Category: تقارير

  • بريطانيا وحرية تنقل القوى العاملة

    سَمَحَتْ معاهدةُ انضمامِ رومانيا وبلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي للدول المُؤَسِسَةِ والدول التي انضمت إلى الاتحادِ قبل الأولِ من شهر يناير/كانون الثاني عام 2007 بفَرْضِ قُيود مُؤَقَتَةٍ على حُرية تنقل العاملين الرومانيين والبلغار في سوق العمل، تمهيدا لتحرير تنقل القُوى العاملة بشكلٍ كاملٍ في المجال الأوروبي. وكانتْ تِسعُ دول، هي النمسا وألمانيا وهولندا ولوكسمبورج ومالطا وفرنسا وبريطانيا وأيرلندا وأسبانيا، قد طَبَقَتْ تلك القيودَ إلى اليوم الأخيرِ مِنَ العام الماضي، عندما انتهتِ الفترةُ حيث كانتِ الإجراءاتُ الانتقاليةُ مَسموحا بها. إن الأول مِنْ شهر يناير/كانون الثاني عام 2014 الذي كان الأوروبيون، ولا سيما البريطانيون، يخافون مِنْ قُدومِهِ، لم يَشْهَدْ أيَ تَدَفُقٍ للعاملين القادمين مِنَ رومانيا وبلغاريا. ونفسُ الشيء في الأيام التي تلت، وبعد شهر تقريبا من ذلك سُجِلَ مُستوًى معقولٌ للهجرة. وأشار إلى ذلك رئيسُ الوزراء البريطانيُ نفسُهُ، دافيد كاميرون، الذي طالب، في الوقت مفسه، البرلمانيين المُحافظين بعدم تَعْرِيضِ خُطَطِهِ للحد مِنَ الهجرة للخطر. ويقول جزءٌ مِنَ النواب البريطانيين إنهم قلقون مِنْ عدد القادِمين الجُدُدِ على المدى الطويل، ويُريدون أنْ يُدرِجَ رئيسُ الوزراءِ قُيودا جديدة في مشروعِ قانونٍ تُرَوِجُ له الحكومةُ في لندن، هي وثيقة ستعود، يومَ الخميسِ القادمَ، إلى مجلس العموم. ويرغب ما يزيد على سبعين برلمانيا بريطانيا في تعديل القانون لتوسيعِ التفتيشات في سُوقِ القُوى العاملةِ البريطانية في شأن الرومانيين والبلغار إلى عام 2018. ومُعْتَرِفا بمُشاطَرَتِهِ “إحباطَهُمْ” فيما يخص الطلبَ بتشديد التفتيشات، فَسَرَ كاميرون أنَ “يَدَيْه مُقَيَدَتانِ في هذهِ القضية لأن بريطانيا مَدَدَتْ سابقا الإجراءاتِ الانتقاليةَ إلى أقصى مُدةٍ هِيَ سبعةُ أعوام” :



    ” فيما يخص رومانيا وبلغاريا، لقد مَدَدْنا التفتيشاتِ الانتقاليةَ مِنْ خمسة أعوامٍ إلى سبعة. لقد مَضَتْ هذه السنواتُ السَبعُ وليس مِنَ المسموح به، بناءً على القوانين الحالية، تَمديدُها مِنْ جديد. يُمكِننا أن نرى أن الهجرةَ تبدو في “مستوى معقول” منذ بداية العام وآمُلُ أنْ نُحرِزَ تقدما في تبني القانونِ الذي يضم العديدَ مِنَ النصوص المُفِيدة”.



    يرمي القانونُ إلى تقييدِ استفادةِ المهاجرين القادمين مِنْ دول الاتحاد الأوروبي مِنَ الخدمات الاجتماعية والخدمات العامة، إضافةً إلى تسهيلِ إعادة المهاجرين الذين يَنتهكون القانونَ إلى بِلادِهِمْ. وأفادتْ صحيفة “ذي غوارديان” بأن النوابَ المحافظين مِنَ المعارضة يقولون إنهم لا يُحاوِلون تدميرَ مشروعِ القانونِ الذي يُرَوِجُ له كاميرون، وإنما يرغبون في مجموعةٍ مِنَ التعديلات. في الحقيقة، يقول مُراسِلنا في لندن إنَ الخلافَ يُخفِي وراءَه النزاعَ القائمَ في الحزب بين هؤلاء الراغبين في خروج بريطانيا مِنَ الاتحاد الأوروبي والآخرين الذين يُريدون بقاءَها.

  • وضع متفجر في أوكرانيا


    تشملُ المظاهراتُ ضد السلطة الحاكمة في كييف، تدريجيا، كلَ أنحاءِ أوكرانيا. كانتِ المظاهراتُ قدِ اندلعت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استياءً مِنْ قرار الحكومةِ المُدهِشِ القاضي بعدمِ التوقيع على اتفاقيَتَيْ الشَراكة وحُرية التنقل مع الاتحاد الأوروبي ومَنْحِ الامتياز، بالمقابل، للعلاقاتِ مع موسكو. ولكنَ الاحتجاجاتِ لم تَعُدْ الآنَ تَقْتَصِرُ على العاصمة والمناطق الغربية -التي تُعتبر مَعقلا للمعارضة الموالية للغرب- فحسب، وإنما امتدتْ كذلك إلى المُدُنِ الواقعةِ شرقَ وجنوبَ البلاد، المواليةِ لروسيا بالأحرى. عَلاوةً على ذلك، بعدما قُتِلَ البعضُ مِنْهُمْ في الاشتباكات مَعَ قوات الأمن، ازداد المتظاهرون تَطَرُفا وأعربوا عَنْ رَفْضِهِمْ أيَ شكلٍ مِنْ أشكالِ التنازل مع النظام الاستبدادي للرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ومن خلال دعوةِ المُعارضةِ للمشاركة في الحكم، وضع الرئيسُ الأوكراني خُصومَه في وَضعٍ حَرِجْ، مُقدِما نفسَهُ كأنه سياسي مُستعِدٌ للتنازل، ولكنْ دون أن يُلَبِي،َ في الحقيقة، مطالبَ المعارَضة، وفقا لما أفادتْ به وسائلُ الإعلام نقلا عَنِ المحللين. وبعد اعترافِ المُتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع بكونِهم مُتحَدِثين باسمِهم، تولى زعماءُ المعارَضةِ مَطالبَهُمْ، رافضين محاولاتِ المُصالحةِ القادمةِ مِنَ الرئيس الذي فَقَدَ مِصداقيتَهُ بسبب سَفكِ الدِماء. وكان يانوكوفيتش قدِ اقترحَ عليْهِمْ مَنصبَيْ رئيسِ الوزراء ونائبِ رئيسِ الوُزراء، كما أظهر استعدادَه لِمُراجعة الدستور، الأمر الذي يفترض التنازلَ عَنْ بَعْضِ سُلُطاتِهِ لصالحِ الحكومة. ولكنَ المعارضةَ تَرغب في تحويلِ أوكرانيا إلى جمهوريةٍ برلمانية وتنظيمِ انتخاباتٍ رِئاسية مُبَكِرَة. أما الاتحاد الأوروبي -القَلِقُ بسبب تصاعدِ العنف في الحدود الشرقية، فَدعا كُلا مِنَ السلطة الحاكمة والمعارَضة إلى المزيد مِنَ الاعتدال. واستنكرت بروكسيل تَدَهْوُرَ وَضْعِ حقوق الإنسان والاعتقالاتِ في المستشفيات وحالاتِ الفُقدان أوِ التعذيب، مُشيرةً إلى أن وقفَ هذه المُمارساتِ شرطٌ أساسيٌ لاستعادةِ الثقة بين الحكومة والمجتمع. ومن جهة أخرى، طُلِبَ زعماءُ المعارضةِ بالابتعادِ عَنِ المُتظاهِرين الفَوْضوِيِينَ والاحتفاظِ بالطابعِ السِلْمِي للمظاهرات. وأعربت رومانيا هي الاخرى، التي تمتد حُدودُها المشترَكة مع أوكرانيا على مئاتِ الكيلومترات، عَنْ قلقها العميق إزاء تصاعدِ العنف في البلد المُجاوِر. ودعت وزارةُ الخارجيةِ في بوخارست إلى استخدامِ الحوار، كونَه الوسيلةَ الوحيدةَ لِحَلِ الأزمة الراهنة. وتكون رومانيا قلقةً كذلك بسبب وُجودِ جاليةٍ رومانية في غرب أوكرانيا تضم نصفَ مليونِ شخصٍ تقريبا.





