Category: شؤون المجتمع

  • الصحة النفسية    للموظفين  الرومانيين

    الصحة النفسية للموظفين الرومانيين

    وفاة  موظفين اثنين  في العمل في عام 2024  والحكم غير المسبوق  الذي أصدرته  محكمة رومانية  في   فبراير شباط  الماضي بإدانة شركة بتهمة إرهاق إحدى موظفاتها  لفتا  انتباه  الخبراء والمختصين  بشؤون  العمل . الإحصائيات  الرسمية  تؤكد  أن  الضغط على الموظفين  أصبح  ظاهرة  معممة في رومالنيا . فقد   أظهرت دراسة استقصائية شارك فيها  ثلاثة آلاف وخمسمائة  موظف أن  ثمانية وأربعين  بالمائة  منهم يعانون  مرارا  من  أعراض القلق في العمل في حين أن  ثلاثة وأربعين  بالمائة  منهم  لا  يخصصون إلا   ثلاث ساعات في الأسبوع للاسترخاء كحد أقصى.

    كورينا نياغو خبيرة  الموارد البشرية  لها  خبرة تزيد عن عشرين عاما  في هذا  المجال وهي   مؤسسة شركة استشارية تساعد المؤسسات على تنمية  مواردها البشرية  ومساعدة موظفيها على اكتشاف وتطوير  مواهبهم. وتقول  كورينا  أن انخفاض المستوى التعليمي للمواطنين   باستمرار على مدى  الخمس وثلاثين سنة  الماضية فضلا عن إهمال  أهمية التربية   العاطفية يمثلان  السببين الرئيسين  لمشاكل الصحة النفسية  المرتبطة بالعمل. وتعتقد كورينا نياغو أنه ينبغي على  المدارس الرومانية أن  تعمل  على تحسين  أدائها  بحيث  تكون قادرة على  تطوير  المهارات المفيدة   لطلابها   في سوق العمل  فيما  بعد :

    ” المدرسة الرومانية  أوصلتنا إلى ما نشهده  اليوم من إخفاقات  في تنمية  المهارات  من جهة  ومراعاة  مشاعر الأطفال  من جهة أخرى وفي الحالة  الأخيرة يكمن  السبب إما في  عدم  وجود  الآباء  إلى جانب الأطفال  لأنهم   يعملون في الخارج  أو لافتقارهم إلى  الاستعداد  العاطفي   للتعامل مع أطفالهم   على النحو المطلوب  . أو في حالات أخرى وخاصة في المناطق الريفية تكون  العلاقات الأسرية غير سليمة أو معيبة نتيجة   إساءة المعاملة  والاعتداءات  بكافة  أشكالها  . بعبارة أخرى فإن  الآباء لا يعرفون كيف يعاملون  أنفسهم معاملة  حسنة حتى يتمكنون  من إدارة علاقتهم مع أطفالهم  بشكل  صحيح  . فكل ما  سبق  أصلنا كشعب   إلى حالة  عاطفية ونفسية  معيبة . البلدان  المتحضرة تضع سياسات واستراتيجيات  وبرامج وطنية  لتحقيق  الرفاهية وضمان  السلامة النفسية  للموظفين  في  مكان  العمل.”

    تعتقد  كورنيا  نياغو أنه  حان الوقت  للتخلي  عن  أنماط السلوكيات  والاستجابات   القديمة . فالخوف على سبيل  المثال والذي كان  أداة  رئيسية في  يد  النظام  الشيوعي  لإبقاء الشعب  تحت  السيطرة لا يزال يحكم  العلاقات  بين  مختلف درجات  السلم  الوظيفي في حين أن  انعدام  ثقافة العمل  في  الفريق من جهة  والسلوك  الفردي  الناجم عن  سوء فهم  طبيعة  العمل في الفريق من جهة أخرى  هي  تجليات  إرث ثقافي  معين:”نموذج ثقافي آخر موروث   يتمثل في  ترددنا  في الإدلاء  بآرائنا وعدم اعتيادنا على  التعليق أو تقديم   الملاحظات  أو  تلقيها  وهذا النموذج الثقافي  حاضر بقوة في العلاقات  بين الآباء والأطفال .

    ففي الماضي كان  ممنوعا على الأطفال أن يتحدثوا  أمام آبائهم  . زد على ذلك  أدوات الإكراه التي تسنخدم  في المنزل وفي المدرسة  على السواء. فكل هذه النماذج  الثقافية القديمة  لا تزال  منتشرة  في المجتمع .”

    يشدد   خبراء الموارد البشرية  على دور المنظمات في  تحقيق  رفاهية الموظفين خاصة  والمجتمع  عامة :”الأشخاص المكلفون  بصنع  القرار  في الشركة  ينبغي عليهم  أن يضعوا رفاهية الموظفين  على رأس قائمة  الأولويات . لماذا ؟ لأن  الموظفين  هم  الذين  يهتمون  بزبائن  الشركة المحليين  منهم  والأجانب.

    ولكن  الاعتناء بالموظفين  لا يجب أن يقصتر على  دفع  الرواتب   لهم   في نهاية الشهر  بل يجب أن  يشمل  أيضا  توفير  مساحة  عمل  مناسبة  وخلق مناخ ملائم  يحفز على  التعبير عن  أنفسهم  ويشجهعم  أن يكونوا أنفسهم  وأن يكونوا حقيقيين  .وإذا  تحقق  ذلك فإن  الموظف لن يشعر  بسيف  مسلط  على  رأسه  كلما   عبر  عن رأي  مختلف  عن  رأي  مديره   بل سيشعر  براحة  تامة  كلما عبر  عن  وجهة  نظره  الحقيقة  بحرية   دون  أن  يخشى أي  عواقب   محتملة  ودون أن يتعرض  المضايقة أو التهميش أو التسريح .”

    أظهرت  نتائج  استطلاع  أجرته منصة  بيست  جوبز  العام الماضي أن  رضا الموظفين الرومانيين عن وظائفهم انخفض إلى  أدنى مستوياته  على مدى   السنوات الثلاث الماضية. فقال   ثلاثة أشخاص   فقط من  بين  كل عشرة  مشاركين  في الدراسة  أنهم راضون عن وظائفهم بينما   قال ستة من كل عشرة موظفين إن عملهم يؤثر على حياتهم الشخصية. لكن البشرى  السارة أن  هناك  العديد  من   المنظمات   غير الحكومية التي تساعد  الشركات والموظفين على تطوير بيئات عمل  ملائمة   وعلاقات  عمل أكثر إجابية  بين الأفراد  يحكمها  التواصل  السليم  والتعاطف .

     

     

  • الكنيسة والناس

    الكنيسة والناس

    اعتمد  البرلمان الروماني قرارا  يقضي بإعلان  عام 2025  عام  الاحتفال  بالذكرى المئوية   لتأسيس  البطريركية  الرومانية وهي الهيئة  القيادية  العليا   للكنيسة  الأرثوذكسية  الرومانية  التي يمثل   أتباعها  أكثر من خمسة  وثمانين  بالمائة  من سكان  رومانيا  . قرار ممثال  اعتمده مجمع الكنيسة  الأرثوذكسية الرومانية. إلا أن  عام 2025 يصادف  أيضا   الذكرى الأربعي بعد المائة  لاعتراف  البطريرك  المسكوني   يواكيم  الرابع  باستقلالية  البطريركية  الرومانية . إنها مناسبة  احتفالية لها  مغزى  عميق الدلالة   تدخل البهجة  في نفوس المؤمنين وتتيح  أيضا  تقييم  انجازات  الكنيسة  في مئوية  تأسيسها . فبالإضافة إلى النشاط الليتورجي المعتاد  أو الدعم  الذي يقدمه  القساوسة  للمرضى  ونزلاء دور الأيتام  والسجون ودور المسنين تعمل  الكنيسة الأرثوذكسية في الحقل  الاجتماعي الخيري  لمساعدة  الضعفاء .

     

    مستشار الشؤون الاجتماعية للبطريرك دانيال القس تشيبريان إيونيتسا يقدم  لنا  نبذة عن  تاريخ  الأعمال الخيرية للكنيسة  الأرثوذكسية  الرومانية :”إنها وصية مخلصنا  يسوع المسيح أن نحب قريبنا ومن يحتاج إلى المساعدة  كما نحب أنفسنا. فقد  حرصت  الكنيسة على الدوام  على إقامة  مراكز طبية اجتماعية  في الأديرة  وفي الفترة الأخيرة  تم اعتماد  وترخيص بعض  من  تلك المراكز  لتقديم  خدمات طبية اجتماعية  ذات  جودة عالية للضعفاء .

    في  مطلع التسعينيات  إقيم  عدد  من المؤسسات والتابعة  للكنيسة والمعنية  بالرعاية  الاجتماعية  ومن بينها مؤسسة القديسة ماكرينا  ومؤسسة “التضامن والأمل” وهذه الأخيرة  تعمل  في مدينة  ياش  وتملك  أكبر مستشفى تابع  للكنيسة الأرثوذكسية والقائمة  تطول . وقد أدرجنا الخدمات الاجتماعية والخيرية التي توفرها  البطريرطية  في قائمة  نشرناها  على موقع  المؤسسة ونقوم  بتحديثها  بانتظام .

     

    كما أن كل أبرشية لها   قسم  اجتماعي خيري واحد على الأقل  يعمل فيه  مستشار ومفتشون أبرشيون وكذلك ممثلون  عن  منظمات غير حكومية.  لذا فعلى   القساوسة الراغبين   في القيام   بأعمال  خيرية  واجتماعية  في رعيتهم  أن يتوجهوا  إلى  الأبرشية  أو إلى  البطريركية من أجل الحصول على الإرشاد والمشورة.وكما أود الإشارة إلى  اتحاد  “الأعمال  الخيرية”  الذي  يجمع أهم المنظمات غير الحكومية التابعة  للكنيسة  وعددها  سبع وعشرون منظمة. “

     

    أنشطة  اتحاد “الأعمال  الخيرية”  تجري في المدن والقرى على السواء . لكن بما أن عدد المحتاجين أكبر في القرى  منه في المدن   فإن الدعم المقدم للريفيين  يمثل  ستين  بالمائة  من إجمالي الأعمال الخيرية للاتحاد :”أطلق اتحاد  “الأعمال  الخيرية ” حملة  بعنوان : “إجعل  مسنا يبتسم ” بهدف   مساعدة  المسنين  الضعفاء . ولقد اتصلت بنا  اليوم رعية في محافظة  باكاو مطالبة بالمساعدة  على   تقديم  نظرات  مجانا  لسبعين  مسنا في المنطقة  علما أن الحملة  التي  ذكرتها  تتضمن أيضا فحص النظر من قبل  أطباء  متطوعين يتعاونون معنا ويفحصون المسنين  ويحددون  أنواع النظرات التي يحتاجونها.  لقد  نصحت  الرعية  بالاتصال  بمستشار   الشؤون  الاجتماعية  لدى  الأسقفية  الإقليمية  من أجل كتابة  الطلب الذي  سنقدمه  للأب  البطريرك  وأنا  على يقين  بأن هؤلاء المسنين سيحصلون على النظرات التي يحتاجونها  بلا تأخر.”

     

    معظم  المستفدين من الخدمات  الاجتماعية والخيرية التي تقدمها  الكنيسة هم المسنون  لكنهم  ليسوا  المستفدين الوحيدين من تلك الخدمات. فقد ساعدت  الكنيسة   نحو مائة وثلاثين  ألفا  من الأطفال الذين يعيشون  في ظروف قاسية بالإضافة إلى الأمهات العازبات والنساء اللاتي تعرضن للعنف الأسري  والمرضى الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الطبية  غير المجانية  فضلا عن  الفقراء الذين لا يجدون ما  يسدون  به رمقهم بالإضافة إلى الذين   يحتاجون إلى المشورة كالعاطلين عن العمل  أو المدمنين: “اتحاد “الأعمال الخيرية ” يقوم  أيضا بالتدريب  على  تقديم المشورة  للمدمنين . في البداية اعتقدنا أنه سيكون من المفيد لزملائنا القساوسة  والكهنة أن يعرفوا  كيف يتعاملون  مع الإدمان  ولكن  في غضون  ذلك  تلقينا  طلبات  كثيرة  من المعلمين أو العاملين في مراكز رعاية  المدمنين الذين  أبدوا   رغبتهم في المشاركة  في  مثل هذه الدورات . ننتاول في  دورات  التدريب تلك الإدمان بالكحول والمخدرات  والإدمان  الرقمي . أود  التشديد على أن  هذه  الدورات تحظى بشعبية  كبيرة لدى  الراغبين  في  مساعدة  المدمنين .”

     

    دورات   التدريب  على  مكافحة الإدمان أنطلقت  في  عام 2022  وشارك  فيها  حتى الآن  نحو خمسمائة  شخص .لافتة  هي  كذلك  دورات التدريب التخصصية أو المهنية  التي  تهدف  الكنيسة الأرثوذكسية  عبرها  إلى  تطوير شبكة  خاصة  بها  من مقدمي الرعاية الطبية  المنزلية:”نعتبر أن المسنين  يثملون  شريحة  اجتماعية ضعيفة ولذلك  نريد تشكيل شبكة للرعاية الطبية المنزلية تابعة  البطريركية في أنحاء رومانيا  لا سيما وأن الإحصائيات  الرسمية  تظهر أن رومانيا تعاني إلى حد ما من شيخوخة  السكان . إنه أحد المشاريع التي سنقوم  بتطويرها   في المستقبل المنظور. كذلك لدينا  مشاريع للأطفال وفي   مجال البيئة  وكانت لدينا مبادرات  مشتركة  مع  جمهورية مولدوفا . فقد  عدت بالأمس  من دورة تدريب حول العنف الأسري  للقساوسة  في  جمهورية مولدوفا  حيث  شاركت  كمدرب. ولدينا مشاريع أخرى  عديدة .”

     

     ما هي  العقبات  التي تواجه   النشاط الاجتماعي والخيري؟:”أصعب شيء  في بعض الأحيان هو نقص الأموال  لأنه يجبرنا  بإغلاق  أحد مراكزنا  الاجتماعية  ونقل  نزلائه  أو الأشخاص  الذين  يعولون  على  خدماته  إلى  مركز   آخر  بأسرع وقت  .مع ذلك  نجحنا في كل مرة  في افتتاح  مراكز بديلة فيما بعد بدليل أن  عدد المراكز  الاجتماعية التابعة   لنا  بلغ   في عام  2022  سبعمائة  وسعبة وستين  مركزا لكنه  ارتفع  منذ ذلك الحين إلى   ثمانمائة وسبعة وستين . “

  • هل يسرق الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟

    هل يسرق الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟

    يثير   الذكاء الاصطناعي المخاوف  من أن   استخدامه  على نطاق واسع  سيقلل من  شأن  العمل البشري وسيؤدي  إلى  تسريح  الموظفين  وارتفاع  معدلات   البطالة . وعلى الرغم من التنبؤات  المتفائلة  بأن الذكاء الاصطناعي لن يحل  محل البشر إلا  في المهام المتكررة أي تلك التي لا تتطلب مشاركة  العنصر البشري بمهارات  الإبداع أوالابتكار فمن الواضح  أن العاملين في وسائل الإعلام  والمجالات  الإبداعية يعتقدون أن الواقع  أكثر  قتامة  بدليل أن  أكثر من ثلث المترجمين قالوا أن  حجم أعمالهم  انخفض بسبب  الذكاء الاصطناعي  في حين أن شركات   كثيرة  تقوم  بتسريح  كتاب  المحتوى  ولم  تحتفظ إلا  بالحد  الأدنى اللازم لإضفاء  لمسة  إنسانية على  أعمال  الذكاء الاصطناعي . وأعرب  ستة وأربعون بالمائة من المشاركين في دراسة استقصائية  أجريت في الولايات المتحدة  عن مخاوفهم  من أن  الذكاء الاصطناعي سيحل  محل مراسلي  وسائل  الإعلام  ومؤلفي الكتب.

     

    لويزا بانياي خبيرة  الموارد البشرية  منذ  أكثر من عشرين عاما  ومستشارة  التحول التنظيمي قالت إن تحسين الأداء  والتطوير الذاتي المستمر باتا  أكثر أهمية من أي وقت مضى. ولكن لا بد أن  يهتم  بذلك  الموظف وصاحب العمل على حد سواء :”من المستحسن  أن  يؤدي  استخدام  الذكاء الاصطناعي  إلى زيادة  أهمية   التعلم  المستمر.إنها مسؤولية تقع  على عاتق كل منا  بما في ذلك  الرئيس في العمل والذي يتعين عليه  أن يوفر للموظف  الأدوات  والمعارف اللازمة   للقيام بمهامه  وأيضا لتطوير مهاراته داخل  الشركة  لصالحه أو لصالح الشركة على حد سواء .

     

     أصعب شيء هو أن  تقوم  بتكييف الموظف  ثقافيا  وألا تكتفي  بتطوير مهاراته  فقط .  فالتكييف يساعد  الموظف  على  فهم  سير الأمور وفهم  أعمال الشركة  ويمكنه من الارتقاء  في السلم الوظيفي . فإذا كانت  مهمة  صاحب العمل هي  أن  يوفر للموظف  أدوات تطوير الذات  داخل الشركة  إلا أن  مسؤولية  التكيف   وتطوير الذات   تقع على  عاتق   الموظف حصريا  .”

     

    تعتقد لويزا بانياي بأن الخوف يؤثر سلبيا على الأشخاص الذين  تسبب الذكاء الاصطناعي في  التقليل  من شأن  الوظائف  التي تدربوا عليها وصولا إلى التخلي عنها  نهائيا : “ينبغي على الموظف أن يحدد  ما الذي يريده   وما هي الأعمال  التي  يروق  له  القيام بها وما هي الواجبات  المدرجة في وصف  وظيفته والتي   لا يزال   الطلب عليها   قائما ولا تزال  تكافأ براتب . أو ما الذي  يمكن للموظف أن  يقوم  به  بشكل مختلف  بحيث  يصبح  موظفا متميزا   في الشركة  ؟

     

    الإجابة  عن  هذه الاسئلة أنه يتعين على الموظف أن  يتدرب  على  ن على الموةمهارات جديدة  ليس إلا . فكل شئ يتغير بما في ذلك الوظائف.فهل كان هناك   أوبر قبل بضع سنوات ؟ هل  كان  القيام  بالترجمات العالمية متاحا  قبل بضع  سنوات  ؟  شخصيا  أتوقع ظهور وظائف جديدة  كأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وكشف  الأخبار الكاذبة  على سبيل المثال  وهي  وظائف  في غاية الأهمية  في الشركة”

     

     

    تقول لويزا   بانياي  أن رومانيا لم تستثمر  بشكل كاف وفعال في تطوير مهارات الموظفين في  أقسام الموارد البشرية  حتى يتمكنون  من مساعدة الموظفين  على  تطوير ذواتهم .  كما  أن  عملية  تطوير  مهارات الإدارة المتوسطة أخفقت في  تدريب  المديرين على  سبل  تطوير المهارات   البشرية داخل  الفرق التي يقودونها  بطريقة مستدامة.وبالتالي فإن  هؤلاء المديرين  لا يملكون  الأدوات اللازمة  لمساعدة الآخرين على تطوير  ذواتهم  والبقاء منخرطين  في شؤون  الشركة : ”لقد حصل ذلك بالفعل إبان  الأزمة   الاقتصادية  ما بين  عامي  2008 و2009  التي كانت  أزمة كبرى. ثم مررنا  بأزمات أخرى  كجائحة كورونا وغيرها   . فأثناء تلك الأزمات اضطرت   الشركات لعمل كل ما بوسعها وبأسرع وقت من أجل  البقاء .ولذلك كانت   بحاجة إلى أشخاص يركزون فقط  على تحقيق نتائج  جيدة  . فقد  نجح   هؤلاء الأشخاص في تطوير  ذواتهم  وتحقيق  النتائج  المرجوة  ولكن  فقط  فيما  تعلق  بأعمال الشركة.

     

    ولكن  من جهة أخرى   لا يمكن تحسين  الإدارة  إلا بالاستثمار في  التطوير الذاتي للموظفين   وتشجيعهم على    تطوير ذواتهم   وفق استراتيجية مناسبة . معنى  ذلك  أن  قسم الموارد البشرية كان ينبغي عليه  أن   يدرب  المدير  على  استخدام المطرقة والسندان  وأن  يخلق  البيئة  المناسبة   لتطبيق  كل  ما  اكتسبه من معارف جديدة  . ولكن لم   يكن هناك وقت لذلك. وبالتالي  فقد  تم ترقية  بعض الموظفين  إلى مناصب قيادية   شكليا فقط   وفي بعض الأحيان لمجرد  الاحتفاظ  بهم في الشركة  وهو أمر خاطئ  لأنه لا يؤدي إلى  التطوير الذاتي   للموظفين  ولا يخلق  ارتباطا  حقيقيا للموظف بالشركة   وليس سوى شكل من أشكال تأمين عقد  العمل.  فآثار ذلك  التعامل  تظهر في  سلوكيات  العاملين   في الشركة من جهة   وفي افتقار الشركة إلى    قائد  حقيقي  قادر على  توجيه  الأمور  والتأثير  على  سيرها  بشكل  إيجابي.”

     

    أظهرت  دراسة حديثة  أن  خمسين بالمائة من الموظفين الرومانيين  يعتقدون أن برامج إعادة  التأهيل المهني   لم  تنجح  في  تطوير مهارات  التواصل  والتكيف  مع البيئة المهنية . وفي الشركات  الكبرى  تصل هذه النسبة إلى ستة  وخمسين بالمائة . وتقول  لويزا بانياي  إن الدور الذي يمكن أن تلعبه الشركة في حياة الموظفين  هو دور مشرف لأن الشركة  قادرة على  تطوير  مهارات  مفيدة  للموظفين  ليس في العمل فسحب بل أيضا في  الحياة اليومية. إن تعلم طرق  التواصل الفعال  والمشاركة الفاعلة  في صنع القرار فضلا عن  تقديم وتلقي الملاحظات هي الصفات التي تساهم في حياة أفضل ومجتمع أفضل بشكل عام. وبالتالي فإن المنظمات التي تؤمن   بالتعلم المستمر سيكون موظفوها  على  أتم استعداد  للاستجابة للتغيرات  العصرية   وسيعتبورن   التكنولوجيا حليفا  لهم  وليس مصدر خوف وهلع .

     

     

     

     

     

  • الحق في السكن –   حق  من حقوق الإنسان  الأساسية

    الحق في السكن – حق من حقوق الإنسان الأساسية

    تمثل تكاليف السكن أعلى  نفقات الأسرة في   بلدان  الاتحاد الأوروبي بسبب ارتفاع أسعار المساكن وإيجار  السكن وتكاليف البناء  فضلا عن  زيادة  فوائد  الرهن العقاري . وقد اسضافت بروكسل أواخر  العام الماضي أعمال أول  منتدى  مخصص للإسكان  حيث لفت  المشاركون  الانتباه  إلى أن  جميع الأوروبيين  بما فيهم  الشباب والفئات الضعيفة  يجب أن  يتمتعوا  بظروف سكن لائقة مذكرين بأن الحق في السكن  يعد  حقا من حقوق الإنسان  الأساسية .

    وقد أظهر تقرير صدر عام 2023 أن ما يقارب  نصف   الأوروبيين  الذين  استأجروا  مساكن    خشيوا  أنهم   سيضطرون  للتخلي عنها  خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لعجزهم عن تحمل  تكاليف السكن  . وفي الوقت نفسه أصبح التشرد أحد أكبر المشاكل  في أوروبا  حيث يقدر  عدد الأشخاص  بلا مأوى  بنحو مليون  نسمة .

    الأمينة العامة لشبكة الإسكان في أوروبا  سورتشا إدواردز  قالت   إن أزمة الإسكان الحالية  ترتدي أشكالا عديدة. فبالإضافة إلى مشكلة  اكتظاظ  المناطق  والمساكن   هناك  مشكلة أخرى  يواجهها الأوروبيون هي ظاهرة  فقر الطاقة  أي السكن  في  مساكن  قديمة   لم  تخضع  لأعمال  تحديث  وعزل  حراري  وتصبح   حارة   جدا في الصيف وباردة  جدا في الشتاء. وتضاف إلى  ذلك  مساكن كبار السن أو ذوي الإعاقة  التي  غالبا لا تلبي  احتياجاتهم الخاصة . وقالت :”ضحايا العنف المنزلي الذين  لا يجدون  مسكنا  ينتقلون إليه  يمثلون أيضا وجها  من وجوه  أزمة الإسكان ولكن أسوأ  وجوه هذه الأزمة هو الأشخاص  بلا مأوى  .  أما أسباب   هذه  الأزمة   فهي الأخرى  معقدة  للغاية .

    من جهة أخرى تبين  أن   السلطات المحلية والحكومات لا تملك الموارد اللازمة  لحل أزمة  الإسكان   وفي كثير من الأحيان تفتقر  إلى المعرفة والخبرة   اللازمة لإدارة هذا القطاع المعقد  بل تعقد   آمالها على  السوق  العقارية  لحل  المشكلة  ولكن  هذه  السوق  تسودها  الانتهازية والتربح  وليس بإمكانها    حل  مشاكل الإسكان  .”

    تشير  إحصائيات يوروستات لعام 2023 إلى أن رومانيا   هي الدولة التي  توجد  فيها  أعلى نسبة من ملاك  المنازل  إذ  يملك  ثلاثة  وتسعون بالمائة  من  إجمالي  عدد السكان    المساكن  التي  يسكنون  فيها  في حين  أن نسبة  المستأجرين   لا تزيد  عن سبعة بالمائة. ولكن  من جهة أخرى فإن   مساكن  الرومانيين  تعد  من بين  الأكثر  اكتظاظا  في أوروبا . وبحسب  نفس الإحصائيات  كان واحد  فاصلة خمسة  بالمائة  من الأووربيين   يسكنون   في  مساكن  بدون  مرحاض  داخلي وحوض استحمام  أو دش  ولكن   أعلى  نسبة  من المساكن  التي  لا توجد  فيها  مثل هذه  التجهيزات   توجد  في رومانيا  بأكثر من  عشرين بالمائة تليها بلغاريا ولاتفيا  بسبعة بالمائة  للكل .

    ما هي   الحلول التي يمكن لرومانيا تطبيقها  مستوحية   من مشاريع  ناجحة  نفذتها دول أخرى؟ : “لا يمكن  اللجوء إلى  نسخ ولصق   الحلول التي  طبقتها  دول أخرى  لمواجهة   مشاكل  قطاع الإسكان. ذلك أنه  لا بد  من الأخذ  في الاعتبار للخصائص والاحتياجات المحلية ومستوى  ​​الدخل المتوسط  فضلا عن  توقعات التطورات الديموغرافية وسوق العمل  لمعرفة ما إذا كانت  هناك مجالات  يتوقع أن تتوفر فيها فرص عمل أكثر؟ فهناك مجموعة واسعة من العوامل التي ينبغي أخذها في الاعتبار  ولكن حلا ناجعا   للغاية يتمثل  في  بناء المزيد  من  المساكن  الاجتماعية  أو بأرباح  محدودة  وهذا بالإضافة إلى  اختيارالنماذج   الذي تناسب الثقافة والاحتياجات المحلية على أفضل وجه   بما يؤدي إلى  تقليص  خطر الإخلاء  وتقليل  الكثافة  والاكتظاظ  وتقديم المزيد من  الخيارات  للسكان  “.

    على الرغم من  اختلاف  الظروف من دولة   أوروبية إلى أخرى أو من منطقة إلى أخرى إلا أن   الصعوبات الرئيسية   التي تواجهها  المساعي الرامية إلى  الحد من أزمة السكن على المستوى الأوروبي لا تختلف كثيرا  عما  تواجه  رومانيا  من صعوبات  وعقبات  . سورتشا إدواردز:” نلاحظ   أن ارتفاع  أسعار مواد البناء  يبطئ  عملية  تسليم   المساكن  للمستفيدين كما  نلاحظ أننا لسنا  قادرين على الحصول  على أراض كافية   لبناء مساكن  جديدة  .أما  إذا تحدثنا عن  تكييف المباني القديمة   وهو حل ممتاز لتقليل البصمة الكربونية  فإن إحدى العقبات الرئيسية تتمثل في  الحصول على التصاريح من ملاكها . ولكن يمكننا  تذليل  هذه العتبات  شريطة أن  تكون  لنا  رؤية واضحة وإرادة سياسية  وأهداف محددة  بشكل واضح  .”

    أسعار المساكن  والإيجار  ارتفعت  بشكل  كبير في رومانيا  ومع  ذلك  لا  تزال  أدنى  مقارنة  بدول أخرى  للاتحاد  الأوروبي .فمنذ عام  2010 وحتى  نهاية عام 2024    ارتفعت أسعار  المساكن والإيجار في المجر  وإستونيا بنسبة  مئتين  وثلاثين بالمائة  وفي   ليتوانيا وبنسبة مائة  وواحد وثمانين  بالمائة  وفي البرتغال بنسبة مائة وثلاثة عشر  بالمائة وفي بلغاريا  بنسبة مائة وعشرة بالمائة  أما في  رومانيا  فارتفعت  أسعار الإيجار والمساكن بأقل من ثلاثين بالمائة.

     

  • أهمية   نمط الحياة  الصحي   للوقاية من  السرطان

    أهمية نمط الحياة الصحي للوقاية من السرطان

    تشير الإحصاءات  إلى ارتفاع   عدد الشباب الذين يقعون ضحية   للسرطان  بمختلف أنواعه  في جميع أنحاء العالم. فقد خلصت  دراسة  قامت  بتحليل إحصائيات  عالمية  حول تسعة وعشرين  نوعا  مختلفا  من السرطان  لدى أشخاص   تراوحت أعمارهم  ما بين الرابعة عشرة والتاسعة والأربعين   إلى أن معدل الإصابة بالسرطان زاد  بين عامي 1990 و2019 نحو تسعة وسبعين بالمائة  .

     

    ارتفاع  حالات الإصابة  بالسرطان لدى الشباب لوحظ أيضا في رومانيا  حيث  يعد  السرطان  ثاني سبب  رئيس للوفاة   بعد أمراض القلب والأوعية الدموية .وقد  كشفت   الإحصائيات التي    أجريت على الصعيد المحلي  عن واقع قاس  هو أن  حالة   وفاة   واحدة من  بين  كل ست  حالات يسببها  السرطان  وأن  رومانيا   تحتل المرتبة الأولى  بين بلدان الاتحاد الأوروبي  بمعدل   للوفيات  التي  تسببها الأمراض السرطانية  يزيد   ثمانية  وعشرين  بالمائة  عن  المعدل الأوروبي  وبأكثر من عشرين ألف حالة  وفاة  سنويا  كان من الممكن تجنبها.

     

    لماذا هذه الزيادة في الأمراض بصورة  عامة  وفي صفوف الشباب  بصورة  خاصة ؟ الأسباب كثيرة. ومن بينها  نمط الحياة  بما في ذلك التغذية بحسب  البروفيسور ميرتشيا بوران أخصائي  جراحة الأورام في مستشفى الطوارئ  ببوخارست :”التغييرات في    نمط الحياة  هي السبب  وما  نشهده اليوم  هو فقط  قمة  جبل الجليد  إذ إن  الدراسات  حول  الأمراض السرطانية  أكدت أن   تغيير  نمط الحياة  بدأ في  خمسينيات  القرن الماضي بالتزامن  مع عمليات  التصنيع في البلدان الرأسمالية التي أدت  إلى  تغيير  النظام  الغذائي  والعادات الغذائية وتسببت في زيادة  كميات   النفايات  والسموم . فكل ذلك  بالإضافة إلى التحولات الجينية   خلقت  تربة خصبة لنمو  الأمراض السرطانية  .

    فقد  أشارت  الدراسات   الحديثة  إلى  أن    حالات  السرطان  لدى  الشباب  في  تزايد في   أمريكا واليابان وأيضا في أوروبا..أما رومانيا  فيمكنني  القول  اعتمادا  فقط على  إحصائيات  مستشفى  الطوارئ  وعلى  لقاءاتنا مع   المرضى الشباب  أن حالات الإصابة  بسرطان  المريء والمعدة والقولون والمستقيم الأمعاء الدقيقة والكبد والبنكرياس  في تزايد. ففي عيادة  المستشفى  وحدها  نكتشف   كل يوم  ما بين  حالتين وأربع  حالات   إصابة   بأنواع  قاسية  من سرطان القولون والمستقيم.

    الأسباب  عديدة  – من تناول  المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والكحول إلى  التدخين إلى   قلة الحركة  إلى  العمل تحت الضغط بالإضافة إلى الإدمان  على الأجهزة  التي  تعرضنا   للضوء الأزرق  مثل شاشات الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف. من جانب آخر فإن  قلة النوم هي مشكلة  يعاني  منها   كثيرون  سواء  من   البالغين  أوالأطفال  وهو ما  لاحظناه  أثناء  لقاءاتنا  مع  المرضى “.

     

    يقول   البروفيسور  بيوران  إن   سرطان القولون  والمستقيم  هو  أكثر أنواع السرطان  انتشارا  ويعزو ذلك   إلى النظام الغذائي غير الصحي  : ” نتحدث هنا  عن  الأطعمة  المصنعة التي تمثل  أكبر جزء من الطعام الذي نتناوله بسكل يومي فالتصنيع  يضيف إلى  المنتجات الغذائية  مختلف أنواع  المواد  الضارة  التي  تستخدم  للتلوين  والحفظ  وما إلى ذلك. فكل هذه المواد  الضارة  التي تضاف إلى  المنتجات الغذائية  أثناء التصنيع  والتي  لا يمكن  للجهاز  الهضمي تحييدها تحدث  تغييرات  في الخلايا  تتسبب بمرور الوقت  في ظهور أورام  سرطانية بمختلف  أنواعها .ولكن يمكننا  تحييد  المواد الضارة  تلك  بتناول  الخضار والفواكه  بكثرة. كذلك  ينبغي  علينا  الابتعاد  عن  الأطعمة  التي  لم نقم  بطهيها في المنزل .”

     

    ينصحنا البروفيسور  بيوران  بتناول العشاء  في  الساعة السابعة مساء  كذلك  ينبغي  علينا أن  نتوقف عن الأكل  قبل  أن  نشعر بالشبع التام   لنسمح  لجهازنا الهضمي بمعالجة الطعام .وأما تناول الطعام في  الليل  فله آثار ضارة  للغاية على الصحة  .

     

    هناك في الأوساط الطبية الدولية  من  يرون أنه ينبغي  وضع  تحذير من السرطان  على قارورات  المشروبات  الكحولية على غرار تلك التي توضع على علب  التبغ . والبروفيسور ميرتشيا بيوران يشاطرهم هذا الرأي : “تناول  الكحول  ولو  بكميات قليلة  يعتبر مسؤولا  عن  سبعة أنواع من السرطان لأنه   يؤدي إلى السمنة . أما إذا كان  استهلاك  الكحول  يترافق مع  التدخين  وقلة  الحركة وقلة النشاط البدني فيؤدي إلى إصابات أخرى عديدة  غير السمنة  ومنها  سرطان الفم والمريء والبلعوم والحنجرة بالإضافة إلى سرطان الكبد والقولون والمستقيم  في حين أن  النساء  يصابن بسرطان الثدي. ذلك أن الكحول يؤدي إلى زيادة كميات  الهرمونات في الجسم  وخاصة  الاستروجين والأنسولين. فارتفاع مستويات الاستروجين  في الجسم  يعتبر سببا  لسرطان الثدي  لأن الاستروجين والأنسولين يتسببان   في انقسام وتكاثر الخلايا بوتيرة  أعلى  وعلى  نحو لا يمكن  للجسم السيطرة عليه مما يؤدي إلى   تحويل  الخلايا  إلى  أورام  سرطانية.”

     

    خلاصة القول   إن  اتباع  نمط  حياة غير صحي لفترة طويلة  يعرض صحتنا  وحتى  حياتنا  للخطر.

     

     

     

     

     

     

    ا

     

     

     

     

  • خطر الفقر والإقصاء الاجتماعي في رومانيا

    خطر الفقر والإقصاء الاجتماعي في رومانيا

    تصنف الأسرة في   خانة  الأسر المعرضة   لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي  إذا  كان  دخلها     يقل عن ألف وستمائة وتعسة  عشر ليو شهريا  أي ما يعادل  ثلاثمائة وخمسة  وعشرين  يورو شهريا   وهو المبلغ  الذي اعتبر خط الفقر في رومانيا  في  عام 2023 .

    وقد  أظهرت  تقارير   مكتب الإحصاء الأوروبي   يوروستات لعام 2023 أن  الرومانيين  احتلوا   المرتبة الأولى بين  بلدان  الاتحاد الأوروبي  من حيث مدى التعرض   لخطر  الفقر والإقصاء الاجتماعي  باثنين وثلاثين بالمائة من إجمالي عدد السكان  يليهم البلغار  بثلاثين  بالمائة  فسكان  إسبانيا  بستة وعشرين  فاصلة  خمسة بالمائة  فاليونانيون بستة وعشرين فاصلة واحد بالمائة.

    من جانب آخر  أظهرت  دراسة أجرتها منظمة “أنقذوا الأطفال” أن  طفلا واحدا  من بين  كل طفلين رومانيين  أي  ما يمثل   واحدا وأربعين  فاصلة خمسة  بالمائة  منهم  يعاني من   الفقر ويتعرض  لخطر الإقصاء الاجتماعي  وهو عدد  يزيد مرتين  عن المعدل الأوروبي . بيانات أخرى نشرها مكتب الإحصاء الأوروبي  تشير إلى  أن الفقر بات  حالة   موروثة  في رومانيا  وبشكل أكبر  مما هو عليه  في  أي دولة أخرى للاتحاد الأوروبي .

    من جهة أخرى  فإن  نسبة الرومانيين من أبناء   الأسر  ذات المستوى  التعليمي  المنخفض الذين يواصلون  الدارسة  بعد التخرج  من المرحلة الثانوية  لا  تزيد  عن أربعة  بالمائة وهي ثاني أدنى  نسبة   بين بلدان الاتحاد الأوربي بعد  بلغاريا  التي  تقل   فيها  هذه النسبة عن  أربعة  بالمائة. في المقابل تأتي  إسبانيا  في المركز الأول في أوروبا  من حيث  عدد خريجي  المرحلة  الثانوية  من أبناء العائلات  ذات  المستوى التعليمي  المتدني  الذين   يحصلون على شهادة جامعية بحوالي  خمسين  بالمائة تليها البرتغال بحوالي  ثمانية وثلاثين  بالمائة  فاليونان  بأربعة  وثلاثين  فاصلة خمسة  بالمائة .

    فلماذا يا ترى   يعيش ثلث الرومانيين في  الفقر رغم أن  الناتج المحلي الإجمالي قد ارتفع في عام 2023 باثنين  فاصلة أربعة  بالمائة  مقارنة بعام 2022 وكان  الرومانيون  من بين الأوروبيين الذين يقضون  في العمل  تسعا وثلاثين  ساعة في الأسبوع في حين  يبلغ   المعدل الأوروبي   ستا وثلاثين ساعة  في الأسبوع؟  أندري  تسارانو  – الأستاذ الجامعي في المدرسة الوطنية للدراسات السياسية والإدارية في بوخارست يفسر أسباب هذه الفجوة:

     

    ” النمو الاقتصادي  في رومانيا  تحقق  مع  تجاهل  السياسات الاجتماعية بل كان   ضد السياسات  الاجتماعية   في بعض الأحيان.  فإن  جيل  الألفية  هو الذي عارض   المساعدات الاجتماعية  وكان  ضد من  وصفهم  ب”الضعفاء”  وسعى  إلى  تطهير  نفسه  من سكان الريف  والمدن الصغيرة والمتقاعدين ومن كل  من  كانوا  يمثلون ماضي رومانيا الشيوعي بالنسبة  له  . ذات  مرة  شاهدت  مشهدا  مرعبا  في مدينة ياش مسقط رأسي حيث ألقى عدد من الشبان  بضع  أوراق نقدية بقيمة  ليو واحد  إلى  رجل مسن  ثم تفرجوا عليه  وهو يحاول  جمعها  من الأرض. “

    أوضح  الأسناذ  تسارانو أن  الجيل الآنف الذكر  يتكون  من  الرومانيين الذين ولدوا بعد عام 1990 أو حتى بعد   عام 1985 ويمثلون  أوائل  أفراد  جيل  الألفية .إنه جيل  يعيش  في فقاعة اقتصادية واجتماعية في المدن الكبيرة   ناسيا  أو متناسيا  أن  لرومانيا وجها آخر أيضا  ويريد قطع أي صلة بالماضي غير أنه لم يفهم شيئا من الماضي  . ووصف  الأستاذ  تسارانو هذا الجيل بأنه جيل الرأسمالية الجديدة  الذي يزعجه    وجود الجيل الأجيال الأخرى كما أنه  الجيل الذي  عاصر  فترة الانتقال ما بعد  الحقبة   الشيوعية واكتسب  أثناءها   سلوكيات استهلاكية مختلفة عن سلوكيات الأجيال السابقة   :

    “إن جميع السياسات العامة التي اتبعت  في رومانيا بعد عام 2004  قامت  حصريا  على  فكرة  تحقيق  التنمية الاقتصادية . فقد  وجهت  أموال إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.  والآن تستثمر  مبالغ ضخمة لإنشاء   الطرق السريعة   ولكن المساعدات الاجتماعية ومعها  جزءا  كبيرا  من الفئات الاجتماعية الضعيفة   منسية  تماما وإذا أعيدت  إلى  واجهة  النقاش   إنما  لأسباب  انتخابية ولتوجيه  أصابع  اللوم إلى المسؤولين السياسيين.”

    ما هي الحلول المناسبة   لمعالجة هذا الاختلال الاجتماعي والاقتصادي :

    من الواضح أن الحلول   سياسية. ولكننا  نحتاج إلى كتلة حرجة قادرة على فهم مختلف   الفئات   الاجتماعية والأجيال . لا أعتقد أن ذلك أمر  ممكن  لأن  كثيرين   من أولئك  المتخلفين عن الركب  الذين ليس  لهم عمل  مستقر ولم  يكملوا  مرحلة التعليم الثانوي   ويعملون في مجالات  هشة وغير مستقرة  كقطاع البناء  أو خدمات النظافة   يتظاهرون  في الشوارع  اليوم  ويؤيدون الحركات الفاشية الراديكالية. فمن الواضح أن الفئات الاجتماعية والأجيال الأخرى  لن تمد لهم يد العون   لأنها تعتبرهم أعداء لها   يريدون “إخراج رومانيا   من الاتحاد الأوروبي ومن حلف الأطلسي” بل يريدون “تفجير رومانيا”  حسب  قولها … هؤلاء الناس لا يريدون تفجير رومانيا  ولكنهم بكل  بساطة لم يعودوا يطوقون   العيش  في رومانيا  بعد الآن”.

    وحمل  البورفيسور تسارانو    وسائل الإعلام  جزءا  من المسؤولية  عن تعميق الانقسام بين مختلف   الفئات الاجتماعية بعد  عام 2004 . وقال  إن الصحافة  أخفقت  في توضيح  السياق العام للمآسي والسلوكيات  المنحرفة  والإجرام  والتي غالبا  تشهدها   المناطق المعرضة لخطر الفقر والاقصاء   الاجتماعي. فالمناطق  التي  تسمى   بـ”جيوب الفقر” وتستغلها الصحافة في بحثها  عن الإثارة   هي ذات  المناطق  المنسية  وغيرالمستهدفة  من   الإجراءات الرامية إلى   تضييق الفجوة  بين سكانها والسكان المدن الكبيرة .

  • العمل بعد التقاعد في أوروبا وفي رومانيا

    العمل بعد التقاعد في أوروبا وفي رومانيا

    أظهرت دراسة  لمكتب الإحصاء الأوروبي   يوروستات أن  ثلاثة عشر بالمائة  فقط من مواطني الاتحاد الأوروبي يستمرون  في العمل  بعد  بولغهم   سن التقاعد. وقال  ستة وثلاثون بالمائة ممن لا يزالون يعملون أنهم يريدون  أن يبقوا   نشيطين  ويحبون  مهنتهم وعملهم   في حين أن أكثر من  ثمانية وعشرين بالمائة  آخرين  لديهم  دوافع  مالية. كما  ذكر المشاركون في الدراسة من بين أسباب الاستمرار في العمل بعد التقاعد   الرغبة في البقاء مندمجين اجتماعيا  والمردود  المادي  الجذاب  للوظيفة.

    وأظهرت  الدراسة  أن دول البلطيق تسجل أعلى نسب  من المسنين   الذين يستمرون  في   العمل بعد التقاعد  وهي  خمسة وخمسون  بالمائة في  إستونيا وأربعة  وأربعون  بالمائة  في لاتفيا  وليتوانيا.  على  الجانب  المقابل نجد   اليونان  وأسبانيا  بأقل من  خمسة  بالمائة   على التوالي أما   المركز الأخير فتحتله  رومانيا  التي   تبلغ فيها   نسبة  المتقاعدين النشطين في سوق العمل واحدا  فاصلة سبعة  بالمائة  فقط .

     إلا أن  نتائج   استطلاع  آخر  أجراه موقع “بست جوبز”  جاءت متناقضة  مع  إحصائيات  يوروستات . ففي عام 2021   قال ثمانية من  بين  كل عشرة موظفين في رومانيا  إنهم يفكرون في العمل بعد التقاعد.

    تحدثنا مع سورينا فاير خبيرة  الموارد البشرية التي لديها  خبرة  مهنية طولية  في هذا المجال:” لا أعتقد أن نتائج هذه الدراسات   صحيحة  مائة بالمائة  فالمشاركون  في الدراسة  الثانية    قالوا إنهم  يفكرون  في  مواصلة  العمل أو لديهم  هذه النية  وهذا  لا يعني أنهم  سيعملون  بالفعل  بعد  التقاعد . لكن   الصحيح أيضا  أن  المعاشات  التقاعدية   لا تكفي  لتغطية  نفقات   المعيشة  ولذلك  يقرر كثيرون   مواصلة  العمل بعد  التقاعد .

     أما السبب وراء  عدم  دقة  دراسة  يوروستات  فيكمن في  إقدام  بعض من   أصحاب  العمل على   التوظيف    بشكل  غير  قانوني  أي بدون  عقود  عمل  قانونية  وبالتالي  فإن أولئك الموظفين  لا يردون في  الوثائق الرسمية   وكشف   الرواتب ولهذا السبب    لا يمكن  لمكتب يروستات   تضيمنهم  في  الإحصائيات “.

     

    تعتقد سورينا فاير أن الاحتياجات المالية والرغبة في  التواصل والاندماج  الاجتماعي  هي  الدوافع الرئيسية  وراء  استمرار المتقاعدين في العمل  :”غالبية  المتقاعدين  أشخاص  اجتماعيون  ونشيطون  يتمتعون بصحة  جيدة  بدنيا وعقليا  ويريدون فعلا الاستمرار في العمل   للحفاظ على حالتهم  الجيدة  تلك  .”

     

    هناك فوارق كبيرة  في المواقف إزاء العمل بعد التقاعد بين الموظفين في الإدارة العليا والمتوسطة والعمال المهرة وغير المهرة. ففي الحالة الأولى يرغب معظم أولئك  الموظفين  في مواصلة  العمل  في نفس المجال بعد التقاعد  لا سيما وأن     ذهنيات    أصحاب العمل قد  تغيرت   خلال السنوات العشر الماضية  بحسب سورينا فاير  بحيث  أصبح هؤلاء   أكثر استعدادا   للاحتفاظ بالأشخاص الذين تجاوزوا سن التقاعد أوعلى  توظيفهم بعد التقاعد  إدراكا منهم   للفوائد المترتبة على  خبرتهم المهنية   المتراكمة طوال مدة  شغلهم  مناصب  قيادية :

    ” لاحظت أثناء   المقابلات والاجتماعات مع ممثلي  الإدارات العليا   أنهم  أصبحوا  أكثر استعدادا  لتوظيف  المسنين  لخبرتهم  الطويلة التي يمكن  أن  تكون مفيدة للغاية    لهم . أما  العمال المهرة وغير المهرة  فإن معظمهم  يتجه  إلى مجالات أخرى غير تلك التي  عملوا فيها قبل  التقاعد وتحديدا  إلى   خدمات الأمن  والحراسة  وخدمات التنظيف  وإيصال الطعام  وقيادة  سيارات الأجرة.”

    بعض  المسنين  يتجهون  إلى  ريادة الأعمال  بعد  التقاعد  وغالبا ما يختارون   المجالات التي يعرفونها   جيدا  :”كثيرون  منهم  يديرون أعمالا صغيرة بهدف تحقيق دخل إضافي  إلى  جانب  المعاش التقاعدي  ويركزون على المجالات التي  لهم   دراية  بها أو لديهم  فيها  شبكة قوية  من الشركاء تساعدهم على تحقيق  النجاح في الاعمال .”

    وقالت  سورينا فاير أيضا  إن موقف الرومانيين  من العمل  بعد  التقاعد    يختلف حاليا عما كان  عليه  قبل عشر سنوات  عندما كانت  قلة قليلة  فقط من المتقاعدين  يفكرون في  الاستمرار في  العمل  . أما اليوم  فأصبح  الرومانيون واعين   بفوائد البقاء نشيطين وفي حالة صحية جيدة   بدنيا وعقليا  فضلا عن  الفوائد  المالية . خيار آخر هو العمل الحر في مشاريع تعليمية  أو في مجال الترجمة  أو تقديم الدروس الخصوصية  أو حتى في مجال تكنولوجيا المعلومات.

     

    أظهرت بيانات المعهد الوطني للإحصاء أن أربعة  ملايين  وتسعمائة  ألف من الرومانيين   هم من المتقاعدين وأن  مليونا منهم  أحيلوا إلى  التقاعد   قبل   بلوغهم   سن التقاعد القانونية  . كما أن  متوسط  سن   الحصول على   المعاش  التقاعدي  للمرة الأولى  في رومانيا   هو  تسعة وخسمون عاما  وستة أشهر ويعد من بين  الأدنى في   الاتحاد الأوروبي . على الجانب الآخر  نجد   أيسلندا والدنمارك  وهولندا والسويد حيث تتراوح   سن الحصول  على المعاش   التقاعدي  للمرة الأولى   ما بين  أربعة وستين  عاما وستة وستين عاما .

    أما  القطاعات التي تسمح  للموظفين  الرومانيين   بالتقاعد المبكر  فهي  الشرطة والدرك  والمخابرات  والجيش والقضاء  والطيران.

  • خطر لا يمكن  تجاهله  : ظاهرة تعاطي المخدرات  بين المراهقين

    خطر لا يمكن تجاهله : ظاهرة تعاطي المخدرات بين المراهقين

    أعلن  الحادي والثلاثون من مايو  أيار يوما  وطنا للتوعية بمخاطر تعاطي المخدرات والإدمان  وذلك  بمقضى  قانون  أقره  مجلس النواب في بوخارست  مؤخرا . وقال النائب بريان كريستيان  عن  اتحاد “أنقذوا   رومانيا ” المعارض  إن  اليوم   الوطني  للتوعية بمخاطر  تعطي  المخدرات  هو مناسبة  رمزية  لا تحل مشكلة حادة  يعاني  منها  ويواجهها  المجتمع  الروماني  وذكر النائب بأن واحدا  من بين   كل عشرة  مراهقين   في رومانيا بالإضافة إلى  ربع طلاب المدارس الثانوية قد تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل  وفق إحصائيات   نشرتها   السلطات  ووسائل الإعلام . وأضاف  النائب كريستيان إن  هذه الأرقام هي نتيجة  عشرات  السنين  من السياسات العامة السيئة في مجال مكافحة المخدرات  وتعكس عجز الدولة عن  تفكيك  عصابات  الاتجار بالمخدرات.

    وأوضح النائب  بريان  كريستيان   أن  “المتعاطين  الشباب   يعاملون   كمجرمين في حين  أن تجار المخدرات  يفلتون  من العقاب”. وقال : “نحتاج إلى  برامج  فعالة لمكافحة   تعاطي  المخدرات  وليس إلى  مناسبات  رمزية “.  ويعتقد  كريستيان أنه   “بدون برامج فعالة للوقاية  وبدون موارد كافية لتطبيق  برامج  المكافحة  والاستشارة  وبدون موارد كافية لتشجيع  الشباب على  ممراسة  الرياضة باعتبارها   وسيلة صحية   لقضاء  أوقات  الفراغ  لقضاء و وقا وقات   وقات   فإن رومانيا ستخسر  المعركة ضد المخدرات”.

    والحقيقة أن الواقع على الأرض مذهل :  أطفال  لا تتجاوز أعمارهم  اثني عشر  عاما  جربوا  المخدرات بالفعل  وحصلوا عليها من تجار  مراهقين  في  سن  الرابعة عشرة فقط  ولا يدركون  مدى  خطورة آثار   هذه المواد على أدمغتهم.

     أخصائي طب التخدير والعناية  المركزة  وعلم السموم  رادو تسينكو  قال  في مؤتمر طبي   أنه  لا بد  من زيادة  عدد  برامج الوقاية والتوعية  لأن معظم المراهقين   لا يدركون الآثار المدمرة لاستهلاك هذه المواد: “إن تعاطي   المواد ذات التأثير النفساني في مثل هذه السن المبكرة   التي لم يكتمل فيها تطور الجهاز العصبي المركزي  يؤدي إلى ظهور اضطرابات سلوكية  واضطرابات انتباه   قد تكون أحيانا  عصيا  على  العلاج  لتصبح  اضطرابات دائمة  . كما أن تعاطي المخدرات خلال  مرحلة  المراهقة يزيد من خطر الإصابة بمرض عقلي في مرحلة البلوغ  وهو مثار  قلق  ..

    فكيف سيكون  عليه  المجتمع الذي يعاني فيه الشباب من اضطرابات نفسية أوسلوكية؟ أما  من الناحية  المادية   فإذا تحدثنا عن  علاج   الجرعات الزائدة والعلاج المكثف  فإن التكاليف    قد  تصل إلى  ثلاثين  ألف   يورو للمدمن  الواحد  وقد تصل  تكاليف  إعادة التأهيل في مركز للأمراض النفسية  إلى عشرة  آلاف  يورو”.

    أحد برامج مكافحة  تعاطي   المخدرات التي تم تنفيذها في عام 2024 في رومانيا هو  “القافلة الفنية للوقاية من تعاطي المخدرات”  الذي نفذته  منظمة غير الحكومية بتمويل من وزارة الداخلية عن طريق   الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات. وقد نفذ البرنامج في   تسع  مدن في شمال شرق رومانيا  في كل من  محافظة  بوتوشاني ونيامتس وفاسلوي بهدف  رفع مستوى الوعي وتعريف  الشباب والآباء بمخاطر تعاطي المخدرات. كما  هدف البرنامج  إلى بناء الثقة والقدرة على الصمود لدى الأطفال والشباب المعرضين لخطر تعاطي المخدرات. وقد استفاد من هذا البرنامج ثمانية   آلاف من المراهقين والشباب الذين تتراوح  أعمارهم  ما بين  الرابعة عشرة والخامسة والعشرين  .

    ماذا على المراهق  أو الشاب المتعاطي    أن يفعل للتخلص من الإدمان ؟  رئيس المنظمة  غير الحكومية  التي نفذت البرنامج  يولياى  فاكاريان :  “أعتقد أن أهم شيء  هو إخبار  الآباء  وسائر  الأشخاص  المهتمين  به   في محيطه  لأنهم   سيساعدونه وسيقدمون  له  أفضل النصائح  والحلول .”

     وصل المختصون إلى محافظة   سوشيافا شمال رومانيا حيث تحدثوا مع الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين   في مدينة   فالتيشيني بحسب  خبير مكافحة المخدرات كاتالين تسوني   الذي يتعاون   مع راديو رومانيا   في هذا المجال:”تواصل إذاعة رومانيا الإخبارية   بالتعاون مع شركاء آخرين  حملة مكافحة المخدرات التي أطلقتها   منذ  عامين . نتجه إلى المناطق   الريفية حيث   نقيم  فعاليات توعوية   وقائية مع الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين  . وكل  هذه الفعاليات  تفاعلية  لتشجيع المشاركين على  التحدث إلينا . ولدى  انتهاء الفعالية  نقدم  جوائز  لأنشط  المشاركين  .

    أعتقد أنه  لا يمكن تعلم السلوكيات الحسنة   إلا   بهذه الطريقة التي   نحاول  بها  كسر الحواجز التي  تعاني منها  الأنشطة الوقائية  الكلاسيكية  والتي  تحول دون تحقيق  النتائج  المنشودة. من الواضح   أنه   كان  لا بد  من  تغيير المفاهيم التي تقوم  عليها هذه الفعاليات  والبرامج . هناك  من جانب آخر   أخبار سارة  فيما  يتعلق  بحزمة القوانين المتعلقة   بمكافحة  تعاطي المخدرات  وتشديد العقوبات وإنشاء سجل  لتجار المخدرات وحظر وقف تنفيذ  عقوبة السجن.كما أقر مؤخرا قانون إنشاء ثمانية مراكز لعلاج الإدمان على المخدرات .

    وفي الوقت الحالي تتحدث الجهات المعنية  عن  إعادة تنظيم الوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات باعتبارها صاحبة  الاستراتيجية الوطنية  في هذا المجال وهذا أمر  مرحب به في رأيي بالنظر إلى  ضرورية  تكيف عمل هذه الوكالة   مع المتطلبات الجديدة.”

     

     

  • التوجهات الإيديولوجية  لطلاب  المرحلة  الثانوية

    التوجهات الإيديولوجية لطلاب المرحلة الثانوية

    ترسم  دراسة حديثة الخطوط  العريضة  لذهنيات  طلاب المدارس الثانوية  وتوجهاتهم  الأيديولوجية   بعد عام  انتخابي مضطرب . فقد  انقد  الشباب  المرشحين في النتخابات  لعدم  تكييفهم  خطاباتهم  السياسة  على هموم الشباب  فانتقد  السياسيون  الشباب لعزوفهم  عن  التصويت  وانتقد الجميع  المدارس  لعدم   فعالية تدريس  مادة  التربية  المدنية.

    يتضمن المنهاج الدراسي للمرحلة  التعليمية  الثانوية  حصة واحدة   أسبوعيا لمادة  التربية الاجتماعية ومع ذلك  لا يزجد  مدرسون متخصصون  لهذه المادة في نصف المدارس الثانوي . وفي معظم الأحيان يتولى مدرسو  مواد  أخرى  تدريس  مادة  التربية المدنية . وقد   أظهرت الدراسات   الحديثة أن أكثر من ثلث مدرسي  التربية المدنية  في رومانيا يفضلون “زعيما قويا  وإن  كان سيتجاهل  الآليات   الديمقراطية” وأن  معظم  المؤيدين لأشكال الحكم  غير الديمقراطي هم من المدرسين الشباب . كما أن  أقل من نصف مدرسي  التربية   المدنية  شاركوا  خلال السنوات الثلاث الماضية  في برامج التدريب المخصصة لتدريس هذه المادة .

    ميهايلا نبار المديرة التنفيذية لمنظمة   وولرد  فيجن رومانيا :”  صحبت الديمقراطية وحقوقنا وحرياتنا  هزيلة  وهشة بسبب غياب الإصلاحات الحقيقية   في نظام  التعليم وبسبب عدم  الاهتمام  يالتربية المدنية  للأطفال والمراهقين  والمجتمع بشكل عام وهو  ما أدى إلى  سوء فهم المخاطر التي تنطوي عليها بعض القرارات التي نتخذها بما فيها  نوايا  التصويت. لقد شاهدنا في  الفترة الأخيرة   كيف  أن الناس   يخلطون  المفاهيم والمصطلحات بحيث يعتبرون القيم الديمقراطية مخالفة  للمسيحية و يعتقدون أن الإيديولوجية السيادية هي منبع  للرفاهية . كما لاحظنا  كم  هو من السهل أن يجري  التلاعب بحي نصدق   كل  ما يقال  لنا  من الأخبار الكاذبة من دون تفكير وتساؤل وتحليل   .”

    أظهرت  دراسة أجرتها منظمة وورلد فيجن رومانيا أن أربعة  وثمانين بالمائة من  طلاب المدارس الثانوية الرومانيين راضين  عن  الأيديولوجيات  اليسارية  وأن سبعة  بالمائة  منهم فقط  يقبلون  التطرف  اليساري  المنابع  فيما  يقبل  أقص  اليمين واحد  بالمائة  منهم  فقط  .  أما  توقعات الشباب  فأهمها  أن توفر الدولة الخدمات الصحية والتعليمية   عالية الجودة  وأن  تضمن حقوقا  متساوية للجميع . ويعتقد  اثنان  وثمانون بالمائة  من المستطلعة آراءهم  أن أصواتهم   هامة  يد  ويؤيد  سبعة  وسبعون بالمائة  منهم تدابير حماية البيئة  أيا كان ثمنها  بينما يعتقد  ثلاثة  وعشرون بالمائة  منهم  أنه لا  بد من  استخدام الموارد الطبيعية  لتحقيق  التنمية والتقدم.

    وقال  ممثلو منظمة  وورلد  فيجن  رومانيا  إن  ” التسلسل الهرمي لمؤشرات التوجهات الأيديولوجية والقيمية  تظهر أن طلاب المدارس الثانوية يهتمون بالسياسية  ويناقشون المواضيع السياسية  فيما بينهم وفي مجتمعاتهم  ويحاولون الاستعداد للسياق القيمي  الاجتماعي التي سيعيشون  فيه  كبالغين. ” قد أثبت  بعض  المواضيع التي  يناقشها الشباب أنه يعيرون  أهمية كبيرة  للحوار وتسويغ  توجهاتهم  ومعتقداتهم ويهتمون   بالتحضير  للمشاركة في   الحياة العامة بحيث  يكونون  أقل عرضة للتلاعب وأقل استعدادا  لقبول   الخطابات الشعبوية ” بحسب  ممثلي   منظمة وورلد  فيجن  رومانيا.

    أحد  الاستنتاجات  اللافتة التي  توصل  إليها  خبراء  المنظمة  يتعلق بالاختلاف في الآراء  بين المراهقين والمراهقات مع  بروز توجهات  يسارية  أقوى    لدى  المراهقات.فقد أيدت  خمسة وستون بالمائة  من المراهقات   حق المرأة غير مقيد في الإجهاض وهو ما  يؤيده  فقط  ستة  وخمسون بالمائة  من المراهقين . وقال   ثمانية  عشر بالمائة  من  المراهقين  أن  العمل  الرئيسي  للمرأة  هو   الاعتناء بالمنزل وزوجها وأطفالها  دون أن ينكروا  حقها  في العمل   في حين أن  ستة  بالمائة  فقط  من الفتيات   يشاركنهم  هذا  الرأي . كما  تبين أن  هذه الاختلاف في الآراء   أعمق   بين  الجنسين  منه بين المناطق الحضرية  والريفية .

    موقف  الشباب  إزاء مجتمع الميم  كان الموضوع الأكثر إثارة للجدل والأـكثر تسببا   لانقسام طلاب المدارس الثانوية بين رافض ومتسامح  ولكن مع تقارب شديد بين  نسب الرفض والقبول حيث  وصف سبعة  وأربعون بالمائة  منهم المثلية  بالمرض أو الظاهرة غير الطبيعية وأعربت نسبة  مماثلة  عن  التسامح معها .كما  أبرزت  الأجوبة  مرة أخرى  ميل  الفتيات إلى احتضان مبادئ  الحرية  الشخصية  بشكل أكبر من الفتيان  إذ قالت سبعة  وستون بالمائة  منهن  أن المثلية الجنسية أمر طبيعي مقابل اثنين وأربعين  بالمائة  من  الفتيان .

    هناك إذا  من جهة مراهقات  يؤيدن  القيم  الحقوقية  الفردية  كما  تنعكس  في  آرئهن في  دور المرأة  وحقوق  مجتمع الميم  وحرية التعبير وهناك من جهة أخرى  فتيان يبتبنون  مواقف محافظة  حيال هذه القضايا.

    وخلص  خبراء منظم  وورلد فيجن رومانيا  إلى أن الاختلاف  كبير  بين آراء  الفتيات والفتيان  في ستة  عشر  مؤشرا  من أصل  عشرين  مؤشرا استخدم   لتحديد التوجهات  السياسية  للمراهقين وأن  الاختلاف الأيديولوجي بين الجنسين داخل  الجيل  الواحد  قد   يخلق  حالة  تنافر   بينهما كبالغين  قد تنعكس في العلاقات  بينهما لاحقا  بما  فيها  العلاقات الزوجية .

     

     

     

    .

     

     

    .

  • الكلمة التي لا تبني

    الكلمة التي لا تبني

    الاعتداء  الإلكتروني أو التنمر عبر الإنترنت  يحدث عندما يتلقى شخص أو مجموعة  من الأشخاص  رسائل إلكترونية  مسيئة . فبحسب تقرير أصدره مكتب الإحصاء الأوروبي يوروستات  في عام 2023  تعرض حوالي نصف شباب  بلدان  الاتحاد الأوروبي للاعتداء  الإلكتروني  وتلقى تسعة وأربعون بالمائة  من  الشباب الأوروبيين الذين تتراوح أعمارهم  ما بين السادسة عشرة  والتاسعة والعشرين   رسائل  إلكترونية عدائية    .

    وفقا لتقرير يوروستات تأتي إستونيا في مركز الصدارة  بنسبة  تسعة  وستين  بالمائة  من الشباب  الذين  تلقوا  مثل هذه الرسائل عبر الإنترنت  تليها الدنمارك  بنسبة  تقارب  تسعة  وستين بالمائة  ففنلندا  بثمانية  وستين بالمائة   ففرنسا  بخمسة وستين بالمائة . ويظهر تقرير  مكتب يوروستات أيضا أن  هذه  النسبة  زادت  عن  خمسين بالمائة  في  اثنتي  عشرة  دولة من أصل  ثلاث وعشرين  دولة تتوفر لدى  المكتب  بيانات  بشأنها. أما الدول  الأوروبية  التي  تأتي في  أسفل القائمة  فهي  كرواتيا  بأربعة  وعشرين  بالمائة  فرومانيا  بسبعة  وعشرين بالمائة  فبلغاريا  بواحد وثلاثين بالمائة

    والجدير بالذكر أن المراهقة  هي مرحلة   حساسة في حياة  الإنسان  تتكون فيها  الهوية الذاتية و ينمو احترام الذات ويقوم  المراهق  بتطوير  علاقاته الاجتماعية وهي أيضا  المرحلة  التي  تزيد فيها خطورة   آثار  التجارب السلبية  على صحته العاطفية والعقلية.

    وفي الغالب  يتمحور  خطاب الكراهية عبر الإنترنت   حول  آراء سياسية أو اجتماعية  حيث مثل هذا  النوع  من المحتوى  حوالي  خمسة  وثلاثين  بالمائة  من مجموع الرسائل الإلكتورنية المسيئة  على المستوى   الأوروبي بسحب  تقرير يوروستات  وبمعدل  ستين بالمائة  في إستونيا  وستة وخمسين  بالمائة  في فنلندا  وتسعة وأربعين  بالمائة في الدنمارك.

    أما  الرسائل  العدائية  التي استهدفت  مجتمع  الميم   فقد مثلت  نسبة  اثنين وثلاثين بالمائة  من مجموع  الرسائل الإلكترونية  المسيئة  الموجهة إلى شباب  البلدان الأوروبية   مجتمعة  ولكن  أعلى النسب  سجلتها  إستونيا بمعدل  ستة  وأربعين  بالمائة   فسلوفاكيا والبرتغال بأربعة  وأربعين  بالمائة  للكل  . بالإضافة إلى ذلك  واجه  ثلاثون  بالمائة  من شباب بلدان   الاتحاد الأوروبي رسائل كراهية  وذات طابع  عنصري  فيما  مثل المحتوى  العنصري  خمسة وأربعين  بالمائة  من  مجموع  الرسائل الإلكترونية  المسيئة في  كل  من هولندا والبرتغال بخمسة وأربعين  بالمائة  للكل.

    نورا إيناكي   طبيبة نفسية  عملت مع شباب  من  مختلف  الفئات العمرية تعرضوا  للإساءة العاطفية سواء عبر الإنترنت أو بطرق  أخرى . وخلصت إلى أن  التنمر عبر الإنترنت   يحدث  طيفا واسعا  من الاضطرابات العاطفية. سألنا نورا كيف  يؤثر  التنمر عبر الإنترنت على احترام الشباب لذاتهم وصحتهم العقلية:”احترام الذات هو نتيجة  تقدير يقوم  به  كل  فرد  لتحديد  قيمته  وله تأثير  كبير على  موقفه   من نفسه . أما  إذا  نظر  الفرد   إلى نفسه  عبر  عدسة  الإنترنيت  فإن الأفراد  الذين  يتفاعل  معهم  على مواقع التواصل الاجتماعي  يشكلون  مرآة اجتماعية يرى  فيها  ذلك الشاب  كيف ينظر إليه الآخرون  .

     الخطر الذي ينطوي عليه   التفاعل  عبر الإنترنت  يكمن في أنه ليس  كل من  نتفاعل  معهم  يعرفوننا  جيدا  وليس  كل  من نتفاعل معهم  يريدون  لنا خيرا   وليس كلهم   يقيموننا بشكل صحيح. كما أن  الفضاء  الافتراضي   ينطوي على  متغيرات   كثيرة ولذلك يصعب  تحديد كل الأسباب  التي  تجعل  من الفضاء الإلكتروني بيئة  غير مناسبة   لتطوير الذات “.

    بعبارة أخرى  فإن  المرآة  التي  نرى  فيها أنفسنا  على الإنترنت تتكون  من شظايا كثيرة يمثل  كل منها  فردا مختلفا  وشخصية مميزة  .إنه  عالم خيالي يصر  على  أن يتحول   إلى العالم  الواقعي  للشاب في سن  المراهقة  الذي غالبا يكون  في حيرة  من  أمره  ولا يزال يبحث  عن  الذات ..  إنها لعبة خطيرة للغاية يمارسها عالم الإنترنت  وحرب خفية   ترتدي  أشكالا مختلفة   وتتجلى  في  علامات   شتى  بحسب  نيورا إيناكي  :” العلامات التي تشير إلى  أن  الشاب  أصبح  ضحية   للبيئة الافتراضية   هي الانزواء  والعزلة وعدم التركيز . وفي الغالب تكون الأسرة وليس الضحية هي التي تطلب المساعدة بعد  ظهور  هذه التغيرات في سلوك الشاب “.

    كلنا يعلم إنه من الصعب  على الآباء  أن يفرضوا  قيودا على  الوقت  الذي يقضيه أطفالهم  أمام الشاشات كما أنه  من الصعب  أيضا  تفادي  تداعايات  الإساءة عبر الإنترنت  ولكن علاجها  ممكن ومتاح . فالطب النفسي   أوجد   السبل الكفيلة  بإزالة  الآثار الضارة للإساءة  عبر الإنترنت   على الرغم  من أن   رسالة  مسيئة  واحدة يمكن أن  تتسبب  في  انهيار العالم الداخلي للشاب:”الصدمات  التي تحدثها  التجارب السلبية على الإنترنت يمكن أن تؤدي إلى الرهاب الاجتماعي. ولكن  خلال جلسات الاستشارة يتدخل  الطبيب النفسي باستخدام أساليب   إعادة الهيكلة المعرفية   التي تساعد ضحية  الاعتداء  عبر الإنترنت  على  التعرف  على   الأفكار  السلبية  التي  تولد المشاعر والسلوكيات  غير  الصحية  كما تساعده  على  مكافحة  تلك الأفكار  وتغييرها . وفي الوقت نفسه يقوم  الطبيب النفسي بتدريب   ضحية  التنمر  على الإنترنت  على الاسترخاء العقلي  والمراقبة الذاتية واستخدام سبل طوير المهارات الاجتماعية.”

  • جمعية “ساكي”  للطب البيطري

    جمعية “ساكي” للطب البيطري

    لاورا فينكو كانت  طالبة   في المدرسة الوطنية للدراسات السياسية والإدارية في بوخارست في عام 2010 عندما رأت  كلبا صغيرا  جريحا   وأدركت  أنه  كان  ألقي  من أحد طوابق  دار الطلبة  التي كانت  تسكن فيها .فأخذت  الجرو إلى غرفتها  واعتنت  به  وزملاءها لأشهر طويلة  حتى استعاد  عافيت

     

    بعد  خمسة  عشر  عاما على  ذلك الحدث  تقول  لاورا  متذكرة :لقد أخذته إلى دار  الطلبة  واعتنينا به  أنا وزملائي  وتبنيناه حتى  أصبح  شعارا للدار  وسميناه “ساكي” ثم  شيئا فشيئا جلبنا  له أصدقاء  جددا  لأننا   أردنا  تغيير  الأمور في دار الطلبة   وأن  نترك  للطلاب  من  بعدنا  دار طلبة   أفضل  حالا  وأعتقد أننا  أفلحنا . في البداية لم  أكن أعرف الكثير عن العناية بالكلاب إذ كنت طالبة  في  كلية   التواصل والعلاقات العامة وليس في كلية الطب البيطري لكني  بدأت بالاعتناء بالجراء الشاردة  من أجل  مساعدتها على  البقاء على قيد الحياة  وأطعمتها  ثم أخذتها إلى  الطبيب البيطري  لتعقيمها  . خلاصة القول  إنه منذ عثوري على ساكي وحتى تخرجي   من الجامعة  وخروجي من دار الطلبة  وجدنا  أسيادا  لخمسة عشر  جروا وأصبحت دار  الطلبة   خالية تماما  من  الجراء الضالة .”

     

    تقول  لاورا  فينكو   إن  الجرو ساكي غير  حياتها  بشكل  جذري .  فبعد التخرج قررت لاورا وأحد زملائها  فتح عيادة   بيطرية صغيرة رغبة منهما   في  إيجاد  حل   لمشكلة  الكلاب  الضالة .. وفي  عام 2016  تأسست   جمعية  ساكي  البطرية  : “ساكي  كان دائما   أكثر من مجرد جرو  لأنه مارس  نوعا   من السحر  على  الناس  من حوله   ودفعنا إلى  تشكيل   فريق من المتطوعين  الراغبين في تسخير مهاراتهم   لخدمة  الخير.وبمرور  الوقت   انضم  إلى الفريق المزيد  والمزيد من الأشخاص . هكذا  ساهم  ساكي  في   إنقاذ   حياة عشرات  الآلاف  من الحيوانات  الشاردة . ما الآن  أما الآن   فإن ذكراه  هي التي  تثير  في  نفوسنا   الرغبة   في  مواصلة العمل  في هذا المضمار . في البداية  كان  هناك  طبيب  بيطري واحد فقط  في  العيادة  البيطرية التي فتحناها  في عام 2016  أما الآن  فيعمل فيها ستة أطباء  وتسعة عشر  عاملا  مساعدا  وقمنا   حتى الآن  بتعقيم  مائة ألف  من الحيوانات   الأليفة  وعالجنا  آلاف الحيوانات كل عام  والآن نقوم  ببناء مستشفى بيطري   اجتماعي.

     

    ثمانون  بالمائة  من أسياد  الحيوانات الأليفة  في رومانيا   لا يستطيعون  تحمل تكاليف  الاختبارات  الطبية  والعلاجات  البيطرية  بسبب غلائها  حتى  بالنسبة لذوي الدخل المتوسط. أما حيوانات  الشوارع  فالحظ  لا يحالف  سوى  القليل منها  لإيجاد  أسياد أو على الأقل لأيجاد   أشخاص  يطعمونها  ويعتنون بها .  لذا  فإن جمعية “ساكي”  البيطرية  تعالج    مجانا  الحيوانات الشاردة  وتلك  التي  لا  يمكن    لأسيادها  دفع ثمن الفحوص والعلاج    كما   تسعى جاهدة إلى توسيع  قدرتها الاستيعابية   ببناء مستشفى بيطري اجتماعي هو الأول  من  نوعه  في رومانيا.”

     

    يقع مستشفى “ساكي ” البيطري في قرية  ترتاشيشتي  جنوب رومانيا    وسيقدم  الرعاية  الطبية   مجانا   للحيوانات الضالة وأيضا لحيوانات  العائلات  محدودة الدخل . أما الزبائن الأخرون  فسيدفعون  أسعارا  اجتماعية  رمزية   مقابل الرعاية  البيطرية  لحيواناتهم  وذلك  فقط   لدعم  البرنامج المجاني  علما أن   أكثر من  تسعين  بالمائة   من الأرباح  سيتسثمر مجددا  في   خدمات  الطب البيطري  المجانية   . لاورا فينكو: “بعض الأشخاص يسيئون معاملة  الحيوانات ويعنفونها  ولذا فنحن هنا من أجل تلك الحيوانات  ومن أجل الأكثر ضعفا منها  أو تلك التي  تحتاج  إلينا  لكي تبقى على قيد الحياة  . فبعد ثلاث  سنوات من العمل  والجهود  المتواصلة  أصبح   المستشفى جاهزا  بنسبة  تسعين  بالمائة أما  العشرة بالمائة  المتبقية فتمثلها   الأعمال  الداخلية  وهي  الأكثر صعوبة ودقة . لكننا  نشعر  بارتياح  كبير  ونحن  نرى أن  المستشفى البيطري الاجتماعي  يصبح  حقيقة  قائمة .  إنه حلم يتحقق وقريبا  سيكون  في مقدورنا  توفير المزيد من الخدمات البيطرية   للمحتاجين .. أود ذكر أن  العمليات الجراحية  تمثل  حوالي  تسعين  بالمائة من عملنا  . من جانب آخر  نقوم  بتعقيم  الكلاب  مجانا  منذ  ثمانية أعوام   ونعمل على  تقليل عدد الحيوانات الضالة. المستشفى سيقدم  خدمات   الجراحة والاختبارات  والفحص  بالأشعة وغيرها  من الخدمات  البيطرية . كذلك  أود  الإشارة  إلى  مركز التدريب  الذي  سيعمل   في المستشى  لتدريب  الأطباء البيطريين وطلاب  الطب البيطري  رغبة  منا في تشارك  الخبرة  معهم .”

     

    تقول  لاورا  فينكو أن   الطب البيطري الاجتماعي   أمر ضروري  للغاية   بالنظر إلى الطلب الكبير  على  الخدمات البيطرية  : ” نحن مؤسسة اجتماعية وأيضا  منظمة غير حكومية . لقد أدركنا  أهمية  مفهوم  الطب الاجتماعي  ونشره  نظرا  لكثرة المحتاجين  إليه  . ونشجع المزيد من الأطباء البيطريين على العمل في هذا المجال.”

     

    تقول  لاورا  أن   جمعية  “ساكي”  تمثل    أكثر  من  مجرد  خدمة  للطب البيطري ..إنها  قصة  نجاح  حول   التعاطف  والإنسانية  والمسؤولية  تجاه  كائنات حية   لا تستطيع الكلام ولا تستيطع أن  تقول  إنها موجوعة ووحيدة  .إنها أيضا   قصة  نجاح حول حيوانات  أليفة   لا يستطيع أسيادها  مساعدتها  في  المرض والمعاناة .

  • الزواج  القسري  للقاصرين – هل  هو حقا  عرف اجتماعي ؟

    الزواج القسري للقاصرين – هل هو حقا عرف اجتماعي ؟

    تمثل الفتيات والنساء الغجريات  إحدى الفئات الأكثر ضعفا وإهمالا في رومانيا. فالأحكام  المسبقة التي  تهيمن على  موقف  السلطات  الرسمية  من الأقلية الغجرية  بالإضافة إلى  الانتهاكات التي  قلما  تصنفها  العائلات الغجرية  كانتهاكات تحرم  الفتيات والنساء  الغجريات من الحماية. وعلى الرغم من أن رومانيا  تحتل مركز الصدارة  بين بلدان  الاتحاد الأوروبي بأكبر عد من الأمهات القاصرات إلا أن مؤسسات الدولة لا تملك  إحصائيات  منسقة  حول الزواج القسري للقاصرين  بحسب  ماريوكا  أوانا  كونستانتين المحاضرة في المدرسة الوطنية للدراسات السياسية والإدارية : ” موضوع  الزواج  القسري غير وارد على  أجندة  السلطات  بسبب عدم  وجود  إحصاءات رسمية دقيقة  حول هذه الظاهرة  .فغياب  تلك البيانات  يعيق  دراسة   هذ الظاهرة وفق  المعايير  العلمية  وتحديد  أسبابها .”

    والجدير بالذكر أن  ماريوكا  أوانا  كونستانتين  تشارك  في حملة التوعية التي تنفذها منظمة   إي رومنيا غير الحكومية وهي المنظمة الوحيدة  المعنية  بقضايا الفتيات والنساء الغجريات

    كارمينا هي  فتاة  في العاشرة  من العمر  زوجتها  أسرتها  من  فتى  في  سن  الرابعة  عشرة  بمجرد  إكمالها  مرحلة  التعليم  الابتدائي . وبعد عامين من زواجها   أنجبت طفلا . وعلى الرغم من أن السلطات علمت  بحالة  كارمينا  وأجرت تحقيقا اجتماعيا للتعرف  على الوضع  العائلي  للفتاة  وظروفها  المعيشية   إلا أنها  توصلت  إلى استنتاج  أن “الضحية أقامت علاقات جنسية بالتراضي  وبموافقة الوالدين” مذكرة  أيضا   بالأعراف  الاجتماعية  للغجر والتي “تشجع مثل هذه العلاقات” على  حد  قولها . وقد  اقتصر  التحقيق على  الفتاة  ولم  يشمل والديها  اللذين وافقا على زواج  ابنتهما القاصر  . وفي نهاية  المطاف  أغلق  الملف دون اتخاذ  أي تدابير .

    قصة كارمينا هي واحدة  فقط  من القصص الخمس التي  طرحت على الجمهور  في  إطار  حملة  التوعية   التي  أطلقتها منظمة   إي رومنيا  غير الحكومية  بهدف  دحض خرافة    انحصار  زواج القاصرين  في  مجتمعات الغجر . إنها  خرافة  يجب  تفكيكها  لأنها  ليست سوى واحد  من الأحكام  المسبقة الدارجة  التي تبرر التصرفات  والممارسات  غير المقبولة  ومن بينها  العنف ضد الضعفاء . الحقيقة  أن   الإحصاءات  الديموغرافية  وخاصة  معدل الولادات  بين القاصرات  تؤكد  أن  الظاهرة لا  تنحصر في المجتمعات الغجرية  بحسب تشيراسيلا  بانيكا  وكيلة  الدولة في المجلس الوطني لمكافحة التمييز.

     سألنا  روكسانا أوبريا  خبيرة تكافؤ  الفرص لدى منظمة  إي رومنيا   كيف تفسر لامبالاة المؤسسات العامة  لمشكلة  الزواج القسري: “السبب بكل بساطة هو العنصرية  واسعة  الانتشار في المؤسسات   ونظرة  الناس على   الزواج  القسري على أنه  ممارسة  ثقافية مميزة  لمجتمعات الغجر ومنحصرة فيها   ولكن الواقع مختلف  تماما  . ولسنا  نحن  من يقول ذلك بل  منظمة  أي رومنيا  وأيضا  المؤسسات والهيئات العامة  المعنية  . فالأحكام المسبقة الدارجة  هي  السبب  الرئيس  لعدم إدراج   الزواج  القسري  في قائمة  أولويات المؤسسات العامة  وصناع القرار. فطالما أن الزواج  القسري لا يؤثر على الأغلبية   فإن  السلطات تنظر  إليه على أنه ممارسة  ثقافية  محصورة  في  مجتمع  بعينه  وبالتالي  فلا تتدخل لحل  هذه المشكلة  .

     

    قصة كارمينا هي واحدة من مئات القصص المماثلة التي ربما   لن نتعرف  عليها  أبدا  غير أنها  واقعية   ولا نهتم  بها  ربما  لأننا  اعتدنا على  اعتبار  الأطفال ملكا لوالديهم  وليس   أفرادا  لهم حقوق  واحتياجات . ربما الخطأ الأكبر الذي يرتكبه أولئك الذين يريدون   مساعدة  ضحايا  الزواج  القسري  والعاملون   الاجتماعيون  والمدرسون  وموظفو المنظمات غير الحكومية  والعاملون  في الجهاز القضائي  أنهم  يتحدثون فقط  مع الوالدين  اعتبارا  منهم  أن   المشكلة  يجب  حلها   داخل  الأسرة  أو المجتمع  المحيط  بها.

    إنه  خطأ  كبير لأنه   في الواقع  نلاحظ أن  الآباء هم   الذين  يسيئون  معاملة  أطفالهم  في المقام  الأول  بحسب  روكسانا أوبريا:”طالما أن  المدرسة والمديرية العامة للرعاية   الاجتماعية  والجهات المعنية  لا تتدخل في  مثل هذه الحالات  فإن  الإشارة التي ترسلها إلى أولئك الآباء  مفادها  أن  تصرفاتهم لا تمثل   مشكلة  بالنسبة  للسلطات  . إنها  بمثابة  موافقة ضمنية   على  إساءة معاملة أولئك الآباء  لأطفالهم . ولذا فإن  رومانيا  لن  تواكب  المعايير الدولية  في  هذا المجال وسيقبى اسمها  واردا في قائمة  الدول التي تجيز  زواج الأطفال ما لم  تعمل  السلطات  على  تصويب  التعامل مع  مسألة  الزواج  القسري  وما لم تتوقف عن  توجيه أصابع الاتهام إلى المجتمع الغجري  حصريا “.

    هناك  فراغ  تشريعي  فيما  يتعلق   بالزواج  القسري  لأن القانون  الجنائي  لا يعالج حالات زواج القاصرين  إطلاقا . أما  إذا وصلت قضية  زواج  قسري   إلى المحكمة  -وهذا  ما  لا يحصل في الواقع  إلا نادرا  – فإن  القضاة  يصنفونها  كجريمة  جنسية. من جانب آخر طرحت منظمة    “إي رومنيا”  قضية هامة  أخرى هي  استخدام السلطات لمصطلح  “زواج  التراضي”  للإشارة  إلى الزواج بين شخصين يقل عمر أحدهما  أوكليهما  عن ستة عشر عاما. فدليل  التعامل  مع  حالات الزواج  القسري  للقاصرين   والذي صدر مطلع  العام الجاري عن منظمة    “إي رومنيا”   يؤكد أنه  لا يمكن  لأي  جهة أن  تطلب  من  قاصر  يقل عمره  عن  ستة عشر عاما   أن  يصرح بقبوله  الزواج .  وقالت  تشيراسيلا  بانيكا  أن  الملاحقة الجنائية  في مثل  هذه الحالات  لا تأخذ في الاعتبار هذه الحقيقة . وبالتالي فإن  المحققين  يقررون إغلاق  الملف  ويشيرون   في  حيثيات القرار إما   إلى   “موافقة الوالدين  على  الزواج  الفتاة  القاصر  ”  أو إلى  “ثبات المساكنة  لمدة  طويلة ” وأيضا  إلى  الأعراف  الاجتماعية  للمجتمع  الغجري. أي  بعبارة أخرى  فإن ضحايا الزواج القسري  لا تحصل على أي حماية  أو دعم .

    كيف  تنظر السلطات إلى  حملة منظمة  أي رومنيا ؟روكسانا أوبريا:”السلطات  تنظر إلى  الحملة  باهتمام لأن  رومانيا ملزمة  بالقضاء على هذه الممارسة وفق الاتفاقيات الدولية حول  منع ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي التي وقعتها . هناك  أيضا  توجيهات  البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي  التي  يجب إدخالها    في القوانين  الوطنية   خلال مدة لا تتجاوز ثلاث  سنوات . وهناك  ضغوط  تمارس على رومانيا من قبل المنظمات الأوروبية   لحملها على الالتزام بالمعايير الدولية.  فتقرير غريفيو من جانبه  يحث  رومانيا  على اتخاذ الإجراءات اللازمة  ضد هذه  الممارسات  وتجريمها.”

    الاتحاد الأوروبي أمهل   رومانيا حتى عام 2027 لاتخاذ الإجراءات   لللازمة لمكافحة  الزواج   القسري.

  • حياة العمالة  الأجنبية  بين  مناوبتي عمل

    حياة العمالة الأجنبية بين مناوبتي عمل

    أحدث دراسة   نشرتها  مركز الدراسات المقارنة حول الهجرة  وأجرتها   في نهاية شهر  أكتوبر تشرين  الأول  عام   2023 أظهرت  أن  عدد  المواطنين  الأجانب  المقمين  في رومانيا  كان يزيد حينئذ   عن  مئتي  ألف نسمة  وأن  سبعة  وثمانين  بالمائة  منهم حصلوا  على  تصريح الإقامة المؤقتة. من جانب آخر أظهرت الدراسة أن  المواطنين  الأجانب  الذين يطلبون  الحماية  الإنسانية  في رومانيا  يمثلون   فئة  الأجانب الأقل عددا  في الوقت  الذي  يتجاوز فيه  معدل رفض  طلبات  الحماية الإنسانية المقدمة  للسلطات الرومانية   ثلاثة  وثمانين بالمائة .

    العاصمة  بوخارست  هي  بحسب الدراسة  آنفة الذكر  المدينة الأكثر جاذبية  للمواطنين  الأجانب  حيث يقيم بها   ستة  وعشرون بالمائة  منهم  وذلك  لتعدد  فرص العمل والتعليم وقضاء أوقات الفراغ  التي   يجدونها  فيها  تليها  محافظة    إلفوف  المجاورة   بعشرة بالمائة  من إجمالي  عدد المواطنين الأجانب في رومانيا  فمحافظة  تيميش  بسبعة بالمائة  فكلوج  بستة  بالمائة   فكونستانتزا  بستة  بالمائة  .أما  الجنسية  الأكبر عددا   بين  العمال الأجانب  في رومانيا  فهي  النيبالية  التي تمثل   تسعة  بالمائة  من إجمالي  عدد العمال  الأجانب  تليها التركية بثمانية  بالمائة  فالإيطالية  بسبعة بالمائة  فالسريلانكية  والمولدوفية  بسبعة  بالمائة  للكل.  وهنا  يجب التوضيح أن  هجرة  القوة  العاملة  من إيطاليا  وتركيا  وجمهورية  مولدوفا  تعزى  إلى الروابط التاريخية  وأوجه التشابه الثقافي  بين تلك الشعوب والشعب الروماني  في حين  أن هجرة  القوة  العاملة من جنوب آسيا  هي نتيجة     اتفاقيات العمل  المبرمة  بهذا الشأن.

     تناولت  الدارسة  أيضا  حقوق العمال الآسيويين وظروف العمل  المؤمنة لهم  فضلا  عن أوضاعهم  المعيشية  ومعالمتهم من قبل أصحاب العمل  لا سيما وأن  قانون العمل الروماني يلزم أصحاب العمل على أن  يضمنوا  للعمالة الأجنبية  نفس الحقوق  وظروف العمل  التي يضمنونها  للرومانيين   بما فيها  فترات الراحة والتسهيلات  الاجتماعية والأجور والحماية من التمييز.

    ولكن  على  الرغم  من إلزامية معاملة متساوية   للعمال الأجانب والرومانيين إلا أن  الباحثين    علموا بأن   الاستغلال  في  مكان العمل يمثل   الشكوى  الأكثر  ترديدا في أجوبة المشاركين في الدراسة  من العمال الأجانب  ويمثل أيضا  السبب  الرئيس  وراء  قرار هؤلاء  بالهجرة  إلى بلدان أخرى. أما أكثر الوظائف  عرضة للاستغلال والانتهاكات   فهي خدمات  توصيل الطعام  والعمل في المطبخ في حين  أن  الأكثر تعرضا  للاستغلال   هم   العمال  الذين    لم يحصلوا على  تصاريح العمل أو ينتظرون  إصدارها  .

    أناتولي كوشجوج  منسق الدراسة يعتقد   أن مؤسسات الدولة يجب أن تراقب  مدى التزام  الشركات  التي تجلب  العمالة الأجنبية  إلى  رومانيا  وأصحاب العمل  بالقوانين وأيضا  بالتوجهيات المتعلقة بالمؤهلات والمهارات التي  يجب أن  تتوافر لدى  العاملين :”الوثائق  الصادرة  عن  المفتشية العامة للهجرة  تشير  بوضوح إلى  ضرورة  وفاء  العمال الأجانب  ببعض الشروط  ومن بنيها الحصول على  شهادة   تثبت  اختصاصهم  بهذا  المجال أو ذاك  بالإضافة إلى  ضرورة  اجتيازهم  لاختبار  عملي لمهاراتهم . ومع ذلك  فإن أصحاب العمل  لا يلتزمون  بتلك الشروط  بشكل  كامل .على  سبيل المثال تنص التوجهيات  الرسمية على  شرط التكلم بالرومانية  أو لغة عالمية أخرى  ولكن أصحاب العمل  قلما  يخضعون   المرشحين  الأجانب   لاختبارات  للتحقق  من  وفائهم   بهذا الشرط  بل  يكتفون  ببيان  خطي على المسؤولية الخاصة  يصرحون فيه  بمعرفتهم اللغة  الرومانية  أو  الإنكليوية أو لغة  عالمية أخرى   .

     كما  أن  بعض أصحاب العمل  لا يلتزمون بشرط المهارة  أو التخصص  وهو أمر مستحيل في  دول أخرى  كألمانيا   على سبيل المثال حيث تقوم السلطات   بضبط  عمليات  تشغيل  العمالة  الأجنبية   بشكل صارم  كما تقوم   بمراقبة  مدى التزام  أصاحب العمل  بالقوانين  ولا تسمح  لصاحب العمل  بتشغيل أحد  في منصب  عامل  لحام على سبيل المثال   ما لم  يتأكد من أن الشخص  المعني  مؤهل  لممراسة هذه الحرفة  . الشيء نفسه  ينطبق على  الشروط   المتعلقة  بالحالة  الصحية  للعمال الأجانب  . فهذه الشروط  أدرجتها  المؤسسات  العامة  المعنية  في  التوجيهات الرسمية   لمجرد  الإفلات  والتملص  من المسؤولية  بل لإلقاء المسؤولية  على عاتق الشركات التي تجلب  العمال الأجانب  في حين  أن  المطلوب  من  المؤسسات المعنية  أن  تتولى أيضا  مراقبة   كيفية  ومدى  الالتزام  بتلك  التوجيهات  فضلا عن  معاقبة المخالفين  ومنعهم من  جلب العمالة الأجنبية  إلى رومانيا  . فمجرد كتابة    القوانين  والتوجيهات  لا يكفي واللامبالاة  لكيفية  تطبيق  تلك  القوانين  والتوجيهات  على الأرض   أمر غير مقبول .”

    كيف يقضي العمال الأجانب   أوقات الفراغ  وأين ؟ وما هي الموسيقى التي يستمعون إليها  وما هي  الأعمال العائلية  أوالصغيرة  التي  نشأت في قلب مجتمعهم  من أجل  تسهيل  التواصل  فيما بينهم ؟  في أكتوبر تشرين الأول الماضي  أقامت    الفرقة الأكثر شعبية في سريلانكا حفلة موسيقية  في بوخارست حضرها جمهور  غفير  من  السينهاليين  المقيمين في رومانيا  جاؤوا من جميع أنحاء البلاد وحتى  من مدن بعيدة للاستماع إلى  الفرقة  المفضلة لديهم .

    وفي حي  بانتيليمون ببوخارست أصبح   مطعم  افتتح مؤخرا  للجالية  السينهالية  مركزا  للاجتماعات والفعاليات  الترفيهية . المطعم  مملوك  لزوجين شابين وصلا إلى رومانيا بتأشيرة عمل  وأدركا  ضرورة  افتتاح مطعم سريلانكي  ليكون  ليس  مكانا  لتناول  المأكولات التقليدية  فحسب  بل ليكون  أيضا   مسرحا  لحفلات الموسيقى  الإلكترونية  لمازجي  موسيقى  سينهاليين  وأوروبيين  .

    الوافدون يجلبون  إلى  رومانيا  ما هو أكثر من  اليد  العاملة . إنهم يجلبون الموسيقى والمأكولات والأعمال الصغيرة  ونمط   حياة مختلفا  وعادات  مختلفة ويساهمون  في إثراء الثقافة المحلية بينما يمضون  قدما  في  تعزيز مجتمعهم في رومانيا  .

  • هل تغيرت  ظروف العمل بعد  جائحة  كورونا ؟

    هل تغيرت ظروف العمل بعد جائحة كورونا ؟

    إذا قرر صاحب العمل  فرض  العمل  من  المكتب   حصريا   فإن أكثر من اثنين وثمانين بالمائة من الموظفين  لن يعارضوا   القرار رغم  اعترافهم  بأن  العمل  من المكتب  أقل راحة  من العمل  من المنزل أو العمل الهجين . إنه الاستنتاج الذي توصل إليه استطلاع  للآراء نشرت نتائجه  في  رومانيا   مؤخرا . ففي  عام 2024 بقي  العمل  من المكتب الاتجاه السائد  في سوق العمل بحسب  نتائج  الاستطلاع  الذي  أجري  على عينة  تضمنت  ألفا  ومائة  وثمانية  وستين  موظفا   وخلص إلى  أن  الموظفين  يتكيفون بسرعة  مع العمل  من المكتب مجددا . فقال خمسة  وأربعون بالمائة منهم  إن  العمل  من المكتب   يسمح لهم  بالفصل بين الحياة الشخصية والمهنية  بشكل أفضل  وقال  ثلاثة وخمسون  بالمائة  إن  التفاعل مع الزملاء يمثل السبب  الرئيس  لتفضيلهم  العمل  من المكتب . وقال  أقل من ثمانية  عشر بالمائة من المستطلعة آراؤهم  أنهم سيبحثون  عن  العمل  عن بعد  أو الهجين إذا  فرض عليهم العمل  من المكتب فقط  وسيستقيلون من وظيفتهم  الحالية  .

    تناولنا  هذا الموضوع مع أندرا بينتيكان  مؤسسة مدرسة الموارد البشرية والناشطة  في مجال الصحة العقلية للموظفين . فقالت  أندرا أنها   لا تؤمن بالصيغ  الحصرية: “لا أومن  بالصيغ  التعميمية  والحصرية  لأن  ما يصلح لشركة   قد لا يصلح لشركة أخرى. أما العودة إلى العمل  من المكتب  فأعتقد أنه موضوع حساس  لكثيرين منا  حيث  لاخطت  تعدد  وجهات النظر بشأنه  وفق  الفقاعة التي ينتمي إليها الأفراد الذين  تفاعلت  معهم . فقد  علمت أن  في بعض الشركات  جاء  اقتراح العودة إلى العمل من المكتب  من الموظفين  أنفسهم  ولكن في شركات أخرى ازداد عدد الاستقالات  بعد فرض العمل من  المكتب وانخفضت معنويات الفريق بشكل كبير. أعتقد أن أهم  من معرفة  رأي الموظفين  في نظام  العمل الذي يفضلونه  هي معرفة   الاحتياجات الحقيقية  لفريق العمل  . ولكن  هذه الاحتياجات  قد  لا يفهمها   الموظفون بشكل صحيح  لذا  فأعتقد  أننا نحتاج  في المقام الأول إلى تقييم دقيق  لاحتياجاتهم الحقيقية .”

    يقول  المختصون  إن  العمل من المكتب  أصبح  اتجاها سائدا في سوق العمل  لعدة أسباب ومن بينها أن   مظهر المكاتب  أصبح   أجمل  وظروف العمل  في تحسن مستمر  . لكن هذه التغييرات الإيجابية  لا  تنسحب  على كل الشركات  .

    من جانب آخر  تقول أندرا  أن  تجربة   الإغلاق  إبان  جائحة  كورونا  زادت من سرعة تكيف  الموظفين مع  الظروف الجديدة . أندرا بينتيكان:”إذا فرض  علينا  الإغلاق مجددا   اعتبارا  من يوم  غد  فأعتقد  أن قرار العودة إلى العمل عن بعد  سيتخذ بسرعة  نظرا  للخبرة التي  اكتسبناها  أثناء  جائحة  كورونا  لا سيما وأن  رومانيا  كانت  واحدة  من الدول الأوروبية  التي  اتخذت  قرار الإغلاق  والعمل  عن بعد  أثناء الجائحة  بشكل عاجل  بخلاف  دول   أوروبية  أخرى . وحقيقة أن البنية التحتية للإنترنت جيدة جدا في رومانيا  ما سمح  لنا  بالعمل  من المنزل بفعالية . لذا فإذا  تكرر هذا  السيناريو  مرة أخرى   فأعتقد  أن   أداءنا  سيكون  أفضل  من  المرة  السابقة .”

     

    التغييرات  التي شهدتها  بيئة العمل  وخاصة المكاتب  منذ جائحة  كورونا  ليست متجانسة . فقال نحو ستين بالمئة  من  المستطلعة أراؤهم  إن   مكاتبهم  لم تتغير من حيث المظهر أو المساحة  خلال  السنوات الأربع الماضية  بينما قال   أكثر من  أحد عشر بالمائة  من الموظفين  أن  مساحة  المكتب  انخفضت. واشتكى  حوالي ثمانية بالمائة من  التسهيلات المقدمة  لهم وهي أقل  حاليا  مما كانت عليه قبل الجائحة . وقال  أكثر من  واحد  وسبعين  بالمائة  من المشاركين في الدراسة أن الشركة التي يعملون فيها لم تنقل  مقرها الرئيسي  إلى مكان آخر  خلال السنوات الأربع الماضية  فيما  قال  ثلاثة عشر بالمائة   فقط أنهم يعملون الآن في مقر جديد أكبر وأفضل تجهيزا . وقال  ما يقارب سبعة  وعشرين  بالمائة من المشاركين  أن  مساحة  المكتب ليست  مناسبة  لتلبية احتياجات الفريق  وقال  أكثر من  ثلاثة وثلاثين  بالمائة  أن عدد التجهيزات  في المكتب  قليل جدا .

    لقد شهد الكثير منا على  مدى  السنوات الماضية   نقل الشركات  لمكاتبها إلى مبان أخرى  وذلك على  خلفية  زيادة  الاهتمام  بالمباني المستدامة التي تتسم  بتكاليف أدنى  للمرافق العامة  فضلا عن  إمكانيات عديدة   لتكييف الاستهلاك  مع  احتياجات  فريق العمل . وبموازاة  ذلك  تراجع  الاهتمام  بالمباني الواقعة  في   المناطق التاريخية   وفي وسط  المدن  الكبيرة  رغم جمالها    لحساب  مناطق آخرى  وإن كانت  أقل  جمالا  وأكثر بعدا  عن  وسط  المدينة ولكنها أكثر جاذبية من حيث التكاليف . كما أن  مراكز المكاتب الجديدة  تتميز بتصميم معماري  مبتكر وجذاب .

    ولكن هل هذا حقا  أهم  ما يحتاجه الموظفون ؟ أندرا بينتيكان  من جديد  :”السلامة والراحة والموارد في مكان العمل هي العناصر الأساسية التي  تكفل  حسن سير العمل  إلا أنها غير كافية في عالم اليوم. نريد موظفين متمكنين ونريدهم  أن يحققوا  مستوى  عاليا  من الأداء  والابتكار لمساعدة الشركة  على  مواجهة  المنافسة الشرسة في السوق. ولكن قد يكون من المناسب أن نتساءل أولا  عولا  ما إذا كانت البيئة التي يعملون  فيها  بما فيها  المساحة  المكتبية والتصميم والتجهيزات  المكتبية  كفيلة بخلق  الظروف المواتية  جسديا وذهنيا  ليحققوا المستوى  العالي من الأداء الذي نتوقعه منهم. فتصميم  المكتب  لا يجب  أن ينم عن الميل إلى  الترف   بل يجب أن يخلق   الظرواف المواتية  لتجربة غامرة في مكان العمل من شأنها  أن تدخل  الموظف في حالة  التدفق  الذهني بسهولة . ولكن بينما نتحدث عن  خلق  الظروف المواتية لإدخال الموظفين  في حالة  التدفق الذهني  من خلال التصميم الداخلي  للمكتب  وما إلى ذلك  لا نسنى  أنه توجد في رومانيا  مكاتب لا تتوفر  فيها   التدفئة  في الشتاء  فما بالك  بتوفيز القهوة  للموظفين . لذلك أقول  إنه ينبغي علينا أن  نهتم   في المقام الأول بضمان راحة  الموظفين على أن  نمضي فيما بعد قدما في تحسين ظروف  العمل باستمرار .”

    مفهوم  حالة  التدفق الذهني   الذي طرحه  عالم النفس  ميهالي تشيكسنتميهاي   يشير إلى   الاستغراق الكامل   للموظف  في  العمل  الذي  يقوم به والتركيز عليه   لدرجة  التماهي  معه .

    تفضيل الموظفين للعمل   من المكتب  مرتطب  أيضا  بعوامل أخرى  مثل  العمر . فمن الواضح أنه كلما  صغر  عمر الموظف   تزيد  رغبته  في الخروج من المنزل. أما كبار السن  فيفضل البعض العمل  الهجين  ويفضل البعض الآخر   العمل   من المكتب  لأنه  يجبرهم  على  الخروج  من المنزل  والبقاء  نشطين .

  • كيف نقي أنفسنا من  الهندسة الاجتماعية ؟

    كيف نقي أنفسنا من الهندسة الاجتماعية ؟

    أعلن  الاتحاد الأوروبي شهر أكتوبر  تشرين  الأول  من كل  عام  شهر الأمن السيبراني. وفي  دورة  هذا العام  ركز الاهتمام   على  الهندسة الاجتماعية التي  يعتبرها المختصون  تهديدا  سيبرانيا   متناميا  يواجهه   الأوروبيون   كافة بما فيهم  الرومانيون  في   حياتهم  اليومية.  فالتصدي  لهذا التهديد    يتمثل بحسب  المختصصين في   حسن  الاطلاع   على كل ما  هو  جديد  في مجال  الأمن  السيبراني فضلا عن اتخاذ التدابير الاحترازية الأساسية   التي  تجنبنا   الوقوع  في مصيدة  القراصنة  والمهاجمين.

     

    الممارسات والتقنيات   التي   تكون  الهندسة الاجتماعية هي  الإغراء والادعاء والتذرع  والتصيد الاحتيالي وانتحال الهوية وطلب الفدية ويستخدمها  المجرمون أو عصابات  الإجرام  مستغلين   نقاط الضعف النفسية للضحايا المحتملين بهدف  الوصول إلى المعلومات الحساسة أو سرقة البيانات أو الأموال. فتقنيات  الهندسة  الاجتماعية  لا  تعتمد  على  المعولمات  والمهارات  التقنية بقدر ما تعتمد  على معرفة   السلوك البشري  وإتقان أساليب  التلاعب.

     

     المجرم  الذي يستخدم  تقنيات الهندسة  الإجتماعية يتظاهر بأنه شخص أو مصدر موثوق به ويستخدم  تقنيات  الإقناع  ومختلف  الحيل  للحصول على كلمات المرور أو التفاصيل حول الحسابات المصرفية  أو للوصول إلى الأجهزة  والشبكات. فإذا  انطلت  الخدعة على    الضحية  يشجعها  المهاجم على تقديم البيانات   الشخصية أو الحساسة أو  على  زيارة موقع إلكتروني زائف  أو تثبيت برامج ضارة يمكن أن تعطل حاسوبه  أو حتى تسيطر عليه.

     

    إحدى  أكثر الطرق  استخداما  من قبل  المجرمين   لسرقة البيانات الحساسة هي البريد الإلكتروني الشخصي. لكن المهاجمين  باتوا  يفضلون  الشبكات الاجتماعية  على البريد الِإلكتروني بحسب   ميهاي روتاريو-  مدير التواصل في المديرية الوطنية للأمن السيبراني  الذي قال في  حديث   لراديو رومانيا:

    “للأسف بات  المهاجمون يستخدمون هجمات الهندسة الاجتماعية بشكل متزايد  في الآونة الأخيرة  ويفضلون  الشبكات الاجتماعية  ووسائل التواصل الاجتماعي على البريد  الإلكتروني لأنها أقل تكلفة  ولا تحتاج إلى   استضافة  موقع تصيد احتيالي وصيانته ودفع  أجور المختصصين   الذين يقومون  بصيانته  ودعمه على  الإنترنت  بل  يمكنهم ببساطة اختراق حسابات  مستخدمين معينين على شبكات التواصل الاجتماعي  لنشر  منشورات   تحتوي  على فخاخ ومحاولات احتيال.”

     

     التصيد الاحتيالي  يعني  أن  المهاجم يرسل  رسالة  إلكترونية أو رابطا خادعا  إلى موقع إلكتروني  زائف  لإقناع المتلقي  بتقديم  بيانات بطاقة الائتمان وغيرها من المعلومات الشخصية والحساسة  . ويمكن  ممارسة  التصيد الاحتيالي أيضا عبر المكالمات الهاتفية. كما  يستخدم المجرمون برامج الفدية   لتهديد  الضحايا  بالكشف عن معلومات حساسة أو تعطيل أجهزتهم  إذا لم يدفعوا  المبلغ المطلوب .

     

    ما هو  الدافع  وراء استخدام  تقنيات  الهندسة الاجتماعية .أنه   المال. ولكن ليس   المال  فقط! ميهاي روتاريو مرة أخرى: ” المجرمون يحاولون الوصول إلى أجهزتنا أو حساباتنا من أجل  سحب المال مباشرة من الحساب الشخصي . أما إذا فشلوا  فيحاولون استخراج  عدد كبير من  البيانات الشخصية والبيانات المالية والبيانات الحساسة وبيانات  إثبات الهوية  وما إلى ذلك  لأنها  بيانات لها  قيمتها  في السوق السوداء وبالتالي  فيمكنهم  بيعها. كما  يمكن للمهاجمين  تبادل هذه البيانات مع بعضهم البعض  ما يمكنهم    من  استهداف  عدد أكبر  من المستخدمين  فيما  بعد  بواسطة  فخاخ   منصوبة  على  الإنترنت. أما إذا كان  الهجوم  ناجحا  فإن  المهاجمين  سيدرجون  اسم   المستخدم المعني  في   قائمة المستخدمين    الذين يقعون  في الفخ  بسهولة  ويدفعون  الفدية ولا يتوخون الحذر ويقدمون  بياناتهم الشخصية  بسهولة   وذلك  لاستهدافهم  مجددا  في  مهجمات أخرى  في  المستقبل .ʺ

     

    عندما نريد عبور الشارع  ننظر  أولا  إلى اليسار وإلى اليمين إلى لون إشارة المرور وهي أعمال   روتينية  نقوم  بها  دائما  أثناء  تواجدها  في الشوارع  العامة . فالمستحسن أن نكتسب سلوكا  روتينيا  مماثلا كلما  تواجدنا  في الفضاء  الافتراضي   بحسب  مدير التواصل   في المديرية الوطنية للأمن السيبراني ميهاي روتاريو: “يجب أن نتحلى باليقظة والصبر  أثناء استخدام الإنترنت  كما  يجب أن  نستخدم  التفكير المنطقي  في  معالجة   الرسائل التي  نتلقاها عبر الإنترنت. أيضا  دعونا   نعتاد على معالجة  تلك  الرسائل بتأن وألا  نستعجل  ونحن نعلم  أن سرعة  معالجة  المعلومات  في الفضاء  الافتراضي  تزيد بكثير عن سرعة  معالجتها  في الحياة الواقعية . لذلك  دعونا نحقق من شرعية  وصحة  كل  ما يصلنا عبر الإنترنت  قبل  الشروع في أي أعمال من شأنها أن  تسمح  للقراصنة  باختراق بياناتنا وتعطيل  أجهزتنا “

     

    بعبارة أخرى    إذا كان العرض  الذي  نتلقاه عبر الإنترنت  غريبا  أو مغريا  لدرجة يصعب تصديقه  فعلينا أن  نحلل  الأمر بتأن  وألا  تستعجل   لكي لا  نقع  في  فخ المحتالين .  كما علينا  أن  نمتنع  عن  النقر على  الروابط   المرسلة إلينا   أو فتح الرسائل الإلكترونية  التي  وصلتنا   من مصادر غير معروفة. وعلينا  أن  نمتنع عن تقديم   البيانات الحساسة مثل كلمات المرور أو بيانات  بطاقات الائتمان أو البيانات الشخصية الأخرى . ويجب أن  نتحقق  من هوية الشخص أو الجهة التي تطلب  تلك  المعلومات . وسيلة   فعالة  للوقاية  من  التصيد الاحتيالي  هي  كلمات المرور القوية.  أما إذا  وقعنا  ضحية لمجرمي الإنترنت  فعلينا  إخطار السلطات  المختصة  وتغيير كلمات المرور وفحص أجهزة   الحاسوب  للكشف عن  البرامج الضارة  فضلا عن تنبيه الأصدقاء أو الزملاء.