Category: تقارير

  • الذكرى  الخامسة والثلاثون  للثورة الرومانية

    الذكرى الخامسة والثلاثون للثورة الرومانية

    خمسة  وثلاثون  عاما مرت  على  أحداث  شهر ديسمبر كانون الأول  من عام  في  مدينة   تيميشوارا  -هذه المدنية  التي أصبحت آنذاك أول  مدينة  متحررة  من  الشيوعية  في رومانيا. فالثورة المناهضة  للشيوعية التي  اندلعت  في تيميشوارا  في   أثارت  موجة  من الاحتجاجات  العارمة  في  أنحاء  البلاد  وبلغت ذروتها  في  بوخارست ومدن أخرى وأدت إلى سقوط نظام تشاوشيسكو في الثاني والعشرين من  ديسمبر كانون الأول .

    وفي هذا العام  كما  في كل الأعوام  التي  مرت  على  تلك الأحداث  أطلقت  صفارات  الإنذار في  مدنية  تيميشوارا  في  الثاني والعشرين ديسمبر من كل عام إحياء  لذكرى  الثورة  وتجمع  سكانها في وسط  المدينة  لاستذكار  يوم  العشرين من  ديسمبر  عام  1989 . وقد أقيم  قداس  على أرواحهم   في كاتدرائية المطرانية ووضعت  أكاليل زهور أمامها  كما أقيمت قداديس تأبينية   في مقبرة الأبطال.

    بعد خمسة وثلاثين عاما  من ثورة عام 1989 التي  أطاحت  بالنظام الشيوعي   تطبع  الاضطرابات السياسية  الاحتفالات  بذكرى  الثورة  وهو ما  يعزوه  من شاركوا  في  الثورة من  سكان المدينة إلى عجز المجتمع الروماني عن   تحقيق  أمنيات  الثورة بشكل  كامل  . ويذكر أن  أحداث  عام  1989  في رومانيا  أسفرت عن  مقتل   ألف ومائة  واثنين وأربعين  شخصا  وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف  آخرين  واعتقال  وتعذيب  المئات ..

    وفي رسالة إلى الرومانيين  بمناسبة يوم  انتصار الثورة قال  الرئيس كلاوس يوهانيس أن رومانيا  تعيش  ” لحظة  فاصلة ” فعليها  أن تتصدى    بحزم لمحاولات مراجعة التاريخ التي تهدف  إلى “تدنيس ذكرى أبطال الديمقراطية” وتجميل صورة  النظام الدكتاتوري”. وأضاف يقول : لقد  عشنا  أحداث ثورة ديسمبر 1989 بخوف وتعاطف وأيضا بأمل وشجاعة  لأنها كانت  اللحظة  التي  نهضت  فيها رومانيا  وأثبتت للعالم  أنها قادرة على  أخذ مصيرها  في يديها  “.

    وقال الرئيس  كلاوس يوهانيس  أن أمنية   الحرية التي ضحى أبطال الثورة بأنفسهم من أجل تحقيقها  باتت الآن  “أكثر حيوية وأكثر حضورا   من أي وقت مضى”. وقال  : “دعونا لا ننسى ما حققناها  من إنجازات  منذ ذلك الحين وكم كانت كثيرة  الجهود  التي بذلناها  لكي تكون رومانيا  اليوم دولة تؤمن  بالقيم الديمقراطية  وتعتبر شريكا موثوقا  به لحلفائها  في  الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي “. وحذر  الرئيس يوهانيس  من  الخطر على  قيم  ومبادئ ثورة  عام  1989 الذي تمثله  الخطابات الشعبوية المنافقة “.

    من جانبها  وجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رسالة إلى الرومانيين  بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لثورة عام 1989 ذكرت  فيها  بالتضحيات التي قدمها من  ناضلوا من أجل الديمقراطية. وقالت : “قبل خمسة وثلاثين عاما  دافع الرومانيون عن حقهم في اختيار مصيرهم بأنفسهم . لقد ضحى كثيرون منهم  بحياتهم  لكي يتمتع  أطفالهم بالحرية وليعيشوا في ظل الديمقراطية. وقالت : ” واليوم تتذكر رومانيا وأوروبا  تضحياتهم “.

  • استنتاجات القمة الأوروبية الشتوية

    استنتاجات القمة الأوروبية الشتوية

    اجتمع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة الحرب في أوكرانيا، ومسألة الهجرة، والوضع في الشرق الأوسط، والتطورات في جمهورية مولدوفا وجيورجيا، ومدى استعداد الاتحاد الأوروبي للاستجابة في حال الأزمات، وتدخل روسيا في الانتخابات الرومانية. مدعو لحضور القمة الأوروبية الشتوية، قال الرئيس الأوكراني/ فولوديمير زيلينسكي، إن بلده يحتاج بشدة إلى مواصلة دعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لكييف. وأضاف زيلينسكي أنه يريد أن يكون دونالد ترامب، الذي سيعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، إلى جانب أوكرانيا في الحرب ضد الغزو الروسي، وأشار إلى أن أوكرانيا ستحتاج إلى ضمانات أمنية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ويلة. لضمان السلام على المدى الطويل.

    عودة ترامب إلى قيادة الولايات المتحدة تشكل أيضا مصدر قلق بالنسبة للدول الأوروبية، التي تتوقع أن تؤثر سياسته السيادية، مرة أخرى، على العلاقات التجارية، كما حدث خلال فترة ولايته السابقة. توجد مخاوف من أن الإدارة الأميركية الجديدة قد تزيد الرسوم الجمركية على المنتجات الأوروبية بنسبة تصل إلى 20%. وفي هذا السياق، أكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي/ كايا كالاس أن الكتلتين يجب أن تتجنبا الحرب التجارية بأي ثمن، لأن كلي الاقتصادين سيتأثر. وأضافت أن لا يوجد فائزون في الحرب التجارية، وإذا واجهنا مثل هذا السيناريو، فإن الصين ستكون الطرف الأكثر استفادة.

    موضوع آخر نوقش بتوسع كان التدخل الروسي في العمليات الانتخابية. مشارك في القمة، أكد الرئيس الروماني/ كلاوس يوهانيس، أن هذا السلوك من جانب موسكو لا يشكل تهديدا لرومانيا فحسب، بل لكل الديمقراطيات. ودعا دول الاتحاد الأوروبي إلى العمل معا، بما في ذلك عبر تبادل المعلومات، حتى يُمكن اكتشاف مثل هذا التدخل، ومواجهته بسرعة. وفيما يخص هذا الموضوع، قال رئيس وزراء بولندا/ دونالد توسك إن جميع الزعماء الأوروبيين، ومن ضمنهم المتشككون، يدركون الآن العدوانية التي تحاول بها روسيا زعزعة استقرار الأنظمة الديمقراطية في دول الاتحاد، وقدم مثالاً على ذلك تدخل روسيا في جيورجيا وجمهورية مولدوفا ورومانيا.

    وأخيرا وليس آخرا، ناقش الزعماء الأوروبيون التطورات في سوريا، بعد إزاحة بشار الأسد عن السلطة. الدول الأوروبية أعلنت أنها أجرت اتصالات دبلوماسية مع القيادة الجديدة، لكنها تنتظر إجراءات من الحكومة الجديدة في دمشق لمواصلة تقديم دعمها المالي والإنساني. الاتحاد الأوروبي مهتم باستقرار الوضع، لكي يتمكن من إعادة بعض المهاجرين السوريين الذين لجأوا إلى أوروبا، نظرا لأن وجودهم أدى إلى تفاقم التوترات الاجتماعية، وأدى إلى نمو اليمين السياسي المتطرف.