  • الثلوج والعواصف الثلجية في رومانيا


    مئاتُ السياراتِ المُتوقفة في الطرق وعشراتُ البلداتِ التي انقطع عنها الكهرباء، ومدارس مُغلَقة وأُناسٌ يائسون — هذه هي الصورة العامة للبلاد بعد تساقط الثلوج بغزارة في اليومَيْن الأخيرَيْن. ويبدو أنَ الطقس في رومانيا لن يتحسن سوى لفترةٍ قصيرة. حيث تم تمديدُ حالةِ التأهب باللون البرتقالي طوالَ اليوم الاثنين في المحافظاتِ الواقعة جنوبَ وشرقَ البلاد، هي كونستانتسا وتُولْتْشَا وبْرَايِيلا وكالاراش ويالومِيتْسا وبُوزَاوْ وفْرانْتْشيا وغالاتْسْ، حيث تجاوزتْ سُرعةُ الرياح سبعين كيلومترا في الساعة، مُتَسَبِبَةً في انخفاضِ الرؤية وتراكُمِ الثلوج. وفي الوقت نفسه، أُعلِنتْ في المحافظات الواقعة شمالَ شرقِ البلاد، في باكاو وفاسْلُويْ وياشْ حالةُ التأهب باللون الأصفر. أما محافظاتُ بُوزَاوْ وبْرايِيلا وفرانْتْشا، فأُعلِنت فيها، أمسِ الأحد، ولأول مرة في رومانيا، حالةُ التأهبِ باللون الأحمر مِنْ وُقوعِ عاصفةٍ ثلجية. وكانتْ بوخارست أيضا، في نهاية الأسبوع الماضي، تحت حصارِ الثلوج المتساقِطةٍ بغزارة والعاصفةِ الثلجية. وعلى مُستوى البلاد، يُمكِنُ الملاحظةُ أنَ الطقسَ السيء أثر، أولا، على حركةِ المرور في الطرق العامة والسِكك الحديدية. فتم إغلاقُ الطرقِ السريعة وعشراتِ الطرق الوطنية، كما عُلِقَتْ مائاتُ الرحلاتِ بالقطار أو سَجَلَتْ تأخرا ملحوظا. واُضطُرَ المئاتُ مِنْ سائقي الشاحنات الثقيلة على التوقف، في انتظارِ تَحَسُنِ الطقس. ودعتِ السلطاتُ المواطنين، عدةَ مراتٍ، لعدم التنقل بالسياراتِ في المناطق المتضررة، إلا في الضرورة القُصوى. وكالعادةِ في مثل هذه الأوضاع، سُجِلتِ العديدُ مِنْ أعمالِ التضامن الإنساني في إجلاءِ الناس المُتقدمين في السن أوِ المَرضى أو في توزيع المساعداتِ في المناطق الريفية المَعزولة. وجاء دعمٌ ملحوظٌ مِنْ طرف الجيش الذي نشر ما يربو على مائَتَيْنِ مِنَ الجنود والدُباباتِ في المناطقِ المتضررة مِنَ العاصمة الثلجية. ونظرا إلى الصعوباتِ في النقل، أَغلقتِ الحكومةُ، مُؤَقتا، المَدارِسَ في سبعة وعشرين مُحافظةً في جنوبِ ووسط وشرق البلاد، وفي بوخارست كذلك. ولإدارةِ الوضع القائم، دعى رئيسُ الوزراء، فيكتور بونتا، إلى عقدِ العديدِ مِنَ الاجتماعات للمسؤولين في النقل، لتحديدِ الإجراءات التي يجب اتخاذُها. ولأنَ الإمكانياتِ التقنيةَ ثَبُتَ، في هذا العام أيضا، أنها غيرُ كافيةٍ أوْ غيرُ فعالة، انتهز السياسيون في المعارضة وجزءٌ مِنَ الرأي العام الفرصةَ لإدانة الحكومة بِسُوءِ إدارة الوضع. ويبدو أن الشتاء في رومانيا، التي لم تتساقط فيها الثلوجُ في الشَهْرَيْنِ الأخِيرَيْنِ، يُمكِنُ أن يتسبب في المزيد مِنَ المشاكل. حيث أعلنَ خبراءُ الأرصاد الجوية أن الثلوجَ ستَعُودُ بعد انقطاع قصير، يَوْمَ الأربعاءِ القادمَ في رومانيا، بنفس الشِدة كما في نهاية الأسبوع الماضي.

  • وفد لصندوق النقد الدولي في بوخارست

    وفد لصندوق النقد الدولي في بوخارست


    وصل وفدٌ مُشتَركُ لصندوق النقد الدولي والمفوَضيةِ الأوروبية والبنك الدولي إلى بوخارست حيث سيبقى إلى الخامسِ من شهر فبراير/شباط القادم للقيام بِتَقْيِيمَيْن. ووفقا لصندوق النقد الدولي، ستُركِز المباحثاتُ مع السلطات الرومانية على التطورات الاقتصادية الأخيرة، وإعادةِ تنظيم الشركاتِ المملوكة للدولة وتحسين أداءِها، وتحديدِ أولوياتِ الاستثماراتِ مِنَ الأموال العامة وإظهارِ المزيد مِنَ الصرامةِ في مُراقبتها، إضافةً إلى التَحَكُمِ في المتأخِرات، وإجراءاتِ التعويضِ عَنِ انخفاضِ عائداتِ الميزانية. أكثرَ من ذلك، يرغب صندوقً النقد الدولي في التأكد مِنْ عدم تجاوزِ عجزِ الميزانية المستوى المستهدَف له، أي اثنين فاصلة اثنين في المائة مِنَ الناتج المحلي الإجمالي، المُتَفَقِ عليه في الاتفاق الوِقائي المُبْرَمِ مع رومانيا في عام 2013 الماضي. وكان المُمَوِلون الدُوليون قد أجَّلوا زيارَتَهُمْ التي كان من المُقَرَرِ عَقدُها في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بسبب رفض رئيسِ الجمهورية، ترايان باسيسكو، التوقيعَ على خِطاب النوايا الأخيرِ مع صندوق النقد الدولي. وكان الرئيسُ باسيسكو قدِ اعترض على أحدِ النصوص المُتَفَقِ عليها مع خُبراء التْرُويِكا، ذلك المتعلقِ بزيادةِ ضريبةِ الوَقود بسبعة يوروسينت للتر الواحد، اعتبارا مِنَ الأول مِنْ شهر يناير/كانون الثاني، مُهَدِدا بعدمِ مُصادَقَتِه على ميزانيةِ الدولة لعام 2014. وأعلن رئيسُ الوزراء، فيكتور بونتا، أنه سيتحدث إلى صندوق النقد الدولي عَنْ هذا الموضوع، ولكنه أوضح أن ضريبةَ الوَقود ستُطَبَقُ اعتبارا مِنَ الأول من شهر أبريل/نيسان المقبل، على أنْ يتمَ البحثُ في تأثيرها بعد الفَصْل الأول. ومن جهة أخرى، طالب رجالُ الأعمال في رومانيا الحكومةَ بالشفافيةِ في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، كما يُصِرون على اتخاذِ إجراءاتٍ لتخفيف الضرائب، مثل الإعفاءِ عَنْ فرضِ الضرائبِ على الأرباحِ المُعادِ استثمارُها، ومنحِ أموالٍ إضافية لتمويل بعض البرامج التي تعمل على إيجادِ أماكنِ عملٍ جديدة، وخفضِ ضريبةِ الرواتب. الأمينُ العامُ لجمعيةِ رجال الأعمال في رومانيا، كريستيان بارفان:



    ” نعتقد أن هناك إجراءاتٍ ينبغي على الحكومةِ طَرْحُها للنقاش في إطار هذه المفاوضات، كما يجب أن تُحاوِلَ إقناعَ الترويكا بفوائدِها، من أجل تعزيزِ آفاقِ النمو الاقتصادي في هذا العام. ومن بين تلك الإجراءات، عدمُ فرضِ الضرائب على الأرباح المُعادِ استثمارُها-هذه قصةٌ قديمة، لكن لم يَفْهمْها أحدٌ جيدا، الأمرُ الذي سيسمح لمجموعاتِ الشركات الرومانية بالتمتع بضبط أوضاعِ المالية العامة، كما يحدث في رومانيا في شأنِ مجموعات الشركات الدولية، إضافةً إلى إجراءاتٍ خاصة بزيادةِ الأموال المُخَصَصَةِ للبرامج المُؤَيِدَةِ لتطوير الأعمال” — على حد قول الأمينِ العامِ لجمعيةِ رجال الأعمال في رومانيا، كريستيان بارفان.



    ويعتقد رئيسُ الوزراء، فيكتور بونتا، أن طلبَ الإعفاءِ عَنْ دفع الضرائب على الأرباح المُعادِ استثمارُها له فرصٌ كبيرةٌ لِيَدخلَ قيدَ التنفيذ اعتبارا مِنْ شهر يوليو/تموز القادم، نظرا إلى أنَ الأمور سارت بشكل جيد في عام 2013 فيما يخص النموَ الاقتصادي والعجزَ واستيعابَ الأموال الأوروبية وزيادةَ الاستثمارات. ومن جابنِه، طالب الحزبُ الديموقراطي اللبرالي مِنَ المعارضة الحكومةَ بعدم تجاوزِ النسبة المُستهدَفة للعجز المُتَفَقِ عليها مع صندوق النقد الدولي من خلال إجراءاتٍ رامية إلى نمو الاقتصاد والحَدِ مِنَ التهرب مِنَ دفعِ الضرائب، وليس من خلال فَرْضِ رُسومٍ وضرائبَ جديدةٍ. وجديرٌ بالذكر أن اتفاقَ الائتمان الوِقائيَ الذي أبرمته رومانيا مع صندوقِ النقد الدولي والمُفوضية الأوروبية والبنكِ الدولي تبلغ قيمتُه أربعةَ ملياراتِ يورو ويَمْتَدُ على عامَيْن، هي أموالٌ تَنوي الحكومةُ في بوخارست استخدامَها فقط في حالةِ الطوارئ القُصوى.



  • زيارة رئيس الجمهورية الروماني لإسرائيل

    زيارة رئيس الجمهورية الروماني لإسرائيل


    اُستُقبِل رئيسُ الجمهورية الروماني، ترايان باسيسكو، اليومَ الاثنين، في إطار زيارته الرسمية إلى إسرائيل، استقبالا عسكريا رسميا مِنْ قبل نظيره الإسرائيلي، شيمون بيريز. كما التقى الرئيس باسيسكو برئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبَرْمان. ووفقا لمُراسِلِ الإذاعة الرومانية العامة بالقدس، أشار الرئيسُ الروماني، في خطابه، إلى أنَ الأعوامَ الخمسةَ والستين للعلاقات الدبلوماسية المتواصلةِ بين رومانيا وإسرائيل إنما هي عنصرُ فَخر. وذكر أنه في عام 1967، عندما قَطَعَتْ جميعُ دُولِ مُعاهدةِ وارسو عَلاقاتِها مع إسرائيل، رومانيا لم تفعلْ ذلك، لاعتبارِ إسرائيلَ بلدا صديقا ومَصدرَ استقرارٍ في الشرق الأوسط. ومن جانبه، قال شيمون بيريز إنَ المفاوضاتِ الإسرائيليةَ الفلسطينية الجاريةَ حاليا حاسمةٌ، وإنَ فشلَ المباحثاتِ سيكون مأساةً بالنسبة للشرق الأوسط. كما أشار الرئيسُ بيريز إلى تطورِ رومانيا وصرَح بأن الرومانيين لهمُ الآنَ مُستقبلٌ أفضل. وهنأهم لتحسينِ الوضع الاقتصادي للبلاد وللمَكانة التي تحتلها رومانيا في إطار الاتحاد الأوروبي والحِلف الأطلسي. ويقول ترايان باسيسكو إنَ رومانيا مرتبطةٌ بإسرائيلَ مِنْ خلال العدد الكبير لليهود الذين يتكلمون اللغةَ الرومانية، وهم خمسُمائةِ ألفٍ تقريبا. لقد ساهم الكثيرُ منهم في بناءِ دولةِ إسرائيل وصاروا الآن شخصياتٍ عامةً بهذه البلاد. وفي إطار زيارتِه إلى إسرائيل، قام الرئيس باسيسكو بزيارةِ متحف ياد فاشيم لإحياءِ ذكرى شُهداءِ وأبطالِ المَحرقة، الذي قدمت له جالياتٌ يهوديةٌ مِنْ رومانيا أيضا مُساهماتٍ مالية. وفي صالةِ الذِكريات، وضع باسيسكو إكليلا مِنَ الزهور وأشعل شَمعةً تكريما لِذكرى ضحايا النازية السِتةِ ملايين. وفي مَتحف ياد فاشيم أيضا، جرى التوقيعُ على إعلانِ التعاون بين الإدارة الرئاسية في بوخارست وياد فاشيم، في مكافحةِ التمييز وعدمِ التسامح ومُعاداةِ السامِيَة. وبعد ذلك، استُقبِل رئيسُ الجمهورية الرومانيُ من قبل البَطريركِ الأرثوذكسي بالقدس، تيوفيلوس الثالث، الذي منح له وِسامَ القَبْرِ المُقَدَسِ مِنْ رُتبة قائدٍ عظيم، ومن ثم توجَه الاثنان معا إلى القَبر المُقدس بالقُدس القديمة. وهنا، استُقبِل الرئيسُ ترايان باسيسكو مِنْ مجموعاتٍ مِنَ السُياحِ الرومانيين الذين كانوا يقومون بزيارةِ الأماكنِ المُقدسة. وانتهى جدولُ اليوم لرئيس الجمهورية، ترايان باسيسكو، بزيارة إلى حائطِ المَبْكى، حيث ترك دعوة شخصية مكتوبةً.

  • استغلال الغاز – الحسنات والسيئات

    شارك مئتان وخمسون شخصا تقريبا، أمس الأحد، في بلدة بونجيشت ، الواقعة شرق رومانيا، في مُظاهرة ضد استخراج واستغلال غاز الشيست، تُعَدُ أولَ مظاهرة تُنظَم في هذا العام بشَكل شرعي. وردد سكانُ المنطقة والبيئيون هُتافاتٍ ضد شركة شيفرون الأمريكية والسلطةِ الحاكمة والوجود الدائم لرجال الدَرَك في المنطقة. ويسود الاستياءُ في المنطقة منذ بضعة أشهر، وكان جزءٌ مِنَ المتظاهرين قد لجأ، في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى الإضرابِ عَنِ الطعام. ويتمثل موضِعُ النزاعُ في طريقة الاستغلال مِنْ خلال التكسير الهيدروليكي. وهذه تقنيةٌ مُثيرةٌ للجدل تُستعمَل لاستغلال موارد المَحروقات مِنَ الصُخور وتكمن في ضخِ كمية كبيرة مِنَ المياه المُختَلَطة بالرمل والمُرَكبات الكيميائية، لغرض تفتيتِ الصُخور وتَحْرير الغاز الطبيعي الموجود فيها. ويقول المتظاهرون بأن هذه التقنيةَ تتطلب استهلاكا ضخما مِنَ المياه، وبالتحديد خمسةً وثلاثين ألفَ مترٍ مُكعب في البداية، فيُعرض الهواء والمياه الجوفية لخطر التلوث، ويُعرِض للخطر كذلك مساحةً ضخمة، فيها نباتات وحيوانات. ويُذكَرُ أيضا إخراجُ مساحاتٍ كبيرةٍ مِنَ الدورة الزراعية وكذلك التسببُ في الزلازلَ والانهيارات الأرضية، إضافة إلى الصعوبة في معالجة المياه المُتَخَلِفة. وأخيرا وليس آخرا، يشتكي المتظاهرون مِنَ الآثار السلبية على الصحة، علما بأن السائل المُستخدم يحتوي على مئاتِ المواد الكميائية، بضعةُ العشراتِ منها على الأقل عاليةُ السُمِّيَّة. وثمةَ حججٌ مؤيدةٌ لاستخراج الغاز الصَخري تتمثل في الاستقلال من حيث الطاقة الذي تعتبره الحكومةُ أولويةًَ استراتيجية. وكانت المستشفياتُ قد أُغلِقت في المنطقة بعدما حصلت شركة شيفرون ، في أكتوبر /تشرين الأول الماضي، على رُخْصَةٍ للبناء لِنَصْبِ أولِ مسبار لاستخراج غاز الشيست في رومانيا. وكان المتظاهرون -الذين يصل عددُهم إلى بضعة المئات في كُلِ مظاهرة يُنظمونها- قد دمروا السِياجَ الذي كان يُحيط بموقع شركة شيفرون ، الأمرُ الذي أدى إلى إعلانِ المنطقةِ “منطقةً أمنية خاصة” . وازداد عددُ رجال الدرك في المنطقة بشكل ملحوظ، بينما تم تقييدُ حركة المرور في الطريق الرابط بين بلدَتَيْ سيليشتيا وبونجيشت ، حيث تملك شركة شيفرون أرضا تمتد مساحتُها على عشرين ألفَ متر مربع، لغرض استخراج غاز الشيست . وبدأت الملاحقة الجنائية في حق سبعة وثلاثين من المتظاهرين المتهمين بالتورط، في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، في تدمير السِياج المحيط بموقع شركة شيفرون. وكانتِ الاحتجاجاتُ سِلميةً الآن، ولكن المتظاهرين يقولون بأنهم سيواصلون أعمالهم، وقرروا تأسيسَ منظمة غير حكومية ليتمكنوا بواسطتها من رفع دعوى إلى المحكمة في سلسلة من القضايا المتعلقة بوضع استغلال الغاز الصَخري.

  • عن تعديل الدستور، من جديد

    الدستورُ مَرفوضٌ شَكلا وموضوعا! إن الجميعَ يَتَفِقُ على ضرورةِ تعديل دستورِ رومانيا، ولكنَ اختلافَ الآراءِ على المستوى السياسي فيما يخص مُحتوى التعديلاتِ المأخوذةِ في الاعتبار ومَوْعِدَ تنظيمِ الاستفتاء– أصبحتْ مَوْضِعَ نِزاع. وكان زعيما الاتحادِ الاشتراكي اللبرالي قد أعلنا، في الأسبوع الماضي، عَنْ عقدِ استفتاءٍ لتعديل الدستور في آنٍ واحد مع الانتخاباتِ الابرلمانية الأوروبية، في نهاية شهر مايو/أيار القادم. عَلاوة على ذلك، يُراد إجراءُ الاستفتاءِ في يَوْمَيْن، وبالتحديد في الرابعِ والعشرين والخامس والعشرين من شهر مايو/أيار المقبل، لتحقيق نسبة الخمسين مِنَ المائة للناخبين اللازمة للتأكدِ مِنْ صلاحية الاستفتاء. ولكنَ رئيسَ الوزراءِ السابقَ، الديموقراطيَ اللبرالي إيميل بوك، يقول إن دمجَ الانتخاباتِ المرغوبَ فيهِ شَرعيٌ ولكنْ غيرُ مُؤات، اعتقادا منه أن ذلك سيُحَوِل النقاشاتِ عَنِ انتخابِ هَؤلاءِ الرومانيين الذين سينتمون إلى البرلمان الأوروبي، هِيَ انتخاباتٌ بالغةُ الأهمية تُجْرى مَرةً كُلَ خمسِ سنوات، ولها آثارٌ كبيرةٌ على مصير الاتحاد الأوروبي وكل دولة عُضْوٍ على حِدة. أكثرَ من ذلك، تتهم المعارضةُ السلطةَ الحاكمة بالعَجز في تنفيذ عمليةِ التعديل، فتُريد هذه الأخيرةُ أن تُثبِتَ لها العكس. وبذلك، بعد مُوافقةِ ممثلي الاتحاد الاشتراكي اللبرالي على جَدولِ الأعمال، مِنَ المقرر اجتماعُ اللجنة البرلمانية الخاصة بتعديل الدستور في السابع والعشرين من شهر يناير/كانون الثاني الحالي لاستئنافِ النقاش حول وضعِ مشروعِ قانونٍ جديد، بعدما كانتْ صيغتُه الأولى قد كَشَفَتْ، في عام 2013 الماضي، بَعضَ نِقاطِ الضُعْف. وبالتالي، سيَأخذ مُقترحُ القانونِ الجديدُ الخاصُ بتعديل الدستور في الاعتبارِ التوصياتِ التي تقدم بها مُمَثِلُو لجنة البُندقية والمجلسِ التشريعي والجمعياتِ المِهَنِيَةِ للقُضاة. وترغب السلطةُ الحاكمة في بوخارست إرسالَ الصيغةِ النهائية لمشروع التعديل إلى المحكمةِ الدستورية التي ستُقَرِرُ إذا ما احترم البرلمانيون المُجتمَعون في اللجنة الخاصة المعاييرَ الدستوريةَ عندما أدخلوا التعديلاتِ الجديدة. وهناك سياسيون يُحَذِرُون من أنهم سيدْعُونَ إلى عرقلة الاستفتاء مِنْ خلال الغياب عنِ التصويت في حال عدم اطلاعِ الناخبين، في الوقت المناسب، على التعديلاتِ المُدخَلة على الدستور. ومن بين أَوْجُهِ القُصورِ المُحددةِ في الصيغة الأولى لمشروع القانون: عدمُ ذكرِ رئيسِ الجمهورية في صُفوف السلطات التي تُمَثِل السلطةَ التنفيذية، وتقليصُ صلاحياتِه بشكل مَلحوظ. كما اُنتُقِدَ فُقدانُ المواطنين الحقَ في الدعوةِ لتنظيمِ استفتاءٍ على الدستور. وانتُقِدَت كذلك النصوصُ التي كان البرلمان يَكتسب مِنْ خلالِها سُلطةً مُطلَقة، حيث كان بوَسْعِه الادعاءُ بالحقِ في حَسْمِ بعض القضايا التي لم تُعَدَ مِنْ صلاحياتِه. وهناك اعتراضٌ آخرُ متعلقٌ برئيس الجمهورية وفُقدانِه الحَقَ في حَلِ البرلمان إذا رفض البرلمانيون أنفسُهُمْ ذلك. ولكن الزعيمَ اللبرالي، كرين أنتونيسكو، قدم ضمانات مِنْ أن مشروعَ الدستور الجديد لم يُوضَعْ لِخدمةِ مصالحِ الاتحاد الاشتراكي اللبرالي ولا يُقَوِض الديموقراطية، كما يَتهِمُه البعض.

  • تأجيل غزو المهاجرين

    تأجيل غزو المهاجرين

    إن ما يسمى بغزو الرومانيين و البلغاريين، الذي كان يخشاه بعض الغربيين، بعد الرفع الكامل للقيود المفروضة على سوق العمل في الاتحاد الأوروبي إبتداءً من مطلع يناير/كانون الثاني 2014، لم يحدث! على الأقل في الأيام الأولى من السنة. آخر الدول التي طبقت هذه التدابير كانت: ألمانيا، والنمسا، وهولندا، ولوسمبورغ، وبلجيكا، وفرنسا، وإسبانيا، وبريطانيا، ومالطا. ومن بين أكثر القلقين من إلغاء القيود، كانوا سكان المملكة المتحدة، حيث خلقت وسائل الإعلام والساسة، حالة قلق حقيقية فيما يخص تدفق المهاجرين، الذي كان من المتوقع أن تجلبه السنة الجديدة، مهاجرون حريصون على الاستفادة من الخدمات السخية للمعونات الإجتماعية. صحافييو اليمين، إنتظروا بفضول، في مطار لوتون، وصول ملايين الرومانيين العاطلين عن العمل، ولكنهم فوجئوا بإكتشاف وصول بضعة أشخاص فقط من رومانيا، عادوا مجدداً لمواصلة عملهم في المملكة المتحدة. سفير رومانيا في بريطانيا/يون جينغا، قارن الصحافيين الذين كانوا ينتظرون “موجات المهاجرين الرومانيين” بالشخصيات المأساوية – الهزلية من تحفة صمويل بيكيت ” في إنتظار غودو” — كتبت صحيفة الغارديان.


    و في بوخارست، رفضت وزارة الشئون الخارجية المزاعم التي ظهرت في وسائل الاعلام البريطانية حول غزو المهاجرين، على لسان المتحدثة باسم الوزارة/بريندوشكا بريديسكو، التي قالت إن بريطانيا ليست ولن تكون وجهةً مفضلة للرومانيين. كما أشارت إلى حملة علنية ضد الرومانيين و البلغاريين، مؤكدة أن بعض المقالات التي نشرت في الصحافة البريطانية قد وصلت إلى حد العنصرية. حرية تنقل الأشخاص تمثل مبدأً أساسياً للاتحاد الأوروبي، و عنصراً مكوناً للسوق الموحدة، تؤكد الدبلوماسية في بوخارست، التي تتقاسم موقف المفوضية الأوروبية الذي عبر عنه المفوض الأوروبي للعمل/ لازلو أندور، الذي يعتبر أن حرية حركة العمال المتنقلين، من مواطني دول الاتحاد الأوروبي، تنتج، في الواقع، آثاراً إيجابيةً، على السوق الموحدة، و على تعميق التكامل الأوروبي. و عبر لازلو أندور عن اعتقاده بأن تسهيل حرية التنقل يمكن أن يكون له دورٌ في مكافحة البطالة و تقليص الفوارق بين مختلف دول الاتحاد.


    ميزة أخرى لفتح سوق العمل في الاتحاد الأوروبي للرومانيين و البلغاريين يمثلها نقل الخبرات و المهارات، و الذكاء و الإحتراف، في رأس سفير رومانيا في باريس/ بوغدان مازورو. وفي مقابلة بُثت على محطة التلفزيون الفرنسية BFM، أعطى مثالاً على ذلك، العدد الكبير من الأطباء والممرضين الرومانيين العاملين في فرنسا. وفي نفس الوقت، توقع الدبلوماسي، عدم حدوث موجة هجرة للعمال الرومانيين، حيث أن أولئك الذين كانوا يريدون العمل في هذا البلد، هم موجودون بالفعل هناك.

  • أناشيد و تراتيل دينية رومانية في الفاتيكان

    أناشيد و تراتيل دينية رومانية في الفاتيكان

    بالنسبة لجميع معتنقي و أتباع الديانة المسيحية، كان البابا فرانسيس ناقل رسالة بأن الكنيسة يجب أن تكون أقرب من أبناء رعيتها، وخصوصاً من خلال المشاركة العميقة في الحياة الاجتماعية لهؤلاء. و في أقل من عام منذ توليه البابوية، نجح البابا فرانسيس بأن يبني صورة فارس للعدالة، و ناشط فاعل ضد الحروب والاتجار بالبشر أو استغلال الأطفال. و بعيداً عن مشاركته الفاعلة في حل المظالم في العالم، لفت شاغل المقعد الباباوي الجديد الإنتباه فيما يخص الكيفية التي يتوجب فيها على الكنيسة الكاثوليكية أن تتواصل مع شقيقاتها المسيحية، و في مقدمتها الكنيسة الأورثوذوكسية، و نظيراتها من الديانات غير المسيحية. هذا هو السياق الذي رحب فيه البابا فرانسيس، ، يوم أمس الأحد، في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، بقرابة 150 من الرومانيين (ومعظمهم من الأرثوذكسيين) الذين إرتدوا الأزياء و الحلل الشعبية، وقدموا له حفلاً أنشدوا فيه تراتيل دينية. وهذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها البابا فرانسيس بالجالية الرومانية في إيطاليا. و كان من ضمن مجموعة الرومانيين المونسنيور/ انطون لوكاتشي، من الفاتيكان:


    “فرح عظيم كان ذكر وجود جاليتنا هنا، في الساحة، و في مجموعة الرسائل، والإعلانات، وكانت جاليتنا هي الأولى في ذهن البابا، و قد سررت جداً بذلك. حيث كانت عدة سنوات متتالية، ربما لم تذكر فيها جاليتنا”.


    وبشكل آخر، فإن تعداد الجالية الرومانية في إيطاليا، وفقا للإحصاءات الرسمية التي نُشرت مؤخراً، أكثر من ثمانمائة و عشرين ألف نسمة، أي نسبة 20% من جميع الأجانب الذين يعيشون في شبه الجزيرة. الرومانيين يشكلون، حتى الآن، أكبر جالية أجنبية في إيطاليا.


    وبالعودة إلى البابا فرانسيس، فإن الحس و النفس الجديد، الذي جلبه إلى السياسات التي تروج لها الكنيسة الكاثوليكية، بدأت بالفعل تحظى بمصداقية الرأي العام. فعلى سبيل المثال، كشفت دراسة نشرتها، صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، في نهاية الأسبوع الماضي، حقيقة أن البابا فرانسيس، يحظى بصورة إيجابية بين 85 %من الفرنسيين. وعلاوة على ذلك، يتمتع الحبر الأعظم، بشعبية تصل إلى حوالي 90 % بين أولئك الذين يعتنقون ديناً مختلفاً، و إلى قرابة 70% بين الملحدين. وباستخدام كلمات تصفه بشكل أفضل يعتقد الفرنسيون بنسبة 86% أنه لطيف، و بنفس النسبه (86%) بأنه قريب من الناس، و 85% بأنه بسيط، و 84% بأنه شريف، و 83% بأنه متواضع، و 82 % بأنه كريم، و 81 % بأنه شجاع. ومع ذلك، فإن السمعة الإيجابية التي يحظى بها البابا فرانسيس في فرنسا، تتناقض تناقضاً شديداً، بشكل عام، مع صورة الكنيسة الكاثوليكية، حيث أن 48% فقط من الفرنسيين لديهم رأي جيد بخصوص الكنيسة.


  • بين عيد الميلاد و العام الجديد

    بين عيد الميلاد و العام الجديد

    في رومانيا، حيث، وفقاً لآخر تعداد، 98% من السكان أعلنوا أنهم مسيحيون، يعتبر عيد الميلاد، بالإضافة إلى عيد الفصح، أهم مناسبتين دينيتين في السنة. عيد الميلاد يمثل إحتفالاً أسرياً، عندما يجتمع الناس حول شجرة عيد الميلاد، و يتبادلون الهدايا، يستمتعون باللحظات التي يقضونها معاً، على المائدة، التي تقليدياً، توضع أطباق من لحم الخنزير والكعك و الفواكه. في عيد الميلاد، تتجول مجموعات من المنشدين، معلنين مولد المسيح — عليه السلام — بأشكال متنوعة من العادات والتقاليد الجديرة بالإدراج في التراث الثقافي العالمي.


    الكثير من الرومانيين، إستغلوا يومي العطلة القصيرة، للذهاب إلى الأماكن التي تساقطت فيها الثلوج، صاعدين، على سبيل المثال، أكثر من ألفي متر، جبال الكاربات الجنوبية، إلى بيلا لاك، حيث يوجد الفندق الجليدي الوحيد في البلاد. في هذا العام، تم بناء الفندق بأسلوب العمارة الباروكي، و استحضار شخصيات ذلك العصر، إبتداءً من: فولتير إلى موليير، وماري-أنطوانيت و إنتهاءً ببروكينتال. كما أن العديد من المؤمنين المسيحيين- حضروا قداس عيد الميلاد، الذي نظمته كاتدرائية البطريركية الأرثوذكسية الرومانية، أو الكاتدرائية الكاثوليكية في العاصمة بوخارست. بطريرك الكنسية الأوثوذوكسية الرومانية/ دانييل، دعى الرومانيين إلى عدم فقدان الثراء الروحي و الإيمان والكرم، بينما حدثهم مطران الروم-الكاثوليك/ يوان روبو، على التأمل في كلمة الرب.


    وفي اليوم الثاني من عيد الميلاد، دُعي المسيحيون الأرثوذكس للمشاركة في الاحتفال بمجلس كهنة القديسة مريم، وبالقديس نيقوديموس، في دير تيميشانا (جنوب غرب البلاد). و يعد دير تيميشانا، من أقدم أمكان الرهبانية التي بُنيت في رومانيا (حيث بني في القرن الرابع عشر) بعد تنصير سكان هذه الأراضي من قبل الرسول أندراوس.


    و بالنسبة للجنود الرومانيين المتواجدين في بعثات مهمات حفظ السلام الدولية كذلك، حافظ عيد الميلاد، على معناه التقليدي، حتى و إن كان قد عاشَ سحرَ العيد أكثرُ من ألف و مائتي جندي روماني، في ظروف خاصة، في أفغانستان، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو أو في القارة الأفريقية.


    الاحتفال بأكثر الأعياد المسيحية بهجة، كان كذلك، مناسبة لتوجيه رسالة إلى الشعب، من قبل الرئيس/ ترايان باسيسكو، الذي تمنى لمواطنيه أن يكونوا أفضل، و أن يفكروا بسويهم من الآخرين، وخاصة أولئك الذين يحتاجون إلى تعاطف وتضامن. رسالة تشجيع موجهة للرومانيين، ومن ضمنهم، أولئك المتواجدين في مقاطعة باسارابيا التاريخية (جمهورية مولدوفا حالياً)، و في العالم بأسره، أتت من قبل أكبر عاهل معمر في أوروبا، الملك/ ميهاي الأول، عاهل رومانيا السابق. الذي تمنى لهم أعياداً سعيدة، وراحة بال، و سكينة روحية، و دواع إعتزاز و فخر لكونهم رومانيين.

  • إحياء ذكرى أبطال الثورة الرومانية

    إحياء ذكرى أبطال الثورة الرومانية

    في رومانيا، تتواصل التظاهرات المكرسة لإحياء ذكرى ثورة ديسمبر/كانون الأول 1989 المناهضة للشيوعية. بعد فرار الدكتاتور الروماني السابق/نيكولايه تشاوشيسكو وزوجته/ إيلينا — اللذيِْن حوكما و أعدما، لاحقاًً، في 25 ديسمبر /كانون الأول، و بعد تأسيس في 22 ديسمبر، جبهة الإنقاذ الوطني، كجهاز جديد للسلطة، في أعقاب معارك في الشوارع بين الثوار و القوات الموالية للنظام السابق، التي نسبت إلى بعض من وصفوا “بإرهابيين”. حيث هاجم هؤلاء نقاطاً حيوية للحياة الاجتماعية والسياسية: الإذاعة والتلفزيون، و شركة الهواتف، والوزارات والمطارات والمستشفيات. وُزعت أسلحة على المدنيين، ولكن خُلقت أيضاً، حالة ذعر، تأكد لاحقاً، أنها قد استحدثت بشكل متعمد و معرفة مسبقة. الإدارة الجديدة، و في مقدمتها يون إيليسكو، وجهت نداءً للشعب بالخروج إلى الشوارع للدفاع عن المكتسبات الثورية. وسجلت حوادث مؤسفة، مثل الذي وقع في مطار “أتوبين|” بوخارست – أكبر مطارات البلاد، حيث فتح المدافعون النيران، على التعزيزات التي أتت لدعمهم، معتقدين أنهم يتعرضون لهجوم، مما أسفر في 23 ديسمبر، عن مقتل عشرات الجنود الأبرياء.


    المجموع الكلي، للذين لقوا حتفهم، خلال الثورة الرومانية، تجاوز ألفاً و مائة شخص. في ليلة 22 صبيحة 23 ديسمبر/كانون الأول، لقي مصرعه في بوخارست، تحت جنازير دبابة، الصحافي الفرنسي/ جان لويس كالديرون، من القناة الفرنسية الخامسة TV 5. تبادلات إطلاق نيران، أسفرت عن سقوط جرحى، سُجلت ضمنياً في الهيئة الرومانية للبث الإذاعي، التي تحولت في تلك الأيام، من محطة دعاية شيوعية، إلى الوسيلة الرئيسية للاتصال بين سكان البلاد و الثوار. أحداث بوخارست نُقلت، بشكل مكثف، عبر وسائل الإعلام و الصحافة الدولية، التي حظيت بفرصة نقل بث مباشر لأول ثورة، أما التغيرات السياسية، فقد لاقت، بسرعة، ترحيب قادة العالم: من غورباتشوف إلى بوش و تاتشر و ميتران. واليوم، بعد مضي 24 عاماً، لا تزال الثورة تشعل الأرواح، بعد، سواء بين صفوف أولئك الذين خرجوا إلى الشوارع، مؤمنين بالمثالية، أو أولئك الذين صنفوها على أنها انقلاب فعلي بمعنى الكلمة. البعض لا زال يذكر تلك الأوقات:


    “لقد كان مأساوياً… أناس قتلى، كنت آمل أن رومانيا ستواصل، الإرتقاء إلى مستوى المعيشة الذي كان في عام 1989، حصلنا على الحرية. حصلنا على الحرية / … / لقد دسنا على الكرامة بأقدامنا، بعضنا البعض… لم يوجه أي أحد نداءً لي، جئت وحدي. لقد بقيت حتى 2 يناير/كانون الثاني، من أجل الحرية، حرية الكلمة، كل شيء”


    التظاهرات الخاصة بإحياء ذكرى الثورة الرومانية ضد الشيوعية، ستنتهي في 25 ديسمبر/كانون الأول مع الاحتفالات المسيحية بعيد الميلاد.

  • 1989 تيميشوارا – مدينة حرة

    1989 تيميشوارا – مدينة حرة

    يا إلهي! تعال يا إلهي! لترى ما تبقى من الناس…” هذا هو مقطع من أغنية “نوبتس” أي ” ليال”، التي مثلت نشيداً لثورة عام 1989، ودخلت الوعي العام بمثابة تحية تمجيد لذكرى أولئك الذين، في تحد للهياكل الأمنية الشيوعية، آنذاك، قرروا النضال من أجل الحرية، معرضين حياتهم الخاصة للخطر.


    بعدما إندلعت في 16 ديسمبر/ كانون الأول، في مدينة تيميشوارا، غرب البلاد، اتخذت الإنتفاضة الشعبية، مسيرة مأساوية، بالتزامن مع تدخل السلطات في محاولة لمحو آثار القمع، بأمر من ايلينا تشاوشيسكو، زوجة الديكتاتور الشيوعي السابق/ نيكولايه تشاوشيسكو، خلال الأيام السابقة. و هكذا، حتى في ليلة 19 ديسمبر/ كانون الأول، في إطار عملية “تراندافير” أي “الوردة”، في مشرحة مستشفى المحافظة، في مدينة تيميشوارا، بدأ تحميل جثث ثلاثة و أربعين من الثوار ليتم نقلها وحرقها لاحقاً في محرقة “تشينوشا” أي “الرماد” في العاصمة بوخارست. السلطات كانت ستعلن في وقت لاحق، بعد تهدئة الوضع، أن “مثيري الشغب الثلاثة و الأربعين، قد فروا من البلاد. و بالتوازي مع ذلك، بدأت الاحتجاجات العمالية في تيميشوارا، تكتسب طابع جماهيري و تتوسع، بحيث نظمت مظاهرات و مسيرات احتجاجية و إضرابات للتعبير عن مطالب اقتصادية وسياسية. شجاعة الناس، تجلت عبر ترديد هتافات ضد الدكتاتورية — الأمر الذي لا يمكن تصوره في مجتمع كانت فيه الرقابة و ثقافة تمجيد و عبادة الشخصية ترتقي إلى مستوى سياسة الدولة.


    أين هم أمواتنا؟ نحن لسنا بلطجية! نريد تدفئة في البيوت! نريد لحماً! نريد شوكولاته لأطفالنا! يسقط تشاوشيسكو! — و بعدما وصلوا إلى منتهى الصبر، لم يدع أهالي تيميشوارا فرصة لقمع رغباتهم. حرية! ديمقراطية! استقالة تشاوشيسكو! — كانوا يهتفون. و في بعض المدن في ترانسيلفانيا مثل: سيبيو، وألبا يوليا، وسيبيش، وديفا، وتيرغو موريش، وبراشوف – أصدر بيان بمحتوى معاد لتشاوشيسكو، و في 20 ديسمبر/كانون الأول، أُعلنت تيميشوارا أول مدينة محررة من الشيوعية. الشرارة التي إشتعلت هناك، شملت لاحقاً رومانيا بأكملها. أما اليوم، بعد أربعة و عشرين عاماً، على تلك اللحظات الدرامية، تنعي هذه المدينة ضحاياها و تحيي ذكراهم. حداد، أعلام مُنكسة على السواري، صفارات انذار تدوي في جميع أنحاء المدينة. وزيارات لأحفاد أبطال الثورة في ذكرى أبناء تيمشوارا الذين أحرقوا في بوخارست. أكاليل زهور توضع على النصب التذكاري للضحايا، أمام كاتدرائية مدينة تيميشوارا، التي على درجاتها، خر شباب صرعى و جُزوا و قطعت أوصالهم بطلقات نارية. طقوس و صلوات في الكنائس و لحظات صمت، إحياءً لذكرى كافة الذين سقطوا قتلى من أجل الحرية، أولئك الذين لهم قبر، وكذلك أولئك الذين ليس لهم… و حتى 21 ديسمبر/كانون الأول، كل هذه الأحداث تهدف إلى إعادة جلب تضحية هؤلاء إلى الذاكرة الجماعية.


  • الرومانيون في بريطانيا

    الرومانيون في بريطانيا

    إن تقييد حرية تنقل العمال في المملكة المتحدة قد يكون “هدفاً تلقائياً خاطئاً كبيراً” للاقتصاد و لنظام الرعاية الاجتماعية في البلاد، التي تحظى بتدفقات ضخمة من العمال المهاجرين من بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى – تلفت بروكسل الإنتباه، معتبرة أي قيود غير شرعية. التأكيدات تأتي في سياق التحرير الكامل، في مطلع يناير/كانون الثاني 2014، لسوق العمل الأوروبية للرومانيين والبلغاريين. خوفاً من أن بريطانيا، إبتداءً من هذا التاريخ، قد تتعرض لغزو، وفقاً لجزء من الصحف البريطانية، و بعض الساسة الذين استأنفوا السجالات، و قدموا صوراً تحذيرية، مشيرين إلى احصاءات تفيد بأن، في لندن، على سبيل المثال، 49 ٪ من الأشخاص الذين قُبض عليهم بتهمة التسول و 34 ٪ من الذين ألُقي القبض عليهم بتهمة الشرقة و النشل من الجيوب، أتوا من رومانيا.


    وبعبارة أخرى، هكذا كما أكد سفير رومانيا في لندن/يون جينغا، في مقال لصحيفة هافينغتون بوست، أن الرومانيين و البلغارين هم، بالنسبة لجزء من الصحافة البريطانية، كبش فداء، لجميع الأشياء التي تسير بشكل سيئ في المملكة المتحدة. و في لقاء أجراه مع محطتنا الإذاعية، منح السفير جينغا ضمانات بأن رفع القيود المفروضة على سوق العمل في المملكة المتحدة، لن يؤدي إلى زيادة ملحوظة في عدد الرومانيين في البلاد، و لا إلى أي تغييرات هامة في وضع أولئك المتواجدين هناك مسبقاً:


    “أعتقد أنهم سيكون بالضبط نفس الرومانيين، من يوم إلى آخر، الذين يعيش في المملكة المتحدة. و وضع أولئك الذين يعملون الآن في المملكة المتحدة لن يتغيروا جذرياً.أما بالنسبة لأولئك الذين لهم وضع، لنقل غير مؤكد، أو جزء من العاملين لحسابهم الخاص، أي من تلقاء أنفسهم، فسيوجد إحتمال بأن يُوظفوا بعقد عمل صحيح، و اذا رسمنا خطاً فاصلاً، نتحدث عن الرفع الكامل لأي قيود على سوق العمل في المملكة المتحدة للمواطنين الرومانيين و البلغاريين. من ناحية أخرى، كان يقال في برنامج أذاعته محطة بي بي سي — أن الرومانيين أبدوا، حتى الآن، أنهم مهتمون أكثر ببلدان أوروبية أخرى”.


    و من جهة أخرى، فإن أغلب المتواجدين في المملكة المتحدة، فيأتون من الطبقة الوسطى، و يعملون بوثائق صحيحة. أما تحرير سوق العمل، فسيمنحهم حقاً يستغله العديد من المواطنين البريطانيين. حوالي نصف البريطانيين، الأربعة ملايين و السبعمائة ألف من البريطانيين، يعملون في دول أخرى ضمن الإتحاد الأوروبي. إدعاءات و مزاعم لندن بخصوص السياحة للحصول على منافع و إعانات، غير معززة ببيانات — تضيف بروكسل. وعلى العكس، تشير دراسات إلى أن الذين يختارون أن يعملوا، في بلدان أخرى، عادة يدفعون أكثر لنظام الضرائب و لصناديق التأمين، أكثر مما يتلقون من النظام الضريبي و صناديق الضمان، على شكل فوائد من نظام التأمينات الاجتماعية.و لكن للأسف، مع ذلك، يوجد شيء واحد مؤكد: الفكرة المتأصلة من أن الرومانيين سيسرقون أماكن عمل البريطانيين، أو أنهم لن يعملوا، و سيعتمدون على المعونات الإجتماعية، في الوقت الذي سيتسولون فيه، أو سيتركبون جنحاً أو سرقات، فسيُصعب إصلاح صورة رومانيا.


    إن تقييد حرية تنقل العمال في المملكة المتحدة قد يكون “هدفاً تلقائياً خاطئاً كبيراً” للاقتصاد و لنظام الرعاية الاجتماعية في البلاد، التي تحظى بتدفقات ضخمة من العمال المهاجرين من بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى – تلفت بروكسل الإنتباه، معتبرة أي قيود غير شرعية. التأكيدات تأتي في سياق التحرير الكامل، في مطلع يناير/كانون الثاني 2014، لسوق العمل الأوروبية للرومانيين والبلغاريين. خوفاً من أن بريطانيا، إبتداءً من هذا التاريخ، قد تتعرض لغزو، وفقاً لجزء من الصحف البريطانية، و بعض الساسة الذين استأنفوا السجالات، و قدموا صوراً تحذيرية، مشيرين إلى احصاءات تفيد بأن، في لندن، على سبيل المثال، 49 ٪ من الأشخاص الذين قُبض عليهم بتهمة التسول و 34 ٪ من الذين ألُقي القبض عليهم بتهمة الشرقة و النشل من الجيوب، أتوا من رومانيا.


    وبعبارة أخرى، هكذا كما أكد سفير رومانيا في لندن/يون جينغا، في مقال لصحيفة هافينغتون بوست، أن الرومانيين و البلغارين هم، بالنسبة لجزء من الصحافة البريطانية، كبش فداء، لجميع الأشياء التي تسير بشكل سيئ في المملكة المتحدة. و في لقاء أجراه مع محطتنا الإذاعية، منح السفير جينغا ضمانات بأن رفع القيود المفروضة على سوق العمل في المملكة المتحدة، لن يؤدي إلى زيادة ملحوظة في عدد الرومانيين في البلاد، و لا إلى أي تغييرات هامة في وضع أولئك المتواجدين هناك مسبقاً:


    “أعتقد أنهم سيكون بالضبط نفس الرومانيين، من يوم إلى آخر، الذين يعيش في المملكة المتحدة. و وضع أولئك الذين يعملون الآن في المملكة المتحدة لن يتغيروا جذرياً.أما بالنسبة لأولئك الذين لهم وضع، لنقل غير مؤكد، أو جزء من العاملين لحسابهم الخاص، أي من تلقاء أنفسهم، فسيوجد إحتمال بأن يُوظفوا بعقد عمل صحيح، و اذا رسمنا خطاً فاصلاً، نتحدث عن الرفع الكامل لأي قيود على سوق العمل في المملكة المتحدة للمواطنين الرومانيين و البلغاريين. من ناحية أخرى، كان يقال في برنامج أذاعته محطة بي بي سي — أن الرومانيين أبدوا، حتى الآن، أنهم مهتمون أكثر ببلدان أوروبية أخرى”.


    و من جهة أخرى، فإن أغلب المتواجدين في المملكة المتحدة، فيأتون من الطبقة الوسطى، و يعملون بوثائق صحيحة. أما تحرير سوق العمل، فسيمنحهم حقاً يستغله العديد من المواطنين البريطانيين. حوالي نصف البريطانيين، الأربعة ملايين و السبعمائة ألف من البريطانيين، يعملون في دول أخرى ضمن الإتحاد الأوروبي. إدعاءات و مزاعم لندن بخصوص السياحة للحصول على منافع و إعانات، غير معززة ببيانات — تضيف بروكسل. وعلى العكس، تشير دراسات إلى أن الذين يختارون أن يعملوا، في بلدان أخرى، عادة يدفعون أكثر لنظام الضرائب و لصناديق التأمين، أكثر مما يتلقون من النظام الضريبي و صناديق الضمان، على شكل فوائد من نظام التأمينات الاجتماعية.و لكن للأسف، مع ذلك، يوجد شيء واحد مؤكد: الفكرة المتأصلة من أن الرومانيين سيسرقون أماكن عمل البريطانيين، أو أنهم لن يعملوا، و سيعتمدون على المعونات الإجتماعية، في الوقت الذي سيتسولون فيه، أو سيتركبون جنحاً أو سرقات، فسيُصعب إصلاح صورة رومانيا.

  • رفض قانون التعدين و المناجم

    رفض قانون التعدين و المناجم

    المحفل صاحب القرار الحاسم، مجلس النواب، رفض مشروع تعديل قانون التعدين، بعد يوم واحد فقط، من رفضه في مجلس الشيوخ. و من بين أمور أخرى، مشروع القانون، ينص على عدم إمكانية استخدام تقنيات مضرة بالبيئة، في عمليات الإستغلال و التعدين في رومانيا، ولكنه يلزم، مع ذلك ، باستخدام أحدث الأساليب وأكثر تقدماً. المجموعة البرلمانية للحزب الوطني الليبرالي، التشكيلة السياسية من الائتلاف الحاكم، دعمت المشروع. النائب/رزفان ميرونيسكو، يؤكد أن المشروع جيد سواءً بالنسبة للمواطنين أو للاقتصاد:


    “نهجنا يسعى بطبيعته إلى تثبيط الممارسات غير القانونية وغير الأخلاقية، أو الخطيرة في صناعة استخراج المعادن، ويشجع الاستغلال الآمن و الفعال و المُجدي للموارد الطبيعية في بلدنا، باستخدام أحدث التقنيات المتوفرة في كل مجال”.


    بالمقابل، مشروع تعديل قانون التعدين، كان هدفاً لانتقادات أحزاب المعارضة. و بين أولئك الذين صوتوا ضد القانون، كان نائب الحزب الديمقراطي الليبرالي/لواتشيان بوده:


    “في هذا المشروع التشريعي، و لا حتى مياه الينابيع للأسف، لن تنجو من ضرائب الحكومة. حيث سيتم إدخال ضريبة حق الإستثمار، على مثل ذلك. لسنا موافقين على أي تعديلات تتعلق بأراضي الغابات، وطرق الوصول، والأمثلة تتوالى…”


    قانون التعدين لا يخدم مصالح رومانيا و لا الرومانيين – أكد النائب المستقل فاسيليه واجديا:


    “هذا القانون، في رأينا، خطير. يضرب مصالح المواطن العادي، ولا يضمن حقوق الملكية، وعلاوة على ذلك، يخدم المصالح الأجنبية، والشركات الكبرى، ولهذا السبب، أعتقد أن من الضروري عدم تبنيه”.


    مؤخرا ، صحيفة “رومانيا ليبيرا”، أوضحت أن الأحكام الجديدة في مشروع قانون التعدين، ينبغي أن تغطي أيضاً، النشاط في روشيا مونتانا. و برغم عدم وجود أية إشارة صريحة إلى هذا المشروع لاستغلال المعادن، في وسط البلاد، ولا حتى في العنوان، على الأقل – لاحظت الصحيفة — أن مشروع القانون، ينظم، ضمنياً، مشاريع استخراج و إستغلال خامات الذهب والفضة “التي تحظى بإهتمام خاص من ناحية المصلحة العامة”، المعرفة بكونها “المشاريع التي يتم من خلالها استخراج ما لا يقل عن خمسة أطنان من الذهب سنويا”. ومع ذلك، لا يوجد سوى مشروع تعدين واحدة فقط، يتناسب بنسبة 100 ٪ في هذه الفئة — مشروع روشيا مونتانا — حيث تتوقع شركة الذهب الكندية “غولد كوربوريشين” استخراج خمسة عشر طن من الذهب سنوياً، ولكن باستخدام كميات كبيرة من السيانيد.


    في العاصمة بوخارست و في مدينة كلوج نابوكا (غرب البلاد)، احتُلت العديد من المؤسسات العامة، من قبل دعاة حماية البيئة وممثلي المنظمات المدنية، من معارضي مشروع قانون التعدين، مؤكدين أن القانون يعطي الضوء الأخضر لمشاريع تعدين على غرار روشيا مونتانا. وابتداءً من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، في كل يوم أحد، تنظم في مركز العاصمة، احتجاجات أسبوعية، لمعارضي مشروع التعدين في روشيا مونتانا، للإحتجاج على أنشطة الإستخراج في منطقة المعالم الأثرية، وتحويل مجرى المياه، و المصادرة القسرية للملكية.

  • جائزة جديدة للسينما الرومانية

    جائزة جديدة للسينما الرومانية

    شهدت السينما الرومانية، مجدداً، نجاحاً ملحوظاً، يوم السبت الماضي، في برلين، حيث نظم حفل توزيع جوائز أكاديمية السينما الأوروبية، الذي يعتبر بمثابة حفل توزيع جوائز الأوسكار الأوروبية. وتمنح الجوائز، في كل عام، لأفضل الإنتاجات السينمائية في القارة، المنجز خلال العام السابق. و بهذا الشكل، فإن إحدى صناع السينما الرومانيين الأكثر نشاطا في الوقت الحاضر، المنتجة/ آدا سلومون، مُنحت الجائزةو الأوروبية للإنتاج المشترك — جائزة “بري — يور — إيميجيز”. منتجة الفيلم الروائي “موقف الطفل”، من إخراج كالين بيتر نيتسر، الحائز على جائزة الدب الذهبي لهذا العام، وصفت في كلمة التقديم، بالشخصية المهمة في السينما الرومانية والأوروبية، التي فازت أفلامها المستقلة بجوائز في مهرجانات مثل: لوكارنو وبرلين. آدا سولومون، بدأت خطابها على منصة حفل توزيع جوائز أكاديمية السينما الأوروبية، مقتبسة من أقوال الفقيد الكبير، الذي رحل في نهاية الأسبوع الماضي، قائلة:


    “سأبدأ باقتباس من نيلسون مانديلا: “أي شيء يبدو مستحيلاً حتى اللحظة التي يمكن فيها تحقيقه”. لم أكن أصدق أبدا أنني سأكون في برلين، في قلب أوروبا، على نفس المنصة مع انريكو موريكوني، و بيدرو ألمودوفار، وكاترين دونوف، وفيم فيندرس”.


    و أضافت آدا سولومون، أن الجائزة التي منحت لها، في برلين، تعد قبل كل شيء، مكافأة للناس الذين كانوا مقتنعين بأحلامها، و الذين جعلوها تتحقق. و أكدت، بشكل عام، أن الأفلام التي أنجزتها، مرتبطة بالأسرة. و من بينها “من المحبة، مع جميع النوايا الحسنة”، من إخراج/ أدريان سيتارو، الحائز على جائزتين في مهرجان لوكارنو السينمائي في عام 2011، و لكن أيضاً “جميع الناس من أسرتنا” للمخرج/رادو جوديه، الذي حصل على جائزة “قلب مدينة سراييفو”، التي تمثل الجائزة الكبرى لمهرجان العاصمة البوسنية في عام 2012. و بشكل آخر، فإن مشاريعها المستقبلية، تتضمن، مواصلة التعاون مع رادو جوديه – تؤكد آدا سولومون:


    الفيلم القادم لرادو جوديه، الذي يسمى “أفيريم”، يعد فيلماً تاريخياً، تجري أحداثه في الماضي، أشبه ما يكون بأفلام الغرب، سيكون غربياً بلقانياً مصغراً، إن صح التعبير، يتحدث عن العقليات وعن نوع من العقلية التي تنتقل من جيل إلى آخر عبر الزمن، وكيف يمكن أن تؤثر على أفعالنا اليوم، و عن أمور لها جذور أقدم من ذلك بكثير، كثيراً ما ننسى أن نحللها من وجهة نظر تاريخية واجتماعية”.


    و من جهة أخرى، فإن أحدث فيلم روائي للمخرج/نايه كرانفيل، ” أقرب إلى القمر”، الذي عرض لأول مرة عالمياً في إفتتاح مهرجان “ميكينغ ويفز” (صناعة الموجات)، مؤخراً، في نيويورك، يحظى بتقدير الأميريكيين. الفيلم يسرد القصة الحقيقية لعملية السطو الكبرى على سيارة نقل تابعة للبنك المركزي الروماني في 1959. ويعتبر من قبل مجلة “فارايتي” المرموقة، كوميديا سوداء مضحكة بشكل مدهش، قد تحظى باستحسان الجمهور الأميريكي.