يصبحوا متخلفين  عن الركب. العامل الثالث  هو  الأهمية   بمعنى  مساعدة الشركات  على  الشعور بأنها  ستظل مهمة  وستكون  طرفا  في  حركة التغيير شريطة أن تقوم  هي الأخرى  بالتغييرات  الضرورية  .بعبارة أخرى فبدلا من أن  تصبح  متخلفة عن الكرب  ستكون  لها  فرصة الانضمام إلى  مساعي  التغيير.  ولكن  لتحقيق  هذا الهدف   لا بد من إعطاء  قيادات  الشركات   البيانات  والمعطيات   الضرورية  حول الاتجاهات  الراهنة  ذلك  لكي تتأكد من أنها  تسير  في  ذات الاتجاه  الذي  يسير فيه  الجميع .”

     واين فيسر وهو أحد أفضل مائة   قائد فكري في كلية هارفارد شارك أيضا في  المؤتمر  حول الاستدامة  الذي انعقد  في بوخارست  مؤخرا . ويعتقد  فيسر  أنه لا يمكن لأحد أن يغير العالم بمفرده  ومع ذلك  يستطيع كل  منا  أن يغير العالم الخاص به  ضمن دائرة   نفوذه الشخصي : “أعتقد أن التدابير والأعمال  المحلية  يمكن أن  تكون هامة  للغاية  بهذا الصدد  فإذا نظرنا إلى إنجازات  بعض من رؤساء البلديات  في  مواجهة  تغير المناخ ندرك أن  أعمالهم  كانت أكثر فعالية  بكثير مما قامت به  بعض الحكومات أو مؤسسات التعاون الدولي. وهذا  مفهوم لأن رؤساء البلديات  يمكنهم تقييم  لتداعيات تغير المناخ  محليا بشكل مباشر  ولديهم ما فيه  كفاية  من السلطان لاتخاذ القرارات وتنفيذها على وجه السرعة .

    ”بعبارة أخرى  فإن إدارة المشاكل وإيجاد وتطبيق الحلول سيكون  أسهل عليهم  بكثير . ورغم  أن كافة  مستويات  صنع  القرار  يجب أن  تعمل  من أجل تحقيق أهداف  مواجهة تغير المناخ   ويجب أن  تتعاون  وتوحد جهودها  فلا أعتقد أننا بحاجة إلى انتظار صدور  التشريعات ذات الصلة  لكي  نشرع في العمل . أو كما يقال : ” دعونا لا ندع  الكمال يقف عائقا أمام  تحقيق التغيير”.

  • 22.10.2024

    22.10.2024

    بوخارست – تبنى مجلس النواب، يوم الثلاثاء، بصفته محفل اتخاذ القرار، مشروع قانون يضمن آلية جديدة لتحديد مستوى الراتب الأدنى – وفقا لبند توجيه أوروبي في هذا المجال. الموظفون بإمكانية الحصول على حماية لضمان مستوى الراتب الأدنى، على شكل أجور لائقة، وظروف عمل محددة بموجب عقود العمل الجماعية أو الاتفاقيات الجماعية، أو غيرها من الاتفاقيات المكتوبة. ووفقًا للمشروع، سيحدد مستوى الراتب الإجمالي الأدنى  الأساسي المضمون لكل دولة سنويًا، بقرار من الحكومة، ويطبيق اعتبارًا من 1 يناير/ كانون الثاني من العام التالي، مع تحديث دوري مرة واحدة سنويًا، بعد التشاور مع ممثلي نقابات العاملين، وجمعيات أرباب العمل على المستوى الوطني.

    أنقرة – يجري وزير الدفاع الوطني الروماني/ أنخيل تيلفار زيارة عمل إلى إسطنبول في تركيا، خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر/ تشرين الأول، بدعوة من نظيره/ ياشار غولر. المسؤولان سيعقدان اجتماعًا ثنائيًا، يناقشان فيه النتائج المسجلة منذ تنفيذ مشروع MCM في البحر الأسود، والخطوات اللازمة التي يجب اتباعها في إنشاء ممر التنقل العسكري بين تركيا بلغاريا ورومانيا. خطاب النوايا وقع، الأسبوع الماضي، في إطار اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل. وعلى هامش الزيارة، سيعقد الوزير/ أنجيل تيلفار أيضًا اجتماعًا مع هالوك غورغون، رئيس وكالة الصناعة الدفاعية (SSB)، وسيشارك في معرض ساها SAHA EXPO 2024 الدولي للدفاع والفضاء، وهو حدث هام في مجال الدفاع، وصناعة الطيران والفضاء، ينظم في مركز معارض “يشيل- كوي” في إسطنبول.

  • المسرح   من أجل  مكافحة  التنمر والتمييز  في المدارس

    المسرح من أجل مكافحة التنمر والتمييز في المدارس

    أظهرت دراسة أجرتها  منظمة “أنقذوا الأطفال”  مطلع العام الجاري  أن  واحدا من  بين  كل  تلميذين   اثنين  في رومانيا تعرض  للتهديدات أو الإهانة أو العنف الجسدي وأن  اثنين  وثمانين  بالمائة من التلاميذ  شهودا  حوادث  من هذا النوع  . وبحسب  تقرير صدر مؤخرا عن منظمة الصحة العالمية  فإن  رومانيا  تحتل  المرتبة الثالثة  بين البلدان الأوروبية  من حيث  مدى  انتشار  التنمر  بصورة عامة .من جانب آخر يواجه  الأطفال الغجر  ظاهرة  الفصل العنصري في المدارس  رغم إقرار  البرلمان  تشريعات   تحظر  هذه الممارسة .

    في شهر سبتمبر أيلول الماضي   قامت جمعية “الأعمال المسرحية   ” بجولة  شملت  خمس مدارس في  أربع مجتمعات  ضعيفة  في جنوب  رومانيا   قدمت أثناءها مسحرية  “أنا  أيضا  غجري”   التي  تعرف  المشاهدين  بوضع الغجز في  رومانيا  .والجدير بالذكر أن  المسحرية  مستوحاة  من  ثلاث قصص  حياة  حقيقية  .

     

    الممثل أندريه شيربان  مؤسس  جمعية  “الأعمال المسحرية”   يعمل في المسرح الاجتماعي منذ سعبة عشر  عاما  ويقول أن  الدافع  وراء  إنتاج   المسرحية وتقديمها للجمهور  بهذه الطريقة  هو تجربته الشخصية   كشاب  من أصول  غجرية  ومن   فئة  الغجر الذين  يصنفون  كغير  مرئيين  بمعنى  أن الصفات البدنية   المميزة  للعرق الغجري   لا تظهر  عليهم: “لم  أفصح   عن انتمائي  إلى الغرق الغجري   إلا بعد  بلوغي سن العشرين  خشية  التعرض للتمييز . الحقيقة أني  أسمع  أحاديث عنصرية  كثيرة  لأن الناس لا يدركون أنني  غجري . لذا فإن  العرض  المسرحي  هذا  يقترح  على   الأشخاص الذين يتعرضون   لممارسات  عنصرية  كما للأشخاص  الذين يشهدون مثل هذه الحوادث  أدوات  لمواجهتها  والاستجابة  لها .”

     

    تقول الممثلة  مادالينا براندواشا إن  السبب  وراء  اختيار الفريق  المجتمعات الضعيفة   لتقديم العرض  لها      هو  أن  سكان  تلك   المجتمعات   قلما  يصلون إلى  المسرح  والفعاليات   الثقافية  بصورة عامة  مقارنة بالجمهور المتعلم في بوخارست أو لا يصلون  إليها إطلاقا  . وقالت  مادالينا أيضا أن  بعضا من المراهقين الذين حضروا إلى المسرح شاهدوا  مسرحية  للمرة الأولى  في حياتهم .

     

    أما  عن تلقي العرض من قبل  الجمهور فقال أندري :” حرصنا  على إضفاء  روح  الدعابة  على  المسرحية  كما  قمنا  بتكييف  لغتها  اللغة  التي  يستخدمها  المراهقون  . وكانت  ردود أفعالهم إيجابية   حيث  قالوا  إن  قصص حياة  شخصيات  المسحرية  تشبه  قصص  حياتهم  هم  إلى  حد بعيد .  كما أن  كثيرين  منهم   اعترفوا  علنا للمرة  الأولى   بانتمائهم  إلى  العرق الغجري . أنه  أمر يسعدنا  لأنه   يثبت أن  العرض قد  حقق  أحد  أهدافه .”

     

    وقال أندري ومادالينا   أنهما  يشعران   ببعض القلق  قبل  كل عرض  بسبب  احتواء النص  المسحري  لانتقادات  للمدرسين  . ولا بد  من التذكير أن  العرض  ليس   العمل الوحيد  الهادف إلى  مكافحة التنمر الذي  تقوم  به الفرقة  في  المدارس .. ففي السنوات  الماضية   قامت  الفرقة  وعدد من الطلاب  بتصوير مقاطع فيديو حول التنمر في المدارس  سجل   أحدها أكثر من مليون مشاهدة  حتى الآن.

     

    وأوضحت  مادالينا  أنه  قبل تصوير مقاطع  الفيديو  تلك   أقامت الفرقة  سلسلة  ورش عمل على مدار ثلاثة   أشهر مع تلاميذ في  مجتمعات  ريفية وحضرية  من  أجل  التعرف على  الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها. وفيما يتعلق  بالخطوات  التي  يمكن   للمدارس والسلطات  القيام  بها  من أجل   مكافحة   التنمر المدرسي  بشكل  أكثر فعالية   قالت مادالينا : “أعتقد  أن المدارس تحتاج إلى إدراج   مادة  مكافحة التنمر    في  المنهاج الدراسي وتخصيص حصة  واحدة في  الأسوبع  لهذه المادة  بالإضافة إلى  ورش العمل المسرحية المركزة على الترويج  للعلاقات والسلوكيات  السليمة . لكن هذه الحصص  يجب أن  تستمر طوال العام الدراسي إذ  لا  يمكن  تحقيق   التائج المرجوة  إذا خصصت   لها  حصة واحدة أو حصتان  في  السنة فقط .”

    تحدث   أندريه  عن  النواحي السليية التي لاحظها    حضوره مؤتمرا  مع المدرسين والسلطات وممثلي الشرطة والأخصائيين الاجتماعيين والمحامين ومرشدي المدارس  مؤخرا  :”من وجهة نظري   يجب تغيير طريقة   التعامل  مع التنمر.  ففي الوقت  الحالي  يرتكز التعامل على  المعاقبة  وتقتصر على  المواجهة  بين الضحية  والمعتدي في حين  أن ما ينبغي  القيام به  هو تصحيح  سلوك  المعتدي  وعدم  تصنيفه   كمعتد  لاسيما وأنه  لا يزال  في  مرحلة  المراهقة ويواجه  صعوبات  غالبا  تكون نظامية  وتنجم عن عدم  تكافؤ  فرص  الوصول إلى الموارد.  مشكلة أخرى  تتمثل  في  أن  مراهقين   كثيرين  وأيضا آباء  كثيرين   لا يمكنهم  الحصول على العلاج النفسي .فطالما أن  تدخل  الأسرة  ضروري في  مثل هذه الحالات  فإن  الوصول  إلى   الطبيب النفسي والعلاج  يجب أن يكون  مجانيا . كذلك  هناك  ظاهرة   العنف الأسري   التي تشهدها   المجتمعات الضعيفة  على  وجه خاص  ولكن هذه الظاهرة   لا تنحصر   في  المجتمعات الضعيفة   وتحتاج هي الأخرى  إلى التدخل  من أجل  مكافحتها “.

     

    هيقول الخبراء أن   وراء  ظاهرة  التنمر اضطرابات  نفسية صعوبات  اجتماعية كالاكتئاب  وتدني احترام الذات وضعف الأداء المدرسي والقلق  سواء  تحدثنا  عن ضحايا التنمر أو المعتدين. وقد  أظهرت دراسة  أن خطر  الإصابة باضطراب القلق  تضاعف  أربع مرات  بالنسبة  للبالغين  الذين  تعرضوا للتنمر في مرحلة الطفولة مقارنة بأولئك الذين لم يمروا بمثل هذه التجربة. كما أن  خطر الإصابة باضطراب  الهلع في مرحلة البلوغ يزيد  أربع عشرة  مرة  بالنسبة  للذين تعرضوا  للتنمر أو مارسوا  التنمر في مرحة الطفولة .

     

    يعتقد أندريه  أن الطلاب لا يتاحون  فرصة العمل كفريق  أو  كشركاء  في المدرسة  بما فيه كفاية   كما  لا يوجد  مدرسون   مدربون على “تدريس  ” التعاطف   والقدرة على فهم مشاعر الآخرين على حد قوله: “يبدو لي أن المدرسة باتت   تنافسية للغاية  الأمر الذي أدى إلى غياب  شبه  كامل  للأنشطة  المشتركة التي  تتيح  للتلاميذ فرصة  العمل معا  أو التعرف على بعضهم البعض  أو إقامة  الصداقات فيما بينهم  . أما النموذج  التي  طبقناه  نحن  فتمثل في  وضع التلاميذ   من مختلف الفئات  العمرية  ومن ضحايا  التنمر والمعتدين  على حد سواء  في قاعة  واحدة  لكي يعملوا  معا  في التمثيل  وتحضير العرض المسرحي  لمدة  ثلاثة أشهر .  فقد تبين أنهم  أصبحوا أصدقاء  بمجرد  إدراكهم  أن التمثيل يتطلب الاعتماد على الزملاء  في الفريق   والثقة بههم . ولكن  مثل هذه الأنشطة غير  موجودة   في المدارس  على  ما أعلم  .”

     

     

  • في ضرورة صياغة  نموذج اقتصادي جديد

    في ضرورة صياغة نموذج اقتصادي جديد

    في عام 2022  بلغ عدد الأشخاص  العاملين في رومانيا سبعة  ملايين وستمائة ألف  شخص.  منهم  خمسة ملايين  وخمسمائة ألف  موظف  بعقد عمل فردي  وكان معظم الموظفين  أي ثلاثة ملايين  وخمسمائة ألف شخص  يعملون  في قطاع الخدمات  بينما كان مليون  وخمسة وثمانون ألفا آخرون  يعملون  في قطاعي  الصناعة والتجارة. وبلغت نسبة التشغيل   في عام 2022 اثنين وستين  فاصلة ثلاثة  بالمائة من إجمالي عدد السكان .

     لقد تنامى  الرأس المال المحلي  باستمرار  على  مدى  السنوات الخمس والعشرين إلى الثلاثين الماضية فيتعين  على رومانيا   الآن  إيجاد  المجالات  التي  يمكنها زيادة مشاركتها بها  على المستوى الأوروبي بحسب  كبير الاقتصاديين  في  البنك المركزي الروماني  فالنتين لازيا  الذي أشار في هذا السياق  إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية يمكنها أن تساهم  في  انتقال  رأس الما المحلي إلى مستوى جديد:”الاتجاهات الثلاثة هي زيادة القيمة المضافة وتنويع الاستثمارات والدخول إلى أسواق جديدة. فعلى الشركات الرومانية أن تتفاوض على المنتجات المتخصصة  ذات الميزات  التنافسية   التي يمكنها صنعها  ضمن سلاسل الإنتاج الأوروبية  لا سيما وأن لدى رومانيا  إمكانات حقيقية  للمشاركة في الإنتاج الأوروبي سواء تحدثنا عن قطاع تكنولوجيا المعلومات أو عن قطاع السيارات أو الطاقة الخضراء أو استغلال الأتربة النادرة.”

     

    لقد  بات  من المألوف  أن  نرى  رومانيا  تقبع  في سفل  المراكز الأخيرة  في تصنيفات الاتحاد  الأوروبي .ومع  ذلك   هناك  مجالات  عديدة  تتفوق فيها  رومانيا  وتحقق الامتياز. على سبيل المثال فإن  عدد  المتخصصين المعتمدين في مجال التكنولوجيا  أكبر  في رومانيا منه في  الولايات المتحدة. رادو أنتوهي وكيل وزارة البحث العلمي  والابتكار والرقمنة  : « عدد  المختصصين في مجال التكنولوجيا لكل ألف نسمة أكبر  في رومانيا  منه  في  الولايات المتحدة.فمن هذه الناحية  تحتل  رومانيا  المركز الأول في أوروبا  والمركز السادس في العالم. فإلى جانب  القوة  العاملة المدربة بشكل  جيد في هذا المجال   تملك  رومانيا أيضا شبكات اتصال وإنترنت عالي السرعة في أنحاء البلاد. فانطلاقا من هذه المعطيات يمكننا تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات  والرقمنة وأن نحصل في الوقت  نفسه على  إيرادات إضافية  لميزانية الدولة. “

     

    هناك  فجوة   كبيرة بين  القوة العاملة المدربة  بشكل جيد  في مجال تكنولوجيا المعلومات وبقية الرومانيين  من حيث المهارات  الرقمية   والقدرة  على استخدام التقنيات  الحديثة . وتلاحظ أيضا الفجوة في المهارات الرقمية   بين موظفي الشركات المملوكة  للدولة وعاملي  القطاع الخاص وعاملي  الإدارات العامة المحلية . ويقول خبراء  البنك المركزي أنه لا بد  لرومانيا الآن  وبعد خمسة وثلاثين  عاما  من انتقالها إلى  اقتصاد  السوق  أن تستثمر رأس المال المحلي والخبرة  المتراكمة لديه  بشكل أفضل   إذا أرادت أن تكون لها مكانة هامة   في الاقتصاد الأوروبي.  فالظروف مواتية لا سيما في ضوء  خطوات إعادة التصنيع في أوروبا  ومفاوضات انضمام جمهورية مولدوفا وأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وتعزيز الجناح الشرقي للاتحاد ليس عسكريا فحسب  بل أيضا اقتصاديا. ولكن هذا يتطلب  التركيز على ثلاثة أو أربعة مجالات استراتيجية.

    يقول  فالنتين لازيا كبير الاقتصاديين لدى البنك المركزي  إن  اللحظة  الراهنة مفصلية  لإعادة تحديد الاستراتيجيات الاقتصادية على المستويين  العالمي:” تقرير دراغي الذي نشر في بداية سبتمبر أيلول الماضي أبرز أن  الاستجابة  لتجزئة  العولمة لا تتمثل في  الاكتفاء الذاتي والقومية الاقتصادية بل في الجهد المشترك  الرامي إلى  إنشاء سلاسل  القيمة على المستوى الأوروبي. “

    وقال فالنتين لازيا أيضا  أن عملية إيجاد  المنتجات المتخصصة  الرومانية والتفاوض عليها ضمن  سلاسل الإنتاج الأوروبية تتطلب مشاركة  الحكومة والقطاع الخاص  معا  في هذا المسعى  الاستراتيجي حيث يتعين  على  ممثلي القطاعين  العام  والخاص  أن يجلسوا سويا   من أجل تحديد  المنتجات المتخصصة  التي  يمكن للشركات الرومانية  إدخالها في   سلاسل الإنتاج الأوروبية مع الأخذ بعين الاعتبار للأرقام والأمثلة الملموسة .

    أما  رئيس ما  بورصة بوخارست رادو هانغا فيعتقد  أن المؤسسة التي يرأسها يمكن أن تلعب دورا هاما بهذا الصدد :”الشركات المحلية الكبرى نشأت   قبل ثلاثين  عاما  في تسعينيات  القرن الماضي .وقد  قام بتأسيسها  رجال أعمال   كانوا في الثلاثينيات والأربعينيات من أعمارهم في ذلك الوقت  لكنهم  يقتربون الآن من أول تداول  للأجيال  في قيادة  تلك الشركات وتسليم المهام  إلى  الجيل  الجديد  من رواد  الأعمال  . فهذا  التبادل  يمثل  فرصة عظيمة لسوق الأوراق المالية إذ إن بمقدورها   مساعدة الشركات المحلية غير  المتهيأة   لتسليم القيادة  إلى   الجيل الثاني  بعد   على  مواصلة الطريق  أو إيجاد  البدائل  من أجل  المضي قدما . وعندما تتساءل  عما هي المجالات التي يمكنك أن تنجح فيها  على الصعيد  الأوروبي  فكر أولا  فيما  إذا  كان لديك   رائدون  ومتفوقون على الصعيد  المحلي  لأنك  لن  تنجح  في  اعتلاء  منصة  الأبطال   الأوروبيين  ما  لم  يكن لديك  أبطالفي رومانيا . فالشركات التي أثبتت أنها  متمكنة  على  الصعيد  المحلي  هي الأوفر  حظوظا  لأن   تصبح   لاعبين   فاعلين  على الصعيد  الإقليمي.. فكلما نظرت  إلى البورصة  لا أرى فيها  مجرد منصة تمويل  بل أرى فيها   منصة  تساعد الشركات على  البروز هي  ومنتجاتها  بشكل أكبر . بكلمة  أخرى  فإن  البورصة  تساعد الشركات  على تحقيق  النمو المرجو .”

  • دورية النحل في مدينة بوخارست

    دورية النحل في مدينة بوخارست

    يمكن اعتبار بوخارست خلية نحل ضخمة. فبين الجدران الخرسانية أو  بين أوراق  الأشجار الكثيفة توجد  أقراص عسل . فالنحل يأخذ  من فتحات تهوية المباني  السكنية  والمؤسسات وكذلك  من الأشجار والحدائق وحتى من المقابر  مآو آمنة  مناسبة  لصنع  الشمع. قراص  العاملون  في خدمة الطوارئ  يتلقون مرارا اتصالات هاتفية  يطالب فيها المواطنون  المساعدة من  أجل  التخلص من هذه الحشرات .

     

     ولهذا السبب قامت  مجموعة من النحالين  المتطوعين بإنشاء دورية أطلقوا عليها  دورية النحل  بهدف  حماية  الناس من النحل  وأيضا لحماية  النحل  من الناس. الدورية تسهل التواصل   بين المواطنين ومربي النحل المتطوعين  الذين يقومون   باستخراج أسراب النحل غير المرغوب فيها أو  تلك التي تستقر في أماكن غير مناسبة في المدينة  بحسب  ماريان باتراشكو مؤسس الدورية:”كل  حالة  نواجهها  لها  خصائصها التي  تميزها  عن  غيرها وإن  بدت كل الحالات  متشابهة  للوهلة الأولى.

     

    بصورة  عامة  يجلس النحل  على أغصان الأشجار  على ارتفاع منخفض ولكن في بعض الأحيان  يجلس على ارتفاع عال. ذات مرة  استدعينا إلى كاتدرائية وحدة الأمة  بعد أن  لاحظ عمال البناء  وجود  أعشاش  نحل  خلف  العناصر الزخرفية على ارتفاع خمسين مترا.  فما كان لنا  إلا أن نشهد بوجود  النحل  في ذلك المكان   ليس إلا . لم  يكن  بإمكاننا   كسر الخرسانة لاستخراج النحل  فتركنا  النحل  حيث كان لأنه لا يؤذي أحدا  . فنحن  مربو نحل وليس  قتلة  نحل. لكن  كانت دهشتنا كبيرة ونحن  نشاهد  تلك الأعشاش على  ارتفاع خمسين مترا.

    كذلك  هناك عائلات نحل  كثيرة  في مبنى  البرلمان  حيث  تصنع  الشمع والأقراص بلا كلل. وفي بعض الأحيان  ترحل  أسراب  منها   فيأخذها  زملاؤنا  في الدورية . في أحد المبانى في شارع  فيكتوريا  كان  هناك  قرص عسل  ضخم بلغ  ارتفاعه مترا  وثمانين  سنتمترا . فكان  النحل يعيش  هناك  منذ  خمس سنوات  على الأقل  بحسب سكان العمارة  ولم يزعج  أحدا. وفي منزل مهجور في قرية  بلومبيتا وجدنا عشرين  قرص عسل  وفي مكان آخر بالقرب من بوخارست  وجدنا   أقراص عسل  في نافذة بيت  مهجور وفيها  حوالي مائة  كيلوغرام   من العسل . ومن المؤسف  جدا أن  هذا العسل  القيم والمفيد  يضيع  ولا يستثمر. “

     

    النحل الذي يعيش  في بوخارست يكون  أكثر سعادة وارتياحا  من النحل الذي يعيش  في  الريف  رغم حركة المرور الخانقة  في العاصمة . الخبراء  يفسرون  ذلك  بالإشارة إلى  جودة  الطعام   الذي يحصل عليه النحل في بوخارست . فالمساحات الخضراء في المدينة  ليست مسمومة بالمبيدات الحشرية أو مبيدات الأعشاب.

     

    وقال ماريان باتراشكو  أن بيئة  المدن  أصبحت صديقة لعائلات النحل أكثر من  بيئة  الريف  وتوفر  لها  الغذاء والرحيق  باستمرار من الأزهار الموسمية  التي  تزرع  في حدائقها وساحاتها العامة  طوال السنة  والتي تسقى من الربيع حتى أواخر الخريف “. وأضاف يقول :  “جودة  حياة  النحل  أفضل  في المدن الكبرى مقارنة بالمناطق الريفية   لأن البلديات  تعتني  بالمساحات الخضراء وتزرع  فيها  الزهور الموسمية  وتسقيها  وهو ما لا ينطبق   على  المناطق الريفية. والحقيقة أن  المدينة  أصبحت  بمثابة  جنة للنحل  عكس  المناطق  الريفية  حيث  تستخدم  المبيدات  بشكل  مفرط هذا بالإضافة إلى الجفاف وتداعيات  تغير المناخ  التي تعاني منها المناطق الريفية فكل هذا أدى إلى  تردي  ظروف  الحياة  في الريف  بالنسبة للنحل لتصبح المدينة هي  البديل .”

     

    نصيحة  دورية النحل لسكان  بوخارست ألا  يحاولوا  طرد النحل  بأنفسهم بل أن يطلبوا المساعدة: شريط  “يجب عليهم إخطار السلطات. دوريتنا تعمل  في بوخارست وقطاع إلفوف الزراعي المحيط بالعاصمة  منذ ست سنوات ولدينا موقع  على شبكة الإنترنت. النحل  يمكن أن يكون صديقا   لنا شريطة أن  نعامله  بصداقة وأن  نتذكر دائما أنه إذا  انقرض النحل  فإن الحياة  على كوكب الأرض  سنزول . لذا فإذا كنتم  بحاجة إلى المساعدة  اتصلوا  بالسلطات أو مربي النحل أو بخدمة الطوارئ  على الرقم  112.

    خلال فترات التطريد  نتلقى ما بين ثلاثين وأربعين  اتصالا  يوميا  وقد  يصل عدد الاتصالات إلى مائة  في  بوخارست وقطاع  إلفوف  فقط في أوقات  الذروة  وفي تلك  الفترات  يكون أهم شيء بالنسبة لنا  ألا  تتعرض  حياة  النحالين وعناصر فرق التدخل  للخطر.. فالتطريد  ظاهرة  طبيعية  كما هو استقرار النحل في مكان آخر. لكن هل لديكم علم  بأن يكون  النحل قد سبب  مشاكل  في مكان ما؟ طبعا لا .فالنحل لا يزعج أحدا  ما لم  يزعجه أحد.”

     

    يعتقد ماريان باتراشكو أن عسل النحل  يمكن أن  يصبح  علامة تجارية للعاصمة: “كانت المنطقة المطلة  على  نهر الدانوب  موطننا  للنحل منذ القدم  فقد أشار  هيرودوت في كتاباته  إلى كثرة  وكثافة   أسراب  النحل  في المنطقة  . وفي القرون الوسطى كان عسل النحل  والشمع  يقدمان  جزية  بدلا من المال  وكانت  ثلاثة من كل خمسة منازل تملك  خلايا نحل .أما الآن  أو منذ  ثلاثين عاما على الأقل  فنلاحظ أن الناس  يخشون  النحل  بشكل غير مبرر  .  لذا فأقول  مرة أخرى إن  النحل  جزء من حياتنا  ويجب أن  نعامله   بشكل  طبيعي  وأن   نتعلم كيف نتعايش معه  .ʺ

     

    تذوقت إحدى  زبونات  الدورية   العسل “البري” الذي يصنعه  نحل  بوخارست وقالت إنه لذيذ جدا.

  • الجنس الثاني

    الجنس الثاني

    أشارت البيانات  الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي يوروستات  لعام 2022 إلى أن  نسبة تشغيل النساء في سوق العمل  في رومانيا  هي الأدنى  بين الدول الأوروبية بخمسة وأربعين  فاصلة ثمانية  بالمائة  من  النساء العاملات مقابل  اثنين وستين فاصلة  سبعة بالمائة من الرجال  في حين يبلغ معدل تشغيل النساء  ثمانية وستين بالمائة في هولندا وسبعة وستبين بالمائة  في  إستونيا  ونحو ستة وستين بالمائة في  السويد وخمسة  وستين  بالمائة  في  الدنمارك .

    فأين يكمن  السبب ؟ يعتقد  المعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين أن السبب  يكمن في الطريقة  التقليدية   لتوزيع  المهام على  أفراد الأسرة والمتوارثة عن الأجداد لتسند مهمة إدارة  شؤون  المنزل إلى   المرأة   حصريا .

     أوكتافيان مولدوفان – المحاضر الجامعي في قسم الإدارة والإدارة العامة بكلية العلوم السياسية والإدارية والتواصل  بجامعة بابيش بولياي وخبير الموارد البشرية والتمييز بين الجنسين يشرح أسباب الفجوة  العميقة بين  معدلات مشاركة  الرجال والنساء في سوق  العمل الرومانية :”أعتقد أن هناك عدة أسباب لتدني معدل توظيف النساء في سوق العمل في رومانيا مقارنة بمعدل توظيف الرجال وبفارق يصل إلى نحو عشرين بالمائة. السبب الأول  يكمن فيما يعرف  بالعمل المنزلي وفي  طبيعته  حيث تكون المرأة  عادة أكثر انخراطا في الأعمال المنزلية مقارنة بالرجال سواء أتحدثنا عن الأعمال المنزلية التقليدية كالطبخ والغسيل والتنظيف أوعن الاعتناء بالمسنين من أفراد الأسرة أو الأطفال .

    من جانب آخر فإن  قلة    البدائل  أو الخيارات المتاحة  للأسرة  تضطر النساء إلى الاعتناء  بالأطفال والمسنين بأنفسهن. وبذلك تكون مسوؤلية الاعتناء بهؤلاء الأشخاص قد انتقلت من الدولة  ومؤسساتها المختصة إلى  أفراد الأسرة وخاصة النساء ن   .

    أعتقد كذلك أن هناك إشكاليات  تتعلق بوقائع  سوق العمل ذاتها ومن بينها  جغرافيا الوظائف وفرص العمل  والتي  غالبا   تكون  متوفرة في المدن الكبيرة والمتوسطة وحتى في المدن الصغيرة  ولكنها قلما تتوفر في القرى . هذا يعني أنه إذا كنت تريد وظيفة ذات راتب جيد أو إذا كنت تريد وظيفة ما بصورة  عامة فعليك أن تسكن في مدينة أو أن تكون مستعدا للذهاب إلى مكان العمل في المدينة بشكل يومي– الأمر الذي يمثل عائقا  أمام النساء بالنظر إلى كثرة الأعمال المنزلية المنوطة بهن وطول الوقت الذي يقضينه يوميا في القيام بها.

    سبب آخر  هو عدم وجود سياسات عامة  لإعادة إدماج  النساء في سوق العمل بعد إجازة الأمومة أو إجازة تربية الطفل أو بعد فقدان  الوظيفة لسبب ما وإن وجدت مثل هذه السياسات  فهي لم  تؤت أكلها . كما أن هناك سببا   آخر لهذا التباين  الكبير في  نسبة التشغيل بين النساء والرجال وهو قلة   الوظائف المرنة أو انعدامها  بمعنى أن أصحاب العمل  قلما يقبلون العمل بدوام جزئي أو العمل من المنزل “.

    يبدو أننا  تتعلم التمييز منذ الطفولة حيث  نسلم   بالسلوكيات  النمطية  القائمة  ونستمر في  ممارستها  حتى بعد  بلوغ سن الرشد بحسب  أوكتافيان مولدوفان:

    ” وصول المرأة إلى سوق العمل لا يزال رهينة  للأعراف  الاجتماعية  والثقافية والاجتماعية التي تؤدي مجتمعة إلى أشكال متعددة من التمييز ضدهن  في سوق العمل.  نتحدث  هنا ما يعرف  بالتمييز الأفقي وهو عبارة عن  سيطرة  جنس معين على  بعض مجالات  العمل أو الأنشطة. على سبيل المثال  في  قطاعات   فإفنففقطاعات   التعليم والصحة والرعاية  الاجتماعية يكون معظم  العاملين من النساء .

     في المقابل  فإن  معظم موظفي الشرطة والجيش وبعض مجالات القطاع الخاص هم من الرجال .وهناك أيضا  تمييز عمودي يتمثل في   التمثيل المحدود أو شبه المعدوم  للنساء في  المناصب القيادية أو مناصب صنع القرار أو  حتى  تقييد  وصولهن إلى  تلك المناصب. فهذا النوع من التمييز  موجود  فعلا  في معظم المجالات والقطاعات  بما في فيها  تلك  التي  تمثل  فيه النساء  غالبية  الموظفين .”

    يقول الأستاذ  أوكتافيان مولدوفان  إن  جذور التمييز  متأصلة في  الطفولة  وفي أنواع الألعاب والأدوار التي  يمارسها الصبيان والفتيات في اللعب  : “التمييز  سوأ كان عموديا  وأفقيا متجذر في أنواع الألعاب التي  يمارسها الأطفال وكذلك  في  الأدوار التي نسندها إلى  الفتيان والفتيات  منذ الطفولة المبكرة . فالصبيان   يلعبون  بالسيارات ويتولون دور رجل  الشرطة الذي لا بد من أن يكون حازما وأن  يؤكد ذاته  بينما يجب على الفتيات أن يكن أكثر ليونة ورقة وأكثر ميلا إلى المصالحة  وأكثر هدوءا وأن  يلعبن بالدمى وكأنهن يعتنين بالأطفال .

     فهذه  الألعاب والأدوار ذاتها  شكلت جذور   نظرية  المجتمع حول الأعمال المنزلية والمسيرة المهنية  ومفادها  أن  المتوقع  من الرجل أن  يهتم  بمسيرته المهنية  في حين أن  المطلوب  من  المرأة  أن  تهتم   بالمنزل وأن  تعتني  بالآخرين.”

     

    أقرت في  رومانيا   قوانين وسياسات عامة تهدف إلى  الحد من عدم المساواة بين الجنسين  ولكن  آثارها غير مقنعة  بحسب  الأستاذ  أوكتافيان مولدوفان :”للوهلة الأولى  تبدو السياسات العامة والتدابير التشريعية  الرامية إلى الحد من عدم المساواة بين الجنسين في سوق العمل  جيدة جدا . وهناك أيضا مؤسسات  مختصة  تعمل على الحد  من هذه الظاهرة. كما أن  هناك  وزارة   للأسرة والشباب وتكافؤ الفرص  فضلا عن وكالة وطنية لتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل.

    وقد أقرت  تشريعات أوروبية ووطنية حول المساواة بين الجنسين أو تكافؤ الفرص في سوق العمل بينما  توجد   إشارات غير مباشرة  في قانون العمل وفي الدستور والقوانين الأخرى إلى المساواة بين المرأة والرجل في سوق  العمل. ومع ذلك  فإن فعالية التشريعات  والمؤسسات المختصة لا تزال موضع شك  إلى حد ما. فإذا تحدثنا  عن  الفوارق  في الرواتب بين النساء والرجال فإن  الأمور تسير على ما يرام  لأن فجوة الأجور ليست  بكبيرة  .

    ولكن من ناحية أخرى فإن هناك فوارق  في نسب  التشغيل بين النساء والرجال فضلا عن تمثيل ضعيف للمرأة  في المناصب القيادية. قد يعود ذلك  إلى طريقة  تطبيق القوانين  وهي  ناقصة بصورة عامة . فالقوانين  موجودة  ولكن  المؤسسات القوية المدعوة  لتطبيقها  بشكل صحيح غير موجودة في الواقع  . من جهة أخرى فإن التمييز بين الجنسين في سوق العمل لا يزال قائما لأنه يمثل  ظاهرة غير شكلية  من الصعب  رصدها بشكل مباشر. إنه تمييز  يحدث خلف الأبواب المغلقة  بعيدا  عن  القوانين والقواعد التنظيمية”.

  • سباق  من أجل العلاج

    سباق من أجل العلاج

    أقامت   مؤسسة “النهضة” في الثامن من يونيو  حزيران دورة  هذ العام  “للسباق من أجل العلاج”  وهو  أكبر سباق خيري في رومانيا  إذ  يهدف إلى جمع  الأموال لدعم  مكافحة سرطان الثدي والحفاظ على   الصحة. وقد حدد  المنظمون مسارا  للجري  أو المشي  لمسافة  ترواحت  مابين سبعمائة متر  وأربعة  كيلومترات للمشاركين  في السباق   من رومانيا  ودول  أخرى  والذين زاد  عددهم عن    خسمة آلاف  وحاولوا بمشاركتهم في هذه الفعالية  المساهمة في  تأمين  فحوصات  طبية مجانية   للمريضات  من  ذوات  الدخل المحدود  للنساء بالإضافة إلى باروكات  الشعر الطبيعي لمريضات  السرطان من النساء والفتيات.

    كما   حظيت النسخة الرومانية للسباق من أجل العلاج  بدعم العديد من  الشخصيات وأعضاء  السلك الدبلوماسي في بوخارست وممثلي  بعض المدارس والمدارس الثانوية  والشركات وعيا  منهم  بأهمية  المشاركة في دعم  مسعى  كهذا بحسب  رئيسة مؤسسة “النهضة” ميهايلا جوانا: ” يمثل  السباق  فرصة جيدة للإطلاع على مقومات الحياة الصحية وسبل  الوقاية  من بعض الأمراض النسائية عن طريق  الكشف المبكر.هذا من ناحية. أما من ناحية أخرى  فنحتفل بالمنتصرات على    سرطان الثدي  وهن كثيرات  في الواقع .فقد  حضر  أكثر من  مائة  منهن  هذه  الفعالية  حيث  كرسنا  لهن  لحظة   خاصة  ضمن فعاليات  السباق . وبموازاة ذلك    نظمنا   حملة لجمع المال    من  رسوم  المشاركة بهدف  توفير فحوصات  مجانية والتصوير  بالأشعة السينية مجانا  في  الوحدة  الطبية  المتنقلة   التابعة  لمؤسستنا  والتي تتنقل بين  المدن الصغيرة والقرى. كما قدمنا  باروكات  لمريضات السرطان  اللاتي  يخضعن   للعلاج الكيميائي . “

    أتاحت نسخة هذا العام للسباق من جل العلاج  للمشاركين  من رومانيا ومن بلدان أخرى     التبرع  بالمال  عبر المنصة الرقمية  للسباق لتمويل   أنشطة  الوقاية  من السرطان  والكشف  المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم. وبالإضافة إلى  سباقات الجري والمشي التي جاءات  بمفاجئات  عديدة  للمشاركين من جميع الفئات العمرية  أقامت  المنتصرات  على   السرطان   عرضا على  إيقاع  الرقص وسط تصفيق الجمهور وهن  يرتيدن  قمصانا  وردية اللون . وفي ختام  العرض  أطلقن بالونات وردية إلى السماء على ذكرى  أولئك اللاتي  خسرن الصراع  مع المرض.

    فخلف  فعاليات السباق  الرامية إلى  دعم الصحة بواسطة  الرياضة وسط  أجواء  من المرح والتعاطف هناك  واقع  قاس  هو أن  رومانيا تحتل المركز الأول بين البلدان  الأوروبية من حيث  عدد  الوفيات جراء  الأمراض السرطانية بعدد  يزيد  ثمانية  وأربعين  بالمائة  عن  المعدل  ​​الأوروبي وأكثر من عشرين ألف  حالة وفاة يمكن تجنبها في  كل عام. وقد  عقد اتحاد جمعيات مرضى السرطان مؤتمرا بمناسبة الاحتفال بيوم  الناجين  بحضور من  تعافوا  من  المرض ومن  لا يزالون  يصارعون السرطان   ومعه  النظام  الصحي برمته . وقد  أكد المشاركون من ممثلي   السلطات والأطباء  الأخصائيين وممثلي صناعة الأدوية وبعض المختبرات الطبية  والمرضى وذويهم أن  الوصول إلى الفحوصات الطبية والعلاج المبتكر والرعاية الطبية الكافية هو  حق  ينبغي  أن  يحصل  عليه الجميع . كما أشاروا إلى  ضرورة  توفير  الوقاية  عبر تدابير   على  المدى  المتوسط والبعيد.

    رأي تشاطره رئيسة مؤسسة ” النهضة ”  ميهايلا  جوانا: نتعاون  مع  وزارة الصحة والمعهد الوطني  للصحة العامة  والمستشفيات  إذ إن  ممثلين  لهذه  المؤسسات    يشاركون  في  جميع  فعاليات  المؤسسة  . أعتقد أن الوقاية تحتاج إلى تنظيم  أحسن  وتمويل  أفضل من قبل مؤسسات الدولة في حين أنه  ينبغي على  المنظمات غير الحكومية أن  تقوم بدورها وأن تساعد الجمهور المستهدف على الوصول إلى  الوقاية  بشكل مباشر. كما أن  التواصل يحتاج  إلى  تنظيم  أحسن  بحيث يكون  فهم  الرسالة  المنقولة إلى  الجمهور   أسهل  وأسرع.”

    رئيس اتحاد جمعيات مرضى السرطان تشيزار إيريميا قال من جانبه  إن المماطلة في تنفيذ قانون الخطة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته توقع ضحايا  كل يوم  في حين أن عدم  توفر   الفحوصات  والعلاجات الحديثة  يضع رومانيا في المرتبة الأولى في تصنيف وفيات  السرطان في بلدان  الاتحاد الأوروبي . وقد  قررت الجمعيات المشاركة في المؤتمر العمل من أجل الحصول إلى  فحوصات وعلاجات حديثة  وتقليل  عدد وفيات السرطان  في رومانيا  وتضييق الفجوة بينها  والبلدان  الأوروبية الأخرى في هذا المجال .

    عضو مجلس الشيوخ   نيكوليتا باوليوك صاحبة  مشاريع تشريعية في مجال  مكافحة السرطان  قالت  إنها  لم  تقم  بكل ما  ينبغي عليها  القيام به ولكن  الموارد المالية محدودة  للأسف على  حد قولها :  ”نحن نتحدث عن الطب المشخصن  الذي أعتقد أنه ينبغي أن يصبح  مشروعا وطنيا. لماذا  وصلت  الأمور إلى حد دفع  المرضى   لمقاضاة  الدولة الرومانية من أجل الحق في الحياة  طالما  أن  هناك  ما لا يقل عن  أربعة أنواع  مختلفة  من العلاجات  للأمراض السرطانية  ولكن  الدولة  تقول إنها  لا تستطيع أن توفر  هذا العقار أو ذاك  بسبب  عدم وجود   التدابير  اللازمة.  وإذا كانت الفحوصات الجينية متاحة  لماذا يتعين على المريضة   الرومانية أن تسافر إلى النمسا لإجرائها  ثم ترجع إلى رومانيا  وتقاضي الدولة ؟ لماذا  نحتاج إلى  أكثر من  ثلاثمائة  وثمانين  يوما  أو حتى  مئتين  وثمانين يوما  لبدء  العلاج؟ لماذا لا يوجد  هناك  ما يسمى  بمسار  المريض  وتحديده  لا  يكلف وزارة  الصحة  شيئا على الإطلاق مع العلم  أن  هذا  المسار  مفيد جدا  للمريض  ويساعده  على  معرفة الخطوات التي ينبغي عليه   القيام بها  منذ  تلقي التشخيص والدخول  إلى  المستشفى إلى  العودة إلى المنزل . كما أن السلطات  لم  تحدد  قواعد العمل   للطب المشخصن”

    لا يزال النظام الصحي  في رومانيا   يعاني من نقص التمويل. ففي حين بلغ متوسط ​​مخصصات النظام الصحي  في أوروبا  نحو عشرة بالمائة  من الناتج  القومي فإنها  لا تزيد  عن ستة وفاصلة خمسة  بالمائة  في رومانيا وهو ما كان عليه   المتوسط الأوروبي  قبل نحو عشرين عاما.  أما فيما  يتعلق بمرضى السرطان   فتخصص رومانيا لرعايتهم أقل من نصف المعدل الأوروبي في الوقت  الذي   يعد فيه   السرطان ثاني  أسباب الوفاة في رومانيا   بعد أمراض القلب والأوعية الدموية وتكون وفاة   من  بين  كل  ست  وفيات   ناجمة عن  مرض  السرطان.

  • لماذا نعمل ؟

    لماذا نعمل ؟

    أجرى مركز الإستراتيجية والقيادة والتنمية الذكية التابع لكلية العلوم السياسية والإدارية وعلوم التواصل  في  جامعة بابيش بولياي بمدينة  كلوج نابوكا دراسة بعنوان “لماذا نعمل؟”. وكانت النتائج لافتة حيث كشفت عن تغيرات واضحة في سلوكيات  الموظفين ومواقفهم من المسؤولية  المهنية  فضلا عن التغيرات في توقعاتهم  وأصحاب العمل  من بعضهم البعض وهي  تغيرات برزت  لدى أفراد  الجيل زد على  وجه خاص . فالمال ليس معيارا أساسيا في اختيار الوظيفة وإنما التوازن بين الحياة الشخصية والحياة المهنية.

    ومن اللافت أيضا  ما أبرزته الدراسة  من  تغيرات  في مواقف أصحاب  العمل من  طريقة  تفسير مفهوم  القيادة  حيث تبين  أن  الزعيم المتسلط الذي يصدر الأوامر بات  خبر  كان لأن جيل الشباب غير مقتنع وغير معجب بهذا السلوك  . تيودور تسيكلاو المحاضر الجامعي في قسم الإدارة والإدارة العامة  مفسرا نتائج   الدراسة  :

    “قمنا  باختبار  تسعة  معايير  اعتبرناها  ذات  أهمية   عند  اختيار  الوظيفة  فقد جاء  في   الصدارة استقرار الوظيفة  حيث اعتبر سبعة  وثمانون  م بالمائة  من المستطلعة آراؤهم  هذا المعيار  هاما  أوفي  غاية  الأهمية . في المركز الثاني  جد طبيعة  العمل وفي المركز الثالث فرص  تطوير  الذات  والارتقاء في  السلم   الوظيفي أما في المركز الرابع فنجد  التوازن بين  الحياة  الشخصية  والحياة  المهنية.

    ومن اللافت أيضا أن  نفس المعايير أشار إليها الطلاب كذلك  حيث قمنا   باختبار أهمية  هذه  المعايير بالنسبة للطلاب أيضا مع توضيح أن استقرار الوظيفة  جاء في المركز الرابع في أجوبة الطلاب  في حين أن التوازن بين الحياة  الشخصية  والحياة  المهنية  جاء  في المركز الأول .وجاءت فرص تنمية المهارات في المركز الثاني  فيما احتلت طبيعة  العمل  المركز الثالث  في أجوبة  الطلاب . أما الراتب فاحتل  المرتبة  الخامسة  في  أجوبة  الموظفين  وهذا يعني أنه  لم  يعد معيارا أساسيا في اختيار الوظيفة  لكن  أهميته تزداد  كلما كان  الراتب  متدنيا  أوغيرمرض  .  وفي أسفل القائمة  نجد   العمل من المنزل أو العمل عن بعد إلى  جانب   القيم  التي تروج  لها  المنظمة  ليتذيل التصنيف  استخدام  التكنولجيا  والتقنيات  الحديثة  في العمل حيث اعبتره  نصف المشاركين فقط  معيارا  مهما  والشيء نفسه  ورد  أيضا في أجوبة الطلاب”.

     أبرزت    الدراسة أيضا  مدى  استعداد  المنظمات  للتواصل مع الموظفين  بمزيد  من الانفتاح  مقارنة  بالفترة الماضية : ” في الواقع بات  التوازن بين الحياة   الشخصية  والعمل   أو ما يسمى   بالرفاهية التنظيمية أحد  المعايير  التي تتزايد   أهميتها  بالنسبة  للموظفين . لا أستطيع أن أقول بأن  الأمر  لا  يروق  للمديرين وكبار المسؤولين التنفيذيين   بل على العكس لاحظنا  أن  الشركات تبدي  انفتاحا  كبيرا  على  هذا التحول   المهم  في وجهات  نظر الموظفين.  فالرفاهية والتوازن بين الحياة الشخصية  والعمل يمثلان  معيارين  أكثر أهمية للجيل زد مقارنة  بالأجيال الأخرى   وأعتقد أنه ينبغي أخذ   مفهوم  الرفاهية  في الاعتبار  في إدارة  العلاقة بين المنظمة والموظف  علما أن  الهوية المهنية  تحتل حيزا أضيق  ضمن  الهوية الشخصية  لدى جيل زد  بخلاف  الأجيال السابقة . بعبارة أخرى فإن المرء  لم  يعد   يتماهى مع الوظيفة.

    علاوة على ذلك ينبغي تمصميم   الوظائف  بما يتوافق  مع  احتياجات الموظفين. فما نلاحظه  هو هذا وجود خط  فاصل بين الحياة الشخصية والعمل   وحرص  الشباب على عدم تجاوزه . معنى ذلك  أنه  بمجرد انتهاء دوام  العمل يجب  ترك  المهام   العالقة  لليوم  التالي  وعدم  إقحام  الشؤون المهنية في  الحياة الشخصية.”

    إنه تغيير  غير مسبوق في ديناميكية العلاقة بين الموظف وصاحب العمل ولهذا السبب ينبغي  علينا أن  نشكر الموظفين  الشباب على إحداثه بحسب  تيودور تسيكلو: “نلاحظ أيضت  تغير في أسلوب القيادة المفضل   فمن  الواضح  أالقيادة   التقليدية تجاه القيادة  والتي تعتمد على سلطة  القائد  على الموظفين  وعلى القيادة  التوجيهية  التي  تعتمد على إصادر أوامر وشرح رؤيتها  عن طريقة   تصريف  الأمور في المنظمة .

    فالقيادة  التقليدية   لم  تعد  صالحة  في أي حال  من الأحوال لأن  معادلة القيادة  الحديثة   باتت   متعددة   الجوانب وتفرض على القائد  أن يتحلى  ببعض الصفات المتميزة  بغض النظر عن  نوع  الشركة أو المنصب  الذي  يشغله إذا ما أرادا أن يكون ناجحا. أما   تلك الخصائص فأهمها  هي  التعاطف  والقدرة على التواصل والقدرة على فهم احتياجات الموظفين  وهي  الخصائص التي   تبنى عليها  كافة المهارات   القيادية الأخرى كالمهارات التقنية  والقدرة على صياغة رؤية  وإيصالها  إلى  الموظفين .

    أول ما يهم   الموظفين الجدد  هو قدرة القادة الذين  يتفاعلون  معهم   على فهمهم كأفراد  فضلا عن  قدرتهم على فهم احتياجاتهم وعلى معاملتهم على قدم المساواة. في المقابل  إذا  كان   القائد يتصرف  بىسلطوية  فإن  الموظفين  الجدد من  أفراد  الجيل زد  سيتصدون له  وليس في مكان  العمل  فقط . أنه شكل من أشكال  الرفض  للقيم  التقليدية “.

    قد يتساءل الكثير منكم عن سبب تفضيل المنظمات للشباب على كبار السن :”الأمر  ليس بالضرورة تفضيلا للموظفين الأصغر سنا  وإنما   تفضيل لنمط  معين  من  الموظفين  غالبا ما  ينطبق  على  من  هم  أصغر سنا.  فالمديريون  يتوقعون  من الموظفين أن يكونوا   دائما  على استعداد  للتعلم المستمر نظرا   لدينامية  السوق .  فالموظف المنفتح على التعلم سيكون  أداؤه  أفضل   في العديد من الأحوال  .

    كما  يتوقع   المديرون  موقفا استباقيا وقدرة على إظهار الاستقلالية في حل المشكلات. أو بعبارة  أدق  يتوقع  المديرون من الموظفين أن يحاولوا حل المشكلات التي يواجهونها  بمفردهم  وأن يطلبوا  مساعدة  السلطة  الرسمية  فقط  في حال كانت  الموارد   المتوفرة   لديهم غير كافية أو كانت  المناصب التي يشغلونها لا تسمح  لهم   بحل تلك المشاكل . ويتوقع   المديرون أيضا   أن يسعى  الموظفون إلى  تطوير الذات  داخل الشركة  لا سيما وأن   الشركات تملك   العديد من الأدوات والبرامج التي تحاول  بها  تشجيع  الموظفين على تطوير مهاراتهم . وفي نهاية المطاف الجميع سيربح – المديرون والموظون  على حد سواء إذا ما كانت العلاقة  الثنائية  فيما بينهما  جيدة  على المدى البعيد .”

     

  • الدعم  لأطفال اللاجئين الأوكرانيين

    الدعم لأطفال اللاجئين الأوكرانيين

    بعد أكثر من عامين من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا والموجات الأولى من اللاجئين الأوكرانيين الذين وجدوا رومانيا غير جاهزة  لاستقبالهم  ساهمت المنظمات  المعنية  الحكومية  وغير الحكومية  في إدماج  اللاجئين الأوكرانيين  فيما  أصبحت  رومانيا  مستعدة  تماما  لاستقبالهم  .  وكانت منظمة ” أنقذوا  الأطفال ” غير الحكومية  واحدة  من  المنظمات التي ساهمت  في هذا الجهد منذ وصول الموجات  الأولى  من اللاجئين   وتمكنت بذلك  من التعرف على  المشاكل الرئيسية  التي تواجه  هؤلاء .

     وإحصائيات  المفوضية السامية للأمم المتحدة لللاجئين  تشير إلى أن  حوالي  خمسة  ملايين  ومائتين  وخمسة وأربعين   من الأوكرانيين  دخلوا  رومانيا  منذ بداية  الأزمة وقدمت منظمة “أنقذوا الأطفال ”   الدعم لأكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف   شخص  منهم مائة وثمانون ألف طفل. كما أن  نحو  نصف اللاجئين هم من الأطفال الذين قدموا   إلى  رومانيا  مع أمهاتهم وجداتهم  ما أثار لديهم مخاوف من افتقار الأسرة إلى دخل ثابت   من وظيفة مستقرة.

    يقول  ليونارد أندرييسكو مدير المشروع في منظمة “أنقذوا الأطفا ”  إن  إدماج  هذه العائلات  في المجتمع  على المدى الطويل بات  أولوية  مطلقة  في  الوقت الحالي: في شهر فبراير شباط الماضي  أطلقنا استبيانا   للقادمين من أوكرانيا  سلطت  نتائجه الضوء على  احتياجاتهم  . فقد تبين أن  الحاجة  إلى المساعدة المالية   وردت  بشكل متكرر في  أجوبتهم   حيث أشار إليها  ما  لا يقل عن  ثلاثة وعشرين بالمائة  منهم  وجاء  في المرتبة  الثانية  الوصول إلى الخدمات الطبية ودورات اللغة الرومانية.”

    “وقد تم إنشاء عدد لا بأس به من المراكز  المتخصصة   في القطاع غير الحكومي. ولكن  للأسف  لم  تتمكن السلطات من  توفير دورات اللغة الرومانية وبرامج   ما بعد المدرسة للأطفال  بما فيه  كفاية  . وهذه  الأخيرة  تعد  من بين  التسهيلات  التي  غالبا ما  تطالب  بها  الأمهات العازبات العاملات  . فإذا نظرنا إلى الإحصائيات  ونتائج  الاستبيان نلاحظ    أن الأجوبة  مترابطة فيما بينها   إلى حد ما: على سبيل المثال  قال  ثلاثة عشر بالمائة  من المشاركين في الاستطلاع   أنهم  يحتاجون إلى برامج  ما بعد المدرسة للأطفال وقال  اثنا عشر بالمائة   أنهم  يحتاجون إلى المساعدة  من إجل  إيجاد  عمل  إذا فإن  الأشخاص الذين يبحثون عن عمل يحتاجون أيضا إلى برامج  ما بعد المدرسة لأطفالهم وهذا يعني  أنه   ليس  لديهم  أقارب  يمكنهم  ترك أطفالهم عندهم  أثناء تواجدهم  في العمل  وللسبب  ذاته   لا يمكنهم  إيجاد  عمل   مستقر ”.

     افتتحت منظمة “أنقذوا الأطفال”  بالتعاون مع  بلدية  القطاع  السادس  في بوخارست مؤخرا مركزا لأطفال اللاجئين الأوكرانيين ليقضوا  فيه  بعض الوقت  بعد انتهاء دوام  المدرسة إلى  حين  وصول  أمهاتهم   لاصطحابهم إلى المنزل. ليونارد أندرييسكو  لديه  المزيد من التفاصيل:”الدعم   الذي  نقدمه  لهم  يتضمن  أيضا   دفع رسوم رياض الأطفال . كما نوفر لهم  وسائل النقل  حتى يتمكن أولياء أمورهم  مو مورأمن اصطحابهم  إلى المدرسة أو إلى مركزنا في الصباح  وثم إلى البيت   في المساء.”

    تدير  منظمة  “أنقذوا الأطفال”  مراكز رعاية  أخرى مماثلة  في قطاعات  أخرى  من بوخارست وكذلك  في غيرها من المدن  في  أنحاء البلاد  قامت  بتنظيمها  بالتعاون مع السلطات المحلية.  ويقول   ليونارد أندرييسكو إن الخدمات التي توفرها تلك  المراكز  مجانية: “يحصل  الأطفال   في تلك المراكز على   وجبات   ساخنة  فضلا عن  المساعدة  على  إنجاز   الواجبات  المنزلية   كما تقدم    تلك المراكز  دروس  اللغة الرومانية  وتنظم أنشطة اجتماعية  وتقدم  أيضا الدعم النفسي لمساعدة الأطفال على التغلب على بعض الاضطرابات  النفسية.

    “فكثيرون منهم يعانون من اضطرالات حادة  للغاية   بسبب انقطاع  حياتهم  العادية  السابقة  ومغادرة  الأماكن التي يعرفونها  والانفصال عن آبائهم وسائر أفراد الأسرة . الأنشطة التي يشاركون فيها تساعدهم  على  التغلب على الشعور بأنهم غرباء في  بلد  لا  يتحدثون  لغته  ويشعرون بأنهم  مهملون  ما  يدفعهم إلى عزل  أنفسهم  عن الآخرين .”

    “وهنا أود الإشارة إلى أن  المركز مفتوح  أيضا للأطفال الرومانيين من أبناء العائلات  الضعيفة  أو أحادية  الوالدين وهي عائلات   تواجه  نفس الصعوبات التي  تواجهها الأمهات الأوكرانيات في إيجاد عمل بسبب عدم  وجود أقارب يتركون  الأطفال  معهم  أثناء دوام العمل . فالاطفال الأوكرانيون  يذهبون  إلى  المركز  مع الأطفال الرومانيين  ويقومون  بمختلف الأشنطة  معا . بالطبع نحن نساعدهم على التواصل  فيما بينهم حيث   يوجد في تلك المراكز  وسطاء ثقافيون يتحدثون الرومانية والروسية والأوكرانية  وكذلك  معلمون  على  دراسية  بالمناهج  الدراسية في   أوكرانيا  وهذه التدابير   تسهل على    الأطفال الأوكرانيين  الاندماج  في البيئة  الجديدة  وإقامة  علاقات صداقة  أطفال رومانيين واستعادة  الشعور  بالأمان   والحياة الطبيعية والتغلب على الاضطرابات النفسية  قدر المستطاع .”

    في  الوقت الحالي لا يمكن للمركز أن يستقبل أكثر من أربعين  شخصا للأسف الشديد غير أن  الأطفال الأوكرانيين لا يزالون  يواجهون صعوبات في الاندماج في المدارس الرومانية :”الأمر صعب للغاية بالنسبة لهم. لهذا السبب فإن  تسعين  بالمائة   منهم يستمعون إلى الدورس  فقط  دون إلزامية الحضور اليومي ودون  أن يحصلوا على درجات  وهم غير مسجلين  في السجل الرسمي للمدرسة  . إنها  فترة  انتقالية   تستغرق  عاما واحدا على الأكثر تساعدهم على التعود على المنهاج  الدراسي الروماني   والجدول الزمني واللغة والتعرف على زملائهم .”

    “وبعد انتهاء المرحلة الانتقالية  يتوجب عليهم  التسجيل  في المدرسة  وحضور  الدروس  والمشاركة  في سائر الأنشطة التعليمية. عدد قليل من الأطفال يلتحقون بالمدارس  في أوكرانيا و يحصلون  على  التعليم  عبر الإنترنت أي أنهم لا يدرسون في المدارس الرومانية إطلاقا .”

    يوجد في رومانيا  حاليا  نحو  تسعة  وسبعين  ألفا  من المواطنين  الأوكرانيين  المسجلين  بشكل رسمي .

  • المجتمع المدني يدعم  التعليم في المناطق الريفية

    المجتمع المدني يدعم التعليم في المناطق الريفية

    حينما يطول  انتظار تدخل مؤسسات وسلطات الدولة  لحل المشاكل التي  يواجهها  المجتمع  ينجح  بعض  الرومانيين في ملء الفراغ  الناجم عن تأخر الدعم الرسمي وذلك   بواسطة  المنظمات  غير الحكومية التي تنجح بدورها  في إيجاد ممولين . إحدى تلك  المنظمات هي جمعية بوكلاند التي  قامت  بترميم  وتحديث   ثمانين  مدرسة  وروضة  أطفال كانتتن  في وضع  يرثى له  شأنها شأن مدارس  كثيرة  في  المناطق  الريفية  وهي في حالة  متقدمة من التهالك وجدرانها  مصابة  بالرطوبة  وغير مطلية  وهي مبان غير مناسبة أصلا لاستضافة  مدارس  وتفتقر إلى التجهيزات  الحديثة  .

    خلال أربع سنوات فقط  قامت جمعية   بوكلاند بترميم  وتحديث  تلك المدارس ورياض  الأطفال  وتجهيزها  بالمستلزمات الحديثة.  وكان ارتفاع     نسبة  التسرب المدرسي في المناطق الريفية  وفق  الإحصاءات  الرسمية  هو ما  دفع  ناشطي  الجمعية  إلى بذل الجهود في  هذا الاتجاه  قناعة  منهم بأن إهمال  المباني  التي تستضيف  المدارس ورياض الأطفال  يعد  من  بين أسباب  إهمال  الدراسة  بحسب  ميهايلا بيتروفان رئيسة جمعية بوكلاند : “وضع التعليم  في المناطق الريفية سيء وخطير. فطالب  من بين  كل طالبين  يترك  الدراسة بعد  إنهائه  مرحلة التعليم  الإعدادي  أي بعد  الصف الثامن الإعدادي  .كما أن طالبا  من بين  كل أربعة طلاب في المناطق الريفية لا  يمثل لامتحان  البكالوريا. فالوضع  صعب   لكننا  لا نستسلم  لأن  روحية العمل  المدني تفرض  علينا أن نمضي قدما وأن  يكون  لدينا حلم. قد  نكون  ساذجين  أو حتى  مجانين  أحيانا لكن أهم  شيء هو أن  نظل  واثقين  من نجاحنا رغم  الصعوبات . لقد  بدأنا  قبل أربع سنوات   بترميم  وتحديث  مدارس ورياض أطفال  في جميع  المحافظات  وخاصة في  محافظة  إلفوف المجاورة  للعاصمة ونبحث عن  مدارس  أخرى  لضمها  إلى هذا المشورع  لكن  يبدو أن  مدارس  إلفوف  تقدمت  بطلبات  الحصول  على  التمويل  الأوروبي وهذا أمر رائع .  أما جمعية  بوكلاند  فتنفذ مشاريعها  بأموال  رومانية أي  بتبرعات  الشركات المحلية والدولية أو المتعددة الجنسيات العاملة  في رومانيا.”

    أكبر  إنجاز حققته  جمعية بوكلاند يتمثل في  تمكنها من إشراك   المجتمعات المحلية في تنفيذ  مشاريعها  علما أن  تلك المجتمعات  غالبا ما تكون  خاملة   بحسب  ميهايلا بيتروفان رئيسة جمعية بوكلاند  التي حدثتنا  عن المشاريع  التي  نفذتها  في  المناطق  الريفية:  “يترواح  عدد  المدارس التي  قمنا  بترميمها في  كل  محاظفة  ما بين  مدرسة  واحدة وست مدارس – أي بمعدل مدرستين  في كل  محافظة . ففي  محاظفة  فرانتشيا  على سبيل المثال  قمنا بترميم  ست  مدارس . يسعدنا أننا  تمكننا من إحداث  تغيير هام  في تلك  المجتمعات . ففي البداية  كانت  المجتمعات المحلية  خاملة  وجامدة  ربما لأنها  كانت  قد  سئمت من التعهدات  والوعود الكاذبة  واستسلمت   لكننا  تمكننا من إقناع  الجميع  بالمشاركة  فقام الآباء بتقديم  وجبات  ساخنة للعمال  وقام  الطلاب بتنفيذ بعض الأعمال  السهلة بأنفسهم   مثل صبغ  السياج   والجدران  أو تزيينها   برسومات . لقد شارك الجميع  كبارا  وصغارا . حتى القساوسة وطبيب القرية والخباز شاركوا أيضا .”

    نجاحات الجمعية  لا  تمر مرور الكرام  على  سكان  تلك المناطق . ميهايلا  بيتروفان من جديد :

    إحدى الأمهات  في محافظة  نيامتس قالت وهي  تلاحظ  اللوحة التي كتبت  عليها  أسماء جميع  المتبرعين مشروع  ترميم  المدرسة  وهم حوالي  خمسين : “ما أروع  أن  نرى رومانيا متحدة من أجل  أطفالنا”. إنها أم تسكن  في  قرية  باسترافيني   بمحاظفة  نيامتس . تأثرت بقولها  وأدركت أنها  على حق  لأننا نفذنا أعمال الترميم   بمواد بناء وصلتنا من  جميع أنحاء رومانيا  وليس من محافظة  نيامتس فقط. وبعد  وصول  مواد  البناء تمكننا من حشد دعم الشركات من أجل  المساهمة  في دفع  أجور  العمالة. كما  حشدنا  دعم البلديات التي ساهمت غالبيتها  بالمال المتوفر لديها  من  الضرائب والرسوم المحلية وليس بأموال  من ميزانية الدولة .. معنى  ذلك  أن  السكان هم من  تحملوا  تكاليف   ترميم  المدرسة. ونحن فخورون بأن هذا الثلاثي الناجح المكون من الشركات  المتبرعة  والبلديات والمجتمع  المحلي   قادر على  تنفيذ  مشاريع  بالموارد  المحلية  وليس بالضرورة  بأموال أوروبية.

    المشروع  التالي لجمعية بوكلاند  يهدف إلى دعم التعليم المهني المزدوج ما قبل الجامعي أي  دورات تدريب الحرفيين والفنيين في مختلف المجالات التي تحتاجها الشركات الراغبة  في الاستثمار في تدريب  الطلاب. وقالت  ميهايلا بيتروفان  إن  أول حرم للتعليم المهني المزدوج  ما قبل الجامعي قد  يقام  في محافظة  آرجيس في قرية  فولتوريشتي. أحدث تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يظهر أن التعليم المهني والفني يحظى  بشعبية أكبر  في رومانيا مقارنة  ببلدان أخرى موضحا أن اثنين  وثلاثين  بالمائة  من الطلاب الرومانيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة  عشرة  والتاسعة  عشرة  التحقوا  بأحد أشكال  التعليم المهني المزدوج ما قبل الجامعي.

  • مستشفى جمعية  “امنح   الحياة” في بوخارست

    مستشفى جمعية “امنح الحياة” في بوخارست

    بدأ مستشفى “امنح   الحياة  ” في بوخارست بالعمل  منتصف شهر  أبريل نيسان الماضي  بعيد  نقل خمسين  من الأطفال الماصبين  بالسرطان وغيره  من الأمراض  من   أقسام السرطان   وجراحة الأعصاب والجراحة العامة  من  مستشفى “ماري كوري”للأطفال  إلى المستشفى الجديد   في عملية  أديرت    بعناية بالغة حفاظا عى  الراحة العقلية والجسدية للمرضى الصغار. وفي الخامس عشر من    أبريل نيسان الماضي أجريت  في  مستشفى   “امنح   الحياة  ”  أول  عملية جراحية لطفل  مريض  . ويذكر أن  المستشفى  هو  ثمرة مساعي جمعية  “امنح  الحياة  ”  الرامية إلى  بناء مستشفى  للأطفال من الصفر مستفيدة  من   تبرعات  ثلاثمائة  وخمسين ألفا  من المتبرعين   بالإضافة إلى  تربعات   ثمانية آلاف شركة  . وقالت  مؤسستا  الجمعية   كارمن أوسكاتو  وأوانا غورغيو أن  مهمتهما  لم  تنته  بتشغيل  المستشفى  بل هي مستمرة  لبناء  جناح  جديد    من لأجل نقل باقي  أقسام مستشفى “ماري كوري” إليه في المستقبل .

     اسطدمت مساعي  بناء  مستشفى  جمعية  “امنح  الحياة  ” بيروقراطية  معقدة   واستغرت الإجراءات  وقتا  أطول  من اللازم  بكثير على  حساب  المرضى  الصغار الذين أنجز  من أجلهم   هذا المشروع الفريد   من  نوعه  في رومانيا. كارمن أوسكاتو : “لا بد  من التوضيح   أننا لسنا في حالة  حرب  مع  مؤسسات الدولة بل على العكس من ذلك   نعتقد أن التعاون ضروري لتحقيق أهداف  هذا المشروع  كاملة.   مستشفى “امنح  الحياة  ” هو  مستشفى المستقبل  الذي سيقدر  على علاج  المرضى الصغار  وفق  أحدث  المعايير الطبية   إذا واصلنا التعاون مع إدارة مستشفى “ماري كوري” ومع  وزارة الصحة والحكومة.  صحيح  أنه  تم  بالفعل نقل الأطفال إلى المستشفى  الجديد  ولن  أنسى  الفرحة   الكبيرة  التي  ظهرت على وجوههم  في ذلك اليوم. ولكن في الوقت  نفسه  أدركت  أن  الصعوبات  الكبيرة  التي  واجهناها   أحيانا طوال   فترة  بناء المستشفى  وكل  صراعاتنا  مع  العقليات   القديمة   لم تذهب  هباء  فالابتسامات التي اعتلت وجوه الأطفال  في ذلك اليوم  تشجعنا  على  المضي قدما”.

    من جانبها  تحدثت  أوانا غورغيو عن أهمية التمسك  بأهدافك وأحلامك رغم العوائق والصعوبات  :  “كثيرون هم  الذين  لم  يقتنعوا  بمشروعنا  أو ربما اعتقدوا  أننا   لن  نجمع  كل  الأموال لإنجازه  من التبرعات  أو ربما لم يكونوا مقتنعين  بقدرتنا  على بناء المستشفى وفق   المعايير التي حددناه  له  . لكننا  تمكننا  من  بناء المستشفى وتجهيزه  ونأمل  أن  يفهم  المترددون  انه  بالإصرار والمثابرة  والتعاون  يصبح  كل شيء  ممكنا . شاركت  في برنامج إذاعي تفاعلي  وكان المستمعون يتصلون بي ويطرحون أسئلة أو يدلون بآرائهم حول المشروع   فقال   أحدهم   أنه لم  يثق   بالمشروع ولم يتبرع لكنه  أعرب عن أسفه الشديد ووعد بدعم كل مشاريع جمعية “امنح الحياة” وهو  يعلم  علم اليقين   بأننا نفي  بوعودنا ونلتزم بتعهداتنا . أعتقد أن إنجاز المستشفى  ووجود   المرضى  الذين يعالجون  فيه  في أفضل الظروف يمثل خير دليل على أننا  بالتعاون والتضامن نستطيع  تحقيق إنجازات  استثنائية.  إنه درس  بليغ   في  أهمية العمل  في الفريق  ومعنى التضمان  والسعي إلى عمل  الخير”.

    تطرقت  أوانا غورغيو أيضا إلى  حقوق المرضى في رومانيا : “للأسف  يواجه  المرضى صعوبات  كبيرة  تستوجب  إزالتها  أن   يناضلوا من أجل حقوقهم  لوحدهم  .وهنا يدور  الحديث  على  وجه  خاص  عن  مرضى السرطان  وغيرهم  من  المرضى الذين  يواجهون  أوضاعا  صحية  حرجة  تمنعهم  من   خوض المعركة  من  أجل  حقوقهم بمفردهم  . ولذا فإن  ذويهم يلجؤون  في أحيان  كثيرة   إلى الجمعيات  والمنظمات  غير الحكومية   ومن بينها   جمعيتنا   التي تدعم  المرضى  وذويهم  في هذه المساعي  .في كثير من الأحيان  تمكنا من إيجاد  محامين  يعملون  مجانا   لمساعدة  المرضى الذين يحتاجون إلى علاج  معين ولم يحصلوا عليه  إما لأن  الدولة  لا  تتحمل  تكاليفه  أو لأن  العقاقير التي يحتاجونها  غير متوفرة  في السوق.  ولحسن الحظ أبدت  المحاكم  الحكمة  والتفهم  وأقرت بحق المرضى  في الحصول  على العلاج اللازم بشكل عاجل  مع  إلزام  دار التأمينات الصحية  بإيجاد  الحلول المستدامة لضمان العلاج  خاصة  للحالات الحرجة   الخطيرة . فكلنا يعلم أن  نظام الرعاية الصحية في رومانيا ليس  صديقا للمريض  ولهذا السبب  نواجه عقبات  وعراقيل  شتى  كلما  بحثنا  عن  الحلول الكفيلة بتوفير العلاج  للمرضى وخاصة  للحالات الحرجة . وبما أن  نظام الرعاية الصحية في رومانيا ليس صديقا للمريض  يفضل  الساسة والوزراء  والأساتذة  الجامعيون  وحتى الأطباء تلقي   العلاج  في الخارج  إذا ما أصيبوا  بمرض  خطير وهذا بحد  ذاته  يقول الكثير عن جودة الخدمات الطبية  في رومانيا . وربما  ينبغي على المسؤولين  أن  يتمعنوا  في هذا الأمر خاصة في عام انتخابي  كهذا “.

    البنية التحتية الضعيفة  ليست  المشكلة الوحيدة  التي   يعاني  منها   النظام الصحي في رومانيا  فهناك مشاكل  وصعوبات أخرى عديدة  ومن بينها  أزمة  الأدوية بحسب   كارمن أوسكاتو: “أعتقد أن الطريقة  الوحيدة    لإيجاد  حلول لأزمة الأدوية هي  أن  تجلس السلطات والمنظمات غير الحكومية والمرضى على المائدة  لبحث  كل النواحي المتعلقة  بها . إنه  لأمر مؤسف أن هذا الحوار لم يبدأ بعد.  جمعية  امنح الحياة  تقدمت   منذ سنوات  بتقرير  حول   نقص عقاقير السرطان واقترحت  حلولا محتملة  بقيت  حبرا  على ورق   . لكننا  نعتقد  أن   الحوار  بين  كل الأطراف المعنية  يمكن  أن  يتمخض  عن   حلول  قابلة  للتطبيق  “.

  • الرومانيون والتدريب العسكري الطوعي

    الرومانيون والتدريب العسكري الطوعي

    ” نريد جنودا!” إنه اسم أحد الألعاب في الهواء الطلق التي حظيت بشعبية كبيرة الدى الأطفال في الحقبة الشيوعية لكنه تحول اليوم إلى نداء في غاية الجدية توجهه السلطات إلى المواطنين داعية أياهم للانضمام طوعيا إلى برنامج التدريب العسكري مدفوع الأجر لوزارة الدفاع . ولتحقيق هذا الهدف تعمل السلطات على تحديث القوانين التي تنظم عملية تدريب السكان على الأساليب الدفاعية وهي بصدد اعتماد مشروع قانون الخدمة العسكرية الطوعية الذي وضعته رئاسة أركان الجيش في عام 2019 . يقترح المشروع على الأشخاص المقيمين في رومانيا بشكل دائم وتتراوح أعمارهم بين ثمانية عشر عاما وخمسة وثلاثين عاما بغض النظر عن الجنس أن يشاركوا طوعيا في برنامج للتدريب العسكري الأساسي لا تتجاوز مدته أربعة أشهر يتدربون فيه على استخدام مختلف أنواع الأسلحة وعلى التوجيه الميداني وإزالة التلوث والإسعاف الأولي. وخلال مشاركتهم في برنامج التدريب سيوفر لهم مجانا السكن والطعام وسيحصلون على أجر قدره ثلاثة آلاف لي أي ما يعادل ستمائة يورو شهريا . ولدى انتهاء البرنامج يسيحصلون على مكافأة قدرها ثلاثة أضعاف متوسط الراتب الشهري الصافي على المستوى الوطني . كما سيكون بإمكان الطلاب الجامعيين أيضا أن يطلبوا الانضمام إلى برامج التدريب الطوعي خلال العطلات الصيفية لاكتساب المهارات العسكرية الأساسية . من جانب آخر ينص مشورع القانون على إمكانية انتقاء جنود محترفين للجيش بعقود عمل من بين الأشخاص الذين أكملوا برنامج التدريب الطوعي .



    وقد شدد المسؤولون العسكريون على أن الانضمام إلى برنامج التدريب العسكري لن يكون إلزاميا رغم توتر الظروف الجيوسياسية الحالية وهو ما أكده أيضا رئيس الوزراء مارتشيل تشولاكو : ” على كل دولة أن تستعد للأسوأ ولكن يجب ألا نتحدث عن وجود خطر على رومانيا يأتي من روسيا على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا فرومانيا لا تواجه أي خطر من روسيا لكن يتوجب على أي دولة أن تجهز نفسها لجميع الاحتمالات . فبرنامج التدريب العسكري الطوعي مدفوع الأجر يدرب الناس على المهارات الدفاعية الأساسية . إنه إجراء صحيح ولكن طرح الفكرة على الرأي العام في سياق الحرب الدائرة قرب حدود البلاد جعل الناس يعتقدون أن رومانيا ستواجه حربا لا محالة .”



    الموعد المحدد لإقرار قانون الخدمة العسكرية التطوعية من قبل البرلمان هو شهر يونيو حزيران القادم .يجدر الإشارة إلى أن رومانيا تعاني من نقص للكوادر العسكرية العاملة والاحتياطية وباتالي فإنها تعتمد في الوقت الحالي على حوالي سبعين ألف عسكري عامل. على سبيل المقارنة كان عددهم يزيد على ثلاثمائة ألف في تسعينيات القرن الماضي . أما الاحتياطي فيتكون بشكل أساسي من أشخاص أدوا الخدمة العسكرية الإلزامية حتى عام 2007 أي قبل إلغاء إلزامية الخدمة العسكرية.


    في مقابلة مع راديو رومانيا فسر رئيس رابطة ضباط الاحتياط الرومانيين الجنرال فيرجيل بالاتشيانو أسباب نقص الكوادر العسكرية :”بعض الدول ومن يبينها بولندا فهمت ضرورة تكوين الاحتياطي وتجديده بشباب وتدريبه بشكل دائم بعد إلغاء إلزامية الخدمة العسكرية .أما رومانيا فأهملت المر أأمر تماما بعد إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية لذا فإن التدابير السياسية المتعلقة بالخدمة الطوعية جاءت متأخرة بدليل أن بولندا اعتمدت قانون الاحتياطي الطوعي في عام 2009 فور إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية في حين أن رومانيا وضعت قانونا مماثلا بعد مرور سنوات طويلة على إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية .أما قانون إعداد السكان للدفاع والذي يتضمن أحكاما متعلقة بالخدمة العسكرية التطوعية مدفوعة الأجر فقد جاء هو الآخر متأخرا ما ينم عن سوء فهم أهمية الاحتياطي من قبل الزعماء السياسيين وقيادات الجيش بعد إلغاء إلزامية الخدمة العسكرية .”



    آراء الشارع منقسة بين مؤيد ومعارض لفكرة الخدمة العسكرية الطوعية .إليكم بعض الأجوبة على سؤال طرح على الناس حول ما إذا كانوا سيذهبون إلى الحرب في حال اقتضت الضرورة : ” رومانيا بلدي وأعتقد أنني سأذهب ولكن فقط لهذا السبب ” – “أنا سأذهب لأن رومانيا بلدي” – “لو استدعيت سأذهب ” – لن أذهب بل سأجد طريقة لتفادي ذلك “- ” أنا خائف من الحرب. هذه هي المشكلة” – “بصراحة أفضل ألا أذهب لكني سأذهب إذا اقتضت الضرورة ” – “سأعمل أي شيء لمساعدة البشرية – “أنا مواطن روماني. أليس من الطبيعي أن نشارك جميعا؟” – “لا أريد ذلك بالضرورة ولكن إذا اقتضت الضرورة سأذهب .شخصيا أفضل الطرق السلمية “



    وفقا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة “أفانغارد” مؤخرا فإن واحدا وسبعين بالمائة من الرومانيين يعتقدون أن الجيش الروماني لن يتمكن من التصدي لهجوم إن وقع .. أما عما إذا كانوا على استعداد للانضمام إلى برنامج التدريب العسكري الطوعي فإجاب سبعة وثلاثون بالمائة منهم بالإيجاب فيما أجاب سبعة وخمسون بالمائة سلبا . وعلى نفس السؤال أجاب أربعة عشر بالمائة ممن تتراوح أعمارهم ما بين ثمانية عشر عاما وخمسة وثلاثين عاما بالإيجاب بينما أجاب سبعة وسبعون بالمائة منهم ب”لا” . من ناحية أخرى يعتقد تسعة وستون رومانيا من بين كل مائة روماني أن حلف شمال الأطلسي سيساعد رومانيا لأن عضوية الحلف تترتب عليها ضمانات أمنية هي الأقوى في تاريخ رومانيا . لكن الخبراء يحذرون من أن حلف الأطلسي ليس مركز استقبال مكالمات طوارئ وبالتالي فن يستطيع التدخل خلال دقائق في حال واجه أحد أعضائه خطرما.

  • هل  يعلم   الآباء   كيف يستخدم  أطفالهم  الإنترنت ؟

    هل يعلم الآباء كيف يستخدم أطفالهم الإنترنت ؟

    أظهرت دراسة استقصائية أجرتها منظمة أنقذوا الأطفال — فرع رومانيا ” مؤخرا أن كثيرين من الآباء لا يعرفون كيف يستخدم أطفالهم القصر الهواتف الذكية والإنترنت وكم من الوقت يقضونه في استخدام هذه الأجهزة . فالدراسة ركزت على معرفة معلومات الآباء حول كيفية استخدام أطفالهم للأجهزة الذكية والإنترنت وقارنت الاستنتاجات بنتائج دراسة مماثلة أجريت في العام الماضي وطرحت أسئلتها على أطفال قصر وليس على الآباء .. فجاءت نتيجة المقارنة مقلقة ومردها أنه “للأسف فإن الأطفال في واد والآباء في واد من حيث مدى إدراكهم لمخاطر الإنترنت ” .كما أظهرت الدارسة الفجوة بين معلومات الآباء والواقع بحسب عالم الاجتماع تشيبريان غرادينارو : “ثلاثة آباء من بين كل عشرة آباء قالوا إن أطفالهم يقضون أقل من ساعة واحدة يوميا على الإنترنت . وهذا أمر مستغرب في الوقت الذي قال فيه ثلاثة أطفال من بين كل عشرة أطفال أنهم يقضون أكثر من أربع ساعات يوميا على الإنترنت في أنشطة لا علاقة لها بالمدرسة أو التعلم فيما قال نحو ثلاثة بالمائة فقط من الأطفال أن مدة الوقت التي يقضونها على الإنترنت لا تزيد عن ساعة واحدة في اليوم . وقال الآباء أن أطفالهم يستخدمون الإنترنت لممارسة الألعاب ومشاهدة المحتويات البصرية . أما مدى استخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي فقال ثلاثون بالمائة من الآباء فقط أن أطفالهم لديهم حساب على أحد تلك المواقع وهذه النسبة ترتفع إلى أربعين بالمائة للآباء الذين تزيد أعمار أبنائهم عن عشر سنوات . بعبارة أخرى فإن نحو أربعين بالمائة من الأطفال لديهم حساب على أحد شبكات التواصل الاجتماعي بحسب معلومات الآباء .. أما الأطفال فقال تسعون بالمائة منهم أن لديهم حسابا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.”



    التباين بين معلومات الآباء أوما يظنون أنهم يعرفون وبين أقوال الأطفال مثار قلق بحد ذاته لاسيما إذا تعلق الأمر بمكافحة التحرش والتنمر أو غيرهما من الحوادث على الإنترنت :” فيما يتعلق بالحوادث على الإنترنت اكتفي بالإشارة إلى نتيجتين اثنتين خلصت إليهما الدراسة : أولاهما أن تسعة بالمائة من الآباء فقط قالوا أن أطفالهم تعرضوا لمثل هذه الحادثة مؤخرا . وهذه النسبة ظهرت أيضا في دراسة ممثالة أجريت مع الآباء في عام 2013 أي قبل أحد عشر عاما .إنها كذلك نتيجة غريبة نظرا لتطور وسائل التواصل الاجتماعي منذ ذلك الحين وزيادة عدد الأجهزة التي يستخدمها الأطفال لدخول الإنترنت فضلا عن زيادة مدة الوقت التي يقضيها الأطفال على الإنترنت – هذا بالإضافة إلى انخفاض سن استخدام الإنترنت بنحو أربعة أعوام على مدى السنوات العشر الماضية .فمن الواضح أن عدد الحوادث التي يتعرض لها الأطفال على الشبكة العنكبوتية غير معروف بشكل دقيق . إنه موضوع جدير بالاهتمام لأن أربعين بالمائة من الأطفال قالوا أنهم تعرضوا لمثل هذا الحوادث وقال عشرون بالمائة منهم فقط أنهم تحدثوا عن الحادثة مع آخرين على الأرجح مع أصدقائهم أو زملائهم وليس مع آبائهم . لذا فأغلب الظن أن حادثة تنمر أو تحرش من كل أربع حوادث يتعرض لها الأطفال على الإنترنت لا يبلغ أحد بوقوعها – لا الآباء ولا غيرهم .”


    المشكلة الرئيسية تكمن في غياب التواصل بين الأجيال وهو في الواقع السبب الرئيس لجهل الآباء لهموم أطفالهم والسبب الرئيس لميل الأطفال إلى إخفاء أشياء عن آبائهم . ومع ذلك يحاول البالغون مكافحة المخاطر التي يتعرض لها أطفالهم أثناء استخدام الإنترنت :” قبل عشر سنوات كان الآباء يمارسون مراقبة تشاركية كثيفة لسلوك أطفالهم على الإنترنت بحيث كانت نسب الآباء الذين قالوا أنهم يقومون بمختلف الأنشطة على الإنترنت مع أطفالهم أعلى بكثير مما هي عليه اليوم لكن تلك النسب انخفضت بمقدار يتراوح ما بين عشرة إلى عشرين بالمائة خلال السنوات العشر الماضية. ولكن في المقابل زاد استخدام برامج الرقابة الأبوية . فقبل عشر سنوات كانت نسبة الآباء الذين ركبوا برامج الرقابة على الأجهزة الذكية لأطفالهم لا تتجاوز عشرين بالمائة لكنها تضاعفت على مدى السنوات الماضية . ومع ذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هوما مدى فعالية هذه البرامج وما هي التدابير التي يتخذها الآباء الذين لا يتسخدمونها إذا أرادوا معرفة سلوك أطفالهم على الإنترنت .”



    غياب الحوار والتعرف المتبادل يعرض الأطفال لحوادث تحرش خطيرة على الإنترنت لينتهي الأمر ببعضهم في عيادات المعالجين النفسيين . عن مثل هذه التجربة حدثتنا الطالبة بيانكا جويتسا :”كنت في الصف الثامن الإعدادي وكنت أقضي معظم الأوقات في الدراسة استعدادا لامتحانات التقييم الوطني المزمعة نهاية السنة الدراسية ما فرض ضغطا كبيرا علي .. الصف الثامن تزامن مع ظهور جائحة كورونا وفي البداية سعدت بإجازة الأسبوعين التي أقرتها السلطات لمواجهة تفشي الوباء ظنا مني أنه سيكون لدي المزيد من الوقت للدراسة .. ولكن كما تعلمون فإنا تلك الإجازة امتدت لشهور طويلة بسبب الجائحة فالتزمت المنزل مع أبي وأمي .. كان بالإمكان أن أستفيد من الوقت الذي كنت أقضيه معهما وأن أتعرف عليهما بشكل أفضل ولكن بسبب الضغط المدرسي الشديد وإخفاقي في تنظيم الوقت بشكل جيد صرت ابتعد عنهما وقضيت وقتا طويلا على الإنترنت حتى وقعت ضحية للتنمر. كنت أعتاد على التواصل مع مراهقين آخرين لكنهم أخذوا يضحكون علي وعلى مظهري فانزويت وابتعدت عن والدي بدلا من أن أتحدث معهما عن التنمر الذي تعرضت له . كانت تجربة مؤلمة مررت بها لوحدي وتعلمت منها الكثير. أما الآن فأنا طالبة في ثانوية التربية والتعليم وأعرف أنه لا بد من التحدث مع الآباء كلما وقعت حادثة من هذا النوع .”

  • سوق الوظائف  في  مطلع  عام 2024

    سوق الوظائف في مطلع عام 2024

    قدمت منصة” إي جوبز” وهي أكبر منصة تجنيد إلكترونية – قدمت في مطلع العام الجاري إحصائيات جديدة حول تطورات سوق العمل تظهر أن نحو أربعين بالمائة من الوظائف المنشورة في العام الماضي كانت موجهة إلى المرشحين المبتدئين أي أولئك الذين لا تزيد خبرتهم عن عامين اثنين فيما كان أكثر من ثمانية وعشرين بالمائة من الوظائف موجها إلى المرشحين ذوي الخبرة المتوسطة وكانت ثمانية فاصلة أربعة بالمائة ققط من الوظائف موجهة لذوي الخبرات الطويلة وكان اثنان فاصلة ستة بالمائة من الوظائف للمديرين . وقد بلغ عدد الوظائف التي نشرت على منصبة إي جوبز في عام 2023 ثلاثمائة وسعبين ألف وظيفة .


    كما تبين أن المرشحين المبتدئين كانوا في العام الماضي الأكثر تفضيلا لدى أصحاب العمل وهم أيضا المشرحون الأكثر طلبا للعمل. فأكثر من نصف طلبات العمل التي بلغ عددها حوالي اثني عشر مليونا بحلول نهاية العام الماضي قدم من قبل شباب يبحثون عن وظائف بدرجة المبتدئ . وللعام الرابع على التوالي كانت الفئة العمرية ما بين الثامنة عشر والرابعة والعشرين هي ثاني أكثر الفئات العمرية نشاطا على منصات التوظيف بفارق ضئيل عن صاحبة المركز الأول وهي الفئة العمرية ما بين الخامسة والعشرين والرابعة والثلاثين غيرأن عدد طلبات أفراد هذه الفئة انخفضت بشكل طفيف في النصف الثاني من العام الماضي بنما استمرت طلبت أفراد الفئة الثانية في الارتفاع طيلة العام الماضي .وكانت غالبية الوظائف بدرجة المبتدئ متوفرة في تجارة التجزئة ومراكز الاتصال والخدمات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المصرفية والسياحة والإعلانات التجارية والتسويق والعلاقات العامة وصناعة الأغذية.


    آنا كالوغارو رئيسة قسم التواصل لدى منصة إي جوبز وصفت تطورات سوق العمل في العام الماضي :”تباطأت سوق العمل في عام 2023 حيث انفخض عدد الوظائف المنشورة على المنصبة بنحو اثني عشر بالمائة مقارنة بعام 2022 ليبلغ ثلاثمائة وسبعين ألف وظيفة جديدة مقابل اثني عشر مليون طلب عمل . فمن الواضح أن عدد الطلبات ارتفع في العام الماضي وبنحو عشرة بالمائة مقارنة بعام 2022 وكانت غالبية الوظائف التي تم شغلها في قطاعات البيع بالتجزئة والخدمات والتعاقد الخارجي والبناء والسياحة. وبحلول نهاية العام الماضي زاد الضغط على أصحاب العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات والصناعة الغذائية والزراعة والبناء بسبب إلغاء التسهيلات المالية لتلك المجالات ما أثقل كاهل أصحاب العمل . أما الرواتب فلم تزد بنفس الوتيرة التي زادت بها في عام 2022 ومع ذلك اضطرت الشركات إلى زيادة الرواتب للمناصب بالغة الأهمية خشية رحيل الموظفين”.


    أما توقعات الخبراء لعام 2024 فمن المحتمل أن يكون الحذر الشديد سيد الموقف في ظل اضطرابات المناخ الاقتصادي الحالي . فالموظفون ذوو الخبرة الطويلة قد يمتنعون عن تغيير وظائفهم أما أصحاب العمل فسيفكرون مليلا قبل طرح وظائف جديدة في السوق. وفي الوقت نفسه سيستمر انخفاض الطلب على العمل عن بعد – بحسب آنا كالوغارو: “من المتوقع أن تسير سوق العمل في العام الجاري على نفس المنوال الذي سارت عليه في عام 2023 بمعنى أن أصحاب العمل سيتوخون الحذر خلال الستة أشهر القادمة حسب التقديرات وسيراقبون التطورات الاقتصادية في الفترة القادمة قبل تحديد تحركاتهم المقبلة .فالجميع سيتصرف بحذر شديد ومع ذلك لا يزال أصحاب العمل يوظفون عناصر جديدة . ففي الجزء الأول من شهر يناير كانون الثاني الماضي تم نشر أكثر من عشرين ألف وظيفة على منصبتنا ما يعني أن فرص العمل الجديدة متوفرة .أما الوظائف عن بعد فقد انخفض عددها على المنصة إلى أدنى مستوياته على مدى السنوات الماضية . خلاصة القول إن الطلب على الوظائف عن بعد انخفض بيد أن بعض المرشحين لا يزالون يبدون الاستعداد للعمل عن بعد .. لكن أن الاتجاه السائد في السوق هو العودة إلى العمل في المكتب “.


    أما بالنسبة للمرشحين فوق سن الأربعين قفد يستغرق الأمر وقتا أطول في عام 2024 إلى حين إيجاد وظيفة جديدة. فالعرض ليس وفيرا لهذه الفئة العمرية ولكن إذا كانوا يفكرون في تغيير اختصاصاتهم فإن نصيحة الخبراء لهم أن يتوخوا الحذر الشديد عند اتخاذ مثل هذا القرار. بالإضافة إلى ذلك لا يجب أن ينسوا أنه من المحتمل جدا أن تعرض عليهم وظائف بدرجة المبتدئ إذا بدؤوا بالعمل في مجال جديد. آنا كالوغارو رئيسة قسم التواصل لدى منصة إي جوبز :” الأشخاص فوق سن الأربعين الذين يرغبون في الحصول على وظيفة ينبغي عليهم أن يعلموا أن الأمر قد يستغرق وقتا أطول قد يصل إلى ستة أشهر لحين إيجاد الوظيفة المناسبة بسبب قلة العروض في السوق.. إذا كان الأمر يقتضي التحول المهني فعلى المرشح أن يتحلى بالصبر وأن يختار المجال الذي يريد العمل فيه بعناية وأن يكون مستعدا لاحتمال أن تكون الوظيفة المعروضة عليه في المجال الجديد بدرجة المبتدئ .وبطبيعة الحال عليه أيضا أن يتابع تطورات سوق العمل بانتظام.”