  • الآثار الاقتصادية لعدم الاستقرار السياسي

    الآثار الاقتصادية لعدم الاستقرار السياسي

    أدّى تعثر تشكيل أغلبية برلمانية في رومانيا في الأيام الأخيرة، إلى جمود العملية السياسية، وعدم القدرة على اقتراح رئيس للوزراء، مما انعكس بشكل سلبي على الصعيد الاقتصادي. حيث أغلقت بورصة بوخارست يوم الخميس، في المنطقة الحمراء. في الوقت الذي انخفض فيه مؤشرBET ، الذي يضم الشركات العشرين الأكثر تداولاً بنسبة اثنين في المئة، كما انخفض مؤشرBET-Plus ، الذي يظهر تطور الأسهم الثلاثة والأربعين المعروضة للبيع، بنسبة واحد فاصلة سبعة وتسعين في المئة.

    كما انخفض عند الإغلاق، المؤشر القياسي لعائد صناديق الاستثمار، أو المؤشر الذي يقيس تطور عشرة شركات للطاقة والمرافق. وبسبب حالة عدم اليقين السياسي في رومانيا خلال أسبوع، خفّضت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني وضع رومانيا من مستقرة إلى سلبية، مما يعني إمكان حدوث تخفيض جديد. وسوف يؤدي هذا إلى زيادة تكلفة القروض الدولية لرومانيا، مما دفع الاقتصاديين إلى ضرورة أن تعتمد بوخارست على خبرة صندوق النقد الدولي في نهاية المطاف، والمعروف بسياساته التقشفية.

     وفي غياب الاستقرار السياسي، سيكون الوضع الاقتصادي قاتماً. حيث يتمثل في العجز المرتفع للغاية في الميزانية والحساب الجاري، والتضخم الذي يقوّض قدرة الناس الشرائية، مع التباطؤ الكبير للنمو الاقتصادي، وتجاوز الدين العام المستمر في الازدياد، خمسين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وإذا طالت فترة عدم الاستقرار السياسي، من المحتمل أن تظهر مشاكل أخرى، كما يعتقد البروفيسور “ميرتشيا كوشيا” ، بأن صانعي القرار السياسي في الواقع يخربون الاقتصاد.

    ما هو التأثير الفوري لذلك؟ انهيار سوق البورصة. إنها خسارة قدرها مليار يورو في بضع دقائق. فسوق البورصة هو أهم مقياس للحركة الاقتصادية. يمكن أن تكون هناك تأثيرات في منطقة سعر صرف الليو، وقد يواجه الليو مشاكل. هنا، سيبذل البنك الوطني جهداً كما فعل دائماً للحفاظ على الليو، لكن لا يمكنه القيام بذلك إلى أجل غير محدود. الأمر معقد للغاية. حيث سيُظهر المستثمرون الأجانب عدم الرغبة بالقدوم إلى رومانيا، بالإضافة إلى تجميد مشاريع المستثمرين الآخرين خلال فترة عدم الاستقرار السياسي.

    كما سنكون تحت الرقابة الصارمة للاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بالميزانية العامة، لأننا وقّعنا على برنامج مالي مع الاتحاد الأوروبي مدته سبع سنوات، لمعالجة العجز في الميزانية. وبالإضافة إلى ذلك، تأخرنا كثيراً في تنفيذ بعض المشاريع ضمن الخطة الوطنية للتعافي والقدرة على الصمود، والتي لها فترة محدودة للتنفيذ، ولم يبق منها سوى عام ونصف. وفي حال عدم التنفيذ ضمن المدة المحددة، يمكن أن تتم المطالبة بالأموال الممنوحة لتنفيذ المشاريع”.

    بعبارة أخرى، فالبلد غير المستقر هو بلد لا يمكن التنبؤ بمستقبله، وعدم القدرة على التنبؤ، من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها خطط العمل، بما في ذلك على المستوى الوطني.

  • الاتحاد الأوروبي والتعرض للمعلومات المضللة

    الاتحاد الأوروبي والتعرض للمعلومات المضللة

     قال الرئيس الروماني، “كلاوس يوهانيس” خلال مشاركته في بروكسل، في مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان، وفي المجلس الأوروبي، بأن رومانيا عالجت المشكلة الكبيرة المتعلقة بالتدخل الأجنبي في العملية الانتخابية. وأضاف “يوهانيس”، بأن رد فعل بلدنا كان فورياً وقوياً وصحيحاً، وبأنه كان واثقاً جداً من قدرة البلاد على البقاء مستقرة ومتماسكة، وشريكاً موثوقا به.

    والجدير بالذكر أنه تم إلغاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بعد اكتشاف عدم نزاهة الانتخابات، بسبب الممارسات غير القانونية التي تدعمها موسكو على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة على منصة “تيك توك”. ووفقاً للرئيس الروماني، فإن التدخل الأجنبي في العملية الانتخابية، لا يمثّل تهديداً لرومانيا فحسب، بل للديمقراطيات والقيم الأوروبية أيضاً.

    وأضاف رئيس الدولة، بأن جميع الدول معرّضة لهذا الخطر، مشيراً في الوقت نفسه، إلى ضرورة تطوير الأدوات والآليات الدفاعية بشكل عاجل ضد هذه الهجمات. وقال: “كان رد فعل رومانيا صحيحاً وقانونياً مئة في المئة، حيث لاتمتلك المحاكم الدستورية في كل الدول الأوروبية، الحق في التدخل في نتائج الانتخابات. لكن في رومانيا، تم تحديد حق المحكمة الدستورية في التدخل في الدستور، وتحديداً في الانتخابات الرئاسية، من حيث المصادقة على نتيجة الانتخابات، أو إبطال نتيجة الانتخابات إذا وجدت مخالفات خطيرة. وهذه المرة، كانت هناك بالفعل مخالفات خطيرة، حيث قامت المحكمة الدستورية بإلغاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

    وفي اجتماع مع الرئيس الجديد للمجلس الأوروبي، “أنطونيو كوستا”، ناقش رئيس الدولة معه “أهمية الصمود والتوجه الاستراتيجي، من أجل التمكن من إدارة جميع التحديات”. وقال إن هناك حاجة إلى بذل جهود لمكافحة التدخل الروسي “الخبيث”، “للحد من التعرض لهذه الهجمات الغادرة”. وبأن هناك حاجة إلى نهج متكامل للعثور على الأدوات والحلول، وهذا ما يتوقعه الناس من قيادة الاتحاد الأوروبي، ومن القيادات الوطنية.

    وقد بدأت المفوضية الأوروبية بالفعل تحقيقاً، في منصة التواصل الاجتماعي الصينية “تيك توك”، بعد الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية في رومانيا. ورغم ادّعاء منصة “تيك توك” بأنها محمية خلال مئة وخمسين عملية انتخابية على مستوى العالم، وأنها تزيل باستمرار المحتوى الذي ينتهك القواعد الانتخابية، إلا أن ممثلي المفوضية يقولون، بأن هناك شكوكاً مؤكدة حول انتهاك القانون الأوروبي للخدمات الرقمية، والفشل في الاستجابة للمخاطر النظامية المتعلقة بنزاهة الانتخابات.

    وأعلن الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين، اعتماد العقوبات الأولى رداً على “الإجراءات الهجينة” على أراضيه، ضد عملاء روس متهمين بـزعزعة الاستقرار في الاتحاد الأوروبي. كما يتهم الأوروبيون موسكو بالهجمات الإلكترونية والمعلومات المضللة، خاصة خلال انتخابات الاتحاد الأوروبي.

  • وكالة فيتش – تراجع تصنيف رومانيا

    وكالة فيتش – تراجع تصنيف رومانيا

    عدلت وكالة فيتش توقعاتها لتصنيف رومانيا بالنسبة للقروض طويلة الأجل بالعملات الأجنبية إلى “سلبية”. ومع ذلك، أبقت التصنيف عند المستوى السابق BBB- . وتشير الوكالة إلى أن أحد العناصر الأساسية لتدهور التصنيف هو الارتفاع المستمر في ديون البلد. وفي نفس الوقت، يؤخذ في الحسبان أيضا العجز الكبير في الميزانية الرومانية، والذي تقدره الوكالة بنحو 8.2% من الناتج المحلي الإجمالي  في هذا العام. تتوقع وكالة فيتش أن يصل الدين السيادي الروماني إلى حوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2028، ارتفاعًا من 49% في عام 2023. التقييم أجري قبل شهرين من الموعد المحدد، ويعكس المخاطر الرئيسية التي تواجه رومانيا، بسبب عدم الاستقرار السياسي واختلال التوازن المالي، وارتفاع الدين. المحلل الاقتصادي/ أوريليان دوكيا، يقول إن القرار ليس مفاجئا، ويؤكد أن السبب الرئيسي يتعلق بالمستوى المرتفع جداً لعجز الميزانية. أوريليان دوكيا:

    “التوجه لعام 2025 ليس مشجعًا على الإطلاق. ولن يكون من السهل تصحيح العجز في عام 2025، نظراً لأن الاقتصاد يعاني بوضوح من تباطؤ في النشاط. النمو الاقتصادي بحلول عام 2025 سيكون ضعيفاً جداً، كما أن إجراءات تقليص العجز من جانب  تخفيض النفقات، هي أمور يصعب قبولها سواءً اجتماعياً أو سياسياً”.

    قرار وكالة فيتش قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف التي يمكن لرومانيا الاقتراض بها، والتي تعد حاليا الأعلى في الاتحاد الأوروبي على أية حال. رومانيا تشهد حالة من الاضطرابات الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي، وإلغاء الانتخابات الرئاسية، لكن الائتلاف الحاكم سيتخذ تدابير للتعزيز المالي- الضريبي  للعودة إلى آفاق مستقرة – يؤكد الزعماء السياسيون في بوخارست.

     في الوقت الراهن، دُق ناقوس الخطر فقط، على حد تعبير وزير المالية/ مارتشيل بولوش، الذي أوضح أن الإجراءات التالية ستوجد ضمن قرار مستقبلي سيصدر خلال الأيام المقبلة. رئيس الوزراء/ مارتشيل تشيولاكو، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي PSD، يؤكد أن حالة عدم اليقين التي تخيم على البلد ستتبدد عبر تشكيل أغلبية مؤيدة  لأوروبا، وحكومة جديدة بحلول نهاية العام، تتعامل مع خطة الميزانية الهيكلية المتعهد بها على المستوى الأوروبي. وأضاف أن رومانيا لديها القدرة على حشد الموارد للعودة إلى “مسار مستقر”.

    “إن عجز الميزانية يجب أن يُقلص ​​بشكل كبير” – يقول زعيم الاتحاد الديمقراطي للمجريين في رومانياUDMR / كيليمين هونور (من المعارضة)، ولكن في هذه اللحظة لا يُعرف بالضبط، كيف يمكن جذب مزيد من الأموال إلى الميزانية، دون رفع الضرائب والرسوم. اتحاد أنقذوا رومانيا USR (من المعارضة أيضاً) يدعو إلى تقليص نفقات الدولة، حيث أكدت المتحدثة باسم التشكيلة/ كريستينا برونا أن قرار وكالة فيتش قد اتخذ بسبب التدهور المالي والعجز الضخم في الميزانية. وبدوره، يتهم النائب الأول لرئيس التحالف من أجل وحدة الرومانيين AUR (من المعارضة)/ ماريوس لولا، الحكومة الحالية بدفع البلد نحو كارثة ستمتد إلى العام المقبل، لأنها لا تتخذ إجراءات لتقليص العجز، وتواصل أخذ قروض خارجية بأسعار فائدة كبيرة جداً.

  • قانون جديد للغابات

    قانون جديد للغابات

    صوّت مجلس النوّاب في بوخارست بأغلبية كبيرة، على قانون الغابات الجديد، والذي يُعدّ أحد المعالم الهامة في الخطة الوطنية للإنعاش والقدرة على الصمود. وينصّ القانون من بين أمور أخرى، على إدراج الغابات في الأحزمة الخضراء حول المدن، وزيادة مناطق الغابات، وإدخال حق الأولوية في الشراء، وكذلك المواد الخام عالية الجودة بسعر مناسب لمنتجي الأثاث المحليين، والالتزام بتنظيم دورات تدريبية مهنية لموظفي الغابات، وزيادة الراتب الأساسي لموظفي الحرس الوطني للغابات بنسبة خمسة وعشرين في المئة.

    كما ينصّ القانون على مراقبة طرق الغابات بالفيديو، ومصادرة الأخشاب المسروقة والسيارات المستخدمة في نقلها، وكذلك عقوبات بالسجن من سنة إلى خمس سنوات، في حال تزوير البيانات الحراجية. وفي الوقت نفسه، يظهر مفهوم “الجزر المتقدمة في السن”، كآلية لحماية مناطق الغابات من القطع، والتي لا تقل مساحتها عن ألف متر مربع، وتلعب دوراً هاماً في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

    وينص المشروع أيضاً، على إنشاء السجل الوطني للغابات، وقيام الدولة بتشجير الغابات المقطوعة بالكامل والمهجورة والإشراف عليها، حتى بدون موافقة المالك. بالإضافة إلى ذلك، لم يعد بإمكان أصحاب الشركات التي تستثمر الأخشاب، أو أقاربهم أن يكونوا موظفين في منطقة الغابات. كما سيكون المشي في الغابات لمسافات طويلة من دون شروط.

    وقال وزير البيئة “ميرتشيا فيكيت”، بأن القانون الجديد يمثل بداية جديدة في إدارة الغابات في رومانيا. وأكّد على أن موادّ القانون تشدّد من ضمن عدة أمور، على تشجير الأراضي التي أزيلت الغابات منها. “ميرتشيا فيكيت”.

    زادت مساحة الغابات في رومانيا بشكل طفيف في السنوات الثلاثين الماضية، والتي لم تكن في الأساس مناطق غابات، وبشكل خاص العام الماضي، نتيجة استخدام أموال الخطة الوطنية للإنعاش والقدرة على الصمود. يوجد لدينا اليوم نحو تسعة آلاف هكتار جاهزة للتعاقد، تم تشجير ما يزيد عن ثلاثة آلاف هكتار هذا العام والعام الماضي بالفعل. وأعتقد أن هذه الاتجاه سيستمر”.

    وتابع قائلاً بأن قطاع الغابات وقطاع صناعة الأخشاب، والصناعات المتعلقة بها، تمثل ثلاثة ونصف في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لرومانيا. وانتقدت المعارضة على لسان النائب “دان تاناسا” من حزب AUR، عدم حظر القانون لاستثمار الشركات الأجنبية للغابات الرومانية. “دان تاناسا”.

    “سنحمي غاباتنا بالفعل، عندما تمنعون الشركات الأجنبية من قطع غاباتنا، واستثمار أخشابها خارج بلادنا. وعندما تتيحون المجال للمواطنين الرومانيين باستغلال غاباتنا”. عندها فقط يمكنككم التباهي بأنكم فعلتم شيئاً لغابات رومانيا “.

    وقد مرّ حتى الآن أكثر من سبعة شهور على قانون الغابات الجديد، منذ أن وافق مجلس الشيوخ كأول جسم تشريعي، والتي خضع نص القانون خلالها لأكثر من مئتي تعديل. كما تم إرسال القانون إلى رئيس رومانيا لإصداره.

  • روسيا – قلائق وعقوبات

    روسيا – قلائق وعقوبات

    وقع أربعة  أعضاء في  مجلس الشيوخ الأمريكي من  الجمهوريون والديمقراطيون رسالة   أدانوا فيها  تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في رومانيا  مؤخرا  معربين   عن دعمهم  لبوخارست في مساعيها الرامية إلى الحفاظ على  نزاهة العملية الانتخابية. وكان من بين الموقعين على الرسالة رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ بن كاردين  ورئيسة اللجنة الفرعية  لشؤون الأوروبية والتعاون الإقليمي جين شاهين.

    وجاء في  الرسالة والتي نشرت على الموقع الإلكتروني لمجلس الشيوخ الأمريكي  أن الهجمة التي شنها  الرئيس فلاديمير بوتين على الانتخابات الرومانية هي مثال جديد لحرب روسيا الهجينةعلى  الحلفاء الأوروبيين وشركاء الولايات المتحدة. وأكد  المشرعون الأربعة  على وقوف  الولايات المتحدة  إلى جانب رومانيا طالما أن  هذه الأخيرة  تتخذ إجراءات عاجلة من أجل ضمان حرية  ونزاهة الانتخابات  الرئاسة.

    يذكر أن  الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الرابع  والعشرين من  نوفمبر تشرين الثاني الماضي قد  ألغيت على اعتبار أنها  كانت غير نزيهة وغير عادلة  بسبب  ممارسات  غير قانونية  على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة على  تيك توك بدعم  من  موسكو.

    وقال أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أنهم يدعمون رومانيا – الدولة العضو في حلف الأطلسي  في مساعيها الرامية إلى ضمان  نزاهة الانتخابات وأدانوا  التلاعب   الذي مارسه فلاديمير بوتين عبر  شبكة تيك توك  التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصيني بهدف  تقويض العملية الديمقراطية في رومانيا  . وقالوا إنه  ينبغي  على العالم أن يستيقظ  ويدرك أن التلاعب الروسي في شبكة  تيك توك  يمثل ” تهديدا خطيرا للديمقراطية كونه  يهدف إلى  المساس  بمجتمعاتنا الحرة”. كما أشاد المشرعون الأمريكون الأربعة بقرار السلطات الرومانية برفع السرية عن وثائق التحقيقات والتحريات حول الهجمة  التي استهدفت  العملية الانتخابية  وإبلاغ   الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بما  حدث .

    من جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين عن إقرار الحزمة الأولى من  العقوبات على عملاء روس متهمين بالعمل  على زعزعة الاستقرار داخل   الاتحاد الأوروب. وقال إن  العقوبات  تأتي  ردا على “عمليات  هجينة” على أراضيه.  كما اتهم الأوروبيون موسكو بشن الهجمات الإلكترونية ونشر المعلومات الكاذبة  في بلدان  الاتحاد الأوروبي خاصة في الفترات  الانتخابية . قال مجلس الاتحاد الأوروبي  إن المستهدفين بالعقوبات “يقوضون القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء  وأمنها واستقرارها واستقلالها ونزاهتها  وأيضا  القيم  الأساسية  للمنظمات الدولية والدول الأخرى عبر أنشطة  الحرب الهجينة”.

    وتستهدف العقوبات  ستة عشر شخصا  وثلاثة كيانات وتتضمن تجميد الأصول في الاتحاد الأوروبي  وحظر السفر داخل الاتحاد الأوروبي وحظر التمويل من قبل الشركات الأوروبية

     

  • الذكرى السنوية الخامسة والثلاثون لأحداث تيميشوارا

    الذكرى السنوية الخامسة والثلاثون لأحداث تيميشوارا

    في عام 1989  كان   النظام  الدكتاتوري الشيوعي  في رومانيا  يبدو  راسخا  لا يتزحزح  رغم  مرور  نحو خمسة  وأربعين  عاما على  تنصيبه  من قبل   القوات  السوفييتية  التي احتلت  رومانيا  بعد  انتهاء الحرب العالمية الثانية.  ففي  شهر نوفمبر تشرين الثاني عام 1989   أعاد مؤتمر الحزب الشيوعي   بالإجماع انتخاب نيكولاي تشاوشيسكو أمينا  عاما  للحزب  وهو المنصب  الذي كان يشغله  منذ  حوالي خمسة  وعشرين عاما.كان تشاوشيسكو  آنذاك  في  السبعينيات  من  عمره  لكن ذلك  لم يمنعه  من  إطلاق خطة  التنمية الاشتراكية لرومانيا لغاية   عام 2000 وهي الخطة   التي  وضعها  تشاوشيسكو  بعد ما  انتهت  رومانيا من   سداد ديونها  الخارجية التي  كان تشاوشيسكو تعاقد  عليها  ثم  عقد  العزيمة  لسدادها   بأكملها   قبل  موعد الاستحقاق  على حساب  المواطنين  العاديين .

    لسداد الديون   قامت  رومانيا   في  ثمانينات  القرن الماضي  بتصدير  كل  ما  كانت  تنتجه من  المواد الغذائية  والطاقة   مما أدى إلى  فرض  قيود على  بيع  المواد  الغذائية  بما في ذلك  بيعها   بالبطاقات التموينية  فضلا عن  فرض  قيود  على  استهلاك  الطاقة  الحرارية والكهربائية  .وقد أدت  تلك الإجراءات إلى  تجويع  المواطنين  وحرمانهم من الكهرباء والتدفئة  في الشتاء  .

    وكأن  المعاناة  جراء  الجوع والبرد  لم  تكف  فكان  الرومانيون  يعيشون   وسط أجواء  من الخوف بسبب  خرافة وجود عناصر  جهاز  الأمن   في كل مكان  ومعرفتها  لكل  صغيرة وكبيرة  في البلاد وهي الخرافة  التي  كان جهاز الأمن   قد نشرها  بين  الرومانيين   لكبح   جماح  الاحتجاجات.  في غضون  ذلك   كانت  أجهزة الدعاية التابعة للنظام  والمتمثلة  في  التلفزيون والراديو والصحف تعمل  على  نشر صورة    موازية  للواقع  تماما   بوصفها  تشاوشيسكو بالرجل  العبقري   ووصف  زوجته إيلينا  هي شبه  أمية في الواقع  بأنها  عالمة  كيمياء  مشهورة عالميا  .كما وصفت  رومانيا   بأفضل العوالم  على الإطلاق .

    في غضون  ذلك  كانت  الدول المجاورة لرومانيا   قد  شهدت  سقوط  أنظمتها الديكتاتورية الشيوعية  إثر  احتجاجت  عارمة  شجعتها   سياسات الزعيم السوفييتي  الإصلاحي ميخائيل جورباتشوف . وكانت وارسو  وبراغ وبرلين الشرقية وبودابست وصوفيا  تجرب  الحرية  بالفعل  للمرة الأولى  بعد  نحو  نصف قرن من الاستبداد.

    ويقول المؤرخون إنه لم يكن من قبيل الصدفة أن تكون شرارة  الثورة الرومانية  قد اشتعلت  في مدينة  تيميشوارا  متعددة الأعراق والثقافات  التي  كان سكانها   يتباعون قنوات التلفزيون المجرية واليوغوسلافية  بشكل  منتظم   .ففي السادس عشر من ديسمبر كانون الأول عام 1989  تجمع عدد من المواطنين أمام منزل القس البروتستانتي من أصول مجرية  لازلو توكش في مدينة تيميشوارا للاحتجاج عل قرار السلطات بترحيله  بشكل قسري .  ومع استمرار وصول  الناس إلى  منزل القس تحول التجمع إلى احتجاجات  في شوارع المدينة.

    وقد تدخلت  أجهزة القمع على الفور وفتحت النارعلى المتظاهرين . واستمر إطلاق النار  على المسالمين العزل حتى  العشرين من  ديسمبر كانون الأول  عندما انضم  الجيش  إلى صفوف  المتظاهرين  تضامنا مع الشعب وانسحب  إلى ثكناته.وفي الأيام التالية  انتشرت الثورة بسرعة في عموم  البلاد  لتبلغ ذروتها في بوخارست في  الثاني والعشرين من ديسمبركانون الأول بفرار  تشاوشيسكو بطائرة هليكوبتر من مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي  الذي كان مئات الآلاف من المتظاهرين قد  تجمعوا أمامه  مطالبين    بسقوطه ونظامه .

    تم القبض على تشاوتشيسكو  وأحضر أمام  محكمة مرتجلة   في محاكمة صورية  وأعدم وزوجته  في الخامس والعشرين من الشهر نفسه. وكانت رومانيا الدولة الوحيدة خلف الستار الحديدي السابق التي تحررت من النظام الشيوعي بإراقة الدماء حيث قتل في أحداث دبسمبر أكثر من ألف من الرومانيين .

  • أموال للاستثمارات المحلية

    أموال للاستثمارات المحلية

    بما أنها، من ناحية نظرية على الأقل، في الأيام الأخيرة فترة ولايتها، قررت السلطة التنفيذية المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الوطني الليبرالي في بوخارست في جلستها، يوم الخميس، تخصيص أموال إجمالية بعدة مليارات ليو لسلسلة من الاستثمارات الجديدة. إنها أموال من شأنها دعم أهداف المجتمع المحلي، وكذلك المشاريع في مجالات الصناعة والصحة. مستشفى باغداسار- أرسيني للطوارئ في بوخارست أكبر عيادة لأمراض الأعصاب في رومانيا. يحتوي هذا المستشفى على مائتين وثلاثة وستين سريراً، ويعالج بالفعل المرضى المصابين بأعراض مثل: الصدمة، والألام، والأورام، والأوعية الدموية، والجمجمة، والأمراض التنكسية، وأمراض العمود الفقري.  سيُبنى مركز لعلاج الأورام والجراحة الإشعاعية التجسيمية، بمساحة تزيد عن عشرة آلاف متر مربع.

     “نواصل الاستثمارات في الصحة، ونخصص أكثر من مائتي مليون ليو (أي ما يعادل حوالي أربعين مليون يورو) لمركز الأورام والجراحة الإشعاعية في مستشفى باغداسار- أرسيني في بوخارست، إن هذا المركز سيقدم علاجات مبتكرة للمرضى الذين يعانون من أمراض الأورام”– أكد رئيس الوزراء/ مارتشيل تشيولاكو. كما وافقت حكومته أيضًا على وثيقة تهدف إلى تقليل مخاطر الزلازل على المباني المعرضة للخطر، في بلد تحدث فيه الزلازل بشكل متكرر. قيمة التمويل غير القابل للاسترداد الممنوح للمستفيد تصل إلى ثلاثمائة ألف يورو.

    المتحدث باسم الحكومة/ ميهاي كونستانتين أكد ـن الخطة صالحة حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2030، أما المدفوعات فستسدد قبل نهاية عام 2036. وتبلغ الميزانية المقدرة أكثر من مليار وثلاثمائة مليون ليو، لتمويل وتصميم وتنفيذ أعمال تدخل على المساحات التي تمارس فيه أنشطة اقتصادية، وكذلك مباني الخدمات العامة أو المرافق العامة. التمويل من خلال هذا البرنامج لا يشمل تقوية أساسات المساكن الخاصة. ووفقاً للتقديرات، ستنتفع حوالي سبعمائة شركة من هذا النوع من الدعم.

    وفي يوم الخميس أيضًا، وافقت حكومة تشيولاكو على إعادة تنظيم الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات، في وقت أصبحت فيه تجارة المخدرات واستهلاكها من الممارسات واسعة النطاق في رومانيا. ولا تقتصر الرؤية الجديدة على تطبيق القانون الجنائي، بل تؤكد على الوقاية والمساعدة المتكاملةـ لضحايا تعاطي المخدرات، وخاصة القاصرين، الذين يحتاجون إلى دعم خاص. المساعدة ستنتقل من وزارة الداخلية إلى النظام الصحي، ويصبح تنسيق سياسات مكافحة المخدرات مسؤولية مباشرة لرئيس الوزراء. كما ستؤسس مراكز خاصة للوقاية من الإدمان، حيث سيتلقى جميع المحتاجين مساعدة طبية متخصصة. المشروع – كما يقول المسؤولون- تطويره –  بالتشاور مع منظمات غير حكومية وخبراء في هذا المجال.

  • رومانيا تنضم بالكامل إلى منطقة شنغن

    رومانيا تنضم بالكامل إلى منطقة شنغن

    بعد سنوات من الانتظار، حصلت رومانيا وبلغاريا على العضوية الكاملة في منطقة شنغن، بعد أن وافق مجلس العدل والشؤون الداخلية الأوروبي يوم الخميس، على انضمام البلدين بحدودهما البرية، اعتباراً من الأول من كانون الثاني/يناير  عام ألفين وخمسة وعشرين.

    وقال الرئيس “كلاوس يوهانيس:”بأننا سنحصل من خلال هذه العضوية على مزايا متعددة في منطقة شنغن، كما أنها ستؤثر بشكل مباشر على المواطنين والاقتصاد، والصورة الخارجية لبلدنا. إن إلغاء الضوابط الداخلية على الحدود، يعني حركة أسرع وأبسط لأولئك الذين يسافرون، وسيتم تقليل الوقت الذي يقضونه على الحدود بشكل كبير، كما ستنخفض التكاليف اللوجستية للشركات، الأمر الذي سيرفع القدرة التنافسية للمنتجات والخدمات الرومانية في السوق الأوروبية”. وأكّد رئيس الوزراء “مارتشيل تشيولاكو”: على أن هذا القرار قرار تاريخي، وانتصار للعدالة والكرامة الوطنية، وإشارة واضحة بأننا لن نقبل أبداً أن نكون مواطنين من الدرجة الثانية في أوروبا”.

    وأوضح أن هذا القرار يجلب للرومانيين فوائد ملموسة وفورية، خاصة لأولئك الذين يعيشون في الخارج، والذين يسافرون بشكل متكرر إلى رومانيا. إن الدخول الكامل لرومانيا وبلغاريا إلى منطقة شنغن، يجلب سلسلة من الفوائد التي لا يمكن إنكارها للبلدين. أولاً وقبل كل شيء، حرية أكبر في الحركة نحو أوروبا الغربية.

    وفي جنوب أوروبا، لن يقف الرومانيون بعد الآن على الحدود البلغارية أو اليونانية. ومع ذلك ، سوف تنعم شركات النقل بميزة عدم الانتظار لساعات على الحدود، والتي يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر في أحيان كثيرة. لكن ستكون هناك فترة ستة أشهر من التفقد الجزئي على الحدود مع المجر وبلغاريا. وقد بدأت هذه الضوابط بشكل مؤقت على مختلف الحدود الداخلية في منطقة شنغن، بسبب زيادة المهاجرين غير الشرعيين من خارج الاتحاد الأوروبي. وزير العدل “كاتالين بريدويو”، يقدّم مزيداً من التفاصيل.

    “عندما يلاحظ أفراد شرطة الحدود، ان بعض الأفراد أو المواطنين الموجودين في سيارة أو وسيلة نقل أخرى، يقدّمون معلومات تشكل خطراً، من وجهة النظر القانونية والتشريعية، يتدخلون ويقومون بعملية التدقيق”.

    وقد انضمت بلغاريا ورومانيا، العضوين في الاتحاد الأوروبي منذ عام ألفين وسبعة، جزئياً إلى منطقة شنغن في شهر مارس/آذار، مع إلغاء مراقبة جوازات السفر لأولئك الذين يعبرون الحدود جواً وبحراً. وقد خضعت رومانيا لتقييمات كثيرة قبل عام ألفين وأحد عشر، الموعد النهائي الأول المفترض للدخول إلى منطقة شنغن.

    وفي وقت لاحق، عارضت بلدان مثل ألمانيا وبلجيكا والسويد وفنلندا وفرنسا وهولندا والنمسا، انضمام رومانيا على مر السنين، مشيرة إلى مشاكل تتعلق بالفساد، أو الجريمة المنظمة، أو الإصلاحات القضائية، أو الهجرة. يبلغ عدد سكان منطقة شنغن نحو أربعمئة وعشرين مليون نسمة، حيث تُعدّ أكبر منطقة حرية تنقل في العالم، وتغطي أكثر من أربعة ملايين كيلومتر مربع، وتضم الآن تسعة وعشرين دولة.

  • جمهورية مولدوفا، خيار أورو- أطلسي

    جمهورية مولدوفا، خيار أورو- أطلسي

    شهدت العلاقات بين حلف شمال الأطلسي وجمهورية مولدوفا، وهي دولة ذات أغلبية ناطقة باللغة الرومانية، مع مرور الوقت، عدة مراحل من التطور، طغت عليها التغيرات السياسية على المستوى الإقليمي والعالمي. في الوقت الحالي، تكثفت العلاقة بين كيشيناو وحلف شمال الأطلسي، وتطورت تحت تأثير غزو روسيا الاتحادية لأوكرانيا المجاورة. خلال زيارتها إلى بروكسيل، أعادت رئيسة جمهورية مولدوفا/ مايا ساندو التأكيد، في مقر حلف شمال الأطلسي، على التزام بلدها بالسلام والأمن الإقليميين. “إن الشراكة من أجل السلام بين جمهورية مولدوفا وحلف شمال الأطلسي، ساهمت في توفير بيئة أكثر أمانًا للمواطنين، وفي تعزيز القدرات الدفاعية للجيش، وقدرة مجتمعنا ككل على الصمود” – أعلنت مايا ساندو التي التقت بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي/ مارك روته، كما جاء في بيان صحفي صادر عن الرئاسة في كيشيناو.

    المناقشات ركزت على الأمن الإقليمي والتهديدات الهجينة، بما في ذلك التدخل في الانتخابات والفساد الانتخابي، فضلا عن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات مشتركة لحماية الديمقراطيات في المنطقة. وفي كلمتها أمام مجلس شمال الأطلسي، وهو الهيكل الرئيسي لصنع القرار في حلف شمال الأطلسي، والمكون من ممثلي الدول الأعضاء التي يبلغ عددها إثنين وثلاثين دولة، أكدت الرئيسة/ مايا ساندو على جهود جمهورية مولدوفا للحفاظ على السلام والاستقرار، مع وجود حرب على الحدود، ولتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة التهديدات الهجينة. رئيسة الدولة لفتت الانتباه إلى أساليب التدخل الخارجي في العمليات الديمقراطية، مثل: التمويل غير القانوني للأحزاب، والتلاعب بالمعلومات، التي تقوض الديمقراطية وثقة المواطنين. كما سلطت هذا الضوء على أهمية التعاون الدولي للدفاع عن الديمقراطيات في العالم وتعزيز السلام.

    ووفقاً للسيدة/ مايا ساندو، فإن زيارتها إلى مقر حلف شمال الأطلسي، تؤكد التزام كيشيناو بالتعاون مع الدول الشريكة لضمان أمن المواطنين، وحماية العمليات الديمقراطية في جمهورية مولدوفا، وتعزيز دورها كشريك موثوق به في الأمن الإقليمي. الزيارة إلى بروكسل جرت بعد تأكيد المسار الأوروبي، في إطار الاستفتاء الذي اختار فيه مواطنو جمهورية مولدوفا إدراج الهدف الوطني المتمثل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في الدستور. الزيارة جاءت بعد وقت قصير من بدء ولاية المفوضية الأوروبية الجديدة، للتأكيد على استمرار وتعزيز العلاقة الوثيقة بين جمهورية مولدوفا والاتحاد الأوروبي. الزعيمة في كيشيناو/ مايا ساندو، التقت أيضاً مع رئيسة المفوضية الأوروبية/ أورسولا فون دير لاين، التي أعلنت، يوم الثلاثاء، عن دعم بقيمة ستين مليون يورو لجمهورية مولدوفا، وهو مبلغ ممنوح لإصلاح النظام القضائي وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.

  • التضخم يرتفع مرة أخرى

    التضخم يرتفع مرة أخرى

    وفقاً للبيانات التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء، ارتفعت هذا العام، وتحديداً في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أسعار الخدمات البريدية، والفواكه الطازجة، وأنواع السمن، بشكل كبير في رومانيا، والتي ارتفع بسببها التضخم السنوي مرة أخرى مقارنة بالشهر السابق، حيث وصل إلى خمسة فاصلة أحد عشر بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، بعد أن كان أربعة فاصلة سبعة في المئة في شهر تشربن الأول/أكتوبر.

    وهكذا وصل إلى مستوى مماثل للمستوى المسجل في أغسطس/آب، ولكنه وصل أيضاً إلى المستوى المسجل في أيار/مايو. إنه مثال على المسار المتذبذب الذي اتبعه المؤشر في عام ألفين وأربعة وعشرين، بعد انخفاضه من ستة فاصلة ستة في المئة في شهر كانون الأول/ديسمبر ألفين وثلاثة وعشرين. حيث كان على الرومانيين إنفاق مزيد من الأموال لشراء الفواكه الطازجة – أكثر من ستة ونصف في المئة، ونحو ثلاثة فاصلة أربعة في المئة للكهرباء.

    من ناحية أخرى، سجلت خدمات النقل الجوي انخفاضاً في تشرين الثاني/نوفمبر، مقارنة بشهر تشرين الأول/أكتوبر، بما يزيد على ثمانية فاصلة اثنين في المئة، تليها الطاقة الحرارية، بنحو خمسة في المئة. وتكشف الإحصائيات للأشهر الاثني عشر الماضية، عن زيادات في أسعار الخدمات البريدية، بنحو ثمانية عشر في المئة، تليها الفاكهة الطازجة بأكثر من سبعة عشر في المئة، والسمن النباتي بنحو ستة عشر في المئة. ومقارنة بشهر تشرين الثاني/نوفمبر ألفين وثلاثة وعشرين، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنحو خمسة في المئة، والخدمات بنسبة سبعة ونصف في المئة. المحلل المالي “أدريان كوديرلاشو”.

    “مازالت الأسعار المرتفعة للخدمات صامدة، حسب جميع التقارير الشهرية. كانت هناك زيادات متتالية في الحد الأدنى للأجور. لكن معظم العمال الموظفون بالحد الأدنى للأجور، يعملون في قطاع الخدمات، حيث انعكست زيادة التكلفة على الأسعار بعد ذلك. ومن هنا جاءت هذه الزيادة الطفيفة في التضخم. لدينا أيضاً عجز مرتفع في الميزانية. والعجز المرتفع في الميزانية تضخمي. لماذا؟ لأن الحكومة ، عندما تصدر ديوناً لتمويلها، هي في الأساس معادلة لطباعة النقود، وهي أموال تسعى إلى شراء السلع والخدمات، لذلك تزيد الطلب والأسعار تلقائيا”.

    بالنسبة لعام ألفين وخمسة وعشرين، يتوقع المحللون تضخماً بنحو خمسة في المئة، وهي أعلى قيمة ممكنة في بداية العام. وقد قام البنك الوطني الروماني، بمراجعة توقعات التضخم لنهاية عام ألفين وأربعة وعشرين، إلى أربعة فاصلة تسعة في المئة، حيث يتوقع أن يصل التضخم إلى ثلاثة ونصف في المئة فقط في نهاية العام المقبل. لكن لا شيء مؤكد. فعدم اليقين ناتج عن عوامل داخلية مثل، السياسة المالية، وزيادات الأجور على المستوى الوطني، وخارجية، مثل تطور الاقتصادات الأوروبية، وديناميكيات أسعار النفط، والصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط.

  • تصريحات حول عضوية حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي

    تصريحات حول عضوية حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي

    في شهر يونيو/ حزيران من عام 2021، 42% من المشاركين في استطلاع للرأي أجرته وكالة “إنسكوب” INSCOP في رومانيا، عندما سُئلوا عن البلد الذي يفضلون العمل أو الدراسة فيه لفترة أطول، اختاروا الغرب (الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة أو كندا)، وأقل من 4% كانوا يفضلون روسيا أو الصين، بينما أعلن 47.9% أنهم لن يغادروا بلدهم. 66.6% قالوا إنهم يفضلون الحقوق والحريات على النمط الغربي على القيم التقليدية التي تدعي روسيا البوتينية أنها تروج لها، واختار 16.2% فقط ما تسمى بالقيم الروسية. 56.2% من الرومانيين يقولون إن انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي جلب، على الأغلب، مزايا، بينما رأى 35.1% أنه جلب عيوبًا. 65.8% من المشاركين يفضلون أن تكون رومانيا عضوًا في حلف شمال الأطلسي لأن، بهذه الطريقة، سيُدافع عنها بشكل جيد من ناحية عسكرية، بينما فضل 28.6% الحياد، معتقدين أن، بهذه الطريقة، لن تتعرض رومانيا لهجوم من أحد. 73.8% يعتقدون أن وجود 3قواعد عسكرية أمريكية في رومانيا يساعد في الدفاع عن البلد في حال عدوان خارجي. وبنسبة ساحقة، عبر المشاركون، منذ ذلك الحين، عن عدم رضاهم في ما يخص أداء المسؤولين بوخارست، بغض النظر عن لونهم السياسي. الاستنتاج الذي توصل إليه علماء الاجتماع هو أن الرومانيين لا يطعنون في عضوية بلدهم في العالم الحر، بل يطعنون فقط في شرعية الطبقة السياسية التي تتجاهلهم وتزدريهم.

    “رومانيا ستبقى ملتزمة بشدة بالمسار الأورو- أطلسي المفترض، أما أن قرارنا بتقديم مساهمتنا الخاصة لتعزيز الأمن في المنطقة فيبقى صارما” – أكد وزير الدفاع / آنجيل تيلفار، يوم الثلاثاء. الوزير برفقة سفيرة الولايات المتحدة لدى بوخارست/ كاثلين كافاليك، أجريا زيارة إلى قاعدة ميهائيل كوغالنيشيانو الجوية (جنوب- شرق رومانيا)، حيث التقيا بوفد مكون من ملحقي دفاع من عدد الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، المعتمدين في بوخارست، وكذلك مع الجنود الأمريكيين المتمركزين هناك، بجانب رفاقهم الإسبانيين والفرنسيين بالإضافة إلى الرومانيين. وبحسب السفيرة كافاليك، فإن الجانب الروماني يستثمر الكثير في تطوير القاعدة، التي تعد واحدة من أهم القواعد في حلف شمال الأطلسي، والتي تساعد في الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

    ويوم الثلاثاء أيضًا، قالت الوصية على التاج الروماني، الأميرة/ مارغاريتا: “لم تتمتع رومانيا أبدًا في تاريخها الحديث بمستوى أعلى من الأمن، وظروف أفضل للازدهار الاقتصادي مما هي عليه اليوم، بصفتها عضو يتمتع بحقوق كاملة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”.

    \من ناحية أخرى، وصفت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة بأنها صرخة استغاثة من الناخبين الذين يشعرون بالتجاهل، على خلفية تنمية اقتصادية سريعة ولكن متفاوتة. وضربت مثالاً على ذلك: التناقض بين الترف الموجود في بوخارست والفقر  المنتشر في القرى، أو مع الاستثمارات في التقنيات الحديثة، بينما تبقى النفقات الصحية هي الأدنى في الاتحاد الأوروبي.

  • نحو أغلبية حكومية وبرلمانية

    نحو أغلبية حكومية وبرلمانية

    في الرابع من كانون الأول/ديسمبر، وقعت أحزاب PSD، PNL، USR، UDMR، ومجموعة الأقليات القومية، اتفاقاً مؤيداً لمسار رومانيا الأوروبي والأطلسي. وحدث ذلك بعد فترة وجيزة من الانتخابات البرلمانية، ومصادقة المحكمة الدستورية على الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حيث كان من المفترض إقامة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.

    ويهدف الاتفاق، إلى منع وصول المرشّح الرئاسي المستقل المتطرف “كالين جيورجيسكو”، الموالي لروسيا والمعادي للغرب، إلى أعلى سلطة في الدولة الرومانية، والذي أذهل فوزه في الجولة الأولى، شركاء رومانيا الاستراتيجيين وقلقهم. وتحدث ميثاق الرابع من كانون الأول/ديسمبر، عن تشكيل تحالف للاستقرار والتحديث، والالتزام بالتنمية والإصلاحات، وإعادة التأكيد على مسار رومانيا الأوروبي والأوروبي-الأطلسي.

    وفي النهاية، أطلق الموقعون نداء للمواطنين للتصويت في الجولة الثانية، بشكل مستنير وعقلاني، لاختيار رومانيا موالية لأوروبا، ديمقراطية وآمنة، ورفض الانعزالية والتطرف والشعبوية. لكن المحكمة الدستورية العليا، ألغت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في السادس من كانون الأول/ديسمبر، بسبب العيوب التي تضمنتها العملية الانتخابية، والتي استفاد منها بشكل رئيسي المرشّح “كالين جيورجيسكو”. ورغم أنه يظهر خارج المنافسة، لكن الأحزاب التي تدعمه وتشارك أفكاره ولو جزئياً، تشكل ثلت البرلمان الروماني الجديد، مثل أحزاب AUR، POT، وSOS ROMANIA. في الوقت الذي أظهرت أحزاب PSD، PNL، USR، UDMR، دعمها لقرار المحكمة الدستورية العليا.

    وبعد مزيد من المحادثات، وعدت الأحزاب المؤيدة لأوروبا، بتشكيل أغلبية برلمانية موالية لأوروبا في البرلمان وحكومة موالية لأوروبا، ودعم مرشح مشترك محتمل مؤيد لأوروبا، في الانتخابات الرئاسية. وبموجب هذا الالتزام، ستعمل الأحزاب الأربعة وممثلو الأقليات القومية، على وضع برنامج حكم مشترك، يقوم على التنمية والإصلاحات، ويأخذ في الاعتبار أولويات مواطني رومانيا.

    واتفق الموقّعون، على ضرورة وضع خطة واضحة، لتبسيط وخفض الإنفاق العام، والبيروقراطية في الإدارة العامة. كما اتفقوا على زيادة الوتيرة الحالية للاستثمارات والإصلاحات، في الخطة الوطنية للتعافي والقدرة على الصمود. وتلتزم الأحزاب المؤيدة لأوروبا أيضاً، بزيادة الثقة في المؤسسات والطبقة السياسية، لتحقيق الشفافية في إنفاق المال العام واحترام المواطن.

    بدوره، هاجم “جيورجي سيميون”، زعيم حزب AUR، بعبارات قاسية الأحزاب المؤيدة لأوروبا، حيث اتهمها بالتمسك بالسلطة. لكن لن تتحدد معالم الحكومة المستقبلية، قبل ممارسة البرلمان الجديد لمهامه، في الواحد والعشرين من كانون الأول/ديسمبر، والذي سيكون من بين أولوياته، وضع ميزانية للعام المقبل، ووضع الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية.

  • عجز في الميزانية مماثل للعجز المسجل خلال فترة الجائحة

    عجز في الميزانية مماثل للعجز المسجل خلال فترة الجائحة

    بلغ العجز في ميزانية رومانيا خلال الأحد عشر شهرًا الأولى من هذا العام 7.11% من الناتج المحلي الإجمالي، أي حوالي مائة وخمسة وعشرين ملياراً وسبعمائة مليون ليو (أي ما يعادل أكثر من خمسة وعشرين مليار يورو) – وفقًا للمعلومات التي حصلت عليها وسائل الإعلام في بوخارست. العجز المستهدف من قبل الحكومة لعام 2024 يبلغ 8.58% من الناتج المحلي الإجمالي، أي مائةً وإثنين وخمسين مليار ليو، مما يعني أن من المنتظر انفاق مبالغ كبيرة في شهر ديسمبر/ كانون الأول أيضًا. مستوى مرتفع للعجز في الميزانية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي كان قد سُجل مؤخرًا في عام 2020، وهو عام جائحة الفيروس التاجي المستجد (كوفيد-19)، عندما بلغ هذا المؤشر 9.6%. العجز هو الفرق بين الإيرادات المنخفضة للدولة، والنفقات المرتفعة التي يجب تغطيتها. وبما أن الدولة لا تملك هذه الأموال، فعليها أن تقترضها. وكلما ارتفعت مستويات العجز وامتدت لفترات زمنية أطول، كلما أصبحت وتيرة نمو الدين العام أكثر إثارة للقلق. ومع تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي، كما هو متوقع بالنسبة لرومانيا خلال السنوات المقبلة، فإن العجز الكبير في الميزانية، يمكن أن يؤدي إلى مواقف مثيرة للقلق، مثل التوقعات لعام 2031.

    بالنسبة لهذا العام، تنص الخطة المالية على أن رومانيا ستدفع فائدة على ديون الدولة 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي (مائة مليار ليو)، مقارنة بنسبة 2% الآن. البيانات الرسمية وتلك التي جمعتها الصحافة تظهر أن الحكومة المستقبلية ستتولى مسؤولية وضع اقتصادي صعب: عجز ضخم في الميزانية، وفوائد على قروض الدولة التي حطمت الرقم القياسي في الاتحاد الأوروبي، وأموال أوروبية معلقة جزئيًا. في هذه اللحظة، لا تستطيع الحكومة الحالية (المكونة من: الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الوطني الليبرالي PSD-PNL)، وضع قانون الميزانية للعام المقبل. وبما أن السلطة التشريعية الجديدة لم تجتمع بعد، وبما الأغلبية البرلمانية المستقبلية، التي تعتمد عليها عدة أبواب في الميزانية، غير واضحة، ودون وضع الميزانية الوطنية، لا تستطيع البلديات إعداد موازناتها الخاصة، وسيشعر المواطنون بآثارها على الفور.

    وزير المالية، الليبرالي/ مارتشيل بولوش، اعترف بأن “حالة عدم الاستقرار السياسي، تولد صعوبات فيما يخص استراتيجية القروض المقدمة من الأسواق الخارجية، الضرورية لضمان تمويل عجز الموازنة والدين العام، بحيث لا يمكن الانتهاء من موازنة عام 2025”.  رئيس حكومة بولوش، رئيس الوزراء الاشتراكي- الديمقراطي/ مارتشيل تشيولاكو أكد، في الأشهر الماضية، أن القروض الضخمة التي تعاقد عليها فريقه التنفيذي مخصصة في المقام الأول للاستثمارات. وضرب مثالاً ببعض دول أوروبا الغربية، مثل: البرتغال أو إسبانيا أو إيطاليا، التي كانت مثقلة بالديون قبل أن تنشئ بنيتها التحتية الرائعة اليوم. ومع ذلك، يقول المعلقون إن جزءًا كبيرًا من العجز يرجع إلى التدابير الانتخابية ــ الزيادات الكبيرة في معاشات التقاعد والرواتب في القطاع الحكومي ــ التي تبنتها الحكومة في عام 2024، الذي كان عام كل الانتخابات في رومانيا: المحلية، والبرلمانية الأوروبية، والتشريعية الوطنية، والرئاسية.