Category: شؤون المجتمع

  • مواضيع  حساسة  لوضع  الأطفال في رومانيا

    مواضيع حساسة لوضع الأطفال في رومانيا

    نشرت منظمة “أنقذوا الأطفال فرع رومانيا” مؤخرا تقريرا حول أوضاع القصر سلطت فيه الضوء على عشر نقاط ضعف في غاية الحساسية لم يجد بعض منها طريقهه إلى الحل منذ سنوات طيولة رغم علم السلطات بها . ومن بينها أن طفلا من بين كل خمسة أطفال لا يكمل دراساتهم وأن في كل عام يولد في رومانيا أكثر من سبعة آلاف طفل لأمهات قاصرات ومنهن ألف ومئتان لديهن طفل آخر أو طفلان كما أن أكثر من نصف مليون طفل هاجر أحد والديه على الأقل للعمل ويبلغ معدل الوفيات في صفوف الرضع ستة فاصلة خمسة لكل ألف مولود في المناطق الريفية مقابل أربعة فاصلة اثنين لكل ألف مولود في المناطق الحضرية .. وتضاف إلى ما سبق إشكاليات أخرى عديدة ربما لا تحظى بنفس القدر من البحث والنقاش الذي تحظى به قضايا أخرى غير انها لا تقل خطورة.. فإحدى تلك الإشكاليات تتعلق بالصحة العاطفية أو العقلية للأطفال حيث تبين أن أكثر من واحد وأربعين بالمائة من الفتيات في سن الخامسة عشرة تعاني من اضطرابات النوم فيما تعاني سبعة وخمسون بالمائة أخريات من التوتر والعصبية .


    مدير المناصرة لدى منظمة “أنقذوا الأطفال ” جورجي رومان يحذر من مغبة إهمال هذه النواحي :” مفهوم الرفاهية العاطفية يدور حول التدابير التي تتخذها السلطات لتوفير خدمات الصحة العقلية وحماية الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم إضافي مثل الأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة أو ذوي الإعاقة. للأسف لم نحقق نتائج إيجتبية في هذا المضمار بدليل أن منظمة الصحة العالمية نفسها حذرت من وضع الأطفال الرومانيين الذين يعانون من اضطربات النوم أو يواجهون صعوبات في ممارسة الضبط الذاتي . فأولئك الأطفال يشعرون أحيانا بالعزلة أو الإقصاء من مجموعاتهم سواء في المدرسة أو خارجها. فمن الواضح أنه لا بد من تمويل جلسات الإرشاد النفسي لهؤلاء الأطفال لأن عدد الأخصائيين النفسيين لدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية التابعة للدولة ولدى المديريات العامة لحماية حقوق الطفل محدود وليس جميعهم مدربا على علاج مثل هذه الحالات. أمام المنظمات غير الحكومية المعنية فقليلة هي الأخرى ومشغولة جدا . فمركز الصحة النفسية التابع لمنظمة “أنقذوا الأطفال ” الذي يقدم مثل هذه الخدمات مجانا مشغول للغاية بحيث يضطر الأطفال الذين يحتاجون الى خدماته لانتظار دورهم لفترة طويلة قد تصل إلى ستة أشهر.”


    أحد أسباب الاضطرابات العاطفية لدى الأطفال يكمن في انفصالهم عن الأباء الموجودين في الخارج للعمل .لذا فإن سراب الهجرة يجذب الكثير من الشباب:”أكثر من نصف الأطفال يريدون مغادرة رومانيا لعدة أسباب أحدها أنهم يعتبرون النظام التعليمي ضعيفا ولا يرقى إلى مستوى توقعاتهم . بدليل أن ثلث الشباب قالوا أن المدرسة الرومانية غير قادرة على تكوينهم مهنيا وثقافيا. والسبب الثاني هو طيف الفقر الذي يهدد الكثير من الشباب حيث قال أكثر من واحد وعشرين بالمائة من الأطفال إن الفقر يمثل تهديدا واقعيا لهم لكنهم ولا يريدون العيش في الفقر وسيحاولون تحقيق الرخاء في بلدان أخرى على غرار أبائهم الموجودين في الخارج للعمل.”


    ظاهرة أخرى خطيرة هي الاعتداء الجنسي على الأطفال. ومع ذلك فإن أقل من عشرين بالمائة من الشكاوى الجنائية المتعلقة باعتداءات جنسية على قاصرين تنتهي بتقديم المعتدين للعدالة: “يبدو أننا غير مهتمين بمكافحة الاعتداء الجنسي. فباستثناء المؤسسات القضائية التي يوجد لديها مختصون في السياسات الاجماعية وإن قل عددهم لا يوجد هناك اهتمام حقيقي بهذا المجال على المستوى الوطني . منظمة” أنقذوا الأطفال” نفذت بالتعاون مع المديرية العامة لحماية حقوق الطفل في القطاع السادس لبوخارست برنامجا يهدف إلى تقديم الدعم والاستشارة للأطفال الذين وقعوا ضحية للاعتداء الجنسي وحمايتهم أثناء جلسات الاستماع التي قد يصل عدد ها إلى أربع عشرة دلسة ومنع تعريضهم للسخرية والازدراء فضلا عن حمايتهم من الشعور بالصدمة مجددا أثناء روايتهم لتجربة الاعتداء الجنسي المريرة بشكل متكرر في كل جلسة استماع وفي جميع مراحل الملاحقة الجنائية سواء في الشرطة أو النيابة العامة والمحكمة أو مؤسسات الرعاية الاجتماعية . لكن شكاوى الاعتداءات الجنسية على قاصرين قلما تصل إلى مرحلة المحاكمة وإن وصلت فقلما يدان المعتدون وإن أدينوا فإن ثلاثة أحكام من بين كل خمسة أحكام بالسجن تنص على وقف التنفيذ . بعبارة أخرى فأن المعتدي يعود إلى المجتمع الذي يعيش فيه ضحيته ..


    اختتم مدير المناصرة في منظمة أنقذوا الأطفال جورجي رومان حديثه معربا عن أمله في يكون تقرير العام القادم حول أوضاع الأطفال في رومانيا أكثر إيجابية بحيث يشير إلى تقدم في هذا المضار .

  • مبادرة  مدنية  لتحويل  النفايات المنزلية إلى أسمدة عضوية

    مبادرة مدنية لتحويل النفايات المنزلية إلى أسمدة عضوية

    أعضاء مجموعة المبادرة المدنية التي أطلقت على نفسها “مجموعة شيشميجيو” على اسم المتنزه الشهير الواقع في وسط بوخارست يسكنون إحدى العمارات المجاورة للمتنزه .وتتعلق مبادراتهم المدنية بتحويل النفايات المنزلية وبقايا الطعام إلى سماد عضوي للاستفادة منه في زراعة النباتات المنزلية والحديقة الصغيرة التي تتسوط باحة العمارة . فقد أنشأ أفراد المجموعة في باحة العمارة ما يسمونه بمحطة تسميد وهي عبارة عن ثلاثة صناديق يجمعون فيها بقايا الطعام ويتركونها إلى حين تحولها إلى سماد عضوي.


    أليكس أوبريتسا منسق المجموعة يقول إن سكان العمارة يتعاونون في إدارة محطة التمسيد بشكل منتظم ما يسهل التعارف على بعضهم البعض والاسترخاء معا في حديقة العمارة :” منذ عام 2017 وسكان العمارة يهتمون بحديقتنا الداخلية الصغيرة .. لقد زرعنا فيها مختلف أنواع النباتات لا سيما تلك القادرة على الصمود في وجه التغير المناخي بحيث تحتاج للحد الأدنى من الري وتكون عنايتها بسيطة وسهلة . صحيح أن جزءا كبيرا من السماد الذي ننتجه يوجه إلى المنتزهات والأماكن العامة الأخرى في الحي أما الباقي فمخصص لسكان العمارة لاستخدامه في تسميد النباتات المنزلية خاصة وهو سماد طبيعي مفيد جدا للنباتات.”


    ما هي مراحل تحويل النفايات المنزلية إلى سماد نباتي ؟ غابرييلا يوردان منسقة مشروعين مماثلين يجري تنفيذهما في بوخارست وهما “أكاديمية السماد” و”البستان المجتمعي ” لديها التفاصيل : “فرز المخلفات والنفايات النباتية عن باقي النفايات المنزلية هو المرحلة الأولى التي تسهل إرسالها إلى الأماكن التي يجري فيها تحويلها إلى مواد أولية مجددا .وهنا يجدر توضيح أن التجميع المنفصل للنفيات المنزلية في المناطق الحضرية سهل للغاية ولا يتطلب سوى فرز قشور الخضروات والفواكه وتفل القهوة وبقايا أوراق الشاي أو الزهور المنزلية قبل طحنها ووضعها في صناديق النفايات النباتية . إنها عملية صديقة للبيئة لأنها لا تنتج أي نفايات يقتضي إرسالها إلى المدافن وغالبية تلك الأماكن غير متطابقة للمعايير وينبغي التخلي عنها نهائيا . فالنفايات التي نقوم بجمعها تتحول إلى سماد طبيعي يمكن استخدامه في المزارع والحدائق كمكمل غذائي للنباتات والأشجار. “



    تعمل في بوخارست حاليا سبع محطات تمسيد مماثلة لتلك الموجودة بالقرب من منتزه شيشميجيو وكلها تابع لعمارات سكنية متعددة الطوابق . لكن ظاهرة محطات التسميد انتشرت أيضا في الأحياء ذات المساكن الفردية . غابرييلا يوردان من جديد: “يوجد الآن الكثير من محطات التسميد في بوخارست . ولاحظنا أن الناس يشترون حاويات لاستخدامها في تحويل النفايات المنزلية إلى سماد عضوي بشكل فردي لا سيما إذا كانت لديهم قطعة أرض يزرعونها . نتطلع إلى توسيع شبكة المحطات تلك ولذا فقررنا منح جوائز للمجتمعات التي تريد إنشاء محطات تسميد . ويجدر ذكر أن كثيرين من الأشخاص الذين يقومون بتحويل بقايا الطعام إلى سماد نباتي مهتمون أيضا بالحد من هدر الطعام ولذلك أود أن أحذر من أن عمليات التسميد لا تحل مشكلة هدر الطعام وأن الحد من هدر الطعام يجب أن يبدأ قبل تجميع البقايا وتحويلها إلى سماد بشراء فقط كميات الطعام التي نحتاجها بالفعل.”



    ما مدى انخراط الناس في مشاريع كهذه وهل من السهل جذبهم للمشاركة فيها ؟ منسق مجموهة شيشيميجيو أليكس أوبريتسا : “الأمر ليس بالسهل ِ. أتمنى لو كان سهلا لكنه ليس كذلك لأننا نعيش في مجتمع لا يشجع التواصل الاجتماعي امع جيران والأشخاص من حولنا .. الواقع أننا لانكاد نجد الوقت للقاء أصدقائنا أو أقاربنا فما بالك بالجيران والغرباء . هنا في عماراتنا تكونت المجموعة بمرور الوقت. كنا نقوم بمختلف الأعمال المجتمعية كالبستنة ورصد الطيور وغير ذلك ولكن أهم شيء أنه كانت لدينا منذ البداية قناة تواصل اجتماعي هي المجموعة على الفيسبوك التي انأشناها وانضم إليها بمرور الوقت المزيد من الجيران. وهكذا بدأنا نتفاعل مع بعضنا البعض ونتعرف على جيراننا ونلتقي بهم وجها لوجه .أعتقد أن الفعاليات المشتركة وخاصة الورش المجتمعية تمثل بيئة مناسبة للتواصل الاجتماعي .”


    ما يدعو للتفاؤل أن سكان العمارات المجاورة بدأوا هم الآخرون يستخدمون محطة التسميد التابعة لمجموعة “شيشيميجيو” لتحويل نفاياتاهم المنزلية إلى أسمدة نباتية .




  • كلب  مهجور   أبحث  عن  سيد  لطيف

    كلب مهجور أبحث عن سيد لطيف

    ازدادت أعداد الكلاب المتروكة لمصيرها بشكل كبير لينتهي بها الأمر إلى المأوي أو إلى الشوارع حيث تتكاثر وقد تصبح عدوانية .. في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين شنت سلطات الإدارة المحلية حملة واسعة لجمع الكلاب الضالة من الشوارع إلا أن الحملة تلك تخللتها أعمال عنف سرعان ما تصدرت عناوين الصحافة العالمية . عندها قررت الطبيبة البطيرية أنكا توميسكو إنشاء مأوى للكلاب الضالة بالقرب من بوخارست أطلقت عليه ” مأوى الأمل” : “كنت أعمل آنذاك في أحد المأوي كمتطوعة جنبا إلى جنب مع الأطباء البيطريين وغيرهم من الأشخاص الذين ساعدونا على إنقاذ الحيوانات .عندها أبلغنا أنه قد تقرر ذلك قتل الكلاب الموجودة في المأوى. لم يكن لدينا مكان آخر لنقل الكلاب إليه وبالتالي اتصلنا بجميع أصدقائنا وبالتالي أخذت أنا ووالدتي عددا منها إلى البيت ووزعنا الكلاب الأخرى على أصدقائنا ومعارفنا الذين أعربوا عن رغبتهم في أخذها . في غضون ذلك بدأنا بتنظيم المرافق الأولى لمأوى كنا بدأنا بإنشائه في مزرعة مهجورة في ضاحية بيرتشيني للعاصمة . لقد كانت فترة عصيبة واجهنا فيها مشاكل كثيرة أسوأها أننا طولنبا بإجلاء المكان بين ليلة وضحاها فاضطررنا لإيجاد مكان آخر لكلاب المأوى . كنت قد ورثت قطعة أرض في قرية بوبتشتي ليورديني قرب بوخارست ولكن منذ مغادرتنا مأوى بيرتشيني إلى حين انتهائنا من تنظيم المأوى الجديد اضطررنا لاستئجار قاعات صناعية مهجورة .. ومررنا مرة أخرى بمرحلة صعبة للغاية واجهنا فيها مشاكل شتى . وأخيرا انتقلنا إلى المأوى الجديد في قرية بوبشتي ليورديني وتخلصنا من دفع الإيجار الذي كان غاليا جدا وبدأنا العمل في المأوى الجديد بالفعل .وهانحن نحتفل هذا العام بمرور اثنين وعشرين عاما على إنشاء المأوى”.


    منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وحتى الآن تحسن وضع الكلاب الضالة بشكل ملحوظ . فمأوى “الأمل” ما هو سوى دليل على أن الأمور تسيرفي الاتجاه الصحيح . أنكا توميسكو تدعونا لزيارة المأوى: “أود أن أوضح أن أذكر بالقاعدة الذهبية التي تحكم عمل موظفي مأوى “الأمل ” وهي أن الكلاب هي التي تمثل الأولوية. فالزائر للمأوى يلاحظ أن جميع الكلاب الموجودة هناك ودودة ومظهرها يوحي بحسن العناية والمعاملة .. فالكلاب لا تجلس في الحظائر طول الوقت لأنه من المهم أن تركض وتلعب وتسمع كلمة طيبة وتحصل على الغذاء المناسب وبكميات كافية . يوجد في المأوى حالية أكثر من مائة كلب ولدينا ست حظائر مدفأة في الشتاء وقريبا سنحصل على حظيرة مدفأة جديدة بفضل كرم صديقتي العزيزة الممثلة كارمن تناسي التي تبرعت بالمال لتنظيمها . كما توجد في المأوى ثلاث عيادات بيطرية مجهزة بكل اللوازم الطبية إدراكا منا أن وجود هذا العدد الكبير من الكلاب في المأوى يستدعي الاهتمام بصحتها باستمرار وإجراء الاختبارات والفحوصات الطبية بشكل منتظم فضلا عن تلقيحها. . فبإنشائنا تلك العيادات وفرنا المال الذي كنا سننفقه على الاختبارات والعلاجات في العياديات البيطرية الخاصة . كذلك قمنا بإنشاء عيادة للعلاج الفزيائي والطبيعي لمعالجة الكلاب التي تعاني من الشلل النصفي.. بالإضافة إلى ذلك نظمنا ثلاثة ملاعب جديدة وثلاث مسابح للكلاب حيث نريد لجميع الكلاب في المأوى أن تنعم بالصحة وألا تعاني من القلق أو المشاكل السلوكية.”


    تقول أنكا توميسكو إن المأوى يجب أن يكون مجرد مسكن مؤقت للكلاب إلى حين تبنيها .فقد غادرت آلاف الكلاب مأوى الأمل عقب تبنيها من قبل محبي الحيونات الأليفة . ومنذ عامين يتبع العاملون في المأوى برنامجا تدريبيا خاصا مع الكلاب تمهيدا لتسليمها إلى أسرها الجديدة . ومع ذلك لا يزال معدل تبني حيوانات المأوي منخفضا في رومانيا بشكل عام في حين أن معدل هجرها وتركها لمصيرها مرتفع للغاية. لماذا يا ترى ؟: “من الواضح أن السبب الرئيس وراء هجر الحيوانات الأليفة هو نقص التربية . الناس يجب أن يعلموا أن وجود كلب في البيت يمكن أن يكون مصدرا للبهجة مثلما يمكن أن يكون مصدرا للانزعاج لأن الكلب يقضم ويتبول في البيت وقد يمزق حذاءك المفضل وقد يمرض ويحتاج إلى أدوية وأخيرا وليس آخرا يحتاج إلى نزهات يومية . ما أود التشديد عليه هو أن الكلب ليس هدية عيد وأن نصيحتي للجميع ألا يقدم حيوانا اليفا كهدية لأن الشخص الذي يستلمه ربما ليس مستعدا للاعتناء به أو ربما ظروفه الخاصة لا تسمح له بذلك . من جانب آخر يجب أن نمتنع عن شراء كلب كبير الحجم ظنا منا أنه يحمينا بكشل أفضل إذا ما كان وزننا نحن خمسين كيلوغراما فقط .. فاختيار الكلب يجب أن يعتمد فقط على احتياجاتك وظروفك الخاصة . فإذا كنت تسكن شقة من غرفة واحدة على سبيل المثال لا تتن كلبا كبيرا كذلك إذا كنت تعمل اثنتي عشرة ساعة في اليوم فمن الأفضل لك ألا تتبن كلبا على الإطلاق وكذلك الحال إذا كان أفراد عائلتك لا يرغبون في تبني كلب أو إذا لم يكن لديك المال الكافي للاعتناء به. فتبني كلب أمر رائع بكل تأكيد وأنصح الجميع بالتنبي لأن الحيوان الأليف يغير حياتك للأفضل يجلب لك ولأسرتك المزيد من السعادة . أما إذا تعذر عليك التبني وكنت من محبي الحيوانات الأليفة فيمكنك أن تشارك في الاعتناء بها إما بالعمل كمتطوع في المأوى أو التبرع بالمال .”


    ومن أجل تربية الرأي العام نظم في مأوى الأمل متحف للكلاب الضالة كما يرحب المأولى بزيارات تلاميذ المدارس ضمن فعاليات برتامج “المدرسة بطريقة مختلفة” . كما أوضحت أنكا توميسكو أنه يجري حاليا بناء مركز لتدريب المواطنين على طرق العناية بالحيوانات الأليفة ..


  • حماية المساحات الخضراء  في بوخارست

    حماية المساحات الخضراء في بوخارست

    تعاني العاصمة الرومانية من تلوث هواء مرتفع مع تدني المساحات الخضراء ونصيب الفرد منها بشكل كبير .. واقع يعكس الثغرات التي تعاني منها التشريعات المتعلقة بحماية البيئة . فعلى سبيل المثال لا يوجد سجل للمساحات الخضراء رغم وجود قانون ينص على ذلك منذ عام 2011 لكن المجلس العام لبلدية بوخارست لم يصوت عليه بسبب تشكيكه من فعاليته بل لاقتناعه بأن الوثيقة بصيغتها الحالية استشارية فقط ولا قيمة قانونية لها وبالتالي فهي لا تحمي المساحات الخضراء على الإطلاق . فيكتوريا كاراسافا منسقة المشروع لدى منظمة آرت فيوجن غير الحكومية حدثتنا عن العريضة التي اطلقتها المنظمة مطالبة تطالب بلإقرار قانون سجل المساحات الخضراء على وجه السرعة : “أطلقنا في أكتوبر تشرين الأول الماضي حملة من أجل الإسراع في إعادة صياغة سجل المساحات الخضراء بما يضمن له قيمة إدارية بحيث يحظى بموافقة المجلس العام لبلدية بوخارست .فمنذ أكتوبر تشرين الأول الماضي وحتى الآن وقع على العريضة أكثر من خمسة ألاف من سكان بوخارست. نأمل أن يزيد هذا العدد في المستقبل لكي نلفت انتباه البلدية إلى النقص الشديد للمساحات الخضراء في بوخارست الأمر الذي يمثل مشكلة حقيقية لسكان العاصمة . بالإضافة إلى هذه العريضة وجهنا ​​رسالة مفتوحة إلى بلدية بوخارست موقعة من قبل تسع وعشرين منظمة ومجموعة مدنية ونتطلع إلى جواب البلدية وعمدة بوخارست على كلي المبادرتين أملا منها في الحصول على الإيضاحات التي نحتاجها خاصة فيما يتعلق بالمواعيد التي حددتها البلدية لإعادة صياغة سجل المساحات الخضراء” .


    ما هي ثغرات الصيغة الحالية للسجل والتي يأمل المجتمع المدني في إصلاحها في الصيغة الجديدة : “السجل الحالي لا يوضح حجم المساحات الخضراء في بوخارست وأنواعها .لكنه يشير في المقابل إلى أشجار لم تكن موجودة في تلك الأماكن أبدا كما أدرج في قائمة المساحات الخضراء أماكن لا يجوز ضمها إلى سجل المساحات الخضراء بموجب القانون. من ناحية أخرى لا توجد فيه أي إشارة إلى ضرورة تحديث السجل بشكل منتظم غير أن قانون المساحات الخضراء يشير إلى ضرورة تسجيل جميع المساحات الخضراء فضلا عن جميع التغيرات الكمية والتوعية التي تطرأ على المساحات الخضراء.”


    للأسف يبدو أن إعداد السجل سيستغرق بعض الوقت لاعتماده على قانون المساحات الخضراء وقانون التنظيم العمراني اللذين لا يزالان قيد المناقشة في البرلمان بغية إجراء تعديلات عليهما يتعلق بعضها بإمكانية تحويل بعض المساحات الخضراء الخاصة إلى الملكية العامة وضمها إلى المناطق السكنية ..لكن المنظمات المعنية بحماية البيئة ومعها عمدة بوخارست يعتقدون أن هذا سؤدي إلى تقليص المساحات الخضراء : “الاحتمال كبير أن تتغير النصوص القانونية بعد المناقشات في البرلمان وإجراء تعديلات عليها وهذا يعني أن الأمور ستزيد تعقيدا فيما يتعلق بالمناطق التي يمكن إدراجها في سجل المساحات الخضراء وتلك التي لا يجوز إدراجها وهذا أحد الأسباب وراء عدم شروع بلدية بوخارست في شراء خدمات إعادة صياغة سجل المساحات الخضراء وهي عملية ومعقدة لا تستطيع البلدية القيام بها بمفردها بالنظر لحجم العمل المطلوب لإعداده وكثرة المعلومات التي يجب الحصول عليها هي معلومات ضرورية مثل عدد الأشجار في بوخارست علما أنه يجب قيد جميع الأشجار في السجل . كما أن تعداد الأشجار يجب أن يجري مرتين في السنة في فترة الإنبات وأيضا خارج فترة الإنبات لذلك فهي عملية طويلة الأمد ومعقدة كما أسلفت .”


    خلاصة القول إنه لا بد من الإسراع في إقرار سجل المساحات الخضراء لا سيما وأن نصيب الفرد منها لا يزيد عن سبعة أمتار مربعة في بوخارست غير أن فيكتوريا كاراسافا تقول إن هذا الرقم لا يعكس الواقع : “سبعة أمتار مربعة هي تقديرات المفوضية الأوروبية التي صدرت قبل سنوات وقد يكون الوضع مختلفا ليكون نصيب الفرد أقل من ذلك بكثير . كما أن الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية لنصيب الفرد من اللمساحات الخضراء هو خمسون مترا مربعا .لكننا لا نعرف بالضبط كم هذا النصيب في الوقت الحالي وهذا أمر خطير للغاية. لذا فما نطالب به ليس إعادة صيغة السجل فسحب بل أيضا إقرار خطة عمل واضحة لتوسيع واستكمال المساحات الخضراء في بوخارست كما ينص عليه قانون المساحات الخضراء . كما أن السجل سيساعدنا كثيرا على تحديد الأراضي المتهالكة لكي نتمكن من تحويلها إلى حدائق عامة في المستقبل.”




    .




  • أولاد  رومانيا الحفاة

    أولاد رومانيا الحفاة

    أظهرت بيانات المكتب الأوروبي للإحصاء لعام 2023 أن رومانيا هي بلد الاتحاد الأوروبي الذي ارتفع فيه عدد الأطفال المعرضين لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي بنسبة صفر فاصلة أربعة بالمائة بين عامي 2020 و2021 ليصل إلى معدل واحد وأربعين بالمائة تليها إسبانيا حيث تبلغ نسبة الأطفال المعرضين لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي ثلاثة وثلاثين فاصلة أربعة بالمائة .. في الجانب المقابل نجد فنلندا والدنمرك بمعدل ثلاثة عشر بالمائة وأربعة عشر بالمائة على التوالي ..وفيما يتعلق برومانيا فإن الأمور أسوأ بكثير في المناطق الريفية مقارنة بالمناطق الحضرية. ففي عام 2021 تعرض ستة عشر بالمائة من أطفال المدن الكبيرة لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي في حين أن هذا المعدل بلغ ثلاثين فاصلة سبعة بالمائة في المدن الصغيرة وضواحي المدن الكبيرة ليصل إلى خمسين بالمائة في المناطق الريفية. كما تؤكد الإحصاءات أن الاطفال الرومانيين هم الأكثر تضررا من آثار ارتفاع التخضم بين الأطفال الأوروبيين لأن الأزمة الاقتصادية التي تلت جائحة كورونا أثرت على مستويات دخل أبائهم بشكل كبير . وهنا تدخل المنظمات غير الحكومية على الخط لمساعدة أولئك الأطفال .غابرييلا ألكسندريسكو الرئيسة التنفيذية لمنظمة “أنقذوا الأطفال” وهي المنظمة التي سخرت جهودها منذ ثلاثين عاما لمساعدة أطفال العائلات الضعيفة:”أولا يجب أن نقول إن الأطفال الرومانيين للأسف معرضون لخطر الفقر والإقصاء الاجتماعي بدليل أن طفلين من بين كل خمسة أطفال في رومانيا أي ما يعادل واحدا فاصلة أربعين بالمائة منهم معرضون لهذا الخطر في حين أن المعدل الأوروبي لا يزيد عن خمسة وعشرين بالمائة أي طفل من بين كل أربعة أطفال . فالدراسة الاستقصائية التي أجريناها في صفوف العائلات الضعيفة بينت أن ارتفاع تكاليف المعيشة أثرت عليها بشكل كبير لدرجة أن الغالبية الساحقة من الأسر الضعيفة أي حوالي خمسة وتسعين بالمائة منها تواجه صعوبات كبيرة في تغطية احتياجات أطفالها الأساسية من العلاج والغذاء والملابس .ففي العام الماضي اضطر سبعون بالمائة من الأسر الضعيفة إلى التخلي عن شراء الملابس والأحذية فيما خفضت أربعة وعشرون بالمائة من الأسر نفقات الغذاء وهذا أمر خطير للغاية لأن فقر الأسرة يحول دون مواصلة أبنائها الدراسة في نظام التعليم العام . فالطفل الذي يعيش تحت خط الفقر هو طفل يعاني من سوء التغذية وسوء الحالة الصحية وتتضاءل فرص تجاوز وضعه الصعب الناجم عن ضعف البيئة التي يعيش فيها . ولذا فنعتبر الوصول إلى التعليم أمرا بالغ الأهمية إلى جانب السياسات الاجتماعية المتكاملة . فعنوان الحملة التي تجريها منظمة “أنقذوا الأطفال” هو “الفقر يقضي على التعليم ” وينبع من قناعتها بأن المسوؤلية تقع على عاتقنا نحن لنحد قدر المستطاع من آثار الفقر على الأطفال”.


    حالة محزنة للغاية يمثلها الأطفال الذين هاجر أباؤهم للعمل سواء هاجر كلا الوالدين أو أحد الوالدين الذي وقد يكون الوالد الوحيد ليبقى الطفل في رعاية أجداده أو غيرهم من أفراد الأسرة الموسعة . وقد تدخلت منظمة “أنقذوا الأطفال” لمساعدة عشرات الآلاف من الأطفال المنفصلين عن أبائهم اعتبارا منها أن أوضاع أولائك الأطفال تمثل في الواقع كارثة اجتماعية صامتة لها تداعيات خطيرة على المدى البعيد بحسب الرئيسة التنفيذية للمنظمة غابرييلا ألكسندريسكو:”كما هو معروف فقد هاجر أكثر من خمسة ملايين من الرومانيين إلى غرب أوروبا للعمل سواء لفترة طويلة أو لمدة محدودة من الوقت . وتشير إحصاءات عام 2023 إلى أن أكثر من نصف مليون طفل كان أحد والديهم على الأقل قد هاجر للعمل وأن نحو مليون طفل في رومانيا تضرر جراء هجرة أحد الوالدين أو كليهما. إنه وضع خطير للغاية لأن رحيل الوالدين يمثل صدمة لمعظم أولئك الأطفال ربما هي الأشد في حياتهم على الإطلاق وتنشأ منها هشاشة نفسية تجعلهم أكثر عرضة للتسرب المدرسي والإصابة باضطرابات عاطفية وسلوكية. إنها حقيقة نلمسها في عملنا يوميا. لذا فمن الأهمية بمكان أن نعالج هذا الجانب لأن التوازن النفسي للطفل مختل بسبب رحيل والديه . فالعديد من أولئك الأطفال يعانون من القلق والاكتئاب ويشعورون بالوحدة والعزلة فضلا عن اضطرابات النوم والأكل التي تؤدي إلى زيادة الوزن . يتوجب علينا أن ننتبه إلى جميع هذه النواحي في عملها مع الأطفال الذين هاجر كلا والديهم أو أحدهما فقط لانهم معرضون أكثر من غيرهم لخطر التخلف في الدراسة والتورط في أعمال عنف ضد زملائهم والتغيب عن المدرسة وحتى التسرب المدرسي فرحيل الأباء يشكل صدمة كبيرة يستشعرها كل على طريقته الخاصة لذا فيتوجب علينا أن نكون بجانبهم دائما وأن نقدم لهم الدعم المالي والتعليمي وأهم من هذا كله أن نقدم لهم الدعم العاطفي والمساعدة على تجاوز هذه الفترة الصعبة من حياتهم.”


    قامت منظمة “أنقذوا الاطفال ” بتكثيف البرامج المخصصة للأطفال الذين يعيشون في بيئات ضعيفة:”في عام 2023 أولت منظمة “أنقذوا الأطفال” أهمية كبيرة لتكثيف برامج منع التسرب المدرسي وإعادة الإدماج في نظام التعليم العام بالإضافة إلى برامج الدعم الاجتماعي والتربوي للأطفال الذين يعانون من الفقر الحاد . ففي إطار تلك البرامج عملنا مع أكثر من اثنين وأربعين ألف طفل كما قدمنا ​​خدمات مباشرة لاثني عشر ألف طفل عبر برامج مختلفة مثل “رياض الأطفال” والمدرسة الصيفية ” و”المدرسة ما بعد المدرسة” إلى جانب برنامج “الفرصة الثانية” . كما قدمنا الدعم التعليمي والاجتماعي لمواصلة الدراسة فيما استفاد عشرة آلاف طفل من تحسين الخدمات التعليمية إثر ضم مئتين وخمسين مدرسا إلى دورات تدريب مكثفة . من جانب آخر قمنا بتجهيز مدارس بالمعدات والمواد اللازمة للتدريس . وقد استفاد من تلك البرامج عشرون ألف طفل . وفي الماضي شاركت منظمة “أنقذوا الأطفال” بشكل فاعل في برماج منع التسرب المدرسي وتحسين الأداء المدرسي . وقبل عام 2023 ساعدنا حوالي مائة وخمسين ألف طفل على الذهاب إلى المدرسة مجددا وقدمنا لهم حصصا دراسية إضافية فضلا عن الدعم المادي لأسرهم من أجل تحسين أحوالها المعيشية وجعلها ملائمة للتعلم . لقد استثمرنا الكثير في مساعدة الأطفال الذين لم يذهبوا إلى المدرسة أو تركوا المدرسة على تعويض الفاقد التعليمي ثم ساعدناهم على الاندماج في النظام التعليمي مجددا ونحن مصصمون على مواصلة العمل في هذا الاتجاه قناعة منها بأنه بلا تعليم يكون مستقبل الأطفال غامضا للغاية .”

  • مجموعات مدنية  من أجل الحفاظ  على   المساحات الخضراء في بوخارست

    مجموعات مدنية من أجل الحفاظ على المساحات الخضراء في بوخارست

    متنزه تيتان الواقع في الحي الذي يحمل نفس الاسم ببوخارست تبلغ مساحته خمسة وثمانين هكتارا وتتوسطه بحيرة اصطناعية ويعد من بين أكبر الحدائق العامة في العاصمة . فالمتمزه كان يعرف في الحقبة الشيوعية بحديقة مصنع المعدات البصرية لوقوعه على مقربة من المنشأة وهو اليوم أحد الأماكن المفضلة لدى سكان بوخارست للتنزه وقضاء أوقات الفراغ في الهواء الطلق . هواء لم يسلم للأسف من التلوث المتفاقم الذي يعاني منه سكان العاصمة منذ سنوات طويلة . علاوة على ذاك أعيدت رقعة بمساحة اثني عشر هكتارا من أرض المتنزه إلى مالكها السابق عام 2005 بموجب حكم قضائي مثير للجدل صدر في إطار عمليات إعادة العقارات التي صادرتها أو أممتها السلطات الشيوعية إلى ملاكها السابقين . وبمجرد انتقالها إلى الملكية الخاصة تعرضت تلك الرقعة للتدميرو التخريب وأضرمت فيها النيران مرارت ومرارت حيث عد سكان الحي ما لا يقل عن اثني عشر حريقا في حديقة تيتان أتت على الأخضر واليابس وحولت مساحاتها الخضراء إلى أرض جرداء .الأمر الذي دفع سكان الحي إلى تشكيل مجموعة أطلقوا عليها “مجموعة المبادرة من أجل حديثة تيتان العامة”. أليكس إيكودين العضو في مجموعة المبادرة المدينة نلديه التفاصيل:


    “كنا نسكن حيا أخضر فيه حديقة تيتان الجميلة بممراتها وأزقتها وملاعبها. ولكن من سنة لأخرى تتقلص مساحاتها الخضراء أكثر فأكثر حتى باتت مهددة بالاختفاء . فأشجار المتنزه تتعرض للتسميم والإحراق بينما تعاد أجزاء من أرضه إلى أشخاص طبيعيين بمقتضى سندات مشكوك فيها نعمل حاليا على إثبات عدم شرعيتها وإبطال أثرها . وفي غضون ذلك تجف الأشجار وتسقط بسبب التسميم وكأن مرور الوقت وسوء الأحوال الجوية لم تكن كافية بحد ذاتها لإلحاق الأضرار بها . لقد أضرموا النار في الأشجار والنباتات وفي كل مرة اتصلنا برجال الإطفاء وطلبنا مساعدتهم لإخماد الحرائق . هل لكم أن تتخيلوا حرائق أشجار ونباتات تمتد على مساحة مئات الأمتار المربعة وسط العمارات السكنية .. فالهدف وراء تدمير الحديقة هو تحويلها إلى صحراء لا تصلح للتنزه واللعب ثم تحويلها إلى أرض تصلح لإنشاء مساكن ومكاتب عبر تدابير وتدخلات غير شرعية . فالحديقة التي استمتعنا بالتنزه فيها ونتمنى أن يستمتع بها أطفالنا وأحفادها ستصبح أثارا بعد عين إذا استمرت الأمور على هذا النحو ”


    بعد احتجاجات المجموعة قامت السلطات ببعض الخطوات الخجولة دون أن تحقق نتائج تذكر. على سبيل المثال حاولت البلدية استعادة رقعة الأرض المعادة من مالكها الحالي لكنها لم تفلح . أما المساعي التي يقوم بها سكان الحي فيقول أليكس إيكودين :


    ” نحاول مساعدة سكان الحي على استعادة رقعة الأرض المتنازع عليها لكن الأمر معقد للغاية بسبب وجود أحكام قضائية سابقة لصالح المالك الحالي وليس لصالح البلدية . هذا بالإضافة إلى وجود مصالح متضاربة عديدة بشأنها حيث يريد بعض الأشخاص تحقيق أرباح من وراء بناء مساكن ومكاتب فيها. ولكن في المقابل تمكننا من حشد المواطنين للمشاركة في وقفة احتجاجية في الربيع الماضي عبروا فيها عن رفضهم لحرمانهم من تلك المساحة الخضراء.”


    في الخريف الماضي وبعد سنوات طويلة من الاحتجاجات حققت المجموعة انتصارا رمزيا حيث فرضت بلدية العاصمة غرامة قياسية قدرها خمسة وثلاثون مليون يورو بتهمة تدمير مساحات خضراء. مبلغ مدهش فعلا ولكن هل يستطيع أحد دفعه ؟ المالكة الحالية لرقعة الأرض المتنازع عليها التي استعادتها ودمرتها هي متقاعدة ثمانينية يعتقد أعضاء المجموعة أن وراءها رجال أعمال ومصالح معينة . لنتسمع إلى كريستيان نياغوي :


    “هذه الغرامة هي في الواقع رسالة هامة يطلقها عمدة بوخارست ومفادها أن الأمور لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه . إنها غرامة قياسية فرضت إثر إدراج الإبادة البيئية في قائمة المخالفات والجرائم التي قد يتركبها المطورون العقاريون . لسوء الحظ فإن الغرامة جاءت متأخرة بعد تسميم الأشجار وإزالتها وقد سيستغرق الأمر عشرات السنين حتى تعود النباتات إلى الحياة مرة أخرى كما يحتاج إلى الجهد والمال أيضا لأن المساحات الخضراء تلك مدمرة بشكل كلي . ليس لدينا الكثير من الوقت لإعادة تأهيل تلك المساحة وسائر المساحات الخضراء في بوخارست لأن الطقس بات أكثر دفئا على مدار العام والمدن باتت أشبه بالجزر الحرارية. لذا فإن الحاجة إلى مساحات خضراء باتت ملحة في بوخارست خاصة وأن الإحصاءات الرسمية تظهر أن نصيب الفرد من المساحات الخضراء يقل عن سبعة اتمار مربعة في حين أن منظمة الصحة العالمية توصي بألا يقل عن خمسين مترا مربعا.”


    في غضون ذلك طعنت مالكة رقعة الأرض المتنازع عليها في حكم تغريمها ما يعني مقاضاة جديدة ستستمر أثناءها مضايقة سكان الحي وأعضاء مجموعة المبادرة من أجل حديقة تيتان العامة فضلا عن ممارسة مختلف التيكيتات لردعهم .لكن أعضاء المجموعة يؤكدوِن اعتزامهم مواصلة العمل من أجل حقهم المشروع في العيش في حي نظيف ينعمون به بهواء نقي ويستمتعون بمساحات خضراء جميلة .














  • مشروع “مواطنون فاعلون من أجل جودة الخدمات العامة “

    استمر في عام 2023 تنفيذ مشروع “مواطنون فاعلون من أجل جودة الخدمات العامة ” هو مشروع تشرف عليه المؤسسة الأكاديمية الرومانية ووصل هذا العام إلى دورته الثانية .المشروع يسمح للمواطنين خاصة الشباب منهم بطرح أسلئة على مؤسسات الدولة حول القضايا التي تهمهم . وقد أدرجت استنتاجات دورة هذا العام للمشورع في تقرير صدر مؤخرا في بوخارست . ولكن قبل الخوض في التفاصيل يجب توضيح أن المشروع يتكون من شقين : الشق الأول يتعلق بمراقبة كيفية إدارة خدمات التعليم وجمع النفايات والنقل العام من قبل سلطات الإدارة المحلية في ثماني مدن . أما الشق الثاني فهو عبارة عن خدمات مناصرة يقدمها ثمانون متطوعا معظمهم من الشباب يلتقون بالمواطنين ويتعرفون على شكاواهم تجاه سلطات الإدارة المحلية ويطلعونهم على النصوص القانونية التي يمكن أن تساعدهم على حل المشاكل . عودة إلى التقرير الذي صدر لدى انتهاء دورة عام 2023 للمشروع والذي يؤكد على تحقيق تقدم في إدارة النفايات والتعليم والنقل العام مقارنة بعام 2022 لكنه يبرز أيضا نقاط ضعف عديدة في المناطق التي نفذ فيها المشروع وهي ألبا يوليا وباكاو وبايا ماري وكونستانتزا وديفا وجورجيو ورامينيكو فالاتشا بالإضافة إلى القطاع الأول للعاصمة بوخارست . فبينما تحسنت الدرجات الممنوحة لإدارة النفايات والنقل العام تراجعت درجات التعليم إذ كانت طريقة توزيع المنح الدراسية واحدة من النواحي السلبية المشار عليها في التقرير .أما فيما يتعلق بالنفايات فقد لخصت أندريا بيتروتش منسقة المشروع استنتاجات التقرير :


    ” لقد أحرز تقدم في إدارة النفايات وإن لم يكن بالتقدم اللافت ولكن في بعض الحالات لوحظت تغييرات هامة .وهنا أود ذكر أن بعضا من موظفي الإدارة المحلية للقطاع الأول للعاصمة – على سبيل المثال – يعمل كل ما بوسعه لتلبية طلباتنا ويحاول إيجاد أفضل الحلول لها . فإذا كانت الدرجات التي حصل عليها موظفو الإدارة المحلية منخفضة نسبيا في الدورة السابقة إلا أنها تحسنت بكشل كبير وزادت عشر نقاط عما كانت عليه في العام الماضي . من جانب آخر لم نلاحظ تغييرات لافتة في إدارة النفايات في مدينة ألبا يوليا ومدن أخرى . خلاصة القول إن الأمور تحسنت إلى حد ما ولكن التقدم المحرز ليس كافيا لإحداث تحسين ملموس لإدارة خدمات النفايات في تلك المناطق . شيء آخر مهم أنه توجد مراكز لجمع النفايات كبيرة الحجم مثل نفايات البناء والنفايات الكهربائية والإلكترونية وهي مراكز يعمل فيها متطوعون . كما أن المدن المدرجة في المشروع تقيم حملات توعية وتثقيف. فبلدية مدينة باكاو على سبيل المثال قامت بإنشاء تطبيق إلكتروني للمواطنين استخدامه لإبلاغ البلدية بالمشاكل التي يواجهونها بشكل أسرع وأسهل. نواح أخرى سبلية لاحظناها أثناء تنفيذ المشروع تتعلق بإخفاق السلطات المحلية في جميع المدن آنفة الذكر في تنفيذ برنامج جمع النفايات الانتقائي.”



    لا توجد بيانات كافية حول إعادة تدوير النفايات والجمع الانتقائي ما يضع رومانيا في أسفل قائمة بلدان الاتحاد الأوربي فيما يتعلق بحمائة البيئة . أندريا بيتروتس تشرح : “ما أريد توضيحه هو أن الشفافية معدومة في هذا المجال . فإذا أردت معرفة كمية النفايات المعاد تدويرها في محافظة ما لن تجد أي بيانات من هذا القبيل لمجرد أن هذه المعلومات ليست منشورة في أي مكان وهذا أمر مؤسف لأنه يتعلق بمعلومات ذات اهتمام عام يجب أن تكون متاحة لأي مواطن يريد معرفة هذه التفاصيل وليس فقط الباحثون من أمثالي أنا وزملائي . فهذه المعلومات يجب أن توفرها الشركات المختصة على مواقعها الإلكترونية لا سيما وأن القانون ينص بصريح العبارة على ضرورة وجود مثل هذه المواقع في جميع المدن من أجل إطلاع المواطنين على تواقيت جمع النفايات أو على طرق الجمع الانتقائي . فإنشاء موقع على الإنترنت يمثل خطوة لا بد منها لتدارك الوضع ولكن في غياب العقوبات الواضحة لحالات انتهاك القانون فمن المحتمل أن تستمر الجهات المعنية في تجاهل الأمر “.



    أما فيما يتعلق بخدمات النقل العام فقد ركز المشروع على مدى سهولة الوصول إلى وسائل النقل ومدى ربط المواقف ببعضها البعض ومدى الالتزام بتواقيت الرحلات بما في ذلك مواعيد وصول الحافلات إلى المواقف فضلا عن النظافة والتسهيلات المقدمة للفئات الضعيفة. قد حصلت العاصمة بوخارست على أعلى الدرجات لامتلاكها شبكة نقل عام متطورة جدا بالنظر إلى أبعاد المدينة. وقد اتخذت في العاصمة في الفترة الأخيرة تدابير لضمان سلاسة المرور ومراقبة مدى التزام وسائل النقل بتواقيت الرحلات بمساعدة التطبيقات الإلكترونية .



    ومع ذلك لا يزال رضا المواطنين عن خدمات النقل العام متدنيا للغاية ما يدفع العديد منهم لاستخدام سيارتهم الخاصة بدلا من وسائل النقل العام التي لا تلبي في نظرهم معايير أساسية وخاصة مدة الانتظار في المواقف والنظافة. أندرا ميتاك منسقة مشروع “مواطنون فاعلون من أجل جودة الخدمات العامة”: “أسباب عدم رضى المواطنين عن وسائل النقل العام هي انعدام النظافة وعدم الالتزام بتواقيت الرحلات ومواعيد الوصول إلى المواقف وعدم عرض التواقيت والمواعيد في المواقف . معنى ذلك أن أشياء بسيطة كهذه غالبا ما نظن أنها لا تؤثر علينا قد تبين أنها تؤثر على المواطنين بشكل كبير في واقع الأمر.”


    التدابير البسيطة يمكن أن تساهم في تحسين جودة خدمة ما بشكل ملحوظ .. وأما غيابها التدابير أوتأخر في اتخاذها بشكل غير مبرر اللازم فهو ما دفع الشباب وليس الشباب فقط لمراقبة أداء مسؤولي الإدارة المحلية بكافة الوسائل المتاحة ومن بينها مشروع “مواطنون فاعلون من أجل جودة الخدمات العامة ” وسائر البرامج المماثلة التي تديرها المؤسسة الأكاديمية الرومانية .




    .





  • أشجار عيد  الميلاد  من أجل الأطفال

    أشجار عيد الميلاد من أجل الأطفال

    مبيعات قياسية في المزاد العلني الذي نظمته منظمة “أنقذوا الأطفال “غير الحكومية في الثامن من شهر ديسمبر كانون الأول الجاري بمناسبة مهجران ” أشجار عيد الميلاد ” حيث عرضت للبيع اثنتين وعشرين سجرة صنوبر مزينة من قبل فنانين تشكيليين ومصصمين رومانيين مشاهير . فقد حصلت الجعمية من بيع تلك الأشجار على ما يعادل مليون يورو وهو حقا مبلغ قياسي يدل على كرم ممثلي الشركات والمنشآت الكبرى والمقاولين الناجحين الذين شاركوا في المزاد من أجل مساعدة أطفال العائلات الضعيفة الذين يواجهون خطر الفقر والإقصاء الاجتماعي.. المزاد العلني الذي أقيم بالتعاون مع المتحف الوطني للفن تحول كما جرت عليه العادة على مدى دوراته العشرين السابقة إلى مهرجان للخير والعطاء . جورجي رومان مدير البرامج في منظمة “أنقذوا الأطفال ” :يعد مهرجان “أشجار عيد الميلاد” مناسبة اجتماعية متميزة تحظى باهتمام كبير من قبل كبريات الشركات وأبرز المقاولين وكل من يملكون الإمكانات ويرغبون في المساهمة في دعم البرامج المخصصة للأطفال . في كل دورة يقوم فنانون ومصممون مشاهير بتزيين ما بين عشرين وخمس وعشرين شجرة صنوبر من أجل عرضها على الجمهور لمدة أسبوع في الأماكن التي نقيم فيها المزادات . في بعض الأحيان نظمنا المزادات في فنادق كبرى وفي أحيان أخرى نظمانها في قصر البرلمان ومنذ بضع سنوات نقوم بتنظيمها في المتحف الوطني للفن. “


    من بين الشخصيات التي أصبحت أسماؤها مرادفات للكرم والجود ذكر جورجي رومان :”أود أن أخص بالذكر السيدة دوينا ليفينتزا الفنانة ومصممة الأزياء المتميزة التي قدمت لنا في كل دورة منذ عام 2001 وحتى الآن أشجار صنوبر مزينة بشكل رائع . أعتقد أن المبالغ التي تم جمعها من بيع الأشجار التي قامت هذه الفنانة الكبيرة بتزيينها هي الأعلى على الإطلاق . كذلك أود ذكر الرياضيين الذين شاركوا في المزادات العنلية ومن بينهم لاعبو التنس هوريا تيكو وإيلي ناستاسي وإيون تسرياك ولاعبة الجمباز ناديا كومانيتشي التي أعتقد أنها شاركت في نسختين للمهرجان أو ثلاث نسخ بالإضافة إلى الرياضية غابرييلا سابو ولاعبة التنس سيمونا هاليب. أما النجوم التلفزيونية فأود ذكر أندريا إيسكا وأندريا رايكو اللتين توليتا تنظيم المزاد منذ عدة سنوات بالإضافة إلى مغني البوب سمايلي والثنائي كاتالين وأندرا ماروتسا . في الدورات الأولى للمزاد العلني شارك أيضا سفير المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية والسفير السويدي “.


    كل شجرة صنوبة معروضة للبيع فريدة من نوعها من حيث الشكل والزينة . ففي دورة هذا العام بيعت شجرتان اثنتان فقط مقابل مائة وأربعين ألف يورو للكل . أما قيمة المبيعات منذ تأسيس المهرجان وحتى الآن فتزيد على تسعة ملايين يورو . هل هذا المبلغ كبير ؟ أم على العكس هو أصغر من أن يلبي الاحتياجات الحالية؟ جورجي رومان لديه الإجابة : “يمكننا القول بإنه مبلغ مفيد يسمح لنا بمضاعفة الأنشطة التي نقوم بها في العديد من المجتمعات المحلية ونحن نعلم أن عدد تلك الأنشطة يتوقف على الأموال التي نجمعها . هناك برامج لا بد من مواصلتها على المدى البعيد وتحتاج إلى مبالغ تتراوح ما بين ثلاثمائة وأربعامئة ألف يوروعلى المستوى الوطني. ولكن النتائج هي أيضا استثنائية بالنظر إلى المشاكل والصعوبات التي يواجهها التعليم في المناطق الريفية. ونحن نعلم أن تقييم نتائج الطلاب الرومانيين في اختبارات “بيسا ” قبل أيام قليلة أظهرت الفجوة الكبيرة بين نتائج أطفال العائلات الضعيفة المعرضة لخطر الفقر وأطفال العائلات الميسورة وهي فجوة تعادل فارق ثلاث سنوات من الدراسة بين الفئتين . لذا فإن برماجنا موجهة إلى البيئات الاجتماعية الضعيفة على وجه خاص “.


    بمرور الوقت تحولت مهرجانات “أشجار عيد الميلاد” إلى فرص تعليمية حقيقية لأكثر من مائتي ألف طفل. فما هي البرامج التي توفر مثل هذه الفرص ؟ جورجي رومان لديه الفاصيل : “البرامج التعليمية وخاصة برنامج “الفرصة الثانية ” المخصص للأطفال الذين تركوا المدرسة منذ سنوات ولا يمكن إعادة إدماجهم في النظام التعليمي النهاري ويحتاجون بالتالي إلى دورات تعليم خاصة… أو برنماج “المدرسة مابعد المدرسة” الذي يتضمن إلى جانب الحصص الدراسية وجبة طعام ساخنة يومية وهو برنامج ساعد نحو مائة وخمسين ألف طفل اقتصاديا واجتماعيا بحيث إعيد إدماجهم في النظام التعليمي أو قمنا بضمهم إلى فعالياتنا الهادفة إلى منع التسرب المدرسي. هناك أيضا برامج خاصة بالمرحلة ما قبل المدرسة ومن بينها برنامج “رياض الأطفال الصيفية” الذي يقام في أفقر المجتمعات المحلية التي لا توجد فيها رياض أطفال إطلاقا وهو برنامج بالغ الأهمية لأنه يعد الأطفال الصغار لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر للالتحاق بالمدرسة . وهنا يجدر ذكر أن الدراسات أظهرت أن سبب التسرب المدرسي في المرحلة الابتدائية هو غياب الإعداد المناسب للأطفال في السنوات ما قبل المدرسة ولهذا السبب نعتبر برنامج “رياض الأطفال الصيفية ” أولوية لنا . وقد استفاد منه حتى الآن عشرة آلاف طفل يعيشون في قرى معزولة”.


    الإضافة إلى ذلك تم تجهيز أكثر من مائة مكتبة مدرسية بعشرات الآلاف من الكتب كما تم ترميم وتحديث قاعات الدرس وحصل عشرات الآلاف من الأطفال على مستلزمات مدرسية. وقد أظهرت الدراسات أن خطر الفقر والإقصاء الاجتماعي أكبر في المناطق الريفية منه في المدن فيما أشار تقرير برنامج “بيسا” الدولي لتقييم اِلطلاب والذي نشرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مؤخرا إلى أن الفجوة ستتعمق بين المناطق المتضررة من الفقر البنيوي وسائر المناطق ما لم يخصص المزيد من الأموال للتعليم: “رومانيا هي الدولة التي تخصص أدنى نسبة من الناتج القوميللتعليم لذا فإن زيادة تدريجية للاسثمار في نظام التعليم هي السبيل الوحيد إلى اللحاق بركب البلدان الأوروبية الأخرى .. ففي الوقت الحالي تخصص رومانيا لقطاع التعليم حوالي ثلاثة فاصلة اثنين بالمائة من الناتج القومي في حين أن المعدل الأوروبي يبلغ خمسة بالمائىة ..معنى ذلك أنه يتوجب علينا تعويض هذا التأثر لكي نتمكن من تحقيق العدالة في نظام التعليم بحيث تكون مدارس القرى مماثلة تماما لمدارس المدن .. فلا يجب ان نحكم على أي طفل بأن يعيش في فقر وجهل لمجرد أنه ولد في منطقة ريفية “.

  • أعياد  سعيدة أم  أعياد  كئيبة؟

    أعياد سعيدة أم أعياد كئيبة؟

    خمسة بالمائة من سكان العالم يعانون من الاكتئاب وهذه النسبة قد تكون أعلى مما تظهره الإحصاءات . ذلك أن هذه الحالة غير مشخصة بشكل رسمي لدى آخرن كثيرين بحسب ما جاء في مقال نشرته مجلة “فوربز” الأمريكية قدمت فيه بيانات أخرى لافتة حول هذا المرض النفسي الصامت والخطير للغاية . فقد أوضحت المجلة أن الاكتئاف يصيب سكان العالم بشكل غير متناسب بحيث تكون النساء وذوو البشرة السمراء فضلا عن شعوب أمريكا اللاتينية أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بغيرهم من الفئات السكانية . مئتان وثمانون مليونا من سكان العالم يعانون من الاكتئاب وهو مرض يعتبره بعض الدراسات مرضا وراثيا .. فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أن الأشخاص الذين يعاني أقاربهم من الاكتئاب يزيد خطر إصابتهم بنفس المرض ثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم .. كذلك يبدو أن النساء أكثر عرضة للأكتئاب مقارنة بالرجال بسبب حجم الواجبات التي تقع على عاتقهن من الأعمال المنزلية وتربية الأطفال والاعتناء بالمسنين بالإضافة إلى مسيرتهن المهنية والتي لا تترك لهن ما فيه كفاية من الوقت للراحة والاعتناء بأنفسهن ..شيء آخر مثير للقلق هو انخفاض عمر الإصابة بأولى نوبات الاكتئاب إلى اثني عشر عاما ..


    موسم الأعياد الذي يترافق عادة مع ضغط اجتماعي متزايد يمكن أن يتسبب في انهيار عصبي حتى لدى أقوى الأشخاص . تحدثنا عن الاكتئاب الموسمي مع المعالجة النفسية أدينا كينا بيرتا فقالت :”اكتئاب عطلة نهاية السنة أو ما يسمى “اكتئاب أالعياد ” هو اضطراب للمزاج يمكن أن يصيب أي شخص في مرحلة ما من حياته وتتمثل أعراضه في الشعور بالحزن وعدم الرضى خاصة قبيل حلول عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة وكذلك بعد انتهاء موسم الإعياد . أعراض الاكتئاب الرئيسية إلى جانب الشعور بالحزن هي القلق والتوتر والشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية. أما الأسباب فمتنوعة وتشمل الضغط النفسي المرتبط بالاستعدادات لعيد الميلاد فضلا عن الضغط الاجتماعي المرتبط بالمناسبات الاجتماعية والعائلية وما أكثرها في موسم الأعياد . ومن بين أسباب الاكتئاب الموسمي أيضا الوحدة والذكريات الحزينة عن أحداث موجعة وقعت في موسم الإعياد. فما الذي يمكننا القيام به لتجنب اكتئاب الأعياد ؟ يمكننا أن نبدأ بتحديد أهداف واقعية لكي لا نقع في مصيدة التوقعات المبالغ فيها لأن الأعياد المثالية غير موجودة في الحقيقة والواقع ليس مثلما تصوره أفلام عيد الميلاد . على سبيل المثال إذا كان شراء مستلزمات العيد والهدايا من الأمور التي قد تثقل كاهلنا في هذه الفترة من السنة فبإمكاننا التخطيط لها بعناية مع تحديد ميزانية للمشتريات والالتزام بها فضلا عن وضع جدول زمني دقيق للأعمال التي يتوجب علينا القيام بها بما فيها المشتريات . أمر آخر يساعدنا على تجنب اكتئاب الأعياد هو المشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية لأن ذلك قد يشعرنا بالسعادة والارتياح ويساعدنا على إضفاء مغزى إنساني أعمق على موسم الأعياد . كما علينا أن نخصص وقتا للعناية بأنفسنا وأن نتبع نمط حياة صحيا في موسم الأعياد بتناول الأطعمة الصحية وتخصيص وقت كاف للراحة وممارسة الرياضة .. فالنشاط البدني المنتظم يمكن أن يحسن مزاجنا لأنه يساعد على إفراز هرمون الإندورفين في الجسم “.


    لماذا يصاب بعضنا بالاكتئاب في موسم يفترض أن يكون موسما للبهجة والاسترخاء وكيف يمكننا التمييز بين الاكتئاب الموسمي في فترة الإعياد والاكتئاف الحقيقي؟ :” الاكتئاب الموسمي يختلف عن الاكتئاب الحقيقي فالأخير يعرف أيضا بالاكتئاب الشديد وهو مرض عقلي أكثر خطورة يتميز باستمرار أعراض معينة لفترة طويلة ومن بينها الشعور بالحزن والكآبة إضافة إلى فقدان الاهتمام بالأعمال والأنشطة المعتادة والتغيرات في الوزن والنوم فضلا عن الإرهاق وصعوبة التركيز وحتى الأفكار الانتحارية. الاكتئاب الحقيقي لا يتأثر بالعوامل الموسمية كالأحوال الجوية على سبيل المثال ويصيب الفرد في أي وقت من السنة. ولكن ظهور هذه الأعراض عليك أو على أحد أقاربك في موسم الأعياد يجب أن يؤخذ على محمل الجد ولا بد من طلب المساعدة من أحد أخصائي الصحة العقلية كطبيب الأمراض النفسية أو العقلية للحصول على الدعم والعلاج المناسب. ليس مستبعدا أن يصاب بعض الأشخاص ببعض من أعراض الاكتئاب في موسم الأعياد وإن كانوا لا يعانون من الاكتئاب أصلا ذلك أن الاستعدادات للمناسبات العائلية والاجتماعية العديدة تضع ضعظا إضافيا عليهم أو تذكرهم بأحداث حزينة في حياتهم أوتشعرهم بالوحدة ما يمكن أن يؤدي إلى ظهور علامات الاكتائب لدى البعض أو تفاقم الأعراض إن وجدت إصلا لدى البعض الآخر . وكما قلت آنفا فإن علامات اكتئاب الأعياد يمكن أن تظهر حتى على الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب الحقيقي .لذا فمن الضروري أن نفرق بين الشعور بالانزعاج وعدم الرضى بشكل مؤقت في موسم الأعياد والاكتئاب الحقيقي الذي يقتضي استشارة الطبيب والحصول على العلاج المناسب.”


    ما الذي يمكننا القيام به لتحسين مزاجنا في موسم الأعياد؟ : “إذا كنت تعاني من الاكتئاب الموسمي إليك بعض النصائح التي قد تساعدك. احترم احتياجاتك العاطفية واستمع إلى جسدك وعقلك. إذا كنت تشعر بالحاجة إلى الراحة أو لبعض الوقت لنفسك فامنح نفسك ذلك الوقت دون أن تشعر بالذنب.. ثم خطط لأنشطة خارج المنزل حتى في الأيام الباردة أو خاصة في الأيام الباردة لأن قضاء الوقت في الخارج يمكن أن يحسن مزاجك بشكل كبير فاستمتع بالضوء الطبيعي قدر المستطاع .”


    “اتتع روتينا يوميا منتظما يتضمن ساعات النوم الكافية والطعام الصحي وممارسة الرياضة. تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة. النشاط البدني المنتظم يمكن أن يساعد على إفراز هرمون الإندورفين الذي يحسن المزاج. التواصل أيضا مهم للغاية فحدث الأصدقاء وأفراد العائلة عن مشاعرك لأن مشاركة الأفكار يمكن أن تساعدك على الحصول على الراحة النفسية والدعم. إبق على تواصل مع الأشخاص الذين تحبهم بشكل مباشر أو عبر الإنترنت. قم بإعداد قائمة بالأنشطة التي تسعدك كالقراءة والاستماع إلى الموسيقى والطبخ والرقص وحاول ضم تلك الأنشطة إلى برنامجك اليومي . أما إذا انتابتك الأفكار السلبية فعليك أن تستخدم تقنيات التفكير الإيجابي أو تقنيات اليقظة الذهنية التي تساعد على التغلب على الأفكار السوداء . ولكن إذا استمرت الأعراض لمدة أطول أو تفاقمت فعليك استشارة أخصائي الصحة العقلية للحصول على الدعم والمساعدة على إدارة الاكتئاب الموسمي.”


  • الاستهلاك  الثفافي في رومانيا  بعد  جائحة  كورونا

    الاستهلاك الثفافي في رومانيا بعد جائحة كورونا

    يصادف عام 2023 الذكرى الثامنة عشرة لتأسيس بارومتر الاستهلاك الثقافي في رومانيا وهو دراسة استقصائية يجريها مرة في سنة المعهد الوطني للبحث والتكوين الثقافي وألغيت في فترة جائحة كورونا بسبب إغلاق معظم المؤسسات والمعاهد بما فيها المؤسسات الثقافية ما كان ليجعل نتائج أي دراسة من نوعها غير دقيقة .أحدث دراسة حول الاستهلاك الثقافي تخص عام 2022 وأجريت في العام الجاري لتبرز التأخر في تعويض التراجع المسجل في حضور الفعاليات والأنطشة الثقافية أثناء الجائحة أي ما بين عامي 2020 و2021 . كما تظهر الدراسة فوارق كبيرة بين حجم تلك الفعاليات في عام 2019 قبل الجائحة مقارنة بما بعدها .على سبيل المثال أكبر تراجع للاستهلاك الثقافي العام سجل في حضور العروض المسرحية من تسعة وعشرين بالمائة في 2019 إلى عشرين بالمائة في 2022 وأيضا في مشاهدة الأفلام في دور السينما من خمسة وثلاثين بالمائة عام 2019 إلى ستة وعشرين بالمائة في عام 2022 في حين أن الإقبال على زيارة المتاحف والمعارض بما فيها المعارض الفنية تراجع من ثمانية وثلاثين بالمائة في عام 2019 إلى ثلاثين بالمائة عام 2022. وفي المقابل كانت زيارة المعالم التاريخية أو المواقع الأثرية مرة واحدة في سنة على الأقل النشاط الثقافي الوحيد الذي سجل زيادة للإقبال عليه وبمقادر أربعة عشر بالمائة .. كارمن كرويتورو المديرة العامة في المعهد الوطني للبحث والتكوين الثقافي :


    “لاحظنا أن الاتجاهات السابقة فيما يتعلق بالاستهلاك الثقافي لم تتغير فنتائج الدراسة تظهر أن وضع الاستهلاك الثقافي أفضل اليوم مما كان عليه في عام 2021 بل يمكننا القول بأنه في تحسن بيد أننا لم نعد بعد إلى مستوى الاستهلاك الثقافي لعام 2019. ومن الواضح أن الاتجاه إلى الإنترنت في تزايد وكذلك تفضيل الفضاء المنزلي على الأماكن العامة إذ إن الذين تعودوا على استهلاك الثقافة في المنزل لن يتخلوا عن هذه العادة لأنها مريحة للغاية ولا تقتضي الذهاب إلى مكان عام قد يكون بعيدا شيئا ما عن المنزل . ومع ذلك فمن دواعي السرور أن نلاحظ أن الشباب ما بين الثمانة عشرة والخامسة والثلاثين من العمر يخرجون أكثر لحضور الفعاليات الثقافية مقارنة بالفئات العمرية الآخرى لأنهم يحتاجون أيضا إلى التواصل الاجتماعي وهو ما ليس متوفرا في المنزل . جل البيانات المتعلقة بالاستهلاك الثقافي في تراجع كبير للأسف ولكن من دواعي السرور أيضا أن الإقبال على زيارة المواقع التراثية في تنام مما يعني أن التراث يكتسب أهمية ومكانة في قلوب الناس .”



    ارتفاع حجم استهلاك المنتجات الثقافية عبر الإنترنت مابين عامي2019 و 2022 لم يقتصر على مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى الموسيقى على منصات البث الرقمية بل شمل أيضا القراءة وشراء الكتب عبر الإنترنت على الرغم من أن إقبال الرومانيين على القراءة منخفض للغاية بصورة عامة . فقد أظهر تقرير صدر عن المعهد الوطني للإحصاء في الخريف الماضي أن أكثر من نصف الرومانيين لم يقرؤوا أي كتاب خلال الاثني عشر شهرا الماضية والسبب هو ضيق الوقت لخمسة وثلاثين بالمائة منهم وقلة الاهتمام بقراءة الكتب لاثنين وثلاثين بالمائة منهم . وقد أكدت نتائج بارومتر الاستهلاك الثقافي هي الأخرى تدني الإقبال على قراءة الكتب المطبوعة بنسبة تسعة بالمائة ببن عامي من 2019 و 2022 في حين زاد استهلاك الكتب والمقالات الرقمية بنسبة أحد عشر بالمائة . كما حددت الدراسة بعض العقبات الاجتماعية والمالية التي تجعل استهلاك الثقافة في الفضاء العام صعبا للغاية أو تحول دونه في يعض الأحيان ومن بينها ضعف أو انعدام البنية التحتية للنقل والطرق العامة. فإذا كان الناس مضطرين للسير على الأقدام أو الوقوف في المواقف لدقائق طويلة بانتظار وسائل النقل العام من أجل الوصول إلى المسرح أو السينما أو محل بيع الكتب فمما لا شك فيه أنهم سيفضلون البقاء في المنزل .


    أندا بيكوتس مارينسكو رئيسة قسم الأبحاث في في المعهد الوطني للبحث والتكوين الثقافي تعتقد أنه بالإمكان إزالة تلك العقبات باعتماد سياسات عامة مناسبة : “العقبات الجغرافية تتعلق بضعف البنية التحتية أو انعدامها في مناطق جغرافية معينة ونحن نتحدث هناك ليس عن الفوارق بين الريف والمناطق الحضرية فحسب بل أيضا عن الفوارق بين المدن الكبيرة والمدن الصغيرة والمدن الجامعية والمدن غير جامعية وهي فوارق نقوم بتحليلها في دراساتنا الاستقصائية . كما أن هناك محافظات تفتقر إلى أنواع معينة من البنية التحتية . هذا بالناسبة للعقبات الجغرافية . بطبيعة الحال هناك أيضا عقبات مالية تتمثل في مستويات الدخل المتواضعة التي لا تسمح للفئات الاجتماعية الضعيفة بما فيها أبناء الِأسر محدودة الدخل بشراء الكتب. وأخيرا هناك العقبات التربوية الثقافية التي تعود إلى سنوات الطفولة وتنجم عن عدم تعريض الأطفال للثقافة وهو ما يصعب عليهم لاحقا في حياتهم كبالغين فهم فحوى الرسالة التي ينقلها هذا المنتج الثقافي أو ذاك دون تدخل المؤسسات الثقافية المختصة لمساعدتهم .”


    وإذا كانت العلاقة بين مستوى التعليم والاستهلاك الثقافي واضحة منذ فترة طويلة، إلا أن بارومتر الاستهلاك الثقافي لعام 2022 سلط الضوء أيضا على العلاقة بين المشاركة في الأنشطة الثقافية والمشاركة المدنية وفهم الآليات الديمقراطية بحسب كارمن كروتورو: “قيم عالية للاستهلاك الثقافي توحي بأن الناس يميلون أكثر إلى المشاركة في مجتمع حر ويفهمون جيدا حقوقهم واجباتهم تجاه المجتمع . فالانتماء والهوية والتسامح والثقة والاندماج والاهتمامات المدنية والحرية هي المواضيع التي تعلق بها بعض أسئلة الدراسة فكانت الإجابات لافتة للغاية وغير أنها كانت في الغالب متناقضة مع بعضها البهض ومثيرة للقلق. ففيما يتعلق بالثقة على سبيل المثال تبين أن الثقة منخفضة للغاية بالمعلومات المقدمة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومع ذلك فإن نسبة الأشخاص الذين يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي أعلى بصورة عامة . الناس لم يعودا يثقون بما يقال في التلفزيون والإذاعة وفي الصحف والمجلات المطبوعة بسبب طريقة معينة للتعامل مع الأخبار. أعود إلى ما قلته سابقا : الثقافة تعني احترام المواطن وحريته وحقوقه الثقافية. أما مدى الثقة ونوع المستقبل الذي نبنيه للمواطنين فهذا يظهر جليا في نائج الدراسة . معطيات الاستهلاك الثقافي ليست سوى نتيجة مباشرة لتجاهل الثقافة طوال الخمسة وعشرين عاما الماضية . وإذا أردنا للأجيال القادمة أن تكون أكثر نشاطا في حقل الثقافة فعلينا أن نبدأ من الآن بالقيام بالخطوات اللازمة .”

  • منظمة “درس  من أجل  رومانيا”

    منظمة “درس من أجل رومانيا”

    في الأول من نوفمبر تشرين الثاني الجاري بمناسبة الذكرى الخامسة والتسعين لتأسيس الإذاعة الرومانية توجت منظمة “درس من أجل رومانيا ” بجائزة قسم التربية مكافأة لعملها الدؤوب من أجل تكوين المدرسين .. فمنذ عشر سنوات وهذه المنظمة تقوم بتكوين كوادر تعليمية قادرة على توفير فرص نجاح متكافئة لتلاميذها قضلا عن منحهم ثقة متكافئة بقدرتهم على النجاح في الدراسة .. فما من شك أن الجهود التي يبذلها أعضاء المنظمة تستحق كل التقدير لا سيما وأن التلاميذ المستهدفين من برامجها ينحدرون من بيئات اجتماعية ضعيفة .


    مارا نيكوليسكو مديرة التواصل في منظمة “درس من أجل رومانيا” تقدم لنا المزيد من التفاصيل : ” درس من أجل رومانيا “هي منظمة غير حكومية ألهمها نموذج تربوي تم تطويره لأول مرة قبل حوالي ثلاثين عاما في الولايات المتحدة من قبل منظمة “درس من أجل أمريكا” . ننتمي إلى مجموعة كبيرة نسبيا تشارك فيها شخصيات من ثلاث وستين دولة حول العالم تمثل منظمات نظيرة مع التوضيح أن عمل كل من تلك المنظمات مكيف على واقع النظام التعليمي في البلد المعني . أما فيما يتعلق برومانيا فإن برامج منظمة “درس من أجل رومانيا” موجهة إلى التعليم العام بالتعاون مع المؤسسات العامة ذلك أن أكثر من خمسة وتسعين بالمائة من الأطفال الرومانيين يدرسون إلى مدارس عامة . الهدف الرئيس الذي نتبعه هو تحسين جودة التعليم العام في مدارس رومانيا ولكن على الأخص في المدارس الضعيفة التي نجدها خاصة في المناطق الريفية أو شبه الحضرية.”



    كيف تعمل مؤسسة “درس من أجل رومانيا”؟ إنها تقوم بتجنيد أشخاص سواء كانت لديهم خبرة في مجال التدريس لو لم تكن وتقوم بإعدادهم لمدة عامين للعمل كمربين ومدرسين بما يتوافق مع أيمانها بضرورة أن يحصل كل طفل على تعليم ذي جودة بغض النظر عن وضعه الاجتماعي والاقتصادي أو المنطقة التي يعيش فيها أو نوع المدرسة التي يلتحق بها. في عام 2014 انطلقت المنظمة بثمانية عشر مدرسا وفي الوقت الحالي يعملفي برنامج “درس من أجل رومانيا ” مئات المدرسين يساعدون أكثر من عشرين ألف طفل في عام دراسي واحد . هل هذا كثير أم قليل ؟ لنستمع إلى مارا نيكوليسكو:


    “تكوين مدرس واحد لمدة عامين يكلفنا حوالي ثلاثة عشر ألف يورو كل عام وهذا المبلغ يصل إلى ستة وعشرين ألف يورو لدى انتهاء العام الثاني من مدة البرنامج . في مطلع العام الجاري نظرنا في ملفات أكثر من ألفي مرشح لاختيار مائة وعشرين منهم للمشاركة في دورات التكوين وإعدادهم للعمل ضمن برامج منظمتنا وهذا يعني ساعات تدريب كثيرة إضافة إلى التكوين الأولي للمدرسين المشاركين كافة سواء كانت لديهم خبرة في نظام التعليم العام أو لا بما بمكنهم من العمل في مدرسة كائنة في بيئة اجتماعية ضعيفة .”


    واحد من بين كل خمسة أطفال يغيب عن المدرسة بشكل منتظم أو لا يذهب إلى المدرسية إطلاقا. وأربعة من بين كل عشرة أطفال يدرسون في مدرسة لا توجد فيها مكتبة في حين أن معدل التسرب المدرسي يبلغ خمسة عشر بالمائة في رومانيا في حين أن المعدل الأوروبي لا يزيد عن عشرة بالمائة .. في المناطق الضعيفة وخاصة في المناطق الريفية ستة من بين كل عشرة أطفال يواجهون صعوبات في القراءة والكتابة لدى انتهاء المرحلة الابتدائية وربعهم لا يحصلون على مساعدة أفراد الأسرة إذا ما واجهوا صعوبات في القيام بالواجبات المنزلية في حين أن خمس الأطفال مضطرون لقطع مسافة ثمانية كليومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى المدرسة .أما اختبارات بيزا التي تقيم مهارات التلاميذ في سن الخامسة عشرة فأظهرت أن معدل الأمية الوظيفية تراوح في رومانيا على مدى السنوت العشر الماضية ما بين أربعين وخمسة وأربعين بالمائة .أما إذا أضيف إلى ذلك معدل التسرب المدرسي فإن نسبة الامية الوظيفية تزيد في هذه الحالة عن خمسين بالمائة . منظمة “درس من أجل رومانيا” تعمل مع الأطفال المتأخرين في الدراسة وأولئك الذين يواجهون صعوبات في القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأساسية أو لا يستطيعون إدارة عواطفهم بشكل صحيح : ” الأمر لا يقتصر على تقنيات التدريس الفردي فحسب بل يشمل أيضا تقنيات إدارة الفصل الدراسي بحيث يتمكن المدرس من خلق أجواء متميزة من التعاون بين الأطفال بحيث يساعدون بعضهم البعض ويدعمون بعضهم البعض ويعملون مع المدرس وليس ضده أو في انفصال تام عما يقوم به المدرس . الدراسات الدولية أثبتت أن أحد أجدى التغييرات في نظام التعليم العام هو توحيد المناهج والممارسات التعليمية. فليس عدد الطلاب في الفصل هم أهم شيء وأنما اتباع ممارسات ومناهج تعليمية موحدة حيث تبين أن أداء الفصل الذي تختلف المناهج التعليمية المتبعة فيه من مدرس لآخر سيكون أضعف عن أداء الفصل الذي يستخدم المدرسون فيه نفس المناهج ويتبعون نفس الأهداف ويعملون من أجل تطوير الأطفال بنفس الأساليب والمناهج التعليمية بصرف النظر عن عدد التلاميذ في الفصل. “


    بما أن مهمة منظمة “درس من أجل رومانيا” صعبة للغاية بقدر صعوبة المشاكل التي يواجهها المدرسون فإن رومانيا بحاجة إلى معلمين كثيرين كأولئك الذين تقوم منظمة “درس من أجل رومانيا” بتدريبهم. بمكافأتها أفضل الكوادر التعليمية في المناطق الريفية في حفل توزيع اللجوائز السنوية تحاول المنظمة أن تثبت أنه بغض النظر عن الصعوبات القائمة فإن هناك أشخاصا متفانين قادرين على التغلب على الصعوبات كافة . فأولئك الذين يجعلون من مهنة التدريس في القرية مهمة وهدفا لا يجب أن يظلوا مجهولي الهوية بل يستحقون التقدير والعرفان من قبل المجتمع ِلأنهم يعملون على تغيير رومانيا نحو الأفضل .



  • المجتمعات الضعيفة  والاقتصاد  الاجتماعي

    المجتمعات الضعيفة والاقتصاد الاجتماعي

    أصبحت منظمات المجتمع المدني أدوات فعالة لإدماج أفراد الفئات الاجتماعية الضعيفة في المجتمع . وتنشط في رومانيا منذ سنوات منظمات اجتماعية عديدة ومن بينها منظمة “ورش بلاد حدود ” التي توفر وظائف لمدة محدودة مقابل راتب يساوي الحد الأدنى للأجور في رومانيا لأشخاص يواجهون صعوبات في إيجاد عمل وبينهم أشخاص بلا مأوى وأمهات عازبات وضحايا العنف الأسري وسجناء سابقون فضلا عن أشخاص يحاولون التخلص من الإدمان أيا كان نوعه .. بالإضافة إلى ذالك توفر المنظمة لهؤلاء خدمات استشارة فضلا عن دورات إعادة التكوين المهني لمساعدتهم على الحصول على مصدر رزق من أجل العيش بشكل مستقل . من هم المستفيدون من خدمات منظمة “ورش بلا حدود “؟ . خبيرة علم الاجتماع في معهد الأبحاث حول جودة الحياة كلاوديا بيتريسكو تقدم لنا استنتاجات استطلاع للآراء أجرته منظمة “ورش بلا حدود” نفسها فرا


    “قبل كل شيء حاولنا تحديد المستوى التعليمي لهؤلاء الأشخاص باعتباره مؤشرا مفيدا وضروريا في مثل هذه الأبحاث . فقد تبين أن ثمانية وعشرين بالمائة من أفراد العينة أكملوا المرحلة الإعدادية فقط على أفضل تقدير وقلة قليلة منهم لم يذهبوا إلى المدرسة إطلاقا . أما فيما يتعلق بمستويات دخلهم فيحقق تسعة وثلاثون بالمائة من أفراد العينة دخلا من الأجور وهذا أمر مشجع ولكن في المقابل تبين أن خمسة وعشرين بالمائة من المداخيل التي يحققها هؤلاء الأشخاص تمثلها الأجور التي يتقابضونها من المؤسسات الاجتماعية التي يعملون فيها بيما فيها وليس من وظائف في سوق العمل وهذه نسبة مرتفعة نسبيا في حين أن أربعة عشر بالمائة منهم فقط يحصلون على أجور من وظائف في سوق العمل أي من أصحاب عمل غير المؤسسات الاجتماعية . أما خمسة وخمسون بالمائة منهم فليس لديهم دخل ثابت أو لا يحققون دخلا على الإطلاق. أبرز الصعوبات التي يواجهها هؤلاء حسب إجاباتهم على أسئلة الاستطلاع هي قلة فرص العمل لأربعين بالمائة من أفراد العينة تليها المشاكل الصحية لأربعة وثلاثون بالمائة منهم في حين أن عدم توفر مسكن يمثل المشكلة الرئيسية لثلاثة عشر بالمائة من أفراد العينة .. وتأتي الصعوبات المتعلقة برعاية الأطفال في المركز الرابع إذ إن العديد من الأمهات ليس لديهن من يعتني بأطفالهن أثناء تواجدهن في العمل .كما تبين أن بين أفراد العينة هناك عددا لا بأس به من ضحايا العنف الأسري .أما الذين وضعوا عدم توفر فرص العمل على رأس قائمة الصعوبات التي يواجهونها فتبين أن اثنين وعشرين بالمائة منهم أكملوا المرحلة الإعدادية فقط على أفضل تقدير . كما تلاحظون فإن مستوى التعليم يمثل مؤشرا مهم للغاية في هذه الدراسة .”


    مشكلة أخرى يعاني منها أفراد المجتمعات الضعيفة هي حالتهم الصحية السيئة وهنا لا نتحدث عن الإعاقات لأن ذوي الإعاقة يصنفون ضمن فئة مختلفة بل عن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة لأن فرص التوظيف تقل بالنسبة لهم وكذلك إمكانية الاحتفاظ بالوظيفة في حال تم تشغيلهم في سوق العمل والسبب هو حالتهم الصحية السيئة التي لا تسمح لهم ببذل جهد متواصل أثناء دوام العمل . المؤسسات الاجتماعية تساعد هؤلاء الأشخاص على الاحتفاظ بوظائفهم. كلوديا بيتريسكو من جديدة : ” توفير فرص عمل لهؤلاء لا يكفي لذا فنقدم لهم خدمات دعم واستشارة باعتبارها جزءا مهما من عمل المؤسسات الاجتماعية لأنها تساعدهم على البقاء في سوق العمل وهذا ليس بالأمر السهل على كثيرين منهم .على سبيل المثال يوجد بينهم أشخاص غير متعلمين اقتنعوا أثناء دورات الاستشارة بضرورة الاتحاق بمدراس مهنية ..وإذا سألتم العاملين في هذه المؤسسات سيقولون لكم كم من الوقت يخصصونه فقط لهذه الخدمات . هناك أشخاص قد يأتون إلى العمل اليوم لكنهم لا يأتون غدا ولا تدري لماذا فعليك أن تحاول معرفة السبب لكي تساعدهم على الحفاظ على وظائفهم .. قد يستغرق الأمر ما بين شهر واحد إلى عام كامل أو عامين قبل أن يتمكن هؤلاء من إيجاد عمل في السوق الحرة ..”


    كلنا يعلم أن سوق العمل بحاجة إلى قوة عاملة . المدير التنفيذي لاتحاد لكونكورديا لأرباب العمل رادو بورنيتي لديه التفاصيل : “من الملاحظ أن رومانيا بالرغم من أنها لم تعد تصنف كدولة فقيرة إلا أنها تبدو كذلك في بعض الأحيا . لماذا نقول أن رومانيا بلد فقير وهي عاشر أكبر اقتصاد في أوروبا ويتقدم اقتصادها على اقتصادات دول أخرى مثل جمهورية التشيك وفنلندا والبرتغال واليونان . مع التوضيح أنني لا أتحدث عن الدخل الفردي وإنما عن اقتصاد رومانيا ككل. فرومانيا تملك رأس المال بما في ذلك رأس المال المحلي وهذا يعني أن المال متوفر في رومانيا إلى جانب الاستثمارات الأجنبية والكنولوجيا . بالإضافة إلى ذلك تنتج رومانيا الكثير من السلع الجيدة أما مشكلتها فهي قلة القوة العاملة بمعنى أن عدد السكان النشيطين في رومانيا أقل من أن يدعم هذا النمو الاقتصادي . و إذا استمرت الأمور على هذا النحو فلن نصل إلى حيث نريد لأنه ليس لدينا ما يكفي من القوة العاملة .”


    ماذا تقول الإحصاءات الرسمية عن القوة العاملة في رومانيا ؟ رادو بورنيتي مرة أخرى :”وفقا للمعهد الوطني للإحصا بلغ عدد السكان القادرين على العمل في عامي 2020 و2021 نحو اثني عشر مليون شخص تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والستين ولكن فقط ثمانية ملايين منهم يعملون فعليا ويحصلون على دخل ما . في المقابل هناك أربعة ملايين شخص غير موجودين في سوق العمل وأعمارهم تتراوح أيضا ما بين الخامسة عشرة والرابعة والستين . إنهم قادرون على العمل ولكنهم لا يعملون . وهذا يعني أن عدد الأشخاص المشغولين في رومانيا أقل بكثير مما هو عليه في دول أخرى في المنطقة. وأعتقد أن علينا أن نولي المزيد من الاهتمام لهذه النواحي لأن كثيرين ممن لا يعملون ينتمون بكل تأكيد إلى الفئات الضعيفة المعرضة للخطر .”


  • آثار التلوث على المصابين بأمراض مزمنة

    يستنشق سكان بوخارست هواء ملوثا كل يوم بسبب ارتفاع مستويات التلوث بشكل متواصل على مدى السنوات الخمس الماضية . وقد أكدت أحدث الدراسات العلمية وجود علاقة وثيقة بين ارتفاع مستويات التلوث وتدهور الحالة الصحية للسكان . إحدى أحدث الدراسات من نوعها أجراها فريق من الخبراء براعية معهد أمراض الرئة في بوخارست بهدف تحديد العلاقة بين الجسيمات الدقيقة العالقة المعروفة ب PM2.5 وPM10 وعدد حالات إدخال المصابين بأمراض مزمنة في المستشفى من أجل العلاج .


    فيما يتعلق بالتلوث بالجسيمات الدقيقة والمواد السامة مثل ثاني أكسيد النيتروجين توصل مركز السياسات المستدامة أيكوبوليس إلى استنتاجات مفيدة قام بإدراجها في التقرير حول جودة الهواء في بوخارست لعام 2023.


    أوانا نينيتشيو منسقة شبكة المستشعرات التابعة للمركز التي تم تركيبها في مدارس وسمتشفيات بالتعاون مع بلدية العاصمة لديها المزيد من التفاصيل :”تقوم أجهزة الاستشعار بقياس كميات الجزيئات الدقيقة في الهواء وهب مواد تشكل نوعا من الغبار المحمل بجميع أنواع الجزئيات العالقة التي تدخل الجهاز التنفسي وحتى الرئة مع الهواء المستنشق .الجزيئات PM10 قطرها أكبر قليلا من قطر جزئيات PM 2.5 وهي أكثر ضررا للصحة لأنها تدخل الرئتين مبشارة وتبقى هناك .لقد قمنا برصد جودة الهواء لمدة مئتين وستة وستين يوما حيث أظهرت القياسات أن مستوى التلوث بجزئيات PM 2.5 تجاوزا الحد الأقصى المسموح به في مائة يوم ويوم من مدة الدراسة فيما كان شهر فبراير شباط الأكثر تلوثا بين أشهر السنة وكان عيد الحب الموافق للرابع عشر من فبراير اليوم الأكثر تلوثا في العام والسبب ربما يكمن في أن الناس استخدموا سياراتهم الخاصة للذهاب إلى حفلات عيد الحب .


    أعلى مستويات لتلوث في الساعة سجلت في مستشفى “فيكتور غومويو” للأطفال بثلاثمائة وواحد وسبعين ميكروغراما للمتر المكعب في ذات يوم الرابع عشر من فبراير. أما مستويات التلوث في المستشفيات بصورة عامة فقد تجاوزت المعدل السنوي المسموح به في ثلاثة عشر مستشفى من أصل الأربعة عشر مستشفى موضوع الدراسة . أما مستويات التلوث في المدارس — فقد سجلت في تسع وعشرين مدرسة من أصل الثلاثين مدرسة موضوع الدراسة قيما أعلى من المعدل السنوي المسموح به لـجزئيات PM 2.5 .بصورة عامة ليس وسط العاصمة المكان الأكثر تلوثا بجزئيات PM 2.5 وإنما المناطق الأكثر ازدحاما التي تشهد حركة مرور كثيفة هي التي تعاني من مستويات تولث مرتفعة .. ومع ذلك فإن القيم الأعلى من الحد الأقصى المسموح بها للجزيئات العالقة لا تتجاوز المقادير المنصوص عليها في توجيهات الاتحاد الأوروبي . وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية هي الأخرى توصيات بشأن الحد الأقصى المسموح به للجسيمات العالقة وهي خمسة ميكورغام للمتر المكعب شهريا لجزئيات PM 2.5. وخمسة عشر ميكروغرام للمتر المكعب شهريا لجيئيات PM10. وقد حددت هذه القيم مع الأخذ بلاعتبار لحجم الضرر الذي تلحقه هذه الجزئيات الملوثة بصحة البشر .


    لذا فإن فريق البحث الذي عمل تحت رعاية معهد أمراض الرئة لإعداد الدراسة حول آثار التلوث على الأمراض المزمنة رصد لمدة خمس سنوات آثار تجاوز الحد الاقصى المسموح به للجزئيات العالقة على المرضى .الدكتورة بياتريس مالبرمديرة معهد أمراض الرئة قدمت لنا استنتاجات الدراسة :” قارننا قيم التلوث بالجزئيات العالقة التي تم تسجيلها من قبل خبراء فريق البحث بعدد المرضى الذين كان من الضروري إدخالهم في المستشفى للعلاج وكان أولئك المرضى يعانون من ثلاثة أنواع من الأمراض المزمنة على وجه الخصوص هي أمراض الجهاز التنفسي والقلب والشرايين والأوعية الدموية الدماغية. كما تبين أن الفترة التي تسجل فيها أعلى مستويات التلوث تمتد عموما من شهر مارس آذار إلى شهر مايو أيار من كل عام باستثناء عام 2020 وفترة الإغلاق إبان جائحة كورونا عندما قل عدد حالات الإدخال في مستشفيات الأمراض المزمنة وقل أيضا حجم الإنتاج الصناعي .وقد توصلت الدراسة إلى أنه كلما زاد معدل التلوث بجزئيات PM2.5 بعشرة ميكروغرامات للمتر المكعب شهريا يزيد عدد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي الذين يجب لإدخالهم في المستشفى بما يتراوح ما بين تسعين حالة وتسعمائة وثمان وثلاثين حالة “


    نفس العلاقة بين ارتفاع مستويات التولث وعدد المرضى الذين يجب إدخالهم في المستشفى تتبين فيما يتعلق بالمصابين بأمراض القلب والشرايين بحسب الطبيبة بياتريس مالير: ” زيادة كمية الجسيمات الدقيقة 2.5 PM بمقدار عشر ميكروغرامات للمتر المكعب شهريا تؤدي إلى زيادة عدد المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية الذين يدخلون في المستشفى بما يتراوح ما بين ستة وعشرين مرضيا وألف وثلاثمائة واثنين وتسعين مريضا . فمن الواضح أن آثار التلوث أخطر بكثير على المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية منها على المصابين بأمراض تنفسية . ما فاجأنا من استنتاجات الدراسة أن أيضا أمراض الجهاز العصبي وتحديدا السكتة الدماغية تتأثر بمستويات التلوث بشكل كبير وهو ما لم نكن على علم به من قبل .”


    استنتاجات الدراسة واضحة وهي أن كلما زاد تركيز جزئيات PM2.5 وPM10 في هواء العاصمة بوخارست تتفاقم معاناة المصابين بأمراض الجهاز التنفسي ويصبح الماصبون بأمراض القلب والأوعية الدموية أكثر عرضة للنوبات قلبية والسكتات الدماغية ما يقتضي إدخالهم في المستشفى للعلاج . من جانب آخر لا يجب الاستهانة بتكاليف علاج المصابين بأمراض مزمنة وهي مرتفعة للغاية بحسب الدارسة التي أظهرت أن ارتفاع مستويات التلوث بجزئيات PM2.5 يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف العلاج في المستشفى بما يتراوح ما بين ستة وعشرين ألف يورو ومائتين وثمانية وثمانين ألف يورو شهريا.

  • مستويات  مقلقة  لتعاطي المخدرات في  المدارس الثانوية

    مستويات مقلقة لتعاطي المخدرات في المدارس الثانوية

    انخفضت سن البدء بتعاطي المخدرات بشكل مثير للقلق بحسب أحدث تقرير سنوي للوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات الذي يبين أن سن البدء بتعاطي المواد المحظورة وفقا لإجابات المشاركين في دراسة استقصائية هي ثلاثة عشر عاما . كما أن نسبة عشرة فاصل سبعة بالمائة من السكان الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشرة والرابعة والستين قد تعاطوا مواد محظورة مرة واحدة على الأقل في حين أن ستة بالمائة منهم تعاطوا مخدرات في العام الماضي. وأظهر التقرير أيضا أن الأشخاص الأكثر عرضة للإدمان هم المراهقون فيما أصبح الحشيش المادة المحظورة الأكثر استهلاكا في رومانيا .وتأتي العاصمة بوخارست ومنطقة إلفوف الزراعية المحيطة بها في الصدارة بين الناطق الرومانية بأعلى معدلات تعاطي المخدرات . أيضل من دواعي القلق بحسب التقرير هو انتشار الأمراض المعدية في صفوف المدمنين بسبب تشارك إبر الحقن إذ إن نسبة تقارب واحدا وعشرين بالمائة من الأشخاص الذين خضعوا لعلاج إعادة التأهيل بعد الإدمان مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية الأيدز في حين أن نحو تسعة وستين بالمائة منهم مصابون بفيروس التهاب الكبد الوبائي س إضافة إلى ثمانية بالمائة آخرين يعانون من فيروس التهاب الكبد الوبائي ب .كما ذكر التقرير بأن معهد الأمراض المعدية في بوخارست كشف أكثر من خمسمائة وخمسين حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ومنها خمسون حالة بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن.


    من جانب آخر تراجع بشكل كبير اهتمام المدمين بتلقي علاج التعافي إذ بدليل أن خمسين بالمائة منهم فقط طلبوا المساعدة من المؤسسات المتخصصة للتخلص من إدمان القنب الهندي والمواد الأفيونية والمؤثرات العقلية .ففي العام الماضي سجل أكثر من ألف وسبعمائة حالة طوارئ طبية ناجمة عن تعاطي المخدرات بحسب إحصائيات الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات وارتبط أكثر من سبعة وعشرين بالمائة بعاطي القنب الهندي وارتبط أكثر من ستة وعشرين بالمائة بالمؤثرات العقلية الجديدة وسبعة بالمائة بالمواد الأفيونية وأكثر من ثلاثة بالمائة بالكوكايين وأكثر من ستة بالمائة بمحفزات أخرى غير الكوكايين . أما متوسط ​​عمر الوفاة بسبب تعاطي المخدرات فهو ثلاثون عاما بحسب التقرير الآنف الذكر .ففي عام 2022 سجلت ثلاثون حالة وفاة مرتبطة بتعاطي المخدرات منها خمس وعشرون حالة بجرعة زائدة. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة انخفاض عدد الوفيات المرتبطة بالمخدرات .


    تركز جهود السلطات وخاصة وزارة الأسرة على الوقاية خاصة في صفوف المراهقين باعتبارهم إحدى الفئات العمرية الأكثر عرضة للإدمان . وزيرة الأسرة ناتاليا إنتوتيرو تعتقد أن إحدى السبل الكفيلة بإبعاد الأطفال عن المواد المحظورة تتمثل في إشراكهم في فعاليات جذابة مثيرة : الوقاية مهمة لكن من المهم أيضا أن تقدم للأطفال بدائل كالمخيمات و الرحلات الجماعية والفعاليات الترفيهية التي يمكن أن تلبي حاجتهم للتجارب الاستثنائية . أتطلع إلى تنظيم دورات دعم وتدريب أيضا للموظفين في هذا المجال وأعتقد أنه بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتشغيل وباستخدام الأموال الأوروبية يمكننا تنظيم مثل هذه الدورات.


    تستهدف الحملات التي تنظمها الوزارة طلاب المدارس الثانوية على وجه الخصوص لسهولة وصولهم إلى المخدرات . وبهذا الصدد أعلنت ناتاليا إنتوتيرو أن الوزارة ستنفذ عما قريب وبالتعون مع جمعية العلاج النفسي المعرفي السلوكي حملة واسعة وكثيفة لزيادة الوعي بمخاطر تعاطي المخدرات في عشرين مدينة في أنحاء رومانيا بالإضافة إلى العاصمة بوخارست . وستكون الحملة متاحة أون لاين على مواقع التواصل الاجتماعي . وزيرة الأسرة ناتاليا إنتوتيرو :نفكر في إنشاء تطبيق إلكتروني لإطلاع المستخدمين على التدابير الوقائية وطرق مكافحة تعاطي المخدرات وغيرها من المواد الضارة بالصحة. وسيحتوي التطبيق على معلومات و أحصائيات مقدمة من قبل المؤسسات المختصة لاستخدامها من قبل القاصرين و الشباب وأيضا من قبل أبائهم وأجدادهم إذ إنه من الأهمية مكان أن يكون أفراد الأسرة على علم بتنامي تعاطي المخدرات في صفوف الشباب وعواقبه على رفهاية الأسرة وصحة أفرادها .


    أقام المتخصصون في مكافحة المخدرات في رومانيا العام الماضي عشرين فعالية كان الهدف منها للوقاية من تعاطي المخدرات في المدارس وفي الأسرة المجتمع كما أقاموا حملات واسعة للتوعية بالمخاطر التي يتعرض لها متعاطو الكحول والمخدرات وهي فعاليات شارك فيها أكثر من سبعمائة ألف شخص بينهم أطفال في سن ما قبل المدرسة تلاميذ وطلاب وأطفال مراكز الرعاية وإلى جانب مدرسين وأباء ومقدمي الرعاية وِأطباء بحضور متعاطين حاليين وسابقين للكحول والمخدرات.

  • المجموعات   المدنية في بوخارست

    المجموعات المدنية في بوخارست

    اجتمع ممثلو تسع مجموعات ومبادرات مدنية تنشط في بوخارست على هامش معرض المبادرات المدنية الذي أقامه مؤخرا مركز المبادرات المدنية في العاصمة تحت شعار بوخارست، لمن أنت؟ وهو معرض وصل هذا العام إلى دورته الثالثة ويهدف إلى تسهيل الحوار بين السلطات المحلية والمواطنين وإطلاع سكان العاصمة على أنسب الطرق لرفع ما لديهم من الشكاوى لدى الجهات المعنية . من هم أعضاء هذه المجموعات المدنية وما هي أهدافهم؟ سيلفيا بويريو منسقة التواصل والعلاقات العامة في مركز المشاركة العامة لديها الإجابة :إنها مجموعات غير رسمية مكونة من أشخاص مهتمين بالقضايا الملحة التي تشغل بال سكان العاصمة مثل التلوث وقلة المساحات الخضراء أو اختفائها بلا آثر ضلا عن عدم وجود ا فيه كفاية من ملاعب للأطفال في معظم الأحياء السكنية .على سبيل المثال تعلق أحد المواضيع التي طرحناها أثناء المعرض بوضع أجزاء الحدائق العامة في بوخارست التي أعيدت إلى ملاكها السابقين بعد تأميمها من قبل السلطات الشيوعية وهي في حالة رديئة للغاية لأنها مهملة ومتهالكة بعد أن كانت في الماضي مناطق خضراء بها أشجار ونبتات وزهور زد على ذلك أنها محاطة بسياج لمنع دخول الجمهور. أثناء فعاليات المعرض حاولنا جمع تلك المجموعات والمبدارات معا كما قدمنا مشروعا أون لاين يحمل عنوان بوخارست المدنية هو عبارة عن خريطة للمجموعات والمبادرات المدنية في العاصمة وأهدافها وأنشطتها لتمكين الراغبين في دعم مثل هذه المجموعات أو المشاركة في حل المشاكل التي تواجهها المنطقة التي يسكنون فيها من الاتصال بتلك المجموعات .


    إحدى المجموعات المدنية في بوخارست تنشط في ضاحية 16 فبراير التابعة للقطاع الأول للعاصمة .ولكن رغم الجهود التي بذلتها لحل المشاكل المزمنة التي يعاني منها ذلك الحي السكني إلا أنها لم تحقق أيا من أهدافها بحسب أدريانا باسكو :تأسست المجموعة في عام 2019. حاولنا أن نجعل صوتنا مسموعا من قبل السلطات لكنها تتجاهلنا منذ أكثر من ثلاثين عاما . نقوم بالترويح لحقوقنا من أجل الحصول على حياة كريمة. فرغم أننا ندفع ضرائب ورسوم كبيرة لبلدية القطاع الأول للعاصمة إلا أننا لا نحصل على أي شيء في المقابل. البنية التحتية ضعيفة ولا تزال هناك طرق ترابية. فمنذ أكثر من خمسين عاما ومنطقتنا السكنية تفتقر إلى المرافق العامة الضرورية والبنية التحتية وملاعب الأطفال ووسائل النقل العام وغيرها . لكنهم لم يفعلوا شيئا على الإطلاق. والأسوأ من ذلك أن الحي أصبح مكانا لتجميع النفايات والقمامة ولكن البلدية والشرطة المحلية لا تفعلان شيئًا على الإطلاق. المساعي التي قمنا بها وكل العرائض والمذكرات التي تقدمنا بها إلى السلطات المحلية فضلا عن مشاركتنا في اجتماعات مجلس البلدية لم تسفر عن أي نتيجة تذكر لأننا اصطدمنا في كل مرة باللامبالاة والتقاعس .


    إذا كانت مبادرات المجموعة المدنية في حي 16 فبراير قد منيت بالفشل إلا أن مبادرات المجموعة المدنية في حي فافوريت تكللت بالنجاح حيث تمكن سكان الحي بعد سنوات طويلة من المساعي الحثيثة من إقناع السلطات بترميم المباني المهجورة لتحويلها إلى مركز ثقافي ودار سينما. فما الذي منحهم الصبر والمثابرة طوال الثلاثة عشر عاما الماضية ؟ تيودور كيرا العضو في مجموعة فافوريت:أعتقد أن العلاقات الوثيقة فيما بينها ساهمت في ذلك بشكل كبير . أعضاء الجموعة وهم من الشباب وكبار السن على حد سواء تجمعهم الرغبة في جعل منطقتهم السكنية مكانا أجمل . بمرور الوقت استطعنا نحن مجموعة فافوريت المدنية أن نقيم روابط وثيقة مع سكان المنطقة والسلطات المحلية وأيضا مع مجموعات مدنية أخرى في بوخارست وهو ما منحنا القوة والتصميم على المضي قدما.من جانب آخر أعقتد أن اهتمام المواطنين وزملائنا في المجموعات المدنية الأخرى بمشاريعنا شجعتا بشكل كبير . لدي في المجموعة زملاء متميزون لا يستسلمون أبدا مهما كانت كبيرة الصعوبات التي يواجهونها بدا .


    منظمو معرض المبادرات المدنية هم أيضا ممن لا يستسلون فقد داعوا ممثلي مجالس بلديات قطاعات العاصمة إلى جانب ممثلي الإدارة العامة لبوخارست لحضورالمعرض والمشاركة في المناقشات . وكان من بينهم محافظ العاصمة راريش هوبينكا الذي قال : اعتدنا على اعتبار الفضاء العام مكانا لا يتبع أحدا لكنه اعتبار خاطئ تسبب في العديد من المشاكل التي نواجهها مثل رمي القمامة بشكل عشوائي وارتفاع مستوى التلوث وامتلاء البحيرات بالنفايات البلاستيكية وكل هذا لأن الناس يعتقدون خطأ أن الأماكن العامة لا تتبع لأحد . إنه خطأ كبير . فالفضاء العام يتبع للجميع وعلينا أن نفهم هذا الأمر جيدا . وعلينا أن نعمل بالتعاون مع المجتمع المدني على تغيير العقليات بحيث نقنع الناس بأننا إذا اهتممنا بالساحات العامة الموجودة بجوار المنزل أو العمارة التي نسكن فيها أو بجوار الشارع لذي نسكن فيه نكون قد حققنا بذلك خطوة كبيرة إلى الأمام.


    خطوة أخرى مهمة تتمثل في الحوار بين السلطات والمواطني بالإضافة إلى التشجع الذي تلقته المبادرات المدنية من قبل مركز المشاركة العامة طيلة السنوات العشر التي مرت على تأسيسه و الذي دفع الناس للإمساك بزمام المبادرة بمثابرة وإصرار بحسب سيلفيا بويريو : المجموعات المدنية أصبحت تتعاون بشكل أفضل والعلاقات فيما بينها أصبحت أوثق كما أنها صبحت أ أصبحت على دراية بطرق استخدام أدوات المشاركة العامة بما يمكنها من الوصول إلى السلطات بسرعة أكبر. ولكن من المهم الآن أن إيصال صوتنا إلى السلطات العامة . في الآونة الأخيرة بتات السلطات أكثر انفتاحا على المبادرات المدنية ربما لأنها أدركت مدى تصميم المواطنين على المطالبة بحقهم المشروع في العيش في مدينة يطيب العيش فيها.. ومع ذلك فإن أصوات المواطنين تسمع بصعوبة لا سيما إذا كانت مطالبهم تتطلب تخصيص ميزانيات معينة أوإذا كان حلها يحتاج لأحكام قضائية